بدأت السفينة بالهبوط وعندما وصلت للارض اخيرا اخذت حقيبتي من الخزينة وبدأت الخروج من الغرفة مع هاين فانفتحت باب السفينة لنخرج منها وعند وصول قدماي على الأرض اخيرا نظرت حولي لم يكن كلمة منظر بديعا قليل بحقها لقد كانت أكثر جمالا في الاسفل ، مع ان الوقت كان ليلا الا ان البعض كان مستيقظا الى الان وعندما انظر ارى الكثير من الآلات التي لم تظهر أمام العالم إلى الآن ، ويوجد ايضا مركبات طائرة ، اسلحة ، المباني لم تكن المكان سوى ضخمة جدا ، نظرت الى هاين والى الطلاب الآخرين الذين كانوا حولي وكان لهم نفس الملامح في الوقت الحالي.
تقدمت قليلا للامام فوجدت شخصا بشعر فضي وعيون زرقاء واذان طويلة يقف امامنا ، لقد كان من الجان و انتظر قليلا ثم قال .
" مرحبا بكم في اكاديمية تريا ، سأكون مرشدكم لهذه الليلة."
توقف عن الحديث ليوجه نظراته للجميع وبعدها اكمل كلامه.
" ارجوا منكم اتباعي. "
***
جعلنا المرشد نصطف لأربعة مجموعات وبدأ بالتحرك وتعريفنا للمكان.
" هناك ثلاث قبب في الاكاديمية كل واحد يعبر عن السحر ، القتال ، و الحرفي…."
بدأ بالحديث عن بعض ما يخص الاكاديمية حتى وصلنا لمبنى ذات علو شاهق وتوقف عن التحرك حينها.
" سيتم الامتحان في الغد ، لذا عليكم أن تستريحوا في الوقت الحالي ، وحظا سعيدا للجميع. "
ابتعد بعدها المرشد عنا ، لذا اخذنا ندخل واحدا تلو الاخر وقد بدا شكل المبنى من الداخل افضل بكثير.
"مرحبا بكم في المجمع السكني ، يرجى اخذ مفتاح واحد والذهاب لرقم الغرفة. "
رحبت بنا موظفة استقبال ثم بدأ الطلاب بامساك أحد المفاتيح ثم الذهاب ،عندما انظر اليه كان عدد المفاتيح لا يقل عن ألف مفتاح لذا تساءلت عن إجمالي عدد الطلاب في هذه الاكاديمية ، وكباقي الطلاب أمسكت بأحد المفاتيح تاركا هاين ورائي.
نظرت الى الخلف موجها نظراتي إليه وبعد فترة قصيرة شرعت للذهاب الى غرفتي، فهم هاين مقصدي دون ان اقول شيئا.
'لا داعي لحراستي'
كان ذلك ما قصدته بنظراتي ، لم تكن اكاديمية تريا سوى حصن مدرع ، تم تصنيفها بأقوى مدينة والاكثر امانا في القارة ، لذا لم يكن هاين بحاجة لحمايتي.
***
صباح اليوم التالي.
رن جرس على اذني ولم يتوقف الرنين حتى أغلقت نظرت الى الساعة ولقد كنا في السابعة صباحا لذا بقيت جالسا في سريرا اتمدد محاولا تنشيط جسدي ثم وقفت على الارض ذاهبا الى الحمام.
بعد ان اخذت حماما سريعا لبست بنطالا اسود وقميصا أبيض ثم نظرت الى المرآة ، لم الاحظ ذلك لكن لقد وصل طول شعري بالفعل الى كتفي بدأت بتسريحه تاركا قطرات الماء تتساقط على الأرض ، ثم ذهبت لتجفيفه سريعا وبعدها امسكت دفتري الذي كان على الطاولة التي وخرجت من الغرفة بعدها.
"مرحبا"
لقد كان هاين وافقا امامي بابي متكئا على الجدار ممسكا بيده اليمنى كتاب مشابها لخاصتي و ينظر إلي وكأنه كان منتظرا خروجي ، اعدت التحية له ثم بدأت بالمشي خارج المبنى ، نظرت الى الساعة التي البسها في معصمي الأيمن مخبرا ان الساعة قد اصبحت السابعة ونصف.
'تبقى ساعة ونصف'
كانت الامتحان تبدأ في الساعة التاسعة ولان الوقت لا يزال كافيا ، كنت سأذهب الى الخارج لاراجع ما كنت أدرسه في الشهور السابقة.
نظرت الى هاين وتذكرت انني لم اخبره بغرفتي لذا قلت له.
"كيف علمت برقم غرفتي."
"سألت الموظفة"
"هكذا اذا"
***
جالسا على اريكة صغيرة و القهوة فوق الطاولة ، بدأت في قراءة الملاحظات التي كتبتها.
'المانا مكونة من اربع عناصر اساسية..النار،الهواء، الأرض، والماء'
لم تكن الامتحان سوى عن المعلومات العامة ولكن كانت كثيرة جدا، كيفية الحساب و انواع السحر و الاسلحة والاقزام والجان وغيرها من المعلومات ، كان من السهل معرفة معلومات من نفس جنسك ، لذا اختلفت الاسئلة من شخص لآخر.
…
"ويليام ، كيف تشرب هذا؟"
نظر إلي هاين بطريقة تعجبية الى الكوب التي بداخلها سائل أسود ، لم تكن سوى كوب من القهوة.
