بعد ثلاثة أشهر..

كنت مستلقيا على سريري اقرأ قصة خيالية عن محارب يقاتل تنينا وبعد ان يهزمه يفوز بالبطلة ، من الواضح انها نهاية سعيدة أليس كذلك؟ ، الحقيقة أن لم العكس كان صحيحا ففي النهاية البطلة تقتل المحارب ثم تدمر العالم لا أعلم من يقرأ مثل هذه القصص لكن من يهتم.

بقي يومين على اختبار القبول للأكاديمية وبدلا من ان اجهد رأسي كنت أستمتع في وقتي ، على عكس هاين..

فلقد اعتدت في عالمي السابق على الا اقلق في مثل هذه الامور ، لذا كان علي ان اشغل رأسي بالأمور التافهة بدلا من ذلك ، وايضا بعد مساعدة جاك لي اظن انني قد بذلت اقصى جهدي .

***

داخل الدفيئة المزينة بالاشجار الخضراء والزهور الملونة جلس عصفوران على غصن شجرة يغردون بأصواتهم الجميلة واسفلهم شخصيتان يجلسان على طاولة بيضاء بها مزهرية في المنتصف.

"اووخ"

"تبدو في حالة مزرية"

وعندمت قلت ذلك نظر الي هاين و رأسه متكئ على الطاولة بطريقة يحسدني فيها ثم قال.

"الغريب كيف لا تبدو قلقا ابدا"

اخذت اشرب عصير البرتقال الذي معي ثم قلت له.

"لما يجب علي القلق ولم يبدأ الامتحان؟ ، وايضا ليس وكأنه ان فشلت في الامتحان الورقي سأطرد"

لقد كنت أقول الحقيقة حتى وان كانت درجاتي اقل من المتو في الامتحان الورقي كان من الممكن قبولي اذا كان لدي الموهبة اللازمة لذا كنت أتعجب من أمر هاين بدلا من نفسي الذي كان موهوبا بالفعل.

وعندما نظرت الى هاين مرة اخرى ، اغلق هاين عينيه و نام على الطاولة لذا لم اقل بعدها شيء وأكملت شرب العصير.

***

اليوم التالي..

خرجت من القصر ممسكا بحقيبة السفر و البس معطفا من الفراء لتدفئة جسدي ، كنا الان في اواخر فصل الخريف لذا بدأ الجو يصبح باردا مع مرور الأيام. وقف عربة خارج السور تنتظر قدومي وقدوم هاين ويمكن رؤية من بعيد كبير الخدم يقف أمام السور ومعه جاك والدوق ايضا.

نظرت الى هاين الذي كان يلبس معطفا من الفراء ايضا ويحاول تدفئة يديه الشبيهة بمكعب ثلج و جسده يرتعش من البرد لم نكن في فصل الشتاء لذا تساءلت ان كان يستطيع تحمل البرد القارس.

"دعنا نذهب"

اكملت المشي مع هاين متوجها نحو كبير الخدم فتوقفت بعد وصولي اليهم ثم اخذت احيي بالدوق.

"مرحبا عمي ، كيف حالك؟. "

" افضل حالا من صديقك "

"هاهاهاها"

ضحكت على كلام الدوق ، لم اتوقع بأن دوق الجاد يمكنه المزاح ايضا.

نظرت الى يده الممسكة بصندوق صغير يشبه التي يوضع فيها الخواتم فلاحظ الدوق ذلك لذا اجاب علي وقال.

"حسنا ، بسبب شخص ما .. لم يكن لدي الوقت الكافي لأعطيها لك"

"همم؟"

"هذه الهدية ليس مني بل من والديك"

"اوه.."

بدأت انظر بفضول الى الصندوق اردت معرفة ما في داخله وحينها مد الدوق يده لاعطائي ، لذا اخذته.

"يمكنك النظر ما بداخله حينما ترتاح"

"حسنا ، شكرا لك"

نظرت الى جانبي ابحث عن هاين الذي كان بالفعل داخل العربة لذا توجهت انا ايضا حتى جعلني جاك اتوقف.

"انتظر!"

نظرت الى الخلف ثم رأيت جاك ينظر الي وهو يمسك بقلمين باللون الاسود والذهبي.

"خذ هذا معك"

"امم، حسنا شكرا لك"

أومأت برأسي له ثم أخذت القلم من يده وعندما نظرت كان يبتسم فرحا من اجل ذلك لذا بعد انتهيت دخلت العربة اخيرا وجلست لارتاح.

*جلجلة*

بدأت العربة بالتحرك نحو المطار.

***

"كيف تشعر"

"بالدفء"

مع شدة البرودة في الخارج كان من الممكن تغيير درجة الحرارة داخل العربة لذا كان من المريح انه لم نكن نحتاج تدفئة جسدنا طوال الوقت.

