نظرت الى الثعلب الذي تحرك نحو الجدار وبدلا ان يَصُد الجدار الثعلب لمنعه من الخروج .. تمكن من الخروج و بسلاسة امام عيني.

وبسبب ذلك انفتح عيني على مصراعيها انظر مندهشا في كيفية تمكنه من الخروج ، حتى تذكرت انه استطاع الدخول منذ البداية الى هنا ، كنت أعتقد أن الدخول ليس كالخروج لذا لم أولي اية اهتمام للأمر ، لكن يبدو ان هناك امر اخر غير استعمال سيفي للخروج من هنا.

'ما هذا الشعور؟'

بدأت أشعر سابقا بان طاقتي تنفذ لكن لم يمر فترة منذ رؤيتي للثعلب الا شعرت بتغير يحصل داخل جسدي وكأن الطاقة التي خرجت قد عادت.

'' هل رؤيتي لذلك الثعلب وهو يخرج جعلني اشعر بالامل مرة اخرى؟ "

هززت رأسي قائلا لنفسي.

'دعك من التفكير بالأمور التافهة ، يجب علي معرفة كيفية الخروج من هنا.'

حينها تمكنت من رؤية جسد صغير الحجم يقترب من الجدار مرة اخرى ، فاتضح أنه الثعلب الأبيض مرة أخرى ليجلس امامي لا يفعل شيئا سوى النظر إلى.

نظرت الى الثعلب بتمعن شديد وسألت نفسي ، ' كيف تمكن من الخروج '.

'اعلم ان الامر غريب لكن دعني اجرب.'

"ايها الثعلب ، هل يمكنك الخروج من هنا مرة اخرى؟"

معرفتي بعدم تمكن الحيوانات من فهم البشر جعلني اشعر انني قد اصبحت مجنونا للتو لكن .. من يعلم إن كان يستطيع فهم كلامي؟ ، و على غير المتوقع استجاب الثعلب لطلبي وشرع بالخروج نحو الجدار مرة اخرى.

'هكذا اذا!'

وقفت على قدماي ثم ذهبت لامسك بسيفي واتجهت الى المنتصف لاخذ نفسا عميقا بعدها.

'فلتركز ويليام.'

أغلقت عيني وبقيت ساكنا لا اتحرك لفترة من مكاني و حينها بدأ سيفي بالتوهج.

"فيوه"

عندما فتحت عيني استطعت رؤية سيفي المتوهج باللون الأزرق مما جعلني سعيدا لتمكني من استعمال السحر القتالي من أول تجربة.

شوييشش!! ترنغ!

ادرت جسدي ثلاث مئة وستون درجة على شكل دائرة ملوحا بسيفي من كل الجهات ، لم يصل طرف سيفي لجميع انحاء الجدار لكن الطاقة التي تخرج من السيف كان كافيا لتحطيم الجدار بأكمله.

"هاهاهاها..اخيرا!!"

سقطت على الأرض مستلقيا فيه انظر الى السماء المظلم التي تضيئها النجوم الصغيرة المنتشرة في أنحاء السماء ، رغم أن الوضع لا يزال مظلما إلا أنني سعيد من تمكني أخيرا من استنشاق الهواء البارد الصافي ورؤية الأشجار عديمة الأوراق حولي.

'اكك'

شعرت بشيء يتحرك فوق جسدي وعندما نظرت نحو الشيء ، كان الثعلب الأبيض يتحرك فوق صدري.

بدأت بتحريك يدي وانا المس برأس الثعلب يمينا ويسار واقول له.

"دعنا نصبح اصدقاء ، موافق؟، سيكون اسمك ريكس من الآن فصاعدا."

بدأ جسد الثعلب بالتوهج قليلا .. لكن اختفى تلك الضوء في لحظة من حوله ، حينها شعرت بنفاذ الطاقة مني مرة اخرى لكن هذه المرة المشاعر الذي بداخلي كانت مختلفة ، فقد شعرت براحة أكبر وكمية من السعادة تغمرني اخيرا لذا أغلقت عيني وبدأت بالنوم.

***

"همم! ، هل انكسر اخيرا؟ ظننته سيحتاج وقتا أطول من ذلك"

تحدثت امرأة تجلس أمام مرآتها تسرح شعرها الأسود في غرفة مظلمة لم يضيئها سوى الضوء التي تدخل من النافذة والابتسامة على شفتيها.

"حسنا دعنا نذهب إليه."

وقفت سيرا من مقعدها ليظهر فستانها الاسود الطويل واكمامها الشبه شفاف تتحرك بعيدا عن المرآة.

.

.

.

"هل تنام مرتاح البال في مكان خطير؟ ، يالك من جاهل."

نظرت سيرا إلى ويليام الذي بدا مظهره فوضويا بالكامل ، ملابسه الذي كان قبل اسبوع انيقٌ ومرتب اصبح الان في حالة يرثى لها ، حتى شعره الذي كان نظيفا أصبح متسخا.

"من هذا الصغير"

نظرت سيرا الى الثعلب الصغير الذي كان ينام فوق ويليام المستلقي على الأرض ، تعَجَبتْ من وجوده ، ولكنها قالت.

"دعنا نأخذكم جميعا إذا."

