في منزل صغير وقديم وبالتحديد في غرفة مهترئة وضيقة،يجثو فتى نحيف للغاية مليئ بالكدمات على الارض وهو منخفض الرأس بينما يقف امامه رجل مخمور وبحالة يرثى لها

قال الرجل بغضب " هل تعرف ما الخطأ الذي ارتكبته ؟ "

" لم احضر الكمية الكافية من المال " قال الفتى بصوت منخفض

الرجل " هذا صحيح " ...اخذ رشفة من زجاجة الخمر التي يمسكها وأكمل"أنت تعرف عقوبة ذلك "

" لكن هذا كل ما استطعت جمعه من الوظيفة الجزئية.انا حتى لم اتناول شيئا منذ مدة طويلة يا ابي " قال الفتى مدافعا عن نفسه

برزت الأوردة على وجه الرجل من الغضب.ركل الفتى بقوة في معدته.قال" لا تجرؤ على أن تقول لي ابي مجددا أيها العاهر فبسببك هي... "

شد الرجل على قبضيته ولم يكمل كلام. نظر بكره شديد للفتى الملقى على الارض والذي يسعل امامه

استمر الرجل بضرب الفتى حتى افرغ كامل غضبه بعدها غط في النوم بينما ومن الناحية الأخرى جلس الفتى في احدى زوايا المنزل مليئا بجروح وكدمات جديدة ويحاول كبت دموعه

هذا الفتى هو تاتشيبانا ايزومي.عمره 15عاما.ياباني.ترك الدراسة منذ فترة ليستطيع العمل ليكسب المال لوالده العاطل

في الماضي.كان ايزومي يعيش حياة افضل من هذه.كان لديه والدة حنونة و والده كان شخصا عادي وليس مجنون

كان والد ايزومي يحب زوجته حقا واستمرو بالعيش بطريقة طبيعية، لكن كل هذا تدمر في أحد الأيام

كان ايزومي حينها يبلغ الثامنة من العمر.لقد ذهب في نزهة مع والديه وفي طريق عودتهم للبيت كادت شاحنة ان تدهس ايزومي بينما كان يعبر الشارع.لم يستطع حينها التحرك من شدة الخوف

في اللحظات الأخيرة وصلت والدة ايزومي لإبنها ودفعته إلى الجانب الآخر من الطريق لإنقاذه فصدمتها الشاحنة وماتت

لم يرى ايزومي المشهد المروع لأنه كان قد اغمي عليه بينما والده الذي رأى كل شيئ اصيب بصدمة نفسية.فسدت شخصيته بالكامل واعتبر ان ايزومي هو الذي كان سبب موت زوجته

بعد مدة،خسر وظيفته وتراجعت احواله.كان يسرق المال من وقت لآخر وينفقه على الخمور والكحول بينما ترك ابنه يتضور جوعا كل يوم ولم يستطع ايزومي سوى توفير طعامه بنفسه

هذا دون ذكر ان والده كان يضربه بقسوة يوميا والمكان الوحيد الذي كان يريحه ولو قليلا هو المدرسة

بسبب معرفة مدير المدرسة والمعلمين بحالته فقد اشفقو عليه ودفعو له تكاليف الدراسة...للأسف،ايزومي ترك المدرسة في سن 14 لأن والده اجبره على العمل وكسب المال.لقد اضطر للعمل في العديد من الأماكن بأعمال جزئية مع أجر قليل

حتى مع كل ما فعله والده به حاول دائما أن يتحمله.لم يستطع نسيان الأوقات الجيدة في طفولته حين كانو جميعا مثل عائلة عادية ومتناغمة

وهنا ينتهي الشرح عن الماضي... والآن،كان ايزومي يجلس في الزاوية الكئيبة التي يجلس بها دائما.حاول منع نفسه من البكاء لكنه لم يستطع .تدفقت الدموع من عينيه وبدأ في محاولة مواساة نفسه

