" الم تفهم ما قلته لك؟ ، ابتعد من هنا! "
بقيت انظر الى الفتى التي يتم ابعاده وهم ينظرون اليه باشمئزاز ، فأنزل الفتى رأسه وابتعد عنهم لكنه ذهب طلب من الاخرين ايضا.
' الا يخجل من نفسه؟ '
' تسك ، هجين قذر '
كان بإمكاني سماع همسات الأقزام وهم يتحدثون عنه من وراء ظهره.
بدأت اكمل تناول طعامي ، لكن لم يمر فترة حتى سمعت صوتا يقول لي.
" سيدي هل بإمكانك إعطائي جزءا من طعامك؟ "
نظرت الى الفتى ذو الشعر البرتقالي القصير والبشرة القمحية الفاتحة التي اتسخ جزء منها من الفحم ،كان له طول مقارب لطولي ، لذا بقيت جالسا انظر اليه لا اكثر.
' اليس يتيما؟ ، دعنا نبتعد عنه. '
همس يكاد لا يُسمع داخل ذهني وأنا أنظر إلى الفتى المشرد عندها قلت لنفسي.
' يبدو انه هجين. '
يسمى الشخص هجينا عندما يولد كشخص له كلتا الصفات من سلالتين مختلفتين ، فالفتى الذي امامي الان كان من الواضح ان لديه صفات من البشر والأقزام ، وضح ذلك أيضا معاناته من سوء المعاملة ، رغم النظرة البريئة التي يوجّهُها نحوِ ، بسبب أنه قد اُعتبِر الهجين مخلوقات قذرة ليس فقط بين الاقزام بل مع الجان والبشر أيضا.
نظرت الى ريكس الذي لم يهتم لما يحدث حوله بل جلس يأكل وتركيزه منصوب على الطعام الذي أمامه ، أعدت نظري الى الفتى وقلت له.
" فلتجلس "
حينما اخبرته بتلك الكلمة اشرقت عينيه الخضراوتان بطريقة جميلة ورسم على وجهه ابتسامة به العديد من المشاعر الامتنان والسعادة.
"شكرا لك."
جلس الفتى وعلى عكس ان يكون فظا انتظر بفارغ الصبر اعطائي الطعام له ، لذا أخذت السكين وبدأت بتقطيع جزء من الدجاج لأقدمه له.
كان بإستطاعتي رؤيته يجاهد من أجل عدم اظهار السوء أمامي لذا قلت له.
" يمكنك الأكل بشكل مريح ، ليس الأمر وكأنني أهتم. "
نظر الفتى إلي بطريقة ليس به حقد او كره او مشاعر سلبية، جعلني اقول ' كيف تستطيع اظهار هذا الوجه مع تلك المعاملة الفظيعة التي تحدث لك فقط بسبب انك هجين ' ، لم اسأله عن ذلك وبدلا من ذلك سألني الفتى قائلا.
" اعلم انني طلبت الطعام منك .. لكن لما وافقت على الأمر؟ ، الست هجينا قذرا؟ "
تنهد~
" لا اهتم بهذه المواضيع التافهة ، اليس ما يهم هو ان كنت شخصا جيدا أو سيئا؟ "
ربما بالغت في إظهار الانزعاج قليلا..
نظر الفتى إلي ولم يقل شيئا ، ليكمل تناول طعامه بهدوء.
***
" ابتعد من هنا!! "
" اوخ "
' ما الذي توقعته من الجميع؟'
وقف الفتى بعد أن سقط على الأرض وبدأ بالذهاب هنا وهناك للسؤال.
.
.
" هل يمكن __"
" فلتبتعد من هنا.."
.
.
" ارجوك هل __"
"قذر مثلك لا يستحق ذلك"
.
.
.
" سيدي هل بإمكانك إعطائي جزءا من طعامك؟ "
نظر الفتى الى الشخص الذي يبدو أنه بشري على العكس البقية يرتدي قميصا ابيض وسروال أسود طويل ، لديه بشرة بيضاء صافية وشعر اشقر لم يكن طويلا بشدة لكنه يصل شعره السفلي الى رقبته مع رموش طويلة غطى لون عينيه وعندما نظر الشخص الى الفتى ظهر عينيه الحادة باللون القرمزي الداكن في الاعلى.
بقي الفتى ينظر إليه طويلا حيث ان الشخص لم يرد عليه الى الان.
' هل يحاول إيجاد طريقة مهذبة للرفض؟ '
اعتقد الفتى بأن الشخص سيرفضه كالبقية وعلى عكس ما اعتقده ، قال الشخص.
" فلتجلس "
'هل ما سمعته صحيح!!'
تلألأ عينَيْ الفتى وهو ينظر الى طعامه الذي يبدو من مظهره و رائحته المذاق الرائع.