"انها لذيذة"
"ايه!...شديد المرارة"
في أثناء كلامه ، كشف ملامح هاين بعدم الرضى و لكن لم اهتم لذلك ، فلم تشتهر القهوة بين النبلاء كثيرا حتى وقتنا الحاضر ، لكن القهوة كانت الصديقة الدائمة في عالمي وعندما وجدت أنها في قائمة المشروبات لم افكر بالامر للحظة واخترت من بين القائمة.
***
"مرحبا"
"..."
عيون ذهبية ، شعر فضي ، و آذان طويلة ، تبتسم أمام وجهي.
'جميلة'
أجل لقد كانت جميلة وبعد التفكير لم ارد على ترحيبها ، وقفت من على مقعدى ومددت يدي للمصافحة ثم قلت.
"اهلا"
مدت يدها هي الاخرى لمصافحتي ، ثم جلست على مقعدي مرة اخرى ، ولان بجانب الطاولة مقعد شاغر اخر ذهبت تجلس عليه.
"انا سيلفيا ان كنت قد نسيت"
نظرت في اتجاهي وهي تقول ذلك بصوتها الشجي الذي ترن على مسامع الناس وكأنها تغني ، كيف لي ان انسى شخصا مثلها؟.
" اعلم ، اذا ما الذي احضرك الى هنا؟. "
امسكت بخصلة من شعرها وهي تفكر قليلا ثم قالت.
"حسنا شعرت بالملل وعندما رأيتك ظننت انه من الجيد القدوم."
'شعرت بالملل؟ ، اليس عليها بدلا من ذلك أن تراجع ما قبل الامتحان فقد بقي بالفعل نصف ساعة.'
"ماذا عن الامتحان؟"
تغير وجهها بعد سماعها لسؤالي وكأن الامر مزعج بالنسبة لها فقالت بعدها.
"الامتحان! الامتحان! ، الا يوجد شيء أهم منه ؟، لما الجميع مهت__؟"
متذمرة وهي تقول ذلك اغلقت فمها قبل إكمال ما كانت تتحدث عنه ثم قالت.
"احم اسفه."
"لا بأس"
قبلت اعتذارها وبدأت اكمل مذاكرتي.
***
'هل انت حمقاء ، كيف تتحدثين بشكل عفوي بهذا الشكل..'
بدأت سيلفيا توبخ ذاتها على ما كانت تقوله سابقا.
"احم ، اسفه"
اعتذرت لويليام وهي تشعر بالاحراج قليلا على ما فعلته ، لكنها شعرت بالضجر والكره من هذا الاختبار بالفعل.
'من الجيد انه قد اقترب وقته..'
نظرت سيلفيا الى ويليام الذي اكمل قراءته لذا وجهت نظراتها الى الشخص الآخر في المجموعة.
شعر اسود وعيون سوداء و وجهه ابيض اوحى من شكله انه كان في وضعية التركيز الشديد ، لذا يبدو انه ايضا لم يلاحظ وجودها بسبب ذلك.
'هذا نادر..'
"اهلا"
لوحت بيدها امام عينيه ليرجع الى واقعه وعندما نظر اليها قالت.
"ما اسمك؟"
***
'اثنان وستون ، اثنان وستون ، اثنان وستون … اععع لما اشعر وكأنني سأنساها!"
نظر هاين الى المسألة المحلولة التي أمامه وشعر بالعجز عن حفظه ، كان هاين من كارهي الرياضيات والحساب بشدة لكنه توقف عن تفكير عندما رأى يدا تلوح أمام ناظريه.
'ويليام؟'
رفع رأسه للأعلى ليجد انه لم يكن ويليام بل فتاة ذات عيون ذهبية وشعر فضي تنظر إليها.
'أليست..'
محاولا تذكرها قطعت تفكيره بسؤالها.
"ما اسمك؟"
فكر قليلا وهو ينظر اليها ثم أجاب.
"هاين"
" لديك اسم جميل ، وشكل مميز ايضا. "
"حقا؟ ، كان أهل قريتي يقولون ذلك لي ايضا. "
قال هاين ذلك وهو ينظر الى شعره وجسده ، ثم قالت سيلفيا.
"انت من العامة؟ ،لا يبدو عليك ذلك."
"اعمل لصالح ويليام منذ ثلاث سنوات"
"هكذا اذا"
لم يتحدث كلاهما لبعض من الوقت ثم سأل هاين سليفيا قائلا.
"ان كان الامر لا يزعجك ، هل لي بمعرفة اسمك؟"
نظرت سيلفيا اليه بتعجب وخرج منها ضحكة خفيفة لتقول بعدها.
"هل لم تلاحظني بالفعل سابقا؟ ، اسمي سيلفيا."
نظر هاين إليها وكأنه بدأ بتذكرها وقال.
" اوه !!، انتي من رقصتي مع ويليام."
"يبدوا أن ذاكرتك قد عادت"
"هاهاها"
نظرت سيلفيا قليلا الى ويليام الذي كان يشرب قهوته ثم همست في أذن هاين وقالت.
"ما هذا الشيء الذي يشربه؟"
نظر هاين الى ويليام قليلا ثم همس بالقرب منها أيضا وقال.
"يسمى بالقهوة لكنه شديد المرارة ، لا انصحك بها."
"اوه.."
لم يأخذ هاين الكثير من الوقت حتى شعر بالراحة امام سيلفيا.