انقسم العالم الى ثلاث ممالك ، ايسا و دالو وتيلا.
كما يعلم الجميع ايسا يعيش فيها البشر اما دالو للجان … لكن تيلا تعيش فيها الأقزام وهي منطقة وعرة وشديدة الحرارة أكثر من بقية الممالك ، وبسبب البراكين التي قد تثور فجأة احتاج البشر و الجان حماية أنفسهم بارتداء ملابس واقية أو عن طريق إحاطة نفسك بجدار من المانا يمنعك من الاحتراق.
نظرت الى الثعلبة وقلت لها.
" ما الذي سنفعله هناك؟ "
" لا شيء "
" ماذا؟ "
" أو بالتحديد لن افعل شيئا مهما هناك ، ربما؟ ، لكن … الأمر يختلف معك "
وضعت الثعلبة ابتسامة على وجهها جعل ظهري يقشعر مما هو اتٍ.
" لن يكون شيئا مجنونا أليس كذلك؟ "
"ربما"
'هاه..'
لم اقل شيئا بعدها وبقيت صامتا الى حين وصول العربة لمطار ايسا.
" قبل خروجك من العربة "
تحدثت سيرا لذا التفتُّ اليها قبل ان افتح الباب لاقول لها.
" ماذا؟ "
'ما الذي تريده هذه المرة؟'
" هل نسيت؟ ، عليك اختيار قناعك. "
ضغطت سيرا بزر وسط منطقة في اسفل مقعدها ، ليخرج مقبض مخفي لم استطع ملاحظته ثم تسحبه كالدرج.
كان داخل الصندوق ذات شكل مستطيل مستطيل و كبير الحجم ثلاث اقنعة ، دب اسود ، و ثعلب أحمر ، و قناع بشري.
نظرت الى الثعلبة وقلت.
" هل اختار بينهم؟ "
" ما الذي قد تعتقده إذا؟ "
نظرت الى ريكس الذي كان فوق رأسي.
'هل اختار الثعلب؟ ، لكن..'
نظرت الى سيرا التي كانت تبتسم الي بشكل مخيف.
' لا يهم '
وضعت الأفكار الطفولية جانب و قلت لها.
" سأختار الثعلب. "
وكأنها توقعت خياري مسبقا .. أخذت سيرا القناع من الصندوق لتعيد البقية بداخل العربة.
" ارتديه حينما أخبرك. "
فتحت باب العربة و خرجت منه مع أخذ ريكس الذي استيقظ اخيرا ووضعه فوق رأسي.
'اخ'
رمت سيرا حقيبة السفر الخاصة بي لذا أمسكته بسرعة قبل ان يسقط ، ثم نظرت الى اعلى رأسي حيث اختفى ريكس منه.
نظرت الى الاسفل والذي اتضح ان ريطس بالقرب مني يضع آثار قدميْه على الثلج.
خرجت سيرا من العربة هي الاخرى التي لم تحضر سوى حقيبة واحدة صغير سوداء اللون معها لتعيد ارتداء المعطف الصوفي الخاص بها وتتحرك امامي.
"لندخل ريكس."
بدأت أتحدث معه أكثر من هاين..
***
"تذكرتان الى مملكة تيلا"
تحدثت سيرا الى موظفة ذات شعر أزرق قصير مع قبعة صفراء مصنوعة من القطن ، التي بدأت بكتابة طلب سيرا بسرعة على ورقة صغيرة.
"تفضلي سيدتي"
"شكرا."
' اذا هي تعرف كيف تشكر احدا. '
التفتت سيرا الى الخلف لتعطيني احدى الورقتين التي كانت معها ، لتتجه نحو احدى مقاعد الانتظار.
***
مر ساعة ونحن جالسان ننتظر موعد السفر حينها استطعت سماع صوت النداء اخيرا.
" يرجى من المسافرين الى مملكة تيلا التوجه نحو الباب رقم ثلاثة."
' على عكس آخر مرة بقيت انتظر طويلا.'
وقفت من مقعدي وسيرا كذلك لنذهب نحو الباب ثلاثة … بالطبع لم انسى ريكس.
***
" سننام في نفس الغرفة. "
" ماذا؟ "
لم استطع النظر اليها بشكل صحيح ، كانت ملامحي تقول الان.
' ما الذي تقوله؟ '
عقدت سيرا ذراعيها وقالت.
" هل تظن أن السفن العادية مشابه كالتي ركبتها؟ ، هذا في احلامك."
"الم تكوني قادرة على دخول حفلة الكونت؟"
" لست نبيلة ، لدي بعض العلاقات القوية لا أكثر. "
نظرت بتشكك إليها ثم قلت لنفسي. ' حسنا ، من يهتم ان كانت نبيلة أم لا. '
اخبرتها بجدية تامة.
"يمكنك النوم في السرير سأنام على الأريكة."
"هل اعتقدت أنني سأسمح لك بالنوم معي؟"
حينها شعرت بتقزز من قولها وابعدت الفكرة من رأسي وقلت لها.
