اللهم صل وسلم على نبينا محمد~♡

.

.

عيون زرقاء و شعر اسود قصير ، فتى ذو جسد هزيل دخل في منزل متهالك من الخارج ، ليس ذلك فقط بل كان الجدران من الداخل يتسرب المياه منه و الاتربة في جميع أنحاء الغرفة ، ورغم ذلك ابتسم برضى عند رؤيته لطفلة صغيرة تركض نحوه وشعرها السوداء القصير تصل الى كتفيها فتتطاير الى الخلف مع عيونها السوداء المتسعة خلف ابتسامتها اللطيفة.

"اخيي!"

"سيرينا ، اوخخ"

شعر بثقلها وهي تقفز بين حضنه الدافئ وملابسه الرديئة.

فنظر اليها وهو يعانقها ، وقال.

"دعيني أغلق الباب اولا فالجو بارد في الخارج."

انزل الفتى سيرينا على الأرض ليغلق الباب وراءه.

"اخي ، سأشعل النار من اجلك!."

"اوه ههه سيكون من المذهل أن تفعلي ذلك من اجلي."

ابتسم ضاحكا على كلامها وحينها ، أشعلت سيرينا شعلة صغيرة كالتي تظهر في عود ثقاب في اعلى اصبعها الصغير.

"هاه؟"

نظر الفتى الى سيرينا بعجب ، ظن ان ما تقوله ليست سوى مزحة لمواساته ، لكنه اقترب نحوها وامسكها بين حضنه بعد أن خمدت النار التي اشعلتها ، وقال.

"هذا مذهل سيرينا! ، رغم انك مازلت في الرابعة من عمرك."

مدح الفتى أخته ليسير وهو يحملها نحو غرفة أخرى.

***

"اخي… ، هل لدي والدان؟" تحدثت سيرينا بصوت طفولي وبريء فقال لها.

"بالطبع لدينا والدان ، لكنهما قد ذهبا بعيدا."

استلقى الفتى و هو يحضن اخته وهما على بساط خفيف وُضع على ارضية الغرفة ، فيمسح رأس أخته بيده الذي يظهر عليه العديد من الخدوش.

"الن يعودا قريبا؟"

"لا ، لن يعودا."

ربما قول ذلك أمام طفلة صغيرة هو امر قاسي لكن وضع كذبات بيضاء ووعود كاذبة اكثر ايلاما مع مرور الوقت ، ابتسم الفتى وقال لها.

"لن تتركيني أيضا أليس كذلك؟"

"بالطبع!"

***

بعد سنة..

"اخي ، جلبت لك هدية."

ترتدي سيرينا فستانا اصغر من حجمها حيث يمكن رؤية ركبتها الصغيرة وقدمها المتسخة مع ملابسها.

تحدثت سيرينا مع اخاها الذي يجلس على ركبتيه ليقابل عينها وهي تضع خلف ظهرها هدية لاخاها.

"ماذا قد يكون؟" ، ابتسم ببراءة نحو أخته رغم الهالات السوداء التي تظهر أسفل عينيه الزرقاوين ، وربما لا يمكن ملاحظته بسبب انه قد التأم بالفعل لكن لدى جبينه ندبة صغيرة.

"خذ!"

يد سيرينا متسخة ، وملابسها ايضا مما يعني أنها قد ذهبت الى الحديقة ،اعتقد الفتى أن أخته قد جلبت الزهور بعد عناء من قطفها ولكن..

"سيرينا ما هذا؟!"

امسكت سيرينا بأرنب صغير يمكن رؤية الحروق على فرائه والدماء الذي ينزف منه ، فنظرت سيرينا إلى أخاها وقالت.

"لقد اخبرتني انك تحب الارانب كثييرا لذا جلبته لك."

"لكن قتل الحيوانات سيء جدا!"

"اخي ، اه اه.. ، انا اسفة."

اسقطت سيرينا الارنب على أرض تمسح دموعها بيديها المتسختين ليشعر الفتى بالارتباك من ردة الفعل المفاجئة فيقول لها.

"سيرينا اهدأي ، لا بأس جميعنا نخطئ!"

"لكن اخي بدا غاضبا! ، هئ هئ."

" لا لست غاضبا لذا لا تبكي ، سأحزن هكذا."

نظر اليها وانفها تسيل ووجهها في فوضى بسبب استخدامها ليدها المتسخة في مسح عينيها ، فقالت له وصوتها تتقطع.

"اذا انت تحب هديتي؟"

"اجل ، لذا لا داعي للبكاء ، لم تفعلي شيئا خاطئا."

بدأ تنفس سيرينا بالانخفاض ليعود الابتسامة على شفتيها ثم تقول ، " حسنا!"

***

"هاه..هاه..هاه .. اخي اشعر بالالم."

"لا عليك سيزول مع مرور الوقت ، لا يجب عليك الحراك .فقط."

"هاه هاه هاه."

يمسح العرق الذي تسقط من رأس سيرينا لتغفو بعد عشر دقائق.

'لما يحدث هذا مع اختي؟' ، تساءل الفتى داخل رأسه.

