اللهم صل وسلم على نبينا محمد~♡
.
.
داخل غرفة ذات حجم متوسط بها سريران من الخشب أحدهما في الزاوية اليمنى والآخر في اليسرى بينهما نافذة صغيرة.
جلس هاين في السرير الأيمن وهو يمسك بيده ورقة صغيرة كُتبَ عليها.
[ بعد ظهر اليوم تعال الى المطعم التي بالقرب من الحديقة الرئيسية ، سأكون هناك.. في الطاولة ثلاثة التي بالقرب من النافذة.
جاك. ]
'هل أتى جاك الى هنا؟'
نسي هاين امرا مهما وحين سقطت الذكرى على رأسه شعر وكأن الماء البارد قد سُكب عليه فقد بدأ جسده يرتجف قائلا.
'ماذا سأفعل بخصوص ويليام!'
***
"هاين"
"..."
"هااين؟"
"..."
"هاين!!"
"اوخ ، ماذا تريدين؟!"
مشى هاين وأليس داخل قبة القتال الممتلئة بالطلاب وعندما ارادت أليس الحديث معه ولكن بدا أن بال هاين لم يكن حاضرا.
"لقد ناديتك منذ فترة وأنت لا تجيبني..هل من خطب ما؟ ، لا اريد ان اراك مشتت البال ايضا."
نظر هاين الى اليس التي ترتدي بدلة كحلية مع تنورة قصيرة لها نفس اللون ، بدا شعرها البني جميلا عليها وهي تظهر ملامح الانزعاج قليلا امام هاين ، فقال.
"اسف على ذلك ، يبدو انني في مشكلة صغيرة."
"هيه؟ ، هل فعلت شيئا خاصا دون ان اعلم؟"
"لا ، لقد اتى اخ ويليام اليوم ولا اعلم كيف سأقابله قائلا ان اخاه قد اختفى من ناظري مرة اخرى."
"هكذا اذا.."
توقفت أليس عن السير فتوقف هاين ليلتفت نحوها ، أمسكت أليس كتف هاين حينها وهي تُنزل برأسها على الارض رغم انها قصيرة الا ان يدها استطاعت الوصول الى كتفه ، فقالت أليس له.
"إن كنت ستموت..فسوف اتمنى لك وقتا سعيدا قبل ذلك."
"مهلا! ، لا تمزحي هكذا"
ابعد هاين يد أليس عن كتفه حينها ضحكت أليس على ردة الفعل التي اظهرها وكأنه قد صدم من طريقة حديثها المفاجئ.
"هههه، سأذهب الان لصفي القاك قريبا ان كنت ستبقى حيا الى ذلك الحين."
"هه.."
ينظر الى أليس التي تبتعد عنه فقال لنفسه ' اتمنى ذلك ايضا.'
***
"..."
'اشعر بالبرد..'
داخل مطعم يعج بالضجيج جلس شخصيتان في جو خانق .. او هكذا كان يراه هاين رغم قدومه للتو فقد شعر وكأنه في داخل قارة قطبية او في جوف كهف مظلم لا يستطيع التنفس فيه.
نظر هاين الى جاك الذي يتحدثُ إلى النادلة طلبا للطعام.
'هل يعلم بخصوص ويليام؟.'
"جاك."
"هل من امر ما؟"
"بخصوص ويليام.."
"همم؟ ، ماذا به؟"
"اسف!،لم استطع حمايته مرة اخرى."
حدق هاين الى جاك الذي ابتسم وكأنه قد علم بالفعل عن اختفائه عندها قال.
"يبدو انك تعلم بخطأك لذا سأسامحك رغم أن ذلك المدير.."
و حينما ذُكر كلمة المدير على شفتي جاك .. تجعد حواف حاجبيه قليلا ليلحظ هاين ذلك فيتذكر أن المدير كان سببا آخر لعدم إيجاده لويليام ايضا.
"صحيح! ، لم يجعلني اخرج حينما كنت راغبا لذلك."
"هاه..لا يهم حتى الدوق قد اخفى الامر عني.."
"اوه؟ ، كيف ذلك."
"رأيت رسالة على درج مكتبه حينها قرأت ما بداخله وعلمت أنه قد اُرسل الخبر سابقا قبل ثلاثة أشهر ، رغم ذلك اخبرني انني لست مسؤولا عنه وقد كبر بالفعل كي أحميه."
"...دعنا نثق فقط بعودة ويليام."
"أجل.."
..
" تفضلا."
"شكرا."
حضر الطعام لذا نصبا تركيزهما على الطعام لإبعاد موضوع ويليام عن تفكيرهما وبدآ بتناوله.
***
بعد شهر..
دخل السنة الجديدة ولا يزال الثلوج تتساقط فكنت أمام سيرا اقاتلها وعنصر الظلام يشع حول سيفي ، لم يعد الأمر صعبا بالنسبة لي ، رغم أن تلك الهلوسات لا تزال تظهر الا انني قد استطعت الان تحملها ومعرفة انها ليست سوى وهم قد صنعه عقلي.
