لم يمر وقت كثير على مشي روبرت حتى وجد أمام ناظريه ثلاثة أشخاص ، جثة لشخصين وطفل بالعاشرة من عمره ، كان الطفل الآن يبكي أمام الشخصين ويردد امامهما.
" اهئ امي....ابي ارجوكم لا لا تموتوا .. "
جلس الطفل وفي عينيه نظرة يائسة والدموع تتساقط منه ، شعر روبرت بالحزن ايضا لفقده لأخيه ايضا ، لم يستطع إظهار ذلك في الوقت الحالي او حتى اعطاء مشاعره وقتا ، بعد أن انتظر قليلا قال للطفل.
" سيد ويليام ، نرجوا قدومك معنا. "
أكمل الطفل بكاءه ولم يرد عليه وفي تلك اللحظة وفجأة شعر روبرت والفرسان ايضا بطاقة مثيرة للاشمئزاز يتجه نحوهم ، فتقدم أحد الفرسان يلبس رداءً يغطي وجهه و أمسك بمعصم ويليام وأخذ يتجه نحو العربة.
حاول ويليام المقاومة ولكن لم يستطع فلم يكن قويا كفاية لإيقاف الفارس وبعد أن دخلا العربة تحركت بعيدا ذهب معهما بعض الفرسان وبقي روبرت والقليل منهم.
" ليستعد الجميع لأية حالات طارئة "
" حاضر! "
وقف روبرت و الفرسان ممسكين باسلحتهم منتظرين ما هو قادم لكن ...
لم يمر وقت طويل حتى اشتعل النار مظلمة وحرق الجثتين ، وبعد عدة ثوان انطفأت ولكن كان بالفعل قد تم إحراق الجثتين.
ظهر بعدها شخص يلبس عباءة سوداء وبه رمز غريب في ظهره
" من تكون ؟!! "
" همم... لا تحتاج معرفة ذلك."
وبعد أن قال ذلك مستهزئا بروبرت اختفى من حوله.
".."
بقي روبرت والفرسان الذي معه صامتين ، لم يكن هناك شيء يستطيعون فعله ، فقد ذهب الشخص بالفعل.
" فلتنظفوا المكان ، وعودوا بعدها إلى القصر."
" حسنا سيدي "
تحدث الدوق اولا اتجه نحو العربة وبدأت بالتحرك.
***
" اريد مقابلة الدوق !! "
" الدوق لديه عمل يا صغير. "
وبصوت يائس يطلب مقابلة الدوق منع الحارسين دخوله بعذر العمل ، لم يستطع وليام فعل شيء بعد أن شعر بالعجز امامهما فالتفت إلى الخلف ينظر الى الاسفل ويمشي ببطء بعيدا عن الحارسين.
***
جلس روبرت على الاريكة وبالقرب منه الرجل السابق الذي امسك بويليام لأخذه بعيدا ، قال الرجل ذو الرداء.
" اسف ، لقد تحركت بلا اوامؤ "
امسك روبرت بكوب الشاي وأخذ رشفة منه ثم قال
" لا بأس ، لقد كان ضروريا ."
فتح بعدها الرجل غطاء رأسه فاظهر شاب جميل المظهر بشعر ذهبي وعيون زرقاء يشبه شكل روبرت ثم قال له.
" اذا ماذا ستفعل يا أبي؟ "
" سأجد معلومات عنه. "
***
كان ويليام يقف خلف احد الجدران ينظر خروج الدوق للتحدث معه وبعد أن استغرق الوقت طويلا ظهر شخصيتين بشعر اشقر شبيه لشعر ويليام يمشيان ، فذهب ويليام ليعترض طريقهما ففتح كلتا يديه لكي لا يمرا ، لكن لان يديه قصيرتان مقارنة بعرض الممر كانا يستطيعان المرور بسهولة لكنهما توقفا من أجله.
جلس الشاب على ركبتيه ليكون على ارتفاع ويليام ثم ابتسم له وقال.
"اهلا يا صغير اسمي جاك ، سأكون أخاك من الان وصاعدا"
" لا !!.. لا اريد!!"
" ويليام ، اعلم ان الامر صعب .. لكن علينا ان نتخطى."
" لا .. اريد امي وابي.."
"..."
سكت الاثنان ثم قال روبرت
" امك واباك سيكونان في رحلة قصيرة لذا هل يمكنك الانتظار؟."
" لا تجعلني غبيا... اعلم انهما ميتان .. هئ هئ"
بدأ ويليام بعدها بالبكاء.
نظر جاك الى ويليام الذي كان يبكي ، فشعر بالحزن لذا امسك بويليام ليحتظنه، لكن ويليام ابعده عنه ثم بدأ يركض بعيدا.
" لم تكن بحاجة لفعل ذلك ،جاك"
"..."
***
" هيك ..هيك هئ امي.."
جلس ويليام مثنيا رجليه يغطي وجهه على ركبتيه يبكي وقلبه يتقطع ألما وحزنا داخل غرفة مظلمة وباردة
وبعد وقت قصير ظهرت خادمة امام ويليام وقالت
" سيدي الصغير ويليام ، ارجوا منك اللحاق بي للذهاب الى غرفتك "
مسح ويليام دموعه بعد ان علم ان لا خيار له سوى البقاء في هذا القصر ولحق بالخادمه.
______________
[العودة للحاضر]
بقي روبرت جالس على الاريكة منغمسا في أفكاره وبعد مرور وقت عاد إلى الحاضر ثم قال.
" لدي الكثير للعمل به "
***
بدأ ويليام وهاين يمشيان في أرجاء الحديقة وبعد صمت طويل تكلم هاين.
" اذا ستذهب لأكاديمية تريا.."
" نعم و ستأتي معي."
" ها؟.. ماذا ؟"
" ماذا الا تريد الذهاب معي؟ "
" اوه ، بلى "
كان مسموحا بدخول الأكاديمية كل من النبلاء والعامة لذا اردت ان يأتي معي داخل الاكادمية ، بعد ان توقفنا من الحديث قال هاين.
" ماذا عن حفل ظهورك؟ "
" همم ، حسنا ، اظن انه فكرة جيدة لكسب الحلفاء. "
" صحيح "
" علينا ان نستعد "
انتهيت من التنزه لذا دخلت إلى القصر.
" مرحبا سيدي ويليام "
" يومك سعيد سيد ويليام "
أصبح الخدم والخادمات لطفاء معي بعد ان علموا بتغيري القيت التحية عليهم ثم توجهت نحو غرفة كبير الخدم.
" مرحبا كبير الخدم "
" مرحبا بالسيد الصغير ، كيف يمكنني ان اساعدك؟ "
" حسنا.. اظن انه حان الوقت تعلم الآداب."