" هاه .. هاه .. هاه "
لم تختفي شعور الألم إلى الآن إلا أنه ومع مرور الوقت بدأت تدريجيا بالاختفاء حتى استطاع دقات قلبي وتسارع تنفسي أن يهدأ اخيرا. حصلت بالفعل على أجزاء من ذكريات هذا الجسد وبدأت أعرف قليلا عمن اكون … ادعى ويليام ستيرن و ابلغ من العمر الثانية عشر في الوقت الحاضر، ويبدو أنني يتيم في هذا العالم أيضا...
وقفت من على الارض فبدأت انظر واتأمل الى ما هو حولي حينها احسست ان المكان يبدو أكثر ألفة بالنسبة لي .. حتى بعد النظر لم تكن ذكريات صاحب هذا الجسد بسعيد .. لم تكن مثل ما كان يحدث معي الا انه كان يعاني بظروفه الخاصة.
"كم الساعة الآن؟"
[تينغ ، نحن في الساعة العاشرة صباحا.]
نظرت الى مكان إصدار الصوت فرأيت جهازا معلق بالجدران شبيهة لشكل الراديو ولكنها كانت دائرية مصنوعة من خشب.
اتجهت بعدها نحو المرآة نظرت الى مظهر جسدي ، عيناي الخضراوين التي برزت بشكل رائع مع شعري الأشقر الحريري الذي يلمع وكأنه مصنوع من ذهب .. بالنسبة لجسدي كان ابيض و هزيل ابدو كهيكل عظمي ، ولكنه لم بهذا السوء لدرجة القلق.
'إذا سقطت من على الدرج فربما اموت من تحطم عظامي..'
ذهبت بعدها لاخذ حماما سريعا ، لبست بعدها ملابسي التي تكونت من قميص أبيض اللون ، مع سترة جلدية مزخرفة باللون الذهبي على جوانبها ، وسروال بني اللون.
خرجت من غرفتي أنظر إلى ما هو حولي.
تملأ الجدران والممرات باللوحات والزهور المزينة التي وضعت على مزهرية زجاجية يتم تنظيفها من قبل الخادمات والخدم الذين ينتشرون في الأنحاء ، وبسبب تلك الزهور انتشر الروائح الطيبة لتدخل بين أنفاسي ، اتجهت مباشرة بعدها نحو غرفة الطعام لاكل فطوري.
***
"اذن .. انا في رواية أمل الوحوش."
دخلتُ إلى المكتبة بعد افطاري اقرأ عن تاريخ هذا العالم مع مرور فترة قصيرة اكتشفت أنني بداخل رواية تدعى برواية - أمل الوحوش - ، حسنا ليس الأمر بمشكلة سوى انها لم تكتمل وايضا… يبدو ان صاحب هذا الجسد لم يذكر أبدا في الرواية - بالطبع منذ انني قد كنت اقرأها -.
"لن أموت هذه المرة.."
قبل موتي تذكرت حكمة يقال بأن المدرسة تعلمنا ثم تختبرنا أما الحياة فتختبرنا ثم تعلمنا الدرس. لذا لم ارد تجربة الموت المؤلمة مرة اخرى ، وان مت فلا اريد ان اموت وانا اندم على أمور كثيرة.
سرت لخارج المكتبة و ذهبت اتجه نحو غرفتي ، نظرت الى الخادمة التي كان بالقرب مني تمسح الاغبرة لذا توقفت قبل دخولي الى الغرفة لاتحدث معها.
"ارجوا منك احضار كبير الخدم."
"ها؟ ، ح حاضر."
وبعد ان استرحت قليلا .. لم يستغرق وقتا طويلا حتى طرق أحد باب غرفتي.
"ادخل"
"هل هناك ما تريده سيدي؟" ألقى كبير الخدم التحية نحوي.
"اجل اريد ان تعتني بجدول الطعامي وايضا .. هل يمكنك البحث عن عناصر لتقوية المانا والجسد؟ ، - ابتسمت - يبدو أن جسدي أصبح في حالة كارثية."
كان على وجه كبير الخدم نظرة تعجب وفضول ولكنه نفذ اوامري دون أن يحصل على جواب يروي فضوله.
'من الواضح أن الشبه بين شخصيتي وشخصية ويليام بعيدة عن بعضهم البعض.'
