اللهم صل وسلم على نبينا محمد~

.

.

حدقتُ الى سيرا وهي تصعد بالعربة الى قمة الجبل لم تكن ضخمة كالجبال التي حولها بل كانت أصغرهم حجما ، وكلما تعمقت سيرا أكثر ، كلما ازداد الظلام وكثافة الأشجار حولنا ، وبعد فترة حيث أصبحنا بين العديد من الأشجار مما منع ذلك العربة من الدخول .. أوقفت سيرا العربة تلتفت إلي قائلة.

"دعنا نتمشى من هذه النقطة."

"امم"

اومأت برأسي وخرجت من العربة ليلمس حذائي الأسود المصنوع من الجلد الثلج الأبيض ، فنظرت الى سيرا حيث سارت بعيدا بين العديد من الأشجار لألحق بها مسرعا.

سرت انا و سيرا متسلقين الجبل ، فارى العديد من الأشجار النفضية تنتشر وهي تغطي الضوء بأغصانها ، وفي بعض الأحيان يمكن رؤية الأغصان تتحرك بفعل الهواء.

توقفت سيرا عن الحركة ودون أن الاحظ قد وصلنا الى منزل خشبي شبيه بالكوخ له طراز قديم من مظهره يبدو على أنه مكان مهجور.

'هل يخرج الضوء منه؟'

بالقرب من باب مهترئ وقديم يمكن رؤية نافذة مغلقة بالقرب منه لكنني استطعت رؤية ضوء طفيف يخرج من فتحته وحينما نظرت الى سيرا قالت.

"لندخل."

.

.

صرير..

امسكت سيرا بمقبض الباب لفتحه مخرجا صريرا عند كل حركة وكما كنت اشعر كان ضوء يخرج من مصباح الغاز الذي وضع فوق طاولة خشبية مستديرة و..

'من ذلك.'

التفت رجل يرتدي ثيابا فاخرة بالقرب من خصره غمد لسيف و له شعر بني مبعثرٌ بطريقة يناسب مظهره، وقد أظهر ذلك عينيه الزرقاوتين الحادة وجهه المبتسم نحونا.

وقف مسرعا راكضا نحو سيرا ليعانقها.

'؟؟؟ ، هل احضرتني هنا لتريني خليلها ام ماذا؟!'

وكأن الرجل الذي يقارب طولي قد اشتاق بشدة للمرأة التي أمامه ، كنت شديد الدهشة فبادلته سيرا بالعناق ايضا و تمسح برأسه كحيوان أليف.

ابعد نفسه عن سيرا ليتحد بصوت عميق يناسب مظهره الشبيه بالنبلاء قائلا.

"سيرا ، من يكون؟"

"ستعمل معه بدءا من الآن."

"ماذا؟!"

'ماذا؟!'

انظر الى سيرا بدهشة والرجل يصرخ متفاجئا من حديث سيرا فقال لها و هو يحرك بيديه في الهواء.

"تعلمين انني لا اعرف كيفية العمل مع أحدهم!"

"عليك تعلم ذلك إذا."

وجه الرجل المضطرب وهو ينظر الى سيرا التي تحدث بهدوء معه فيرد عليها.

"لكن..!"

"بلا لكن ، لقد قررت ذلك مسبقا ، والم تقل انك تشعر بالوحدة ؟"

"هذا.. ذلك مختلف! ، أردت لقاءك فقط فلما جلبت احدا اخر.."

'صحيح ، كان عليكِ اعادتي فقط الى المقر.'

اعقد بذراعي وانا انظر الى مشهد زوجين يتقاتلان او بشكل ادق شجار من طرف واحد فقد كانت سيرا تنظر اليه بملامحها الطبيعية وكأن النقاش قد حدد سلفا.

نظرت سيرا إلي وهي تبتسم مما جعل عامودي الفقري يرتجف وهي تقول.

"اذا عزيزي اتمنى حظا موفقا لكما ، سأعود بعد ساعة لذا في حين ذلك الوقت عليكما ان تنسجما جيدا."

فتح الرجل فمه على مصراعيه وهو ينظر الى سيرا تسير نحو الخارج وعندما ابتعدت وهي تغلق الباب حتى عمّ الهدوء في الارجاء وانا انظر اليه.

استدار نحوي لينظر في عيني بعينيه الحادتين فيتّسعان قائلا لي والابتسامة على ملامحه.

"إن كانت سيرا قد طلبت ذلك فدعنا نجلس إذا."

***

امسك الرجل إبريق زجاجي أبيض اللون يسكب الشاي على الفنجان ويقدم لي إحداها بعد ان قعدت في احدى الكراسي الموضوعة بالقرب من الطاولة المستديرة.

رغم أن المكان يظهر عليه القدم الا ان الرائحة التي تصدر منها ليست بسيئة.

جلس الرجل على المقعد المقابل فبدأت باحتساء الشاي التي تتصاعد دخانه على وجهي.

بقيت هادئا لا اتحدث وفعل الرجل الأمر ذاته حتى وضع فنجان الشاي الخاص به على الطاولة وقال.

"لما لا نتعرف على بعضنا إذا؟"

نظرت اليه اثناء توجيهه لي بنظرات حادة مع تلك الابتسامة فأجيب بعد ان اعدت الشاي على الطاولة قائلا.

"ويليام."

"ايان."

