اللهم صل وسلم على نبينا محمد~♡
.
.
"سيدي ، هل نحن ذاهبان الى اخي."
جلست سيرينا بالخلف مع احد الرجال والاخر يقود العربة في الامام ، عندها نظر الرجل إليها وهمس لنفسه قائلا.
"الا زالت تظن اننا ذاهبين الى اخيها ، هيه."
ابتسم رافعا احدى حواف شفتيه ثم قال لها.
"لن تري أخاك بعد الآن لذا فلتصمتي."
جلست سيرينا تنظر إليه ، لم تتحدث مما جعل الرجل يقول لنفسه.
'هل اصبحت خرساء بعد ان علمت انها لن ترى اخاها؟ ، كان علي قول ذلك مبكرا.'
حينها اسند ظهره على كرسي العربة وشعر بالراحة بعد أن هدأت المكان.
"هئ..هئ."
صاحت سيرينا والدموع من عينيها تذرف فتجف تذرف فتجف.
ولان رجل كان مغلقا لعينيه لم يلحظ تلك الشعلة التي أشعلتها سيرينا داخل العربة وبدأت بالتفاقم ليشتم رائحة دخان وعندما فتح عينيه هلع صارخا نحو صاحبه يقول.
"أوقف العربة!! ، الا ترى انها تحترق؟!"
"فلتصمت ، ااعمى انت ؟ ، انني احاول ايقافها بالفعل."
استخدم الرجل سحر الرياح ولكن بدلا من أن يخمده ساعد ذلك على تفاقم الوضع ، لم تبدي سيرينا على عكسهم ردة فعل كالهلع والخوف.
.
.
.
تمكن الرجل من إيقاف العربة اخيرا قبل ان يحترقا ويصبحا لحما مشويا في الداخل ، ليخرجا من العربة مع سيرينا.
نظر الرجلان إليها وملامحهما لا تبشر بالخير ، ظهر العروق على جبينهم ليشد بقبضته الرجل ويمسك الطفلة من عنقها فتحاول أخذ انفاسها دون الاستماع لما يقوله الرجل.
"هل انت مجنونة؟! ، اتريدين الموت."
"ا اخي."
"فلتصمتي ! ، اخي اخي اهذا همك الأخير؟ ، لقد قتلناه هل ارتحتي؟."
رماها على الارض وكطفلة مثل سيرينا التي تعيش بالفعل من سوء التغذية والحالة الصحية الغير جيدة فقدت وعيها ساقطة على الأرض.
"هووف.. ، إذا ماذا نفعل؟ ، هل نكمل السير حتى نصل الى المقر؟"
"اليس المختبر قريب من هنا؟ ، كان الهدف ارسالها هناك لذا دعنا نذهب مباشرة بدلا من ذلك."
***
"هل هي الفتاة المطلوبة؟"
"اجل ، حصل بعض الأمور لذا احضرناها مبكرا الى هنا."
"حسنا."
داخل غرفة بيضاء رجل يرتدي بدلة بيضاء طويلة مع نظارات زجاجية له وجه دائري و قصير الطول بدأ بالنظر الى جسد سيرينا الساقط فوق الطاولة الملساء واللماع.
حينها ابتعد الرجلان من الغرفة وبقيت سيرينا مع الرجل ذو النظارات.
***
"سيرينا!!!" ثار صراخا.
"اوه ، ما الأمر؟" ،متغابية بسؤالها.
"أتعلمين ما الذي فعلتيه للتو؟!!!"
غرفة سوداء متفحمة في جميع أنحائها ، الطاولات ، الأدوات جميعها محترقة .. جلست امرأة ذات شعر اسود حريري وعيون قرمزية فوق احدى الطاولات العريضة ، مرتدية ثيابا بيضاء طويلة.
"الا تظن انك كبرت في العمر سيدي؟"
"ها؟ ، اه اه اهههعع ،جسدي ! سيرينا ابعدي هذا النار عني!!"
لم تُظهر سيرينا ملامح حزن او فرح بل بقيت جالسة فوق المنضدة تنظر اليه .
"لقد أصبح أكثر سوادا.."
بعد ان قالت ذلك دخل العديد من المتحولين أمامها ، كانت عالمةً بنتائج أفعالها ، 'حسنا لست نادمة على هذا.' ، ارتسم على شفتيها ابتسامة عريضة وهي تنظر نحو المتحولين الذين ينظرون الى الرجل الذي سقط هامدا على الارضية يخرج الدماء منه فلا يمكن معرفة وجهه بسبب الحروق.
"ا انت!"
لوح العديد منهم أسلحتهم نحوها لكنها اكتفت بالوقوف والسير نحوهم.
بدو حذرين نحوها فتحدث أحدهم وقال ، " سيرينا فلتأتي معنا!"
***
غرفة مظلمة به منصة مرتفعة يجلس به أحدهم دون رؤية ملامحه بوضوح ، تحدث نحو الفتاة التي تجثو على الارض و الاسلحة نحوها.
"ما اسمك؟"
"..."
صمت بارد جعل المتحولين الذين حولها يضعون الاسلحة قربها اكثر فاكثر ، ولم يتوقفوا عن فعل ذلك إلا عندما رفع الرجل الجالس فوق المنصة يده.
"لا اريد تكرار كلامي ، ما اسمك؟"
"سيرينا."
"سيرينا.. ، ما عمرك؟ يفضل ان تجيبي بسرعة."
" خمسة عشر."
"همم.." ، جلس الرجل يفكر قليلا ثم سأل أحد المتحولين الذي بالقرب منه
"بأي شهر نحن؟"
"في الشهر السادس سيدي."
