بعد ساعات من السير عبر أنفاق الزون المظلمة، وصل فيكس وكيرا إلى بوابة معدنية ضخمة، صدئة لكنها لا تزال ثابتة في مكانها. كانت الرطوبة تسود المكان، والهواء محملاً برائحة الزيت والمواد الكيميائية.

وقف فيكس أمام البوابة، يتفحصها بعين الخبير. كانت التفاصيل تشبه شيئًا مألوفًا له من عالم رونتيرا. همس لنفسه:

"هذا التصميم... لا يمكن أن يكون خطأ. يبدو مثل مختبر سينجيد."

"سينجيد؟ من هذا؟" سألت كيرا وهي تراقب ردة فعله.

نظر إليها بجدية وقال:

"سينجيد ليس مجرد عالم. إنه أحد أخطر العقول في رونتيرا. إذا كان هذا مكانه، فإن الدخول إليه ليس فكرة جيدة على الإطلاق."

"إذا كنت تعرفه جيدًا، فهذا يجعل الأمور أسهل. أليس كذلك؟"

ابتسم بسخرية وقال: "نعم، إذا اعتبرت محاولة البقاء حيًا أسهل."

---

الدخول إلى المختبر

أمام البوابة، لاحظ فيكس لوحة تحكم قديمة بجانبها. مرر يده عليها، وهو يحاول تذكر التفاصيل من اللعبة. ضغط على بضعة أزرار، ثم همس لنفسه:

"إذا كان هذا يعمل بنفس الطريقة التي أتذكرها، فسيكون هناك رمز أمان... وها هو!"

فجأة، فتح الباب ببطء، وكشف عن ممر طويل مليء بالأنوار الخافتة. الجو داخل المختبر كان مختلفًا: هدوء مطبق، وصدى خطواتهما يتردد كأنه يراقبهما.

"النظام، هل لديك أي فكرة عن هذا المكان؟"

"التقنيات هنا قديمة لكنها متقدمة. هذا المكان يحتوي على معدات هيكستيك متطورة، وربما أسرار لا يجب اكتشافها."

"رائع. هذا ما كنت أحتاج إلى سماعه."

---

لقاء سينجيد

تعمقا أكثر داخل المختبر، وبدأت الأصوات الغريبة تملأ الأجواء. آلات تعمل بصمت، وصوت قطرات سائلة تتساقط في مكان ما. لكن فجأة، ظهر أمامهما رجل طويل القامة، وجهه مغطى بقناع غريب، وملابسه ملوثة بمواد كيميائية.

"أوه، زوار غير متوقعين." قال بصوت هادئ لكنه يحمل تهديدًا ضمنيًا.

"سينجيد..." همس فيكس لنفسه.

نظر سينجيد نحو فيكس، ثم كيرا، وقال: "أنتم لستم من الزون السفلي. ماذا تريدون من مختبري؟"

خطت كيرا خطوة للأمام وقالت: "نحتاج إلى مكان آمن لإخفاء شيء مهم. ظننت أن مختبرك سيكون مناسبًا."

ضحك سينجيد بصوت منخفض. "آمن؟ في الزون؟ من السذاجة أن تفكروا أن هناك مكانًا آمنًا هنا."

"سينجيد، أنا أعرفك." قال فيكس، متجاهلاً تحذيرات كيرا. "أنت لست شخصًا يتجاهل قوة مثل نواة الهيكستيك. أنت تعرف قيمتها."

توقف سينجيد للحظة، ثم قال: "أعرف قيمتها. لكنني أعرف أيضًا خطرها. ماذا يجعلني أساعدكم؟"

---

مساومة خطيرة

"سينجيد، لديك سمعة في استخدام ما هو خطير لتطوير أبحاثك." قال فيكس بثقة. "إذا ساعدتنا، يمكننا أن نترك لك فرصة دراسة النواة... لكن بشروطنا."

ابتسم سينجيد بخبث وقال: "شروطكم؟ أنتم في موقفي الآن، يا فتى. لكنني سأستمع."

تقدمت كيرا وقالت: "النواة ستبقى ملكنا. لا تلمسها إلا إذا سمحنا بذلك. وفي المقابل، سنساعدك في صد أي تهديد يصل إلى مختبرك."

"صفقة مثيرة." قال سينجيد. "لكنني أريد شيئًا آخر. أريد دراسة هذا الشاب." وأشار إلى فيكس.

"أنا؟ لماذا أنا؟" قال فيكس وهو يخطو للخلف.

"قوتك ليست طبيعية. السحر الذي تستخدمه يتجاوز أي شيء رأيته من قبل. إذا أردت مساعدتي، عليك أن تكون جزءًا من أبحاثي."

"النظام، هل هذا يبدو سيئًا كما أعتقد؟"

"أسوأ."

---

التطور إلى مستوى جديد

بعد لحظات من التردد، وافق فيكس بشرط أن تكون تجارب سينجيد محدودة. بدأ سينجيد بتوصيل أجهزة غريبة بجسد فيكس، تحلل طاقته وتعرضها على شاشات ضخمة.

"رائع..." قال سينجيد وهو يتأمل النتائج. "طاقتك الكامنة ليست مجرد سحر. إنها مزيج من شيء آخر. شيء... غير مستقر."

"غير مستقر؟ ماذا يعني ذلك؟" سأل فيكس بقلق.

"يعني أنك لست إنسانًا عاديًا. هذا النوع من القوة لا يمكن أن ينشأ طبيعياً. هناك شيء ما بداخلك يمنحك هذه القدرة. وإذا لم تتعلم السيطرة عليه، فسوف يدمر جسدك بمرور الوقت."

شعر فيكس بتوتر يتزايد داخله، لكن قبل أن يتمكن من الرد، بدأت الأجهزة تومض بألوان غريبة. فجأة، شعر بطاقة هائلة تتدفق داخله.

"ماذا يحدث؟!" صرخ وهو يشعر بالألم يزداد.

قال النظام: "إنه تطور. جسدك يدفع طاقتك إلى مستوى جديد. تحمل الألم!"

بعد لحظات من الألم الشديد، هدأت الأجواء. وقف فيكس ببطء، لكنه شعر بشيء مختلف. كان جسده أقوى، وطاقته أكثر استقرارًا.

"تصنيفك الآن: نحاسي. لقد تجاوزت حدودك السابقة." قال النظام.

نظر سينجيد إليه باهتمام وقال: "هذا مجرد بداية. إذا كنت تريد النجاة في الزون، عليك أن تدفع نفسك أكثر."

---

خطر يقترب

بينما كان الثلاثة يتحدثون، ظهرت إشارات على شاشات المراقبة في المختبر. كانت مجموعة من الأنياب السوداء تقترب بسرعة.

"يبدو أن أصدقاؤكم وجدونا." قال سينجيد بنبرة ساخرة.

نظرت كيرا إلى فيكس وقالت: "هل أنت مستعد لاختبار قوتك الجديدة؟"

أجاب فيكس بابتسامة واثقة: "دعينا نكتشف."

2024/11/18 · 16 مشاهدة · 684 كلمة
Brawleyad
نادي الروايات - 2025