ضوء سطع من جسدي وقام بإحاطته ، فور إحاطته بدأ التفكيك جسدي على المستوى الذري و بعد ذلك فقدت الإحساس بجميع أعضائي و كامل وعيي.
لم أعرف كم مر من الوقت بعد فقداني لوعيي، لكن فورما فتحت عيني وجدت نفسي في عالم مظلم قبل أن يظهر نور ساطع أمامي .
" أوووووووه "
صوت أصدرته نتيجة لتحملي الألم القاتل في جميع أنحاء جسدي ، واصلت الإستلقاء على الأرض لمدة طويلة قبل أن يبدأ الألم في الإختفاء و أستعيد قدرتي على تحريك جسدي .
بعد استعادة القدرة على الحركة ، نظرت حولي وجدت نفسي في زقاق مظلم ، بدأت في تحليل المكان من حولي لكن لم أجد شيئا مألوفا بالنسبة لي .
"هل عدت ؟"سألت النظام بتلهف للإجابة ،
[ نعم ، المضيف حاليا في منطقة آنفا بالدار البيضاء ]
[ العام : 2027 ]
" لقد مرة سبعة سنوات لكن بالنسبة لي عمري الحقيقي تجاوز الألف سنة ، حسنا هذا لا يهم حاليا ، يجب علي البحث عن المنزل "
في الحقيقة ، ظننت بعض الأحيان أنه مرة آلاف السنوات وأنا محتجز ، لذلك اعتقدت أنه على الأقل ستمر 15 عام على إختفائي و قد اعتقدت أنني لن أرى عائلتي مجددا ، لكن بما أنني إكتشفت أنها لم تمر سوى 7 سنوات من إختفائي فهذا مطمأن ، فإن هناك فرصة كبيرة لعيشهم في المنزل السابق.
غادرت الزقاق للبحث عن معلومات عن موقع منزلي ،
"همممم ، لو مرت سبع سنوات فقط ، فهذا يعني أن عمري الجسدي 25 سنة . مما يعني أن أمي و أبي في الخمسينات من عمرهم .
"أثناء التفكير بعائلتي ، بدأ قلبي بالخفقان بشدة ، فواحد من أسباب التي دفعتني إلى تحمل ألاف السنين في تلك الحلقة الزمنية الجحيمية هو رغبتي في رؤية عائلتي مجددا .
" أظن أن أختي سارة صابر سيكون عمرها 22 سنة ههههههه "
ألكسندر بدأ بالإبتسام قليلا هو يفكر في أخته ، يجب أن تكون تتكبد عناء الإعتناء بوالدي بدلا مني ، حسنا سأعتني بهم من اليوم فصاعدا .
قمت بالخروج إلى شارع كبير ، جميع من مر بجانبي بدأ بالتهامس بشأني ، لغرابة تصرفاتي التي تدل على فرحتي ولكني لم أعرهم أي إهتمام .
أمسكت بيد واحد من المارة ثم سألته
" هل تعرف أين هو دوجو محمد "
" آه ، هل تتحدث عن محمد ثابث صاحب دوجو التفوق ؟ إذا كنت تتحدث عنه فقد أصبح صيادا من الفئة A في نقابة المغرب الكبير ههههه ، إنه شخص عظيم في بلدنا ، لقد تخلى عن الدوجو لصالح تلميذه ياسر ، بعد إختفاء تلميذه الأول "
"لم أفهم نصف ما قاله هذا الشخص ، لكني إستنتجت أنه أصبح نوعا من المشاهير ، هل يمكن أن يكون ممثلا لدولة المغرب في رياضة السيافة ، و أيضا ياسر أصبح مدير الدوجو ههههه، حسنا بعض الأشياء تغيرت في هته السنوات "
توجهت نحو الدوجو ، تسألت هل سيكون هناك شخص يتدرب في هته الساعة المتأخرة ، حيث أن الوقت حاليا هو الثامنة مساءا .
نظرت نحو الدوجو و وجدت الضوء منارا
" يجب أن يكون هناك شخص يتدرب في الداخل ، لنلقي نظرة "
دخلت بابا ذكرني ببعض الذكريات السارة و المؤلمة ، صرامة مدربي ، تدريبي المجد ، دخولي في الحلقة ، عذابي النفسي ؛نظرت إلى وجه مألوف إكتشفني بسرعة وحدق في وجهي ؛
" أنت ما زلت على قيد الحياة يا ألكسندر ؟!"
