"اتيت اخيرا."

رجل ذو رداء اسود يمسك بيده جسد يترنح يداه إلى الامام والخلف ، وُضِع على وجهه قناع على شكل ثعلب يغطي ملامحه خلف القناع وكان أمامه امرأة ذات شعر اسود طويل ترتدي هي الاخرى قناعا مشابها للقناع الذي كان يرتديه الرجل لكن الاختلاف الوحيد بينهما هي الألوان ، حيث حيث ان الرجل كان لديه خطوط ورسومات باللون الزرقاء وفي المقابل كانت قناع المرأة باللون الاحمر.

نظرت المرأة الى الرجل وقالت له.

"الن تتحدث؟ ، اعلم انني قسوت عليك في الاشهر الماضية لكن الا تجعل نفسك قاسيا معي اكثر؟."

تحدثت الامرأة وفي صوتها القليل من حزن لكن يمكن معرفة ان الامر عكس ذلك.

'هراء'

تحدث الرجل في رأسه ليضع الجثة على الارض و ينزع القناع من على وجهه. أظهر ذلك عيونه الزمردية الخضراء و شعره الاشقر الذي يصل الى رقبته و يغطي شعره الامامي جبينه مع جزء من انفه ، كان لدى الرجل رموش طويلة اعطى جمالا لمظهره وعيونه الباردة التي تنظر إلى المرأة ليقول لها.

"سأذهب الان فلتخبريني ان حدث امر اخر."

لم تتحدث المرأة لذا ابتعد الرجل بعيدا عن الغرفة المظلمة.

***

"هااهه.."

تنهدت وانا انظر الى نفسي في المرآة ، رداء اسود وعيون خضراء تنظر بهدوء الى وجهي وشعري الذي اصبح طويلا ، لقد بدوت وسيما ، رغم ذلك لا ازال اشعر بعدم الراحة هنا.

نظر ويليام الى زاوية غرفته حيث يجلس حيوان على سريره فابتسم قليلا وقال.

"ريكس تعال الى هنا."

***

[ العودة الى الوراء..]

قبل اربعة اشهر

" يمكنك دعوتي سيرا."

"سيرا."

"صحيح ، فلترتاح اليوم فسيكون ايامك القادمة ممتعة اكثر."

وقفت سيرا - الثعلبة - من مقعدها لتخرج من الغرفة ، فبقيت انظر طويلا نحو الباب الذي خرجت منه ثم وقفت من مقعدي بعدها انا الاخر.

'ما الذي تخطط له؟'

ذلك السؤال بدأ يدور حول عقلي كثير لكن أوقفت التفكير عن ذلك فلم اكن لاعلم الإجابة في اي وقت قريب.

ذهبت لأخْذ حقيبتي التي كانت بالقرب من الباب ثم قمت بفتحه فوجدت بداخله ، ملابس ، اغراض شخصية ، كتب ، قلم ..

'صحيح لم افتحه الى الان'

امسكت بصندوق صغير شبيه بصندوق الخواتم ثم فتحتها.

"بروش؟"

كنت أنظر الى بروش جوهرته باللون الاخضر يشبه لون عيني لكن كنت اسأل نفسي هل هذا ما أراده والديّ اعطائي؟ امسكت به ثم بدأت انظر الى العديد من انعكاسات وجهي فيه ثم ادرت يدي يمينا ويسارا وانا انظر الين ثم اعدته الى الصندوق.

اخذت احدى الملابس الذي في حقيبتي ثم ذهبت الى غرفة يبدو انها غرفة الاستحمام.

نظرت الى المرآة حيث كنت ألبس قميصا به العديد من الأزرار اقفلت جميعها سوى الزر الذي على ياقة الملابس حيث ابقيتها مفتوحة ، نظرت الى الأسفل حيث كنت ارتدي بنطالا باللون الاخضر الزيتوني ثم ابعدت نظري عن المرآة لاتجه نحو السرير الضخم الذي في زاوية الغرفة ، كان خشبته مطلية باللون الأسود اما الوسادة و الغطاء فقط من كانا باللون الابيض ، لذا جلست استلقي عليه ثم اغلقت عيني لأنام.

***

"ايتها الثعلبة ، وضحي الامر بشكل سريع."

وقفت سيرا تلبس قناعها الذي على شكل ثعلب يُوجّه السيوف على جميع انحاء رقبتها من قبل العديد من المتحولين ، رغم ذلك لم تهتز من الخوف وبقت ثابتة كجبل لا تهتم لما يحدث لها ، نظرت الثعلبة الى الشخص الذي بالاعلى حيث اخفى الظلام وجهه وقالت.

"انه جزء من الخطة الكبيرة"

"وكيف سيكون مفيدا؟"

"لديه جميع العناصر."

"اوه؟"

هنا بدأ صوت الرجل الذي كان غاضبا يهدأ عندما قالت سيرا ذلك.

"ابعدوه"

بدأ المتحولون الذين وجهوا السيوف نجو رقبتها بالابتعاد وقال الرجل لها.

"اجعليه يعمل لصالحنا ولا تدعيه يصبح ضدنا."

"هيه .. كنت سأفعل ذلك دون طلبك."

"اذا يمكنك الذهاب."

وهكذا ابتعدت سيرا من الغرفة وبقي الرجل جالسا ينظر الى ظهرها وهي تبتعد.

***

"صباح الخير"

"امم .. ما هذا؟"

فتحت عيني حتى استطعت رؤية وجه امرأة فوقي يتدلي شعرها الطويل على وجهي لتدخل بضعة شعيرات على عيني ، فابعدت شعرها وجلست فوق السرير انظر اليها وهي على يساري.

