في قصر كبير فخم تجلس امرأة جميلة في الثلاتنيات على عرش مذهب و امامها جمع كبير من الاشخاص .
صرخت قائلة
" اخبروني كيف حصل هذا اخبروني "
" ارفعوا رؤوسكم يا وزرائي و اجيبوني "
" تكلموا "
احنى جميع الحاضرين رؤوسهم و لم يجرؤ احد على الرد عليها .
جلست المرأة على عرشها و هي تفكر و نفسيتها منكسرة مما حصل .
" فقط لو علمت ان هذا ما سيحصل لما هاجمت الإمبراطورية الشمالية . لكن لماذا لقد كنا دائما ما نهاجمهم لإختبار عمق المياه لكن الامر لم يتطور أبدا إلى شيء كهذا من قبل "
تهيجت ملامحها بشدة و هي تفكر
" هل يمكن ان تسقط الإمبراطورية في عهدي لا لا لا لا لا اريد ذلك لا لن اسمح بذلك ابدا ارثي و ارث اسلافي سأكون السبب في ضياعه لا لماذا لماذا حصل هذا "
" جلالتك يجب علينا أن ننطلق فجيش العدو يقترب و لا يمكننا ان نسمح له بالقبض عليك " دخلت امرأة ترتدي درعا فضيا بسرعة قائلة .
نظرت الملكة نحو فارستها .
" رين كيف تجرؤين على التكلم معي هكذا هل تريدينني انا الملكة ان اهرب و اترك مملكتي تهلك هكذا و اعيش حياتي كلها متخفية كالفئران . لا لن يحصل هذا "
" جلالتك لا بد ان تنجي انت على الاقل حتى لو هلكنا لا بد لك ان تعيشي "
صاح الحاضرون ايضا
" نعم جلالتك "
" اترجاك جلالتك أهربي "
" جلالتك ارجوك "
صاحت الملكة و يبدوا من ملامح وجهها الثأتر
" يكفي لن اهرب و اترككم سأبقى و اقاتل معكم حتى النهاي-"
قاطعتها الفارسة رين " سيدتي ارجوك لا تخذلينا "
ثم انحنت و تبعها الحاضرين و
انحنوا كلهم معها نحو الملكة .
" جلالتك ما دمت انت حية و موجودة فهنالك امل في استعادة الإمبراطورية و إعادة انعاشها "
" نعم جلالتك "
" ارجوك جلالتك "
…
..
.
استمر اقناع الوزراء للملكة قليلا حتى توافق على الهرب .
" رين حتى لو اردت ان اهرب فالممر السري في القلعة لا يمكن استخدامه فهو يؤدي الى مكان تواجد العدو و كل ما سأفعله هو انني سأسرع بتسليم نفسي فقط "
" جلالتك اطمئني لدي خطة للهروب "
بعد قليل خرجت شخصيتان من احد الأبواب الجانبية للقصر الملكي . ثم توقفت إحدهما قليلا و هي تنظر الى أعمدة الدخان المتصاعدة من المدينة و اصوات الخيول و الصراخ .
امسكت الملكة بقبضتها بقوة
" الإمبراطورية الشمالية سأتأكد من ان اعيد لكم دين الدم هذا "
" جلالتك فلننطلق "
" نعم رين اسفة شردت قليلا "
" سيدتي الممر الذي سنستخدمه موجود في قصر احد النبلاء هنا "
دخلت الفارسة رين و ورائها الملكة الى قصر خالي .
" يبدوا ان اصحابه قد هربوا "
" نعم سيدتي فالنبيل صاحب القصر قد استخدم الممر للهرب هو و عائلته بعد ان اخبرني بالطريق "
توجه الاثنان نحو القاعة المركزية للقصر .
ما ان دخلوا حتى وجدوا شخصية سوداء تجلس على كرسي .
" رين يبدوا أن أحد الاشخاص لازال في القصر و لم يهرب "
وقفت الشخصية السوداء ثم نطقت بصوت خشن قليلا " رقم 76 احسنتي "
انحنت الفارسة رين نحوه " نعم سيدي شكرا لك "
نظرت الملكة بذهول نحو رين و انحناءها نحو هذا الشخص الغريب .
" رين ما هذا ما الذي يحصل "
تغيرت ملامح الفارسة للبرودة و اللامبالاة في لحظة و لم تجب الملكة .
" رين اجيبيني تكلم-"
قاطعها الشخص قائلا " يمكنك الانصراف الان 76 "
غادرت الفارسة بسرعة كبيرة غير مرئية .
" رين انتظر-"
حاولت الملكة اللحاق بها لكن اكتشفت ان جسدها متيبس و لا تستطيع التحرك ابدا .
" حسنا اولا مرحبا بك ايتها الملكة جورجيا "
نظرت جورجيا نحو الشخصية امامها بذهول و خوف خصوصا بعد عدم قدرتها على التحرك فالمجهول دائما كان مصدرا للجاذبية و الخوف .
" سيدي من انت " قالت بإحترام .
دهش ارون من ردة فعلها فقد توقع ان تفقد ذهنها و تغضب في هذا الموقف و فكر في قلبه " يبدوا ان ملكتنا الصغيرة ليست غبية تماما " .