"هكذا إذا… ، ابعدو تلك الأسلحة عنها واخرجوا ، جميعا."
حينها خرج الجميع باستثناء سيرينا و سيد الغرفة.
"ما رأيك باتفاق؟"
***
"سيدتي ، ها هي وجبتك."
"إذا فلتتركوني لوحدي."
" امرك."
جلست سيرينا داخل غرفة مليئة بالكراسي الفارغة أمام المنضدة التي بها العديد من الوجبات من أجلها ، تمثلت الوجبة الرئيسية بقطعة دجاج محمرة به بعض التوابل أنحائه سلطة خضار وحساء ، و كوجبةِ تحلية وُضع اصناف من الحلويات أمامها وبالقرب من يدها كأس زجاجي مملوءة بالماء.
"لم امت إذا هاه؟"
ابتسمت لنفسها وهي تنظر الى الفراغ .. او ربما لا فقد كان امامها فتى له عيون زرقاء وشعر أسود قصير ينظر إليها.
" سيرينا الى متى ستجعلينني ابقى وحدي؟"
اكلت بصمت دون النظر اليه وقالت. " لست موجودا لذا ابتعد."
"سيرينا!"
"ابتعد."
"..."
اختفى الوهم الذي يحدثها لتضع الطعام جانبا وتقول.
"يبدو أن علي الدراسة من اليوم."
***
بعد شهرين..
"مرحبا بجميع الطلبة ، يبدو أن لدينا العديد من الناجحين هذه المرة ، لذا اقدم اصدق التهاني اليكم ، أما بعد فأرجو من الطالب ساندر الوقوف على المنصة لإلقاء الكلمة الافتتاحية."
تصفيق! تصفيق! تصفيق!
على منصة خشبية يقف به رجل عجوز طويل القامة رغم سنّه ، له شعر ابيض طويل ووجه مجعد بشوش ، فيظهر فتى يبدو كمظهر الطلاب الحاضرين له اذن طويلة وعيون زرقاء مع شعر فضي.
بعد أن صعد للمنصة وقف ليقابل الحشد الضخم من الطلاب ويقول والابتسامة يعتلي وجهه.
"مرحبا ، بالآنسات والسادة .. أقف اليوم هنا من اجل القاء كلمة ومن أجل تعداد الطلاب أول مئة طالب…"
.
.
.
'هاه.. انتهى هذه الخطبة الطويلة اخيرا ، كدت اموت من الملل.'
وقفت سيرينا مع عدد من الطلاب فوق المنصة و بعد ان بدأت الحشد بالتضاؤل واصبح المكان الذي بدا ضيقا سابقا أوسع فتبتعد سيرينا أيضا عن المكان.
"سيرا!"
التفت لتقابل الرجل العجوز يتقدم نحوها ليكمل حديثه قائلا.
"اتبعيني."
***
بعد سنتين..
داخل غرفة واسعة مغلقة الستائر يدخل ضوء الشمس منها قليلا ، جلس سيرا على الكرسي وامام فراش له طراز عريق عجوز يستلقي عليه.
"كيف حالك ايها العجوز؟"
"كح كح! ، هاهاها كما ترين لم اعد قادرا على الجلوس على تلك المقعد وبدلا من ذلك استلقي هنا وأنا طريح الفراش على الدوام."
"غدا ستكون اخر يوم لي هنا."
"كح كح ، صحيح - ابتسم بحزن -.. تمنيت ان تكوني الرئيسة القادمة سيرا."
"تعلم انني لست بصفكم."
"هاهاها ، اجل يبدو ذلك .." ، ابتسم الرجل العجوز بعينيه الصفراوين وهو ينظر الى سيرا.
"من المؤسف أنني عندما أعود فلن القاك لذا هذه هديتي الاخيرة."
همست سيرا بقرب اذنه تحرك شفتيها بخفة.
"سيرينا..انه اسم جميل."
"اذا الوداع." ، ابتعدت سيرا بتنورتها السوداء و قميصها الابيض غالقة الباب خلفها.
***
بعد عدة أيام.. أو أسابيع.
وسط ساحة لا يكثر بها السكان..نظرت سيرا الى ما حولها من بيوت ورياح عليلة فيظهر امامها فتى بشعر اسود وعيون زرقاء يرتدي ثيابا بالية قائلا لها.
"هل عدتي هنا من اجل ان تبقي معي الى الابد؟"
تحركت سيرا متجاهلة حديث الفتى حينها رأت منزلا متهالكا .. لا يمكن القول بأنه منزل حتى ، الجدران قد تحطمت والاعشاب والطحالب تملأ المكان وعندما ارادت الدخول تحطمت الباب بسهولة.
'همم؟'
طفلان بشعر بني وعيون زرقاء يحتميان خلف بعضيهما ينظران الى سيرا التي جلست على شكل قرفصاء قائلة لهما.
"ما الذي تفعلينه هنا؟"
أحدهما ينظر اليها بعدائية والاخر ينظر كأرنب صغير ، ابتسمت اليهم وقالت.
"ما رأيكما أن تأتيا معي؟"
***
"يا له من مختبر قديم.. أنتما!" صرحت مناديا المتحولان
"ماذا هناك سيدتي؟"
"فلتزيلا جميع ما هو موجود الا المعدات المهمة وايضا فليحضر أحدكم الطعام واللباس المناسبين لهذان الطفلان..بالطبع لا يزال لديكم بعض الملابس الجيدة اليس كذلك؟"
"لكن سيدتي."
"هل تريدان الموت؟ ، فقط نفذا ما قلته."
نظرت سيرا الى الطفل الذي يمسك بطرف ملابسها و التي تغطي قدمها وهو خائف.
كانت سيرا داخل غرفة