على عكس الليلة البارحة اصبح الغرفة مضيئة قليلا جعلها اقل كآبة لذا التفت انظر الى النافذة الذي بجانب سيرا حيث كان الخارج مليئة بأغصان شجر عديمة الأوراق.

"ماذا تفعلين هنا؟"

نظرت الى سيرا التي تلبس فستانا اسود اللون طويل يصل الى قدمها وعيونها الحمراء القرمزية تنظر الي فتحرك شفتيها الورديتان لتقول.

"لنتنزه"

'؟؟؟'

…بعد عشرين دقيقة

ارتديت معطفا شتويا بسبب برودة الطقس وبدات الحق بسيرا التي تمسك بيدها سلتان كبيرتان من الواضح ان بها طعام ، حيث ان الرائحة كانت تفوح منه .

'من الذي يتنزه في هذا الجو؟'

لقد اقترب الشتاء بالفعل والتنزه في هذا الجو ليس شائعا ، اصبحت العديد من الاشجار حولنا عديمة الاوراق والارض ممتلئة باوراقها البرتقالية التي كلما تحركت اصدر صوت تحطمها لم افهم ما تخططه لكن ابقيت فمي مغلقا الحق بها.

توقفت سيرا عن السير عندما وصلنا الى مكان ليس به الكثير من الاشجار بدأت بابعاد اوراق الشجر المتساقطة على الارض ثم قالت وهي تنظر الى الخلف.

"الن تساعدني؟"

تنهد ، نظرت اليها ثم استخدمت سحر الرياح لابعاد اوراق سريعا.

نظرت سيرا الي عيني وهي تبتسم الي ثم بدأت تضع مفرشا على الأرض ثم تُخرج الطعام الذي كان في السلة.

'ظنتته سيكون..'

بدأت اتذكر منظر الطعام الذي قدِّم لي في المختبر وعلى عكس ما توقعت يبدو ان المتحولين يأكلون الطعام مثلنا لذا … لما يقدمون طعاما فاسدا لي في ذلك الوقت؟

جلست سيرا متربعة على الأرض جعل فستانها في الاسفل تنتشر حولها ثم بدأت تضرب الارض بيدها قاصدة ان اجلس ايضا لذا بدأت بالجلوس.

"يا لك من بارد .. على عكس تلك المرة حيث كنت تبكي وتترجاني"

" هذا ليس ممتعا."

"همم ، هل انت محرج؟"

ابتسمت سيرا كثعلبة ماكرة لكن دحضت كلامها بقولي.

"لست كذلك ، تجعلين الامر وكأنني كنت راضيا عن ذلك ، فقط قولي ما لديك؟"

ابعدت سيرا الابتسامة التي على وجهها وقالت.

"لا يوجود شيء فقط اردت التنزه قليلا لذا لنبدأ بالاكل."

'هل هذا تدريب للاكل ام ماذا ، وكل هذا..'

كان المفرش مليئا بالطعام يكفي لخمسة اشخاص حتى ، لكنها لم تهتم وبدأت بالأكل لذا فعلت الأمر ذاته.

'لذيذ.'

رغم انني اكره هذا المكان الا ان الطعام لا ذنب له لقد كان لذيذا بالفعل.

***

بعد اسبوع…

لم يحدث اي شيء في الايام القليلة ، بل كانت تأتي دائما فقط من اجل التنزه وها هي اليوم ايضا امام وجهي..

"صباح الخير"

بدأت انظر اليها بعجب حيث كانت على يساري لذا حركت جسدي لاجلس بدلا من الاستلقاء ثم اقول لها.

"لم نفعل اي شيء في الاسابيع السابقة وبدلا من ذلك تأتين فقط في الصباح وتخبرينني ان نتنزه ثم تجعلينني أبقى في الغرفة طوال اليوم… رغم قولك بشأن التدريب سابقا."

نظرت سيرا الي بهدوء حيث لم يتغير ملامحها وابقت ابتسامة خفيفة وراء افكارها الغامضة و قالت.

"هل انت تواق الى هذا الحد من اجل التدريب؟ ، فلتحضر سلاحك إذا."

***

'بجدية؟'

نظرت اليها حيث وضعت سيفي على خصري انظر اليها من الخلف وهي تمسك بسلتان من الطعام مرة اخرى ، تنهد.

'لا يهم ، كان علي عدم توقع اي شيء منها.'

ما الذي توقعته من امرأة سادية تحب تعذيب فئران تجاربها.

بدأت سيرا تفرش على الارض ثم تضع الطعام مرة اخرى ، كانت تلبس فستانا قصيرا يصل الى اسفل ركبتها باللون الابيض وعلى رأسها قبعة طويلة بيضاء به شريط ذهبي ، اظهر لباسها قدميها النحيلتين ، فجلست سيرا مباشرة على الأرض و بدأت سيرا تتناول الطعام لذا جلست انا الاخر وبدأت بالاكل.

توقفت سيرا عن الأكل لتقف على قدميها حيث لا يزال هناك العديد من الطعام ،نظرت سيرا إلي وهي تقول.

"اراك لاحقا."

بعد ان قالت اخر كلماتها تحول محيطي الى ظلام جعلني لا استطيع رؤية ما حولي حيث تكون جدار اسود حولي قبلها واختفت سيرا من امامي.

'هل تمزح معي؟!'

كنت افكر برأسي لانظر نحو الطعام الذي كان لا يزال على الارض.

_______________

شكرا على القراءة~♡

=^= ويعني لا تنسوا تعلقوا وتعطوني اراءكم ، او نقد بناء عن طريقة سير القصة.

او حتى بس بشكر 👽🤍 ، علشان ذاك يشجعني الصراحة اكثر.

2023/07/21 · 206 مشاهدة · 1251 كلمة
Darkiona
نادي الروايات - 2025