'لكن ما تلك الأصوات التي قليلا ما اسمعها؟'
كنت الوح بسيفي نحو سيرا وانا افكر داخل رأسي ، فمنذ مقابلتي لهاين فقد كنت اسمع في بعض الاحيان عن همسات توقضني عندما افقد عقلي ك 'استيقظ' و 'ويليام' ، ساعدَني ذلك في بعض الأحيان .. الا انني اشعر بالغرابة.
صليل!
شويش!
صليل!
امسكت سيرا بسيفها وهي تصد هجماتي بسهولة فلم تتخذ سوى الدفاع عن نفسها وصد سيفي ولم تستخدم السيف ابدا لمهاجمتي وبعد ان مر فترة طويلة وبدأت أشعر بالتعب ، قلت لسيرا.
"دعنا نتوقف هنا."
"لا بأس."
أدخلت سيرا السيف في غمدها ثم سارت في اتجاهي مبتعدة عن المكان.
نظرت اليها من بعيد حيث تتطاير شعرها بفعل الهواء البارد نحو اليمين.
'علي الذهاب ايضا.'
سرت وانا اطبع اثاري على الجليد.
***
في مكان آخر..
"سيلفيا ، كيف حالك؟"
تحدثت أليس وهي تسير بالقرب من سيلفيا ممسكة بكتاب سميك له غلاف ابيض مرتدية الزي الرسمي للأكاديمية.
نظرت سيلفيا لأليس لتقول لها.
"اوه انا بخير هه."
"يبدو أنك قد أصبحت سعيدة هذه الأيام ، هل هو بشأن أخيك."
"صحيح .. اُرسل لي رسالة مفادها أن أخي قد عاد رغم انني لا زلت قلقة عليه."
"ألم أقل لك أن الأمور ستصبح بخير."
"أجل.."
وضعت سيلفيا ابتسامة مريحة على وجهها رغم ان القلق الذي تبديه من عينيها لا يزال حاضرا.
"دعينا نذهب الى المقهى اليوم مع الرفاق من أجل هذه المناسبة."
"سيكون من الرائع فعل ذلك."
***
[داخل مقر داركولاين]
"هل بإمكاننا الذهاب الى مملكة تيلا مرة اخرى؟"
"همم؟ لما ذلك"
"اريد الحصول على عنصر ما."
ابتسمت سيرا وهي تغطي شفتيها بيدها وهي تسند ظهرها على الكرسي فتقول.
"هل للأمر علاقة بذلك الفتى الجميل."
"ربما."
وقفت سيرا من مقعدها متجهة نحو خزنة ما بالقرب من باب غرفتها فتقول.
"لا بأس ، دعنا نخرج الان اذا."
***
سرت نحو طريق مختلف بين أشجار الغابة مع سيرا ، لم تهطل الثلوج اليوم رغم امتلاء الأرض بثلوجها ، لمحت على يد سيرا مفتاحا لذا شككت أنها ستقود عربة ما لوحدها لكن.. اتضح أن ذلك ما سيحصل.
كنا امامنا عربة تشبه السيارات في عالمي قليلا مع اخذ الاعتبار انها لا تعمل بالوقود بل بالمانا.
ركبت سيرا في المقدمة وقبل أن تغلق قالت.
"ألن تركب؟"
"بلى ، لكن سنذهب هكذا؟"
" سنعود في يومين لذا لا بأس."
"..."
لم انطق بكلمة ثم شرعت بالدخول الى العربة في المقدمة بجانب سيرا التي تمسك بمقود السيارة.
***
بعد يوم..
صباح مشرق وجميل ، صافية لامعة زرقاء ، هواءها كالبركان الحارق ورائحة الرماد ، امتلأ المكان بالسكان والزوار.
عدت الى مكان مألوف له رائحة مألوفة وسكان متشابهين لا يمكن تمييزهم.
سرت بالقرب من سيرا متوجهين الى الهدف مباشرة اَلا وهي ورشة غرين.
بين مبانٍ متقاربة الأحجام متراصة مع بعضها البعض يوجد زقاق في أواخره امتلأ به حشد من البشر والجان و الاقزام.
نظرت الى تلك الصف الطويل من الأجناس المختلفة فقلت لنفسي 'لقد حقق ذلك في وقت أقصر مما هو متوقع.'
ان يأتي هذا الكم من الناس كان صادما بالنسبة لي لحد الجنون ، اوصل الى هذه النتيجة في مدة قصيرة لما يقارب من شهرين ونصف لا أكثر؟
'حسنا ، نحن نتحدث مع عبقري.'
توقفت سيرا بالقرب من مبنى أمام صف من الناس ثم نظرت إلي قائلة.
"هل ستدخل؟"
"أجل."