مر الأيام والشهور وقد بلغت سيرينا السادسة من عمرها ولكن.. بدأت تصبح أكثر غرابة تحب الذهاب الى الحديقة وامساك الارانب و الحيوانات الصغيرة ثم تقتلها ، تقول انها تشعر بالسعادة بسبب ذلك.

"سيعاقبني الرئيس على هذا المنوال .. بدأت اخذ العديد من الإجازات بسبب ذلك."

'هاه..'

تنهد الفتى سرا وبدأ ينصب تركيزه على سيرينا.

***

"سيرينا هل حدث أمر ما في غيابي؟ … ، ماذا حدث في غيابي؟!"

"لم يحدث شيء." نظرت لاخاها بفضول ووجهه مرتبك وهو ينظر الى عيناها الحمراوتين.

'ليس لدينا مرآة هنا.'

ربما أراد التأكد من أنه لا يتخيل مما يراه في عيني اخته لكنه لم يستطع سؤالها.

***

في احد الايام..

"اخي؟"

مرتدية سيرينا ثوبا طويلا يغطي جسدها بالكامل .. خرجت من الغرفة تنظر في الأنحاء عن اخاها.

"سيدي هل رأيت أخي."

"ابتعدي!"

سقوط!

"تشه ، طفلة مشردة أكان يجب أن تلمس ثيابي اليوم؟"

لم تهتم سيرينا بسقوطها وبدأت بالبحث في الأماكن القريبة من منزلها.

"لقد قال انه يعمل داخل مكان ضيق."

سارت داخل الأماكن الضيقة والمظلمة.

وبعد فترة دخلت في أحد الأزقة المظلمة كثيرا أكثر من البقية تنادي أخاها.

" اوتش~"

تعثرت سيرينا لتسقط على جماد لا يمكنها رؤيته بسبب الظلام ، طري وبارد لم تستطع النظر بشكل صحيح.

'أحمر.'

ابتسمت برؤيتها للون احمر جميل يمتلئ حولها.

فنظرت الى الخلف وقالت ، ' ربما عاد اخي.'

***

بعد يومين..

''لم يعد اخي .. هئ."

جلست سيرينا تسند ظهرها على الجدار وهي تبكي بصمت.

صرير..

استطاعت سماع صوت صرير الباب لتقف على قدميها وتمسح الدموع لرؤية من الزائر.

'انه اخي بالتأكيد!'

"هل هي المطلوب؟"

"اجل ، ان الوصف يطابقها."

رجلان لهما نظرات باردة امام طفلة صغيرة لم يكونا ضخام الحجم الا ان حجمهما كان ضخما بالنسبة لها.

لم تكن خائفة وقالت لنفسها ، 'هل ربما أتوا من أجل اخباري عن اخي؟'

تقدمت نحوهم فسحبت بلطف بنطال أحد الأشخاص والذي كان على اليمين فينزل رأسه إليها فتقول.

"هل تعلمان اين اخي؟" ، نظرت اليهم ببراءة على عكسهما اللذان قد سخِرا على كلامها وقال الذي على اليسار.

"اخوها؟ ، هل ربما هو ذلك الفتى الذي توسل إلينا قبل أن نقتله؟"

"اووه! ، كدت أنساه أكان ذلك قبل يومين؟"

"أجل." ، ضحك الرجلان ولانها لم تفهم ما كانا يقولانه أعادت سؤالها قائلة.

"هل تعلمان اين اخي؟"

سكت الرجلان قليلا لينظر الى بعضيهما ثم يُنزلان رأسيهما ويقول الذي على يسار.

"إن اردت رؤية أخاك فلتلحقي بنا."

اتسعت عينا سيرينا وقالت بحماس، " حسنا!"

همس الذي على يمين لصاحبه وقال ، " يا لها من غبية الم يعلّمه ذلك الفتى عدم مرافقة غريب .. هيه ، شكرا له فذلك قد سهل علينا المهمة."

"إذا دعينا نذهب."

تحرك الرجلان وقبل أن يرفعا قدمهما الآخر من على الارض قالت سيرينا لهما.

"لا أحب السير ، انها تؤلم قدماي .. هل يمكنكما حملي ؟ ، ان اخي يفعلها دائما من اجلي."

"انت_!"

"هي فلتهدأ؟"

"ألا ترى أنها متطلبة؟"

"إنها طفلة ، وايضا سيقتلنا الرئيس ان حدث لها مكروه."

" تسك ، ربما توجب علي رفض المهمة."

"ههه تعلم انك لا تستطيع .. إذا من سيحملها؟"

"بالطبع انت!"

"اوه لا .. ، تعلم أنني سأقود سيتعب ذلك يداي."

نظرة باردة لا يعكس الصحبة بينهما وبعد هدوء دام قصيرا تنهد الرجل واخذ ينزل جسده ليحمل الطفلة بيديه.

"اي! ، هذا يؤلم!"

"ألا يكف-!"

"فلتهدأ."

"تسك" ، حاول حينها حمل سيرينا بطريقة جيدة جعل ذلك سيرينا تبتسم .. على عكس أحدهم.

.

.

شكرا على القراءة~♡

2023/08/15 · 898 مشاهدة · 1083 كلمة
Darkiona
نادي الروايات - 2025