"هل يمكنكما اعطائي المقاس المطلوب؟"
كنا الآن أمام مكتب استقبال صغير الحجم مقارنة بالتي في مملكة ايسا .. تحدث رجل ذو شعر برتقالي اللون قصير الطول ذو بنية جيدة يقف فوق كرسي خشبي طويل لكي يستطيع الوصول لقامتي وقامة سيرا .
تحدثت سيرا إليه قائلة
"لست بحاجة الى رداء ، فلتأخذ مقاس هذا الصغير."
التفت الرجل الي منتظرا اخذ مقاسي لذا قلت.
" قياس طولي ما يقارب مترا و ثلاث وسبعون سنتيمتر" - 1.73m -
" هل يمكنك الانتظار قليلا؟ ، احتاج بعض الوقت لإحضار المقاس المطلوب. "
" لا بأس."
ابتعد القزم وهو ينزل من الكرسي آخذا يبحث بين العديد من الأزياء ، لم يأخذ وقتا طويلا حتى وجد المقاس المطلوب ، عاد الرجل إلى المقعد وسلمني الزي لاشكره .
يمكن وصف الزي الواقي على أنها قلنسوة طويلة يمكن تغطية جميع انحاء جسدك مصنوع من قماش عادي ، ربما هذا ما يعتقده البشر العاديون لكن الأمر ليس كذلك ، فقد تم نقش على الاقمشة سحر الحماية او مضاد الاحتراق ، يمكنه حمايتك من الحرائق الطبيعية لكن الأمر سيختلف حينما تقاتل أحدا بهذا الزي.
بدأت سيرا بالسير بعيدا عن مكتب الاستقبال لذا لحقت بها من الخلف.
لا زلت لم ارتدي الرداء حيث اننا الان في مدينة صغيرة تستطيع التكيف بها دون استعمال الزي.
فقط اشعر بالغرابة عند رؤيتي العدد الكبير من الاقزام هنا بمختلف الاحجام ، الصغير و الكبير ، النحيف والسمين ، ربما الشيء الأكثر إرباكا هو انني اشعر بتشابههم الكبيرة لبعضهم البعض.
' أين نحن ذاهبان؟ '
كنت أقول ذلك لنفسي وانا انظر الى ريكس الذي يقف على كتفي متسائلا من كيفية توازنه وعدم شعوره بالسقوط.
'اعتقد ان تلك الآداب قد ساعدتني في عدم سقوط ريكس ههه '
ابتسمت لثواني معدودة لاعيد ملامحي الطبيعية كما كانت ، على عكس مملكة ايسا تتميز مملكة تيلا بجوها الحار المتقلبة لذا لحسن حظي انني لم ارتدي شيئا ثقيلا او دافئا بدلا من ذلك ارتديت قميصا أبيض اللون له اكمام قصيرة يصل لاعلى المرفق مع بنطال جلدي به حزام اسود ، ارتديت حذاء اسود اللون جعلني أطول قليلا من طولي الاصلي.
كانت سيرا تلبس ملابس نسائية جميلة ، لم تكن فستانا هذه المرة فقد ارتدت تنورة طويلة باللون الأخضر الزيتوني مع معطف أسود قصير يصل الى معدتها ذات اكمام طويلة وكبيرة جعلته الرياح تتحرك الى الخلف بطريقة جميلة.
'كيف تستطيع ارتداء ملابس مختلفة يوميا؟'
احضرت معها حقيبة صغيرة ورغم ذلك ترتدي دائما ملابس مختلفة عن سابقتها.
نظرت الى المنازل التي حولي حيث كانت متشابهة في الطول والحجم كثيرا يقدر حجم المنزل على أنه يكفي لعائلة ذو خمس افراد ، نظرت الى سيرا التي لم تتحدث الى الان لذا قلت لها.
"لقد كنا نتمشى منذ فترة طويلة ، لذا اين نحن ذاهبان؟"
استدارت سيرا لتقابلني وتتوقف عن السير قائلة.
" انني ابحث عن مكان لكي نستأجره ، ام تريد النوم في العراء كتلك المرة؟ "
' تلك المرة؟ '
" هاه … لا يهم يمكنك البحث كما تشائين."
أكملت سيرا سيرها وبدأت الاحقها في الخلف مرة اخرى لا اخرج كلمة واحدة من فمي.
***
" تكلفة استئجار غرفة لمدة اسبوع هي 800 رون. "
"تفضلي."
دفعت سيرا ثمان قطع فضية لصاحبة المنزل لتأخذ منها المفتاح المخصص للغرفة.
بدأت الحق بسيرا مرة اخرى ونحن نصعد الدرج لتتجه نحو اليمين للبحث عن الغرفة المخصصة.
*طق!!*
'ماذا؟'
نظرت الى الباب التي أغلقت على وجهي توا باندهاش ، لتفتحها سيرا مرة اخرى وتخبرني.
" جد لقمة عيشك بنفسك ، لقد كنت اعتني بك جيدا في القصر لكن الان لست مسؤولة عنك لذا اذهب وابحث عن غرفتك الخاصة ولتعلم أن الهروب ليس خيارا جيدا بالنسبة لك."