بعد أن خرج كبير الخدم ، شعرت بالراحة .. لم أكن من محبي اصدار الاوامر الا انه شيء اعتيادي بين النبلاء ، يجب ان اعتاد عليه انا الاخر.
نظرت الى النافذة حيث اشعة الشمس تسطع بقوة مما يعني أنه لا يزال هناك وقت طويل لغروب الشمس ، لذا خرجت من غرفتي وبدأت اتمشى في ارجاء المنزل.
[بعد أسبوع]
نظرت الى الزجاجات الصغيرة الموضوعة على طاولتي التي بالقرب من النافذة.
اخذت أحدهم حيث كان به سائل أزرق اللون له طعم شبيه بالتوت الازرق. فتحت الغطاء واخذت اشربه دفعة واحدة.
جلست قليلا اتأمل ما بداخلي جسدي .. تصبب العرق على جبيني.
"فيوه."
بعد ان انتهيت من تأملي اخذت أخرج نفسا عميقا من فمي بتلقائية. اصبحت اشعر بالمانا التي بداخل جسدي ، لقد كان من المفيد جلد مثل هذه المعززات حقا.
نظرت الى الأوراق التي بجانبي ، ثم قلت.
"هل يجب أن اختار أحدهم اذن الان؟"
في اليوم الذي اعطاني كبير الخدم ما طلبته ، اخبرني انني احتاج الى اختيار مرافق شخصي لي ، لذا أعطاني قائمة من الأسماء المتعددة لمن هم بنفس سني او اكبر مني ، ولقد لفت احد الاسماء نظري.
"هاين"
انه في نفس عمري ، لكنه اشتهر بين العامة والنبلاء مستقبلا بقوته. حتى انه قد ذكر اسمه في الرواية بأنه قد صنع احدى اكبر النقابات في المملكة أو هو كذلك.
خرجت من غرفتي ومشيت نحو غرفة كبير الخدم.
"مرحبا يا كبير الخدم."
"تحياتي للسيد الصغير ، ما سبب حضورك اليوم الى هنا؟"
"اريد ان تحضر لي هذا."
اشرت باصبعي على احد الاسماء التي في القائمة والذي كان هاين.
"امرك"
***
"الا تعتقدين ان السيد ويليام قد تغير؟"
"بلى ، إن الهالة التي تحيط به قد تغير."
"أليس كذلك؟ ، لم اعد اشعر بتلك الطاقة الكئيبة التي به كما هو سابقا."
كان هناك خادمتين تعملان على تنظيف النوافذ ولكي تمضيا وقتيهما تحدثا عن التغير الملحوظ على ويليام.
" كنت أشعر بالقلق على السنتين السابقتين فلم يكن يأكل طعامه جيدا او حتى از يخرج من غرفته."
"اتمنى ان ينسى الأمور المؤلمة التي حدثت معه."
***
"حسنا…"
شعرت بدقات قلبي تتسارع .. لقد كنت متوترا !!.
سمعت من قبل عن أصغر فرد لدوقية ستيرن لكنني لا اعلم عن ماهية شخصيته فبدأت أتساءل إن كنت قد اتخذت قرارا جيدا في وضع اسمي على قائمة المرشحين.
كنت الآن أمام قصر الدوق ستيرن ، شديد الضخامة حوله سور عريض ، من المذهل رؤيته حتى من بعيد ، ذهبت الى احد حراس البوابة فيسألني عن سبب قدومي لذا أخبرته عن ذلك مع اظهار رسالة كانت على جيبي و الذي كان على الورقة ختم الدوق.
و بعد ان تم التأكيد .. ادخلني الحارس وقال لي ان انتظر قليلا.
بعد بضع دقائق ظهرت الخادمة امامي.
قدمت التحية لي ثم أخبرتني باللحاق بها ، كنت اتمشى في حديقة الدوق حيث كان لديه مظهر خلاب ملأت المكان بالزهور المتنوعة والجميلة والشتلات والأشجار التي يقف عليه العصافير ، لاحظت ذلك البستاني وهو يزين الحديقة في مثل هذا الوقت المبكر من الصباح ، وقبل دخولي إلى القصر هب نسيم بارد لامس وجهي.
