قبل ثمانين عامًا...
اكتشف فريق "الأرقام" التابع لقسم الكشف في المنظمة وجود قرية تسكنها مخلوقات من الغوبلن الأخضر في منطقة جبلية بدائية، خلف "حاجز الموت" الذي يحيط بالإمبراطورية. تلك الكائنات البدائية منخفضة المستوى كانت تعيش في عزلة، بعيدة عن أعين البشر. وبعد أن عُرض الاكتشاف على "أرون"، تعرف عليها فورًا؛ فقد سبق أن قرأ عنها في إحدى الموسوعات التي تركها الساحر "بريان" ضمن إرثه. لم يتردد أرون في إخضاع هذه المخلوقات لسلسلة من التجارب الدقيقة لتأكيد الخصائص التي ذكرتها الموسوعة عنها.
"يبدو أن كل ما كُتب عن هذه المخلوقات صحيح..." قال أرون وهو يخلع قفازاته الملطخة بدماء أحد الغوبلن الذي أنهى لتوه تشريحه. "ذكاء منخفض، وسرعة في الاستثارة الفسيولوجية والبيولوجية."
ثم خطرت لأرون فكرةٌ ماكرة: لماذا لا يستغل هذه الكائنات الصغيرة المزعجة؟ "قوة خصوبتها وسرعة تكاثرها هما المفتاح"، قال في نفسه. قرر أرون استخدام الغوبلن كأداة لخلق عدو جديد للإمبراطورية المقدسة، عدوٌ مميتٌ يُحكِمُ شحذ قوة الفرسان والنبلاء، ويخلق تحديًا يُلهي الشعب عن الركود الذي بدأ يتسلل إلى حياتهم بعد قرون من السلام والرخاء.
"أحيانًا، يكون وجود عدو ضرورة حتمية للتقدم البشري"، فكر أرون. لقد لاحظ أن الشعب بدأ يظهر عليه الضعف والتفسخ، وكان بحاجة إلى صدمة تُعيد إليه الحيوية. والغوبلن، في نظره، كان الخيار الأمثل.
وبعد تنصيب "أرتوريا" على عرش الإمبراطورية، رأى أرون أن الوقت قد حان لتنفيذ خطته المؤجلة. قرر أن يمنع فريق "الأرقام" من التدخل المباشر في الحرب القادمة ضد هذه الجائحة الجديدة، مقتصرًا دورهم على جمع المعلومات والاستخبارات فقط.
"خطة الشحذ ستقتل عصفورين بحجر واحد"، قال أرون في نفسه. "أولًا، ستكون اختبارًا لقدرات أرتوريا، وثانيًا، ستخلق عدوًا دائمًا للإمبراطورية، يُحرك بركة المياه الراكدة ويُعيد الحياة إلى جسدها المتصلب."
صورة بطل الرواية ارون ديكارد .