مهما كان ما يحدث لا يُصدَّق، إلا أن نوبوأكي لم يُعِره أي اهتمام.

بصفته قائد وحدة "كوكورو"، كان نوبوأكي يعرف تمام المعرفة أن هذه فرصة ذهبية ليثبت نفسه.

التفت نحو مجموعة أفراد الوحدة الواقفين خلفه، وأصدر أوامره بحزم:

"تحركوا فوراً! عندما أصل إلى موقع الاشتباك… أريد أن أرى ذلك الحقير مقبوضاً عليه!"

— "أمر!"

ابتسم نوبوأكي بخبث وهو يراقب فريقه يبتعد.

ماكي… ماكي… آمل ألا تموتي بسرعة. أريد أن أقطع رأسك بنفسي، حتى أترك انطباعاً حسناً أمام السيد جينيتشي!

لم يطل الأمر حتى اندفع الفريق إلى الموقع، ليجدوا ماكي محاطة بهم، وجسدها مغطى بالدماء.

ولكن، بمجرد أن التقت أعينهم بعينيها، تحوّل ازدراؤهم إلى نظرات جادّة متوترة.

ما الذي يحدث لهذه الفاشلة التي لا تمتلك أي طاقة ملعونة؟

عينان قاتلتان، وهالة مخيفة تتدفق منها…

وخاصةً السيف الطويل الذي في يدها، الملطخ بالدماء، وكأنه حصد الكثير من الأرواح.

ضيقت ماكي عينيها، وكأنها تتلذذ برائحة الدم التي تملأ الجو، وجالت ببصرها البارد على كل من حضر.

لقد نقشت ملامحهم في ذاكرتها منذ زمن بعيد…

هؤلاء هم المذنبون الذين سخروا منها ومن أختها، وجرحوا طفولتهما إلى الأبد.

قالت ببطء، وصوتها كالسيف:

"لن ينجو أحد منكم."

بمجرد أن أنهت كلماتها، اختفت فجأة، وانفجر الأرض تحت قدميها من قوة انطلاقها.

بدأت المذبحة!

سرعة جنونية، وقوة لا تُضاهى… لم تترك لهؤلاء الذين طالما ازدرَوها أي مجال للمقاومة.

سقط أفراد النخبة، واحداً تلو الآخر، أمام من كانوا يصفونها بـ"القمامة".

من بعيد، كان "ياغا" والبقية يراقبون القتال بذهول.

— "لقد تغيّرت ماكي تماماً… هل هذه هي قوة

التقييد السماوي

؟"

— "إذا لم تخني الذاكرة… هذه ثاني مرة تقتل فيها، أليس كذلك؟"

لكن في تلك اللحظة، كانت ماكي كحاصدة أرواح من الجحيم، تتحرك بلا حركات زائدة، بلا تردد.

وسط حصار كثيف، بقيت هادئة، وحيثما مرّ نصلها… سال الدم، وكل ضربة كانت قاتلة، تستقر بدقة على حنجرة خصمها.

لم ينجُ أي عضو من وحدة "كوكورو" من ضربتها.

أمسك ياغا يد كازوما بحماس، وصوته يرتجف:

— "كازوما! شكراً لأنك منحت مدرسة جوجوتسو بطوكيو ساحراً من الدرجة الخاصة!"

— "والأغرب… ساحر من الدرجة الخاصة بلا أي طاقة ملعونة!"

— "ما رأيك بعد أن تنتهي هذه الأزمة، أن أطرد غوجو وأجعل مسؤولية تدريب الطلاب عليك؟"

تبادل "باندا" و"غاكوغانجي" النظرات…

غوجو ما يزال مختوماً، وأنت تريد طرده؟!

هز كازوما رأسه وقال:

— "دعك من ذلك…"

حتى لو بدا غوجو مرحاً، فعمله شاق للغاية، وإن قبل كازوما المنصب، سيعمل كالحصان… وهو يفضل حياة أكثر راحة.

خلال أقل من عشر ثوانٍ… كان الفريق بأكمله قد قُتل.

وهذا وهي ما تزال تتعمّد إبطاء نفسها لتعتاد على قوتها الجديدة.