طلبت الخادمة مني بالدخول بعدها.
ما قابل رؤياي هو المكان الواسع المثير للدهشة فقد امتلأت بالكثير من اللوحات المشهورة والعريقة التي لها اطار ذهبي .. الثريات والاثاث لقد كان جميعها باهظة الثمن!! ، شعرت بالقلق إن أمسكتها ، بدأت بعدها بالمشي مع الخادمة حتى وصلنا الى احد الابواب.
طرقت الخادمة الباب.
"تفضلي"
ردّ على الخادمة صوت هادئ يظهر جمال صاحبه كان للصوت نبرة ناعمة قليلا يوضح أنه خاص لفتى صغير.
فتحت الخادمة بعدها الباب لتخبرني بان ادخل ، فاخذت نفسا عميقا ثم اتجهت الى الامام.
"مرحبا بالسيد الصغير شرفٌ لي ان اعمل معك"
"فلتتقدم"
رفعت رأسي بعد أن طلب مني التقدم فرأيت فتى له شعر أشقر يلمع كحبات الرمل في الصحراء وعيونه الخضراء الشبيهة بالزمرد فابتسم الي بلطف .. لقد فتنت بمظهره لكنني خرجت من افكاري بعد أن قال لي.
"الن تتقدم؟"
"ب بلى"
نسيت انني هنا للعمل..
***
دخل فتى بشعر وعيون سوداوتين وكأنهما الظلام بحد ذاته ، وقدم التحية لي ، فقلت له.
"فلتتقدم"
رفع الفتى رأسه ثم نظر إلى ، لم يتحرك الفتى لفترة لذا سألته الن يتقدم.
فتقدم الصبي ليقف أمام ناظري.
"ما اسمك؟"...رغم انني اعلم بالفعل.
"هاين."
ابتسمت ، " حسنا ، من الآن فصاعدا ستكون مرافقي لذا يمكنك دعوتي بويليام فقط."
"حسنا ويليام"
سيكون معي لمدة طويلة لذا اتمنى ان نتوافق ، ابتسمت اليه ثم قلت.
"يسعدني العمل معك."
***
مر اسبوع على مرافقة هاين لي لكنه لم يتحدث معي.
نظرت إليه فحاول تجنب النظر نحوي.
"هاين."
"هل هناك امر سيدي ويليام."
"فقط ويليام."
"... حسنا ويليام."
"لقد كنت افكر ، لما لا نتدرب؟"
"ها؟"
***
دخلت انا وهاين الى غرفة التدريب حيث كانت الارضية من حجر أما الجدار فكان خشبيا التفت يمينا ويسارا أخذ نظرة قصيرة لما حولي فوجدت حينها أن المكان مليئة بالسيوف والرماح والدروع لذا اتجهت نحو أحد تلك السيوف التي اصطفت مع العديد من امثالها وامسكت به.
"اكك!"
لم اتوقع ان يكون ثقيلا لهذا الحد.
"امم ، ويليام إن كان ثقيلا عليك يمكننا البدء في التدرب على السيوف الخشبية."
"اوه ، معك حق." أومأت برأسي.
نسيت أمر أنني لم أحمل سيفا من قبل وكان بإمكاني البدء بسيف خشبي.
.
.
.
كان هاين أمامي وأنا أحمل السيف الخشبي رغم انه ثقيل بالنسبة لي إلا أنه لم يكن بثقل السيف السابق وكان يمكنني تحمل وزنه ، قلت عندها لهاين.
"أرجو منك ألا تستهين بي."
"حسنا."
…
بعد مدة.
"اوخ."
لم يمر عشر دقائق حتى وقد سقطت على الأرض .. ، اظن ان بقائي كل هذه المدة صامدا يعتبر انجازا بالفعل.
وبسبب سقوطي على الأرض أظهرت لهاين تعبيرا غريبا ، حينما نظرت اليه شعرت وكأنه يريد الضحك..
" لا تضحك علي.."
"احم" التفت الى الجهة الاخرى.
وقف ببطء من على الارض ، وبدأت اتجه نحو الباب ، لحق بي بعدها هاين دون الحاجة لاخباره.
'يجب ان اتدرب اكثر..'
***
صورة تم التقاطها بالصدفة 👽
شكرا على القراءة~♡