اغلقت سيرا الباب على وجهي مرةً اخرى حينها نظرت الى ريكس الذي كان يجلس على الارض ينظر الي وأذناه الطويلتان تسقطان خلف ظهره
***
"هوهوهو ، لقد كان العمل مريحا هذه الأيام."
"صحيح صحيح."
"ايتها النادلة ، احضري مجموعة من الطعام الفاخرة التي لديكم."
المكان التي طلبت سيرا استئجار غرفة هي في الواقع مطعم ونزُل في الوقت ذاته لذا يصبح المكان صاخبا في الليل عادة.
"اريد غرفة مستأجرة."
" تكلفة اسبوع هي 800 رون "
"حسنا"
اخذت من جيب حقيبتي كيسا به عملتان ذهبيتان أي ما يقارب الفَي رون لذا اعطيتها عملة ذهبية واحدة لتعيد الي عملتان فضيتان.
"شكرا"
"ليلة سعيدة"
ابتعدت عن الموظفة وذهبت اصعد فوق الدرج لابحث عن الغرفة المطلوبة.
"حسنا ، من الجيد أن نعيش في غرفة لوحدنا أليس كذلك ريكس؟"
"كيو"
اصدر ريكس صوتا وكأنه يجيب على كلامي لذا ابتسمت اليه ودخلت الى الغرفة معه ومع حقيبتي.
***
" هاه .. من المريح ان تكون وحيدا. "
كنت مستلقيا على سرير الغرفة المصنوعة من الخشب انظر الى السقف الخشبي واضعا يداي خلف رأسي.
' ما الذي قد يفعله هاين في الوقت الحالي؟"
***
في مكان آخر.
" دان دعنا نلعب حجرة ورقة مقص."
"ما هذا؟"
" لعبة ، الفائز سيجلب الطعام غدا."
" حسنا. "
***
صباح اليوم التالي..
فتحت عيناي أحاول الوقوف من السرير وانا اتثاءب من النعاس ، اردت اكمال نومي لكن قررت التجوال داخل المدينة قليلا.
نظرت الى ريكس الذي كان لا يزال نائما لاهز جسده كي يستيقظ من نومه وعندما فتح عينيه أخيرا بدأ ينظر الي لذا قلت له.
"هل تريد الخروج؟"
حينها رفع أذنيه لذا علمت بموافقته على الفكرة.
مشيت نحو غرفة الاستحمام لأخذ حماما ساخنا واغير ملابسي ، وعندما نظرت الى المرآة رأيت شعري أصبح يغطي عيني لذا قررت قصه.
"ابدو أفضل هكذا."
لم يتغير شعري كثير بدلا من ذلك جعلته فقط اقصر كي لا يزعجني ويغطي رؤيتي بفعل الرياح.
لبست ملابسي التي أرتديها في الأمس - هل تظنون ان حقيبتي خزانة ملابس؟ - وأمسكت بريكس لأخرج من الغرفة.
***
بدأت انظر الى الاماكن القريبة من النزل حيث يوجد هنا العديد من متاجر التصنيع والتصليح والحدادة أيضا وكان للمنازل تصميم موحد تقريبا حيث صنعت بالخشب المطلي بالبرتقالي التي كانت منتشرة في الارجاء متقاربة الحجم … - حتى شعورهم برتقالي اللون ، أليس الأمر مريبا؟ - نظرت الى الارضية التي تراصت الحصى به ليكون شكلا جميلا اسفل قدمك ، شعرت بالذهول من طريقة بناءهم للمدينة بالفعل.
امتلأ الشوارع بالاقزام والجان والبشر أيضا ، فغالبا ما يأتي البشر والجان هنا من أجل الاسلحة النادرة والفريدة او من اجل العمل.
'هل يجب ان ابحث عن عمل هنا ايضا؟'
*قررر~*
خرج من معدتي صوت قرقرة لاتذكر انني لم اكل الافطار بعد ويبدو ان ريكس الذي احمله بكلتا يدي جائع ايضا لذا بحثت عن أقرب مطعم موجود في هذا الشارع.
***
" آآآ~ اريد هذا؟ "
نظرت الى القائمة من الطويلة التي أمامي لذا لم استطع معرفة ما يجب اختياره بسرعة ، لذا أخذت دجاجا مشويا حينما تمكنت من رؤيته في القائمة.
مثلما امتازت الاقزام بصناعاتها الفريدة للاسلحة ، كانت شرهة في الأقل رغم قصر طولهم.
' لديهم معدة كالثقب الأسود.. '
فقط تخيُّل مسابقة طعام كالتي في عالمي علمت أن الفائز هم الأقزام بالتأكيد.
" طلبك ايها البشري. "
اخذت الدجاج المشوي الكبير منه وبدأت ابحث عن طاولة لآكل مباشرة.
"همهم~ الطعام لذيذ هنا ! "
من كان يعتقد أن لديهم مهارات طبخ جيدة؟ ، ولكن ربما انا فقط احب جميع انواع الطعام.
"سيدي ، هل يمكنك اعطائي قضمة واحدة لا أكثر؟"
"هاااا؟ ، ابتعد ايها النجس."
"اوخ"
سمعت صوتا صاخبا من بعيد لانظر في اتجاه الصوت حيث سقط فتى على الأرض بفعل دفع القزم له.
شكرا على القراءة~♡