جلست أرتوريا على راس قاعة الاجتماعات الكبرى، حيث اجتمع مستشاروها والقادة العسكريون حول طاولة ضخمة وعليها خريطة تفصيلية للعاصمة والمقاطعات المحيطة. الصمت يخيم على القاعة .
ثم رفعت رأسها، وحدقت في الجميع بعينين باردتين.
"لدينا تمرد قيد التشكيل، وهو ليس مجرد مجموعة من الجنود الساخطين. إنه طموح ولد في الحرب، و نما بين من ظنوا أنهم أصحاب الفضل الأكبر ."
تقدم أحد القادة بخطوة إلى الأمام، كان المارشال جيرالد في الجيش وهو رجل مسن ذو شعر فضي .
"جلالة الملك ، هؤلاء النبلاء الجدد اصبحوا خطيرين. لقد منحتِهم سلطة واسعة أثناء الحرب، والآن هم يسعون لتوسيع نفوذهم."
أومأت أرتوريا بصمت، ثم استدارت نحو أحد الجالسين رجل يرتدي زيًا أسود بسيطًا، بعينين حادتين يراقب الجميع.
"ماذا تقول التقارير الأخيرة؟"
رفع الرجل رأسه قليلاً
"جلالتك، النبلاء الجدد لم يدركوا بعد أن خططهم مكشوفة بالكامل. يحاولون استمالة بعض الضباط في الجيش، لكن ولاء الضباط الكبار لا يزال راسخًا. "
أغلقت عينيها للحظة، ثم نظرت إلى مستشاريها:
"سننهي هذا التمرد قبل أن يبدأ."
في قصر اجتماعات النبلاء الجدد
اصبح الجو مشحونًا بالتوتر في القاعة التي اجتمع فيها النبلاء الجدد. وقف الماركيز ريتشارد، الذي يعتبر العقل المدبر للتمرد، يخاطب الحاضرين بصوت واثق:
"النبلاء القدامى لن يقفون معنا؟ حسنًا، لسنا بحاجة إليهم. لدينا قواتنا، ولدينا دعم داخل العاصمة. لن ننتظر حتى تتحرك الإمبراطورية أولًا."
اعترض أحد النبلاء، وهو رجل أشيب ذو نظرة حذرة:
"ريتشارد، نحن لا نعرف مدى استعدادهم . اذا ما تحركنا بسرعة، سنصبح نحن المذنبين، وسنخسر الدعم الشعبي!"
ضحك ريتشارد بسخرية:
"الدعم الشعبي؟ الناس لا يهتمون بمن يحكم طالما أن حياتهم لا تتغير. ما نحتاجه هو ضربة خاطفة تقطع رأس الإمبراطورية، وعندها... لن يكون هناك أحد ليعارضنا."
لكن وسط هذا الحماس، كان هناك إحساس بالخطر يلوح في الأفق. أحد الحاضرين، وهو فارس شاب ذو خبرة استخباراتية، وقف وقال بحذر:
"هناك شيء غريب... لماذا لم تتحرك الإمبراطورية بعد؟ يجب أن تكون قد علمت بأمرنا الآن."
ساد الصمت للحظات، و كأن الجميع أدركوا فجأة أنهم ربما يكونون قد وقعوا في فخ.
لكن قبل أن يتمكن أحد من اقتراح أي شيء، فتح الباب فجأة، ودخل رجل بوجه شاحب، يلهث وهو يقول بصوت مذعور:
"لقد وقعنا في الفخ! الجيش يتحرك!"
ليلة الدماء
مع حلول الظلام، لم يكن لدى التمرد فرصة لالتقاط أنفاسه.
تحركت القوات الإمبراطورية بسرعة مذهلة، مدعومة بمعلومات استخباراتية دقيقة. اجتاحت منازل المتمردين قبل أن يتمكنوا من استيعاب الوضع .
في القصر الإمبراطوري . أرتوريا تراقب الأحداث من برجها العالي، تتأمل الأضواء الخافتة التي تشتعل في المدينة، بينما تندلع المعارك في الشوارع الخلفية.
لم يكن هذا مجرد قمع للتمرد، بل كان تطهيرًا، ولم يكن هناك مجال للرحمة.
"لقد انتهى الأمر." تمتمت بصوت بارد، ثم استدارت
ألسنة اللهب ترتفع في الأفق.
هذه الليلة، تعلمت أرتوريا درسًا قاسيًا عن الحكم...
لا أحد يبقى وفيًا للأبد.
صورة احد اتباع ارون الرئيسيين جيفن .