"هئ هئ هئ"

داخل احد الحدائق المزينة بالعديد من الاشجار والزهور جلست فتاة صغيرة تمسح بدموعها في وضح النهار ثم تنظر بعدها الى جانبها مبتسمة الى شخصية لم تكن واضحة الملامح.

***

*طق طق طق طق*

"همم…"

جلس شخصية بشعر أسود قصير على سريره مغلقا عينيه يدق برجله اليمنى على الأرض ، و بقي يفعل ذلك لمدة خمس دقائق على الأقل بشكل متواصل.

"اخخ!! ، لما تختفي دائما!!؟"

حك هاين رأسه بيديه صارخا بكلامته وحيدا داخل غرفة خشبية بها سرير واحد وخزانة ملابس وطاولة صغيرة ، وقف بعدها من على سريره يتحرك للخروج من غرفته.

'سأقتلك حتما ، لما علي القلق على شخص مثلك؟'

ربما كان هذا ما يدور في بال هاين حاليا الا ان الامر فقط بسبب قلقه على ويليام.

فتح هاين باب غرفته ينظر الى الممر الفارغ من الأشخاص ليتوجه خارج غرفته.

"لا يمكنك"

"لماذا!؟"

"انها اوامر المدير"

"الم يقل انني معاقب لمدة ثلاثة ايام فقط؟"

كان هاين يتناقش مع أحد حراس السفينة الذي منعه من الدخول مع أنه قد تم إنهاء فترة العقاب بسبب خروجه من الأكاديمية دون تصريح.

نظر هاين الى الحارس الذي بقي صامتا لا يتحرك وعندما التفت الى الخلف علم بالسبب.

"ساندر.."

قال هاين ذلك بصوت غليض كارها رؤية الشخصية التي أمامه ذو الوجه المبتسم والعيون الزرقاء الشبيهة بالألماس والشعر الطويل التي قد تظن أنها خيوطا من الفضة الذي كان يتحرك باتجاه هاين.

"همم؟ ، يبدو انك لا تحبني"

"الم تقل ان فترة العقاب هي ثلاث ايام؟"

"حسنا يبدو أن صديقك ويليام لم يعد الى الان لذا قررت أن تتحمل المسؤولية بدلا منه"

قال ساندر ذلك وابتسامته الخادعة لا تنفك عن وجهه

'حسنا ، اظن ان الامر جيد الى الان'

قال ذلك ساندر داخل ذهنه وهو ينظر الى هاين العابس الذي امامه ليقول ساندر لهاين بعدها.

"دعنا نذهب الى مكان اخر."

***

[ قبل ثلاثة أيام. ]

*جلجلة*

"إلى أين نحن ذاهبون؟*

"الى المقر الرئيسي لداركولاين"

"اليس الامر خطرا علي؟"

نظرت الى الثعلبة التي كانت تغطي وجهها بقناعها المعتاد جالسة بأرجل متقاطعة و تعقد بذراعيها امامي لتتكلم بعدها بصوتها الناعم.

"احضرت حلا لهذه المشكلة"

"اوه؟"

انزلت رأسي قليلا على جانبي الأيمن ، كنت أرغب بسماع ما بجعبتها.

تحركت الثعلبة على جانبها تبحث داخل حقيبة صغيرة عن غرض ما لم يدم الأمر وقتا طويلا حتى اخرجت قناعا أبيض اللون بهما فتحتان فقط للعين ، لم يكن للقناع اية زخارف جمالية او حتى رسومات وكانت اشبه بطبق ذو فتحتين.

تحركت الثعلبة من المكانها تضع القناع على وجهي بقوة دون ان استطيع الرد على الأمر و عندما كنت على وشك فتح فمي للكلام وضعت الثعلبة اصبعها السبابة النحيلة على شفتيها قائلة.

"ششش"

لتقترب بعدها بجانب اذني وتهمس بكلاماتها.

'ان لم تكن تريد الموت فابقى صامتا'

لم يمر وقت طويل على تلك الكلمات التي رنت في اذني حتى توقفت العربة من الحراك ، لقد كنا في وسط غابة شديدة الظلام مرعبة المنظر اشك بمقدور فرد واحد من العيش في هذه المنطقة وحيدا.

وصل بعدها احد ذو بدلة رسمية يشبه الخدم كثيرا يفتح باب العربة ثم يقول للثعلبة.

"مرحبا بالانسة … يبدو ان هناك ضيف جديد معك ايضا."

نظر إلي الشخصية من على طرف عينيه بنظرة حادة لا تبشر بالخير.

'انه متحول'

من الهالة التي لا يمكن إيقافها حول جسده كان من الواضح انه متحول برتبة عالية ربما لم يكن قويا كفاية لاخفاء هالته او انه ربما لم يكلف عناء اخفائه.

نظرت الى الثعلبة التي يظهر من فتحة قناعها انكماش عينيها وكأنها تضحك بداخلها ، قالت الثعلبة للمتحول.