سرت بين الزقاق متجاوزا العديد من الناس الذي بدأوا بالنظر الي متعجبين من امري.
"هي يا فتى ، من تظن نفسك؟"
اوقفني رجل ذو بنية قوية له ندبة على عينيه وملابس مرتزق يبدو عليه البلطجة.
نظرت اليه بحدة دون أن انبس بكلمة مما جعل الجو بيننا متوترا .. انخفض ذلك التوتر حينما سمعت صوت مألوفا.
"ويليام!"
نظرت الى ثيو الذي يبدو عليه الارهاق ، ملابسه المبهدلة وشعره المتناثر يرتدي نظارة على عينيه عن غير عادة ، لابتسم نحوه قائلا.
"مرحبا."
وصل ثيو بالقرب مني لينظر إلى الجو المحتدم بيني وبينه فيسأل.
"ماذا يحصل؟"
"لا شيء ، أوقفني هذا الرجل لا اكثر."
"اوه..هاهاها ، فل تسامحه هذه المرة فقد انتظر العديد منهم طويلا من أجل تسجيل طلباتهم."
اومأت برأسي لالحق بثيو الذي شرع بالابتعاد داخلا الورشة.
"هل أصبح سيفي جاهزا؟"
"اجل! لقد كنت انتظر مجيئك بفارغ الصبر ، انه حتما سيف مذهل وفريد."
"هه.."
يبدو أن ثيو متحمس بالفعل.
…
"خذ!"
امسكت بسيف طويل و نحيل ، لم يكن ثقيلا ولا خفيف الوزن يصل طوله لمتر ونصف أي ما يقارب طولي وله مقبض رائع مصبوغ باللون الذهبي - او ربما صنع من الذهب الاصلي - وله تموجات و تفاصيل دقيقة مذهلة الصنع.
اخرجتُ السيف قليلا من غمده فأجد نصله أسود شديد السواد ، وعندما نظرت اليه عن قرب وجدت انعكاس عيني عليه رغم شدة سواده.
ازلت السيف من غمده الأسود بالكامل ، كان طويلا مثلما كان بداخل غمده شفرته شديدة الحدة فحينما لمسته بإصبعي بدأ بالنزيف مع عدم اظهار الخدش على اصبعي ، له انحناء طفيف في آخره اعطى جمالا للسيف.
'هل هذا ما يحصل عند طلب سيف من عبقري؟'
كما يعلم الجميع انني من عائلة الدوق الغنية والثرية المليء بالجواهر والموارد ، حتى الفرسان قد تم توفير لهم اجود انواع السيوف ، وحينما اقول ذلك فإنني لا ابالغ.
رؤية سيف بهذه الصنع كان كفيلا ليجعلني افتح عيني على مصراعيها.
نظرت الى ثيو الذي نظر الي بفخر وسعادة لذا ابتسمت له وقلت.
"انه مذهل"
"اجلل"
وكأن كمّا من السعادة قد غمرته أحكم قبضته بإحكام وقال ذلك بحماس ، أليس من الرائع التشييد بعمل قد قمت به بجهد عالي ودقيق؟ ، كان تلك السعادة نتائج عمله الجاد لذا قلت له.
"شكرا على مثل هذه العنصر الفريد ، في المستقبل سأكون زبونا دائما لك."
"هههه"
ابتسم ثيو ضاحكا وهو يحك أسفل عنقه لذا قلت له.
"رغم أنني قد أتيت للتو .. لكن سيتوجب علي الذهاب الان."
"اوه بهذه السرعة؟"
اومأت قائلا.
"اجل ، أتيت على عجلة هنا بسبب احدهم."
"فهمت… لا بأس دعنا نلتقي مرة اخرى."
"أجل."
رغم أن ثيو شعر بالحزن قليلا إلا أنه قد لوّح بيده توديعا لي لذا انصرفت عن المكان وخرجت عن الزقاق لاقابل سيرا تتكئ على الجدار تنتظرني ، لذا قلت.
"لقد انتهيت."
"همم ، يبدو أنك قد أخذت سيفا جديدا."
اخذت السيف مني فجأة لتخرج جزءا منها خارج غمده وتقول.
"يا له من سيف مدهش ، كم كلفك حصوله؟"
'لما لا تسألي اولا قبل أخذه مني.'
تنهد…
"اعطيني اياه."
اخذت السيف منها وارجعته للداخل وقلت له.
"دعينا نعد الى مملكة ايسا فقط."
***
'ليس الطريق الى داركولاين..'
نظرت الى سيرا التي تمسك بمقود العربة فأسألها عن الوجهة فتقول.
"سترى قريبا"
رسمت على وجهها ابتسامة وهي تنصب تركيزها على الطريق الذي تحرك بين الاشجار الطويلة ، و قد مسحت العربة الثلوج وهي تتحرك به.
.
.
.
شكرا على القراءة~♡
________________
🥹 ادري تأخرت بس فصل طويل اشوي اليوم صح؟