امسكت سيرا بويليام من اسفل ظهره وكأنه اميرة ما او ما شابه لكن .. عندما أخذت سيرا شهيقا من انفها تغير ملامحها الى ملامح تقزز.

'رائحته لا يطاق!'

حاولت سيرا التقدم الى الامام بعيدا عن الغابة تمسك بويليام والثعلب الذي لا يزال نائما فوقه تجاهد باقصى طاقتها تجاهل تلك الرائحة التي تصدر من ويليام.

***

صباح اليوم التالي..

فتحت عيني لأجد أول شيء أمامي سقفا مألوفا لم استطع رؤيته طوال الأسبوع .

لم يكن ما هو اسفل ظهري قاسيا كما كان في السابق بل كان طريا هذه المرة ، لم يكن الجو باردا ايضا وبدلا من ذلك كان معتدلا ، فجلست وانا لا ازال على فراشي انظر حولي ، لم تكن سيرا موجودة هذه المرة وبقي الغرفة كما هي ، لكن هناك شيء جديد فيه أيضا.

"صباح الخير ريكس."

نظرت الى جانبي حيث كان يوجد ثعلب ابيض صغير بالقرب مني ، لم أعتقد انه سيأتي معي الى المقر لكن كان من الرائع وجوده.

بدأت امسح يدي على ظهره حينها ارتفع اذنيه البيضاء الطويلتين لينظر الى عيني ، لم يفعل الثعلب غير ذلك لكن كان من المريح رؤيته بالقرب مني.

*طخ*

"صباح الخير!"

فتحت سيرا الباب بقوة جعل ذلك جسدي يرتعش قليلا ، فنظرت نحو الباب التي تقف بالقرب منها وهي تحوّل الابتسامة التي كانت على وجهها الى تقزز ، فتعجبت من أمرها لكن علمت ما كانت تقصده بعدها عندما تحدثت.

"الم تذهب للاستحمام الى الان؟ ، الرائحة المقززة التي تفوح منك قد انتشر في جميع أنحاء الغرفة!"

تحدث سيرا وهي تضع اصبعها السبابة والإبهام على أنفها لكي لا يدخل الرائحة بداخلها.

نظرت إلى جسدي وبدأت بتفحصه و الذي كان في حالة مزرية تماما ،جروح ، الرائحة ، حتى شعري كان متسخا ، لذا شرعت بالسير نحو غرفة الاستحمام دون التحدث الى سيرا.

…بعد ثلاثين دقيقة

"هكذا افضل."

نظرت الى ذاتي التي كانت تبدو افضل واجمل رغم انه اصبح هزيلا قليلا و لا يزال هناك بعض الجروح الطفيفة ، لكن كنت أستطيع تعويض ذلك بأكل الطعام المفيد والتدريب مرة اخرى.

نظرت الى جانبي الأيمن حيث كانت سيرا تقف بالقرب من الباب ، وهي تبتسم الي بشكل مزعج.

'هل تعتقد انني سأفرح لرؤيتها ام ماذا؟'

نظرت اليها بوجه خالي من التعابير حتى ان صوتي كان خاليا من المشاعر عندما فتحت فمي وقلت.

"ما الذي تريدينه مني هذه المرة"

" همم ، يبدو أن فأرنا الصغير استطاع تجاوز أول عقبة ، لذا اردت ان اهنئك على ذلك. "

' أول عقبة؟ ، هل هناك المزيد؟'

أكملت سيرا حديثها لتقول.

"دعنا نذهب الى غرفة مختلفة ، أم تريد الخروج؟"

***

خارج مقر داركولاين ..

نظرت حولي وانا اتحرك بالقرب من سيرا هذه المرة انظر اليها بحذر ، لم نكن ذاهبين الى نفس المكان سابقا حيث انني تمكنت من حفظ الطريق بالفعل الى هناك ، وبدلا من ذلك تحرك سيرا الى طريق مختلف.

*عجيج*

استطعت سماع صوت جريان الماء من بعيد لذا علمت أننا كنا نقترب من مكان يوجد به نهر.

اثبت الوقت كلامي حين استطعت رؤية نهر يجري أمامي ، لتقترب سيرا من النهر وتجلس بالقرب منه لذا فعلت الامر ذاته و جلست على يمينها.

"هل تعلم ما هذا؟"

"همم؟"

رأيت يد سيرا البيضاء تمسك ببروش به جوهرة خضراء اللون.

'انها البروش الخاص بي..'

علمت بعدها ان التي بيدها لم يكن سوى الهدية المقدمة الي ، نظرت سيرا الي ، لذا اجبت على سؤالها.

"بروش؟"

"ليس كذلك"

هزت سيرا رأسها لذا كنت فضوليا بشأن ما كانت على وشك قوله.

"هذه القصة منتشرة بشكل جنوني بين المتحولين ، وقد تم اخفاؤها عن الجميع حرفيا."

لم يتغير ملامح وجهي الخالية من التعبير لكنني كنت فضوليا بشأن القصة.

تحدثت سيرا بعدها وقالت.

"هل تريد معرفتها؟"

___________________

شكرا على القراءة ~♡

2023/07/22 · 195 مشاهدة · 1146 كلمة
Darkiona
نادي الروايات - 2025