فصل معدل : - ربما قد يكون الفصل التالي به العديد من الاخطاء ولكن سيتم تعديلها قريبا باذن الله 👽 - استمتعوا..
هناك حكمة قرأتها تقول : أنه في المدرسة يعلمونك الدرس ثم يختبرونك ، اما الحياة فتختبرك ثم تعلمك الدرس.
تلك كانت احدى الذكريات العابرة التي ظهرت في هذه الليلة المظلمة والباردة.
بداخل أحد المصانع المهجورة ، لا يعلم بها أحد .. لا يعلمون بوجودي ..غرقت في بحر اليأس والألم، وأنا على وشك الموت بالفعل.
"هل هذه نهايتي.."
علمت كم ندمت على أمور كثيرة في هذه اللحظة لأنني تخليت عنها ، شعرت بألم في قلبي ولكن بدأ الالم يتبدد من جسدي مع مرور الوقت...
***
أصبح اليوم ، وبدأت العصافير تغرد بأناشيد لا يعلم بها سوى رفاقها في مثل هذه الصباح الباكر .. تحلق بين أعشاشها وتغرد لصغارها فتطير بين السحاب و ضوء الشمس تعكس جمال منظرها.
"اخخ ما هذا الإزعاج ؟"
استيقظت من زقزقتها .. فتحت عيني ، عندها أدركت أنني لم أكن بين جدران باردة وأصوات تسرب المياه.
سائلا نفسي ، " ها؟ ، اين انا؟! "
نهضت من على فراشي و تجولت في انحاء الغرفة ، لم تكن مألوفة ، ويدي اصغر من يكون لرجل في عمري ، وبعد سماع صوتي فهو مختلف تماما عن صوتي ، عندها أتذكر ما حدث الليلة الماضية … من ظننته ستكون ليلتي الأخيرة.
"هل ربما…"
نزل في بالي فكرة اني قد دخلت إحدى الروايات التي قرأتها ، فقد عشت في عالمي كشخص طبيعي اكل وانام ثم اذهب إلى عملي ، ولإمضاء وقتي كنت أقرأ الروايات لدرجة الجنون ، ولا يدور في بالي سوى مثل هذه الأفكار الآن ، شعرت ان حلما ظننته سيكون فقط في الخيال أصبح واقعي الان.
"سأستمتع في هذه الحياة"
ابتسمت وأنا سعيد بذلك لكنه تبدل في لحظة الى الم كصعقة كهربائية نزلت على رأسي فشعرت أنني بدأت أفقد وعيي.
***
"ووااهه .. وااهه "
استيقظت على صوت بكاء طفل لاجد انني من كنت ابكي.
"هش هش هيا - بلطف - ، لا تبكي يا صغيري اللطيف."
نظرت فوجدت أنني بين أحضان يد دافئة و امرأة مرتبكة تحاول تهدئة بكاء طفلها.
'هذا ليس أنا'
علمت ان هذه الذكريات ليست خاصة بي عندها ، فحركت رأسي أنظر إلى الشخص الذي بجانب المرأة .. يبدو انه والد هذا الطفل ،لاحظ نظراتي نحوه ليبدأ بإظهار تعابير غريبة على وجهه ، لقد كان مضحكا.
"هيهي هي هي"
لم استطع التحكم في هذا الجسد لكنني ضحكت أيضا على أفعاله صدقا.
"اذا ماذا سنسميه؟"
سألت الأم ، فأجاب الاب.
"ويليام"
***
ظهر بعدها ذكريات صاحب هذا الجسد تلو الاخرى حتى وصلت لهذه الذكرى.
"اهئ امي..ابي ارجوكم لا ، لا تموتوا.."
كان ويليام يبكي بشكل هستيري مما جعلني أشعر بالألم الذي يصبه حاليا ، ليلة مظلمة .. ماطرة وشديدة البرودة جلست في بركة من الدماء…دماء يكره النفس رؤيته عند معرفة أنه من شخص عزيز عليك.
فسمعت حينها اصوات اقدام تقترب وبعد علو الصوت حتى توقف .. صوت مياه المطر كانت تطغى على بقية الأصوات في الوقت الحالي.
"السيد ويليام ، نرجوا منك القدوم."
كان الصوت خشنا لذا كان من الواضح أنه لرجل ولكن تجاهلت كلامه ولم أتوقف عن البكاء حتى شعرت باحد يمسك بمعصمي ويشدني.
"لااا… اتركوني امي ، ابي ارجوكم.."
محاولا ابعاد معصمي عنه .. توقفت عن ذلك بعد أن علمت بفشل محاولتي ، فلم يستمعوا لي حتى.
انتقلت الى احد الذكريات بعدها.
"امي ، ابي ..سألقاكم اليوم."
احمل قنينة زجاجية به سائل غريب .. الا انني عرفت بسرعة أنه كان سما قاتلا!، وحينما شربته شعرت بحرقان يبتدئ من بطني ليصبح جسدي بأكمله وكأنه يحترق من الداخل فخيّل لي ان النار تأكلني الى اعماقها.
.
.
.
"هاه..هاه..هاه"
استيقظت من الحلم اخيرا لكن لسبب ما شعرت وكأن الألم لا يزال يلاحقني..
.
.
شكرا على القراءة~♡