"صحيح ، انه ضيف عندي لذا ارجوا منك اخبار الخادمات والخدم بعدم ازعاجه"

مومئ برأسه ابتعد المتحول من أمام باب العربة ليسمح لنا بالخروج منها ، لذا خرجت الثعلبة منها اولا ثم لحقت بها.

قصر اسود حالك الظلام يشبه الفحم الأسود ، تماثيل غريبة الشكل ومخيفة المظهر في أنحاء المكان .. كنت الان امام احد القصور الذي لا يتمنى أحد دخولها واحد أكثر الأماكن خطرا داخل الحدود لقد كان قصر داركولاين.

بدأت بالمشي وراء الثعلبة لندخل بعدها الى القصر لم يكن الوضع بالداخل سوى مشابه للخارج … مظلم جدا مع انه يوجد في أنحاء القصر شعلة خشبية بدائية الصنع.

'هل هم فقراء؟ ، أم أنهم كارهون للضوء؟'

لست هنا لانتقادهم ولكن ما هذا؟ ، تطورت البشرية والممالك وهم لا يزالون كما هم ، قد اشعر هكذا بانني في العصر الحجري.

كنت لا ازال الحق بالثعلبة داخل ممر طويل يكاد الممر لا ينتهي ، وحينها توقفت الثعلبة في احد الابواب الخشبية المطلية باللون الاسود لتفتح الباب بعدها ثم تقول.

"لتدخل"

اومأت برأسي على كلامها ، ثم شرعت بالدخول حالا ثم ذهبت هي ايضا تدخل ثم أقفلت الباب معها.

*طق*

نزعت الثعلبة قناعها بعد دخولها ، فيتحرك شعرها الاسود الطويل أمام وجهها مغطيا بذلك جمال ما ورائه ، امسكت الثعلبة شعرها بيديها ذاهبة لطاولة عريضة في جانب الغرفة تفتح احد ادراجها ثم تمسك بربطة شعر لتزين شعرها الطويل الى الخلف على شكل ذيل حصان ، جعل ذلك رقبتها الطويلة البيضاء وبشرتها الناعمه ، وعيونها الحمراء الشبيهة بالياقوت الاحمر يصبح اوضح واجمل.

تحركت الثعلبة بعدها باتجاهي الذي كان بإمكاني سماع صوت دقات كعبها على الأرض لتقول أثناء تحركها.

"دعنا نجلس."

لم تكلف الثعلبة عناء الوقوف لانتظاري واتجهت مباشرة نحو أحد الأرائك الموجودة داخل الغرفة.

حدقت قليلا نحوها ثم بدأت بالتحرك ايضا ، جلست نحو الاريكة الاخرى التي بجانبها وعلى غير المتوقع لقد كان مريحا.

"يمكنك التحدث في الوقت الحالي."

قالت الثعلبة ذلك بعد جلوس لذا كان أول ما نطقتها هي.

"هل يمكنني نزع هذه؟"

مشيرا باصبعي السبابة على القناع الذي بوجهي طلبت من الثعلبة ان انزعها ، لقد كان خانقا بشكل لا يحتمل! ، كان عليها على الاقل ان تضع في عين الاعتبار انني احتاج الي بعض من الهواء.

"لا بأس ، يمكنك نزعه"

لم انتظر حتى للحظة ثم نزعتها ، فتساقط العرق من على وجهي فمسحتها بمنديل من قماش لاتفاجأ بعدها بدخول القناع على وجهي من جديد ، لقد كادت ان تقطع رقبتي بذلك.

*طق طق طق*

"ادخل"

'هل لديها قدرات سمعية خارقة أو ما شابه؟'

تساءلت داخل ذهني وانا انظر اليها بريبة ، لما لا يمكنني سماعهم والعكس صحيح معها؟ ، هل لا زلت ضعيفا؟

فتح الباب شخصية تلبس ملابس خادمة فانحنت للثعلبة ثم قالت.

"انستي ، هذه حقيبة الضيف"

'تبا..كدت ان انساه"

تعلمت بأن علي التركيز في الاعتناء باغراضي فقد كدت ان انسى امورا مهمة بداخل الحقيبة ، لم ارد تخيل ضياعها.

"يمكنك وضعها هنا والخروج"

"حسنا"

وضعت الخادمة الحقيبة ثم شرعت بالخروج من الغرفة.

تنهدت براحة سرا ثم نزعت القناع من على وجهي.

"إذا ما هي المهمة؟"

اعتدلت الثعلبة في جلستها متقاطعة ارجلها لتتحدث بعدها.

"مع انني اخبرتك سابقا بانها مهمة صغيرة إلا أنني قد كذبت في هذا الجانب."

"كان واضحا"

"همم؟ ، اذا دعني أكمل كلامي من الان فصاعدا ستبقى معي ."

"ها؟"

____________________

صباح الخير للجميع او مساء الخير 👽

المهم كما هو واضح يعني اني غيرت غلاف الرواية فجيت اسألكم ايها القراء =^=

اخليه كذا ولا ارجعه زي ما كانت ، رايكم يفيدني .

2023/07/11 · 342 مشاهدة · 1098 كلمة
Darkiona
نادي الروايات - 2025