" ليس كذلك ، لكن لا اريدك الاقتراب مني اثناء نومي. "
"لن افعل"
'كيف اصدقك'
قلت ذلك بنفسي وانا انظر الى عيونها وكأنها ستلتهكني قريبا لكن وجهت نظري بعيدها عنها وذهبت أخذ ريكس من الأسفل بالقرب من قدمي الايمن.
…
' حقا؟ '
نظرت الى الاريكة التي تفوح منها رائحة كريهة مع كرات صغيرة متجمعة مع بعضها البعض له لون قريب من الاسود والبني.
نظرت الى الاسفل حيث يجلس ريكس بهدوء يلعق يديه دون النظر الي.
تنهد..
' انه حيوان لا أكثر. '
كنت أنظر إلى طبيعة حيوانية يمكن حدوثه عند الاعتناء بحيوان أليف رغم ان ريكس حيوان بري..
لحسن الحظ أن تلك الثعلبة - سيرا - ليست هنا .. يمكنني فقط تخيل كيف سيكون ردة فعلها.
ذهبت الى الخارج وقبل أن أغلق الباب ورائي قلت لريكس.
"أبقى هنا."
***
" هل يمكنك تنظيف الغرفة رقم ×× "
" ما نوع التنظيف التي تريده سيدي؟ "
كنت اتحدث الان امام رجل اقصر مني بقليل يرتدي بدلة سوداء مع بطاقة صغيرة على صدره. كتب عليه اسمه.
" في الحقيقة … "
همست بأذنه فقط من اجل عدم سماع الآخرين الذين كانوا حولي.
نظر الي الرجل والابتسامة على وجهه ، بالتأكيد لم يكن سعيدا بسماع ما كنت أقوله ، أنه فقط من أجل عدم خسارة وظيفته لا أكثر.
"سيتم استبدال الأثاث إن رغبت سيدي." ، قال الرجل.
" سيكون جيدا ان فعلت ذلك. "
.
.
بعد ساعتين..
" ظننت الامر سيستغرق وقتا اطول لكن من الجيد احضارهم اريكة افضل من السابق."
كنت انظر الى اريكة خضراء تلمع كالجواهر - ليس حرفيا - لكن يمكنني رؤية مدى نظافته ، وكأنه لم يلمس من قبل أحد.
نظرت الى الريكس الذي استلقى على أرض يلعق فراءه البيضاء وقلت.
"إن فعلتها مرة اخرى ، سارميك من السفينة… يمكنك فعلها داخل الغرفة الاستحمام اذا اردت."
"كيو"
ينظر إلي ذلك الثعلب الماكر ببراءة.
'لن أسقط في حبك.'
ابعدت نظري عليه ثم ذهبت افتح حقيبتي أمسك بكتاب له غلاف باللون البني.
***
حل الظلام حيث ان سيرا ذهبت للنوم بالفعل ، نظرت قليلا الى خارج النافذة حيث امتلأت السماء بالغيوم ، أغلقت الستار ثم ذهبت الى الاريكة لانام.
' صغير لكنه مريح.'
خرج جزء من قدمي لكن لم يؤثر ذلك الأمر بشكل كبير لذا أغلقت عيني لأنام.
.
.
.
"هاه .. هاه .. هاه"
.
.
"امم"
فتحت عيني لاجد ريكس امام وجهي تماما لذا ابعدته قليلا.
حينها استطعت رؤية سيرا وهي تجلس في فراشها وشعرها الاسود الطويل تغطي وجهها الجميل.
"هاه..هاه"
استطعت سماع أصوات تنفسها الغير المنتظم و التي تخرج من فمها حيث كانت تفعلها بشكل متكرر.
' هل ترى الكوابيس أيضا؟ '
بقيت انظر اليها بصمت ، لكن عندما وقفت من على سريرها اغلقت عيني متظاهرا بالنوم.
*تك*
خرج صوت اقفال باب و بعد ان سمعت صوت خروجها وإغلاقها للباب اعدت فتح عيني ثم جلست بدلا من الاستلقاء انظر لجهة الباب.
' دعك منها '
لم آخذ وقتا طويلا لاعود مستلقيا على الأريكة لانام مرة اخرى.
***
" هل انتَ بخير؟ "
فتى يجلس خلفه جدار قذر ممتلئ بالكدمات والجروح حول جسده ينظر الى الفتاة الجميلة التي أمامه ذات الشعر البني وعيون الواسعة ذات الملامح القلقة عليه.
شعر الفتى بالخزي من رؤية فتاة له بهذه الحالة فقال لها صارخا امام وجهها وهو يبعد ناظريه عنها.
"ابتعدي! ، لا اريد رؤيتك."
"لكن.."
" فلتتوقفي عن التظاهر بالشفقة علي!! ، اعلم انك كالبقية."
"..."
بقيت الفتاة صامتة تنظر الى الفتى ذو الشعر الأسود الذي بدى من ملامحه الغضب والحزن.
"اذهبي!!"
وقفت الفتاة على قدميها وقالت بهدوء.
" لست مثلهم لذا..سأنتظرك."
ابتعدت الفتاة عن ناظريه وبقي الفتى جالسا بلا حراك.
***
فتحت عيني أنظر إلى السقف الأبيض الذي امامي دون قول اي شيء او حتى التفكير بشيء … بقيت هكذا فقط.
قراءة ممتعة ~♡