عم الهدوء و الصمت من جديد وعندما انتهيت من فنجان الشاي بأكمله وأصبح فارغا .. قال إيان مبتسما.

"حسنا ، هل تريد اللعب؟"

" لعبة عن ماذا؟"

"لا أعلم." ، وضع على وجهه ابتسامة عريضة ،جعلني اتنهد مع نفسي قائلا ' اشعر وكأن هذه الساعة ستصبح طويلا.'

***

بعد ساعة..

صرير..

دخل هواء بارد داخل الكوخ حينما فُتح الباب لتظهر سيرا وهي ترتدي ثيابا ذات فستان أسود طويل مع رداء أحمر على حوافه فراء بيضاء.

لم يحدث حتما في تلك الساعة سوى القليل حيث تحدث ايان عن نفسه كعن عمره والذي يبلغ السابع عشر عاما .. وعندما علم أنني أصغر منه سنا قال ضاحكا أن علي احترامه.

تجاهلت العديد من حديثه حتى نسيت ما كان يقول وكدت اشعر بالنعاس فأنام جالسا ، لكن الأمر مثير للاهتمام تمكنه من معرفة المانا التي بداخلي حيث.

"ما الاخبار؟"

" لم يحدث الكثير."

"اذا دعونا نذهب."

"انا ايضا؟"

سأل ايان مشيرا بإصبعه السبابة على صدره ، فقالت.

"اجل ، سيكون من السيء بقاءك هنا ايضا."

حينها اومأ ايان فتنظر سيرا الي تبتسم نحوي لتسير بعدها إلى الخارج فأتبعها مع ايان.

***

"اهه ، اشتقت لغرفتي"

تثاءب ايان وهو يتحدث وبدأ بالسير معي بين الممر المظلم وعندما وصلت الى باب غرفتي فرأيته على الجانب الآخر من الغرفة.

نظر ايان الى جانبه حيث كنت أقف على عتبة بابي فقال.

"يبدو اننا سنتقابل كثيرا ، لذا سررت بمعرفتك." ابتسم ليدخل غرفته غالقا بابه.

'لما اقابل اعداءا يبتسمون الي؟'

فتحت الباب حيث قابلني الريكس الذي كان ينتظرني لذا سعدت برؤيته بعد مدة.

***

بعد شهر.

حل الربيع وبدأت الثلوج بالذوبان مع مرور الأيام ، وحياتي داخل المقر أصبحت اعتيادية ، أتدرب مع سيرا ، انام ، اكل ، والعب مع ريكس..او ربما قد اختلف قليلا.

"ريكس! ، تعال إلى هنا!"

يجلس ايان على ركبتيه ينادي بريكس طلبا منه الاقتراب فيتجاهله ريكس تماما.

حينما علم ايان ان لدي ريكس بدأ بالاقتراب الي كلما سنحت له الفرصة فقط من اجل رؤية ريكس لذا أخبرته أن يأتي كل صباح للعب معه ، فلم اكن بحاجة الى القلق على ريكس بعد ان اصبح قادرا على حمايته نفسه أو الهروب.

اما عني فاذهب الى سيرا للتدريب ، وبعد ان نظرت اليهما شرعت للذهاب.

***

"يبدو انك لم تعد بحاجة الي."

"من قال انني احتاجك."

"هاها، ان كان كذلك لم يكن عليك التدرب معي يوميا هكذا ، لكن ما يهمني الآن هو إن كان بإمكانك رؤية الدائرة القريبة من النواة؟"

"ماذا به؟"

لم يتكون هذه الدائرة في يوم وليلة فقد لاحظته مع مرور الأيام ويبدو انها ستذكره اليوم لذا استمعت لما ستقوله جيدا.

"يمكنك الاحتفاظ بطاقتك السلبية عليه واستخدامه كالعناصر الأخرى متى ما شئت ، لكن .. عليك في المقابل استخدامه مرة على مدار اسبوع واحد فإن لم تفعل ذلك ستفقد عقلك ، سيكون من الممتع رؤيتك ذلك في الحقيقة."

وضعت سيرا سيفها داخل غمدها وعقدت ذراعيها فبرز قميصها الابيض ذات الاكمام الطويلة مع بنطالها كحلي.

لتكمل حديثها قائلة.

"ولان ايان هو شريكك ولم تفعلا طوال الشهر أي شيء ستتدرب معه بدلا مني."

ابتعدت عني ثم توقفت فجأة.

"اوه ، ولن اكون فأي وقت قريب هنا لذا سيتم ارسال المهمات لايان كن مطيعا وإلا ستموت."

"..."

ابتعدَت سيرا اخيرا فنظرتُ الى تلك النبتة الصغيرة التي بدأت بالنهوض للحياة توا وبدات بالسير ايضا.

***

"^%$^#%"

"^%$#%&"

"فلتستمعوا الي جيدا!."

رفع السيد ارسلان صوته لينتبه الطلاب إليه وعندما وجد الجميع قد انصبوا تركيزهم عليه ، قال.

"بعد ثلاثة أشهر من الآن سيكون لديكم امتحان نهائي ، سينقسم الى عملي و ورقي .. تعلمون جميعا كيف سيكون الورقي .. لذا دعونا نتحدث عن القسم الآخر.."

.

.

شكرا على القراءة~♡

2023/08/06 · 120 مشاهدة · 1144 كلمة
Darkiona
نادي الروايات - 2025