صديق طفولتي ياسر ميمون كان مصدوما للغاية بعد ظهوري أمامه ، فبعد حادثة إنفجار الخنادق قبل سبع سنوات فإن العديد من الأشخاص فقدوا حياتهم و الجميع كان يظن أن ألكسندر واحد منهم .
وبالرغم من صدمة ياسر ، ظل ألكسندر ساكنا في مكانه يراقبه بصمت ، فبعد نسيانه لهذا الزميل في الحلقة الزمنية اختفى ياسر من ذلك العالم ، لذلك أحس ألكسندر أنه لم يره إلا بعد مرور ألاف السنوات .
"من الجيد أنك بخير ، أرى أنك تعتني بالدوجو كالعادة ، هل يمكنني إستعارة هاتفك للإتصال بأهلي "
بقي ياسر ينظر إلى وجهي بتجهم كأنه رأى شبحا ؛
" ما الخطب ؟؟ هل إشتقت إلي ؟"
" بحق الله ، تكلم "
بدأت الدموع تنهمر من خد ياسر وبدأ يعانقني و هو يقول :" لقد مر وقت طويل "
بعد الإنتهاء من لم الشمل ، قام ياسر بالإتصال بأختي مباشرة نظرا لتغيير أمي لرقم هاتفها ، ليواصل الهاتف الرنين لمدة طويلة .
بينما أنا أفكر في مختلف الأشياء ؛هل سأسمع صوت أختي ؟ كيف حال أبي وأمي ؟ بينما كانت هته الأفكار تدور في عقلي فإن الرنين إنتهى و امرأة ردت على الهاتف ؛
[ نعم ]
تحدث ياسر بنبرة محترمة ؛
" لقد مر وقت طويل أختي سارة ، أنا ياسر هل تذكرينني ؟ أنا صديق أخيك في الدوجو "
[ نعم أتذكرك ، الأخ ياسر ]
الصوت الأخر بدأ يرتجف و في نفس الوقت بدأت أتذكر صوت أختي ، بينما بدأ قلبي بالخفقان بشدة ؛
[ إذا ما الأمر ؟ أنا أعمل حاليا ، هل يمكنك التطرق للموضوع ؟ ]
قلبي بدأ يخفق بجنون من شدة المشاعر بعد سماعه لصوت أخته بعد ألاف السنين ، مشاعر الحنين و الشوق بدأت تطغى علي ؛ أخدت الهاتف بسرعة من يده قبل أن يكمل حديثه ؛
" أختي .........."
[.... ]
من الرغم من عدم سماعي لأية كلمة من الهاتف ،إلا أنني إستطعت أن أفهم مدى درجة إنصدام أختي بعد سماعها لصوتي
." أيتها الصغيرة ، لقد مر وقت طويل أنا ألكسندر "
[أخي مات قبل وقت طويل ، لذلك هل هته مزحة أم ماذا ؟؟]
" تشاجرت معك قبل إختفائي بيوم حول أهمية دروس التزلج بالنسبة لك ، مما جعلك تبكين الليل بأكمله ، أرى أنك أصبحت ناضجة "
[... ]
[ أخي ....]
صوت بكاء أختي كان على وشك أن يدفعني أنا الأخر للبكاء ، لكن لم أسمح لنفسي أن أبكي أمام زميلي ، خصوصا أني أكبر منه بألاف السنوات .
" لقد عدت "
[......... ]
صوت البكاء من الجهة الاخرى قد أزداد بشدة .
"هل سأتي ﻻقلالي أم ماذا ؟؟ "
[ حالا ، سأصل في غضون نصف ساعة ]
تنهدت وقمت بإغلاق خط الهاتف ؛بدأت بأخد جولة حول المكان ، لاحظت التجديدات على مستوى القاعات ، فكرت في القيام ببعض التمارين كالأيام الخوالي ، حملت سيفا خشبيا تم بدأت في التلويح به ؛
[ ذكريات امبراطور السماء : مهارات السيف ]
منذ أن إنتهى تزامني ، أصبحت أحس أن قدرات سيفي تتطور مع ارتفاع مستوى مهارتي ، لكن حاليا لا يهمني النظام ، ما أريد سوى لم الشمل مع أسرتي .
بعد أربعين دقيقة ، دخلت فتاة في منتصف عشرينياتها بعد نزولها من سيارة الأجرة إلى الدوجو مسرعة ؛نظرت إليها بابتسامة كبيرة على وجهي تم قلت :
" أختي...."