اخرج هاتفه الذي يخبئه دائما من اسفل احد الأغطية.كان هذا الهاتف مثل الكنز له. لقد حصل عليه كهدية من احد اصدقائه عندما كان في المدرسة وأبقاه سرا عن والده حتى لا يأخذه منه. أيضا،كان يستطيع استخدام الانترنت لانه متوفر في كل مكان في اليابان

كان الهاتف هو أكثر ما يخلصه من حزنه.على اي حال.فتح ايزومي هاتفه وشاهد بضعة حلقات من الانمي المفضل له والذي اكمله عدة مرات

توقفت دموعه وابتهج قليلا بينما كان ينظر لصورة بطل هذا الانمي.قال"نعم.ناروتو ايضا عانى كثيرا لكنه لم يستسلم يوما.علي ان لا استسلم انا الآخر"

كان يردد هذه الكلمات في قلبه كل يوم مثل التميمة التي تستعيد بهجة

قلبه.مع أنه كان يدرك أن ناروتو كان مجرد شخصية من الخيال،إلا انه شعر بالترابط والتشابه بينهم نوعا ما بعدها بدأ حبه لهذا الخيال يزداد ويزداد

بعد ان اطفأ هاتفه.كان على وشك ان يخبئه مجددا لكنه صدم حين رأى والده يقف امامه

ارتجف وحاول ان يخبئ هاتفه خلف ظهره.لكن والده كان قد لاحظه بالفعل فسحب الهاتف بالقوة من يد ايزومي

" اذاً هذا ما كنت تخبئه أيها الصعلوك ؟؟ ههها.أظن انني استطيع جني بعض المال من بيعه " والده قال بابتسامة جشعة ومقززة

عينا ايزومي اتسعت.تحرك غريزيا وخطف الهاتف من يد والده بسرعة وتشبث به.غضب الأب بشدة وأرسل لكمة قوية على وجهه والتي طرحته أرضا.استمر بركل ايزومي بقدمه مهددا اياه حتى يعطيه الهاتف

ظلّ ايزومي متشبثا بالهاتف ولم يستطع فعل شيئ سوى أن يغمض عينيه منتظرا ان ينتهي العقاب .استمر في تجاهل كل التهديدات الصادرة من والده

ظهرت الأوردة على عنق ووجه والده وقال بغضب شديد " طفح كيلي منك " وتوقف عن القاء الضربات

فتح ايزومي عينيه ظنا منه بأن والده سئم من ضربه وعاد للنوم..كالعادة.لكنه صدم حينما رأى والده يعود مجددا وهو يمسك بقنينة خمر فارغة.تمالكه الخوف الشديد...حاول التحرك لكن الألم في كامل جسده الضعيف منعه

نظر بارتجاف لوالده الذي يحمل ملامح مجنونة على وجهه.سرعان ما شد الاب يده حول عنق قنينة الخمر الفارغة ورفع يده بعدها ضرب الزجاجة بأقصى قوته على على رأس ابنه المسكين

-كسر...تناثر-

انتشر الزجاج المحطم والدم على الأرض

أعطى الوالد لابنه الذي اوشك على الموت نظرة احتقار ثم قام بسحب الهاتف من يده المتراخية.الكلمات الأخيرة التي سمعها ايزومي من والده هي" وأخيرا سارتاح منك ايها اللعين "

مر شريط حياته كاملا أمام عينيه.لم يسع قلبه سوى ان يستسلم للألم والحزن.فكر" في النهاية لم استطع البقاء متماسكا مثلك...ناروتو "

و هكذا.. اغمض عينيه للمرة الاخيرة في هذا العالم بعد معاناة طالت عدة سنوات

...

"... أعتقد بأنك قد عوقبت بما فيه الكفاية... حان الوقت للعودة إلى عالمك الأصلي... دميتي الصغيرة"

-------------------------------------------------------------------------

شكرا للقرائة👍👍👍

اترك تعليق رجائا💕💕💕

رأيك بالاحداث؟

2024/06/04 · 134 مشاهدة · 844 كلمة
AAA000
نادي الروايات - 2025