عندها، جاء صوت متكاسل من زاوية أحد البيوت:

— "أوه، ماكي… ماكي… آمل ألا تموتي بسرعة، وإلا فإن فضلي سيـ…"

لكن صوته انقطع فجأة، بعد أن وقع بصره على مشهد لن ينساه ما عاش.

إنه نوبوأكي، الذي كان قد أرسل رجاله قبله.

— "أنتِ… أنتِ فعلاً…"

لم يعد هناك أثر لابتسامته الهادئة.

الذعر ملأ عينيه، وهو يرى الجحيم أمامه…

جميع رجاله قتلى؟

أطراف متناثرة، جثث بلا رؤوس…

وفي الوسط، امرأة واقفة كسفيرة للجحيم.

ارتجفت قدماه، وانهار على ركبتيه، والعرق البارد يغمر جبهته.

تلك النظرة… أعرفها!

— "ماكي… مستحيل! كيف لفاشلة بلا طاقة ملعونة أن تفعل كل هذا؟!"

على حافة الانهيار، صرخ كالمجنون، آملاً أن يكون هذا كابوساً.

"أنت نوبوأكي… الذي كان يسخر مني حين كنت طفلة، صحيح؟"

جرّت كلمتها الباردة روحه مرة أخرى إلى الواقع القاسي.

ابتسمت ماكي بخبث:

"أعرفك جيداً… لم أنسَ أيّاً ممن تنمّروا على أنا وأختي."

وقبل أن يتمكن من رمي كرامته وطلب الرحمة…

— "كيف تجرئين! ماكي، أتحاولين قلب الطاولة؟!"

اندفعت ثلاث هالات قوية فجأة.

حدّقت ماكي بلا مبالاة في ثلاثة وجوه مألوفة ظهرت أمامها.

إنه "جينيتشي"، ومعه "زينين تشوجورو"، و"زينين رانتا" من فرقة "الهي".

— "هاها، الصغيرة ماكي مذهلة فعلاً… أبادت الفريق بأكمله؟"

— "لكن… هنا ينتهي الأمر."

شبك "تشوجورو" يديه مفعّلاً تقنية ملعونة…

من الأرض خرجت يدان صخريتان هائلتان، تهويان على ماكي من الجانبين.

بالمقارنة معهما، بدت ماكي ضئيلة للغاية، وكأن ضربة واحدة ستحوّلها إلى عجينة لحم.

بووم!

التقت الكفّان العملاقتان، وابتلعتا ماكي بينهما.

اهتزت أرجاء عشيرة "زينين" تحت هذه القوة، وارتفع الغبار في السماء.

ابتسم تشوجورو بغطرسة:

— "همف! ما زالت الضعيفة كما هي."

من بعيد، بدأ المتفرجون يتصببون عرقاً…

المصيبة!

أقوى مقاتلي عشيرة "زينين" جميعهم هنا، وهم من نخبة الدرجة الأولى، وتقنياتهم غير معروفة!

قبض ياغا قبضته بعصبية:

— "كازوما، أحرِق هؤلاء الذين يجرؤون على التنمّر على طلابي!"

في نظره، رغم أن ماكي وصلت لمستوى الدرجة الخاصة، فهي لم تتأقلم تماماً مع جسدها الجديد.

كما أن الثلاثة أمامها هم أعمدة العشيرة، ومعرفة تقنياتهم تكاد تكون معدومة… ما يعني أن ماكي في موقف خطير.

قال كازوما بهدوء:

— "بسبب وضعي، لا يمكنني التدخل."

تمتمت ماي بقلق وهي تمسك كمّه:

— "ثلاثة ضد واحدة… أختي…"

استعد باندا، ضارباً قبضتيه ببعض:

— "كونغ فو باندا جاهز!"

لكن كازوما ابتسم:

— "هل ماكي بحاجة للمساعدة فعلاً؟"

— "هاه؟"

التفت الجميع نحوه بدهشة.

— "تعني…"

بووم!

انفجرت اليد الحجرية العملاقة فجأة، ومن بين الركام… انطلقت ماكي كالرصاصة!

2025/08/10 · 44 مشاهدة · 781 كلمة
MrSlawi
نادي الروايات - 2025