بعد ساعة تقريبا توقف العربة عن الحراك لذا خرجت أنظر عن سبب توقفه ، ويبدو أن جذع شجرة كانت تقطع الطريق لذا قمت بالخروج ومساعدة السائق في إزالته ، لم يأخذ الأمر دقيقة حتى استطعنا من إزالته.

"فيوه ، شكرا سيدي."

"لا بأس ، دعنا نكمل الطريق."

***

سفن طائرة ، مباني عالية ،والكثير من الأشخاص الذين يخرجون ويدخلون منه..لقد وصلنا لمطار ايسا.

"وااو ، يبدو ضخما اكثر من قصرك."

"صحيح"

كانت مدينة ايسا مركزا في التبادل التجاري بين الأقزام والجان لذا كانت المطار تستقبل كل اليوم العديد من الزوار والمسافرين ، ولأن أكاديمية تريا يحتاج وقتا طويلا للوصول اليه استخدم الكثير من الطلاب طريقة السفر داخل السفن الطائرة.

دخلت انا وهاين للمبنى فوجدت الكثير من الصفوف ينتظرون دورهم ، لم اكن بحاجة للانتظار وقتا طويلا مثلهم فكان يمكنني استعمال نفوذ عائلة ستيرن ، لذا اظهرت شارة العائلة فاستقبلني أحد المضيفات لتدلني على المكان المراد.

'اشعر وكأنني شخصية مهمة'

في عالمي مثل هذه المعاملات تعتبر للشخصيات VIP وبالتأكيد لم احصل قط على مثل هذه التجربة وعندما انظر الى هاين اعتقد انه يتفق معي على ذلك ايضا.

"من هنا سيدي"

طلبت المضيفة ان ندخل من الباب الذي تشير اليه لذا دخلت انا وهاين كما طلبت.

"واو ،هل تبدو من الداخل هكذا!"

لم يكن المقاعد كثيرة مثل التي في عالمي بل كانت اشبه بقاعة مليئة بالطاولات الدائرية المحاطة بالمقاعد وفي جانب السفينة استطيع ان ارى النادل يقدم كأسا من العصير للركاب والبعض منهم كانوا يطلبون فنجان شاي بدلا من ذلك ، اخذت انا وهاين مكان نقعد عليه ثم اتى احد موظفي السفينة يطلب اعطاءه حقائبنا لذا قبلنا الامر بسهولة.

كانت السفينة متوجهة نحو أكاديمية تريا لذا عندما انظر للركاب اجد ان اغلبهم اشخاص من نفس عمري ولم تكن الاميرة اميليا باستثناء فمنذ دخولي استطعت ملاحظة شعرها الاحمر القصير وهي تلمع من بعيد ، طبعا لم اكن الوحيد الذي لاحظها فقد تجمع نحوها العديد من الفتيات وبدأوا بالتحدث مع بعضهم.

نظرت الى هاين ثم قلت له.

"دعنا نطلب مشروبا."

***

بدأت السفينة بالطيران لذا ذهبت الى المضيف اطلب منه ارشادي نحو الغرفة الخاصة بي ولهاين وعندما وصلنا دخلت الى الغرفة المكونة من سريرين وخزانة وطاولة صغيرة وغرفة استحمام واحدة ، اخذت اختار احدى السريرين ثم استلقيت عليها و اغمضت عيني لاخذ غفوة.

"هي ويليام ، استيقظ"

"امم ، ماذا هناك"

انكمش عيني حينما فتحته محاولا التعود على الضوء وعندما استطعت الرؤية اخيرا رأيت هاين يمسك بي.

"ويليام ، انظر بسرعة "

وقفت من على السرير وتوجهت الى المكان الذي يقف فيه هاين كان ينظر خارج النافذة وعندما نظرت الى الخارج علمت سبب طلبه مني ذلك ، لقد كان المنظر في الخارج كتعقيم للعين يجعلك تشعر وكأنك في عالم اخر ، استطعت رؤية القبة الضخمة من الاعلى والمنازل ايضا ، ومن بعيد يمكنك رؤية البركان وهي تثور لقد كنا في منتصف الليل ولكن عندما ترى الاكاديمية تجعلك تشعر وكأنك في الصباح.

"تشعر وكأنك في ارض الاحلام اليس كذلك؟"

"اجل"

نظرت الى الاسفل متأملا المنظر الجميل فتوقفت بعد سماعي الى صوت ما.

[ايها الركاب الكرام ، يرجى الاستعداد للنزول]

يبدو ان السفينة ستنزل قريبا لذا بدأت استعد للخروج.

2023/08/30 · 381 مشاهدة · 1037 كلمة
Darkiona
نادي الروايات - 2025