" من انا فهذا لا يهم لكن ما اريدك ان تعرفيه انني السبب في وضعك الحالي و ايضا انا من امرت بالهجوم و إسقاط امبراطوريتك "
" حقا سيدي "
اجابت الملكة و ملامح وجهها منكسرة و يبدوا عليها الانهيار العقلي .
تعجب ارون منها قليلا فقد توقع ان تتصرف بعنف خصوصا بعد ان سمعت كلماته الاخيرة .
" ماذا الست تريدين الانتقام من سبب كل ما حصل معك انا اقف امامك كما تعلمين يمكنك المحاولة و اعدك بأنني لن أدافع عن هجومك الاول " طبعا ارون يتظاهر فقط لإختبارها و الا اذا هاجمته حقا فسيقضي عليها . لن يعرض ارون نفسه ابدا للخطر حتى لو كان متيقنا من ان خصمه مجرد نملة مقارنة به .
ألقى بأحد السيوف المعلقة على الحائط نحو الملكة و حررها من قوته الذهنية التي جمدتها .
نظرت الملكة نحو السيف و انحنت قليلا كأنها ستأخذه ثم انهارت على الارض و يبدوا عليها فقدان الامل .
" ارجوك هل يمكنك قتلي فعلى الأقل اريد ان اموت بأيدي عدو مثلك الأمر يستحق أن تكون نهاية عائلتي الملكية عليك على الاقل "
سكت ارون قليلا ثم قال " هل حقا لا تريدين الانتقام "
" ليس الامر كذلك ابدا لكنني لست غبية لدرجة أنني اظن ان بإمكاني الانتقام "
" ماذا تقصدين "
رفعت وجهها و الدموع تنهمر منها قائلة " سيدي مما رأيته حتى الان انك تملك قوة مطلقة و تعلم انني حتى لو هاجمتك فلن تتغير النتيجة ابدا و ايضا بعد ان فكرت في كيف يمكنك ان تأمر الإمبراطورية الشمالية للهجوم و كيفية هزيمتهم لنا بسرعة كبيرة كسكين ساخن يمر عبر الزبدة و زرعك الجواسيس حولي في قصري فلا اضن انني املك حتى املا في المقاومة "
سكتت قليلا ثم اكملت " لذا بعد جمعي لكل هذه القرائن فالامر واضح "
تعجب ارون كثيرا بحكمة الملكة امامه و طرأت عليه فكرة .
" ايتها الملكة . لا جورجيا انا اريدك "
رفعت الملكة رأسها بمفاجأة " سيدي ماذا تقصد "
" هل تقبلين ان تكوني خادمتي . انصحك بالتفكير في عرضي بجدية فأنا لن أعيده مرة ثانية و اظن انها فرصة كبيرة في حياتك "
سكتت الملكة قليلا ثم قالت " سيدي اذا وافقت هل تستطيع ان تمنحني طلبا "
اجاب ارون " جورجيا فلتنسي الأمر فسبب تدميري لإمبراطوريتك لانه ينفعني و ليس أمرا يتعلق فقط بإنتقام الإمبراطورية المقدسة "
احنت رأسها قليلا " هكذا سيدي "
" حسنا لا يمكنني ان اتوقف او اتراجع عن الامر لكنني استطيع تأخير التدمير قليلا لمدة شهر حتى يستطيع ان يهرب اكبر قدر ممكن من الاجئين نحو الإمبراطورية المقدسة و اعدك بأن يتم استيعابهم و ان لا تتم إساءة معاملتهم هذا اقصى ما استطيع تقديمه لك . اذا اجيبيني ما قرارك "
في العادة لن تقبل اي دولة بلاجئين كمواطنين بل يتم اعتبارهم كعبيد و بيعهم اذا ارادوا البقاء و اللجوء في الدول المجاورة لذا فعرض ارون للملكة افرحها كثيرا خصوصا و هي تعلم ان هذا فقط رحمة منه على شعبها من اجلها فقط .
انحنت جورجيا بسرعة نحو ارون
" سيدي خادمتك جورجيا كوريل في خدمتك "
" نعم احسنتي اعدك بإسمي انني سأنفذ وعدي لك . "
" حرباء "
خرجت شخصية من ركن الغرفة بشكل مفاجئ و ركعت نحو ارون .
" نعم سيدي "
اشار نحو جورجيا " يمكنك اخدها الى فريق الجمع و اخبريهم بأن يأخدوها الى معسكري الاساسي "
" امرك سيدي "
خرجت شخصيتان من قاعة القصر تاركة ارون جالسا و هو يفكر .
" يبدوا ان خطة تدمير الإمبراطورية الجنوبية مجدية حقا . فقد كسبت خادما ذكيا جدا و مرنا في التفكير و ايضا سأستطيع تنفيذ تجربتي حول الاوندد و كسب الكثير من العبيد مما يجعلني مكتفيا لسنوات "
بعد قليل نهض ارون من مكانه و توجه من الباب .
" انا حقا اتطور نحو المنافق النهائي اكثر من كوني بطل الرواية " قال ارون و هو مبتسم .