جلس الفتى أمام المقعد الذي يجلس به الشخص منتظرا اعطاءه جزءا من طعامه.
" خذ "
' انه بالفعل سيعطيني..'
" اعلم انني طلبت الطعام منك .. لكن لما وافقت على الأمر؟ ، الست هجينا قذرا؟ "
سأل الفتى والفضول في عينيه ليتنهد الشخص فجأة.
' هل يعني ذلك أنه كالبقية…؟'
شعر الفتى برعشة في جسمه بعد سماعه لتلك التنهيد الذي أطلقه الشخص ، لكنه شعر بشعور غير مفهوم بعد سماعه للاجابة.
" لا اهتم بهذه المواضيع التافهة ، اليس ما يهم هو ان كنت شخصا جيدا أو سيئا؟ "
' انه مختلف..'
شعر حينها الفتى أخيرا بأن أحدا استطاع تفهمه ، ولانه لم يعلم كيف يصف شعوره بقي صامتا ينظر الى طعامه.
***
" هل بإمكانك إحضار طعام آخر؟ "
رفعت يدي اطلب من احد النادلات احضار مجموعة من الطعام ، كنت اخطط للذهاب مباشرة بعد الاكل لكن يبدو أن الفتى لا يزال جائعا.
'في النهاية لن نقابل بعضنا البعض.'
اذا اردت انهاء شيء بدأته فسيكون من الجيد انهائه بطريقة متقنة.
..
" تفضل سيدي."
"شكرا"
وضعت النادلة ثلاثة أطباق مختلفة ، دجاج محمر، و سلطة خضار ، و لحم مشوي.
رغم انني لم اكن من سيأكله إلا أنه كان من الشهي رؤية هذه الطعام امامي ، نظرت الى ريكس الذي بدأ اللعاب يسيل منه ، لذا قلت.
" فلتأكل كما تشاء ، وأنت أيضا."
" امم سيدي .. "
بدا الفتى مترددا في حديثه لذا سألته.
" ماذا؟"
" حسنا ليس الأمر وكأنني اريد التدخل ، لكن هل يمكنني معرفة اسمك؟ ، ااه ب بالطبع أنا ممتن وليس عليك بإخباري!"
" إن كان الأمر كذلك فيمكنك دعوتي بويليام."
" شكرا لك سيدي ويليام."
شكرني الفتى الذي أمامي لذا سألته أنا الاخر عن اسمه.
" ادعى ثيو مارغرين "
" لديك اسم جميل "
" في الحقيقة أبي يعمل كحداد ، ويبدو انك شخص يستعمل السيوف .. لذا إن أردت .. استطيع صناعة سلاح تريده!! "
" إذا كنت تعيش مع والدك لما تسأل هنا عن الطعام؟ "
" ابي قزم اما امي فكانت بشرية لكنها ماتت عندما انجبتني… ومنذ ذلك الوقت كان يعتني بي والدي بشدة لكن.. بعد ان اصبحت بالغا بدأت صحته بالتدهور ، هاها.. اعلم انني اتحدث كثيرا. "
" لا بأس لتكمل حديثك فلا يزال لدينا العديد من الاطباق هنا."
" بدأت احاول الاعتناء بورشة الحدادة و لكن لم يسر الأمر بطريقة جيدة بسببي.."
بقيت استمع لحديثه حينها شعرت بكون ثيو مارغرين اسم قد سمعته في مكان ما ..
" لا بأس سأقبل امتنانك ، لذا اخبرني باسم ورشة عمل الذي تعمل به و سأزورك عندما احتاج الى سيف ما. "
" شكرا سيدي! ،احم.. ورشة العمل يدعى - بمتجر غرين - "
' اوه؟ ، هكذا اذا.'
استطعت الان تذكر اين قد سمعت بهذا الاسم ، لقد تم ذكره في الرواية مرة ، فقد استطاعت البطلة - اميليا - من مقابلة رجل حداد اعتبر سابقا عارا على الاقزام لكنه اشتهر بعدها بأعظم حداد في العالم.. لم يكن سوى ثيو مارغرين إذا.
" شرف لي مقابلتك ثيو ، اتمنى رؤيتك مرة اخرى لكنني سأذهب الان."
وقفت من على المنضدة آخذا ريكس الذي أراد أكل المزيد رغم ذلك ، ثم قلت لثيو.
" لا تنسى إحضار الطعام لوالدك ايضا. "
ذهبت إلى النادلة لادفع حصة الطعام الذي طلبته والذي بلغ جميع ما طلبته 120 رون اي ما يقارب قطعة فضية واحدة مع عملتين من النوع البرونزي.
' يجب ان ابحث عن وظيفة و الا سأعيش متشردا هكذا'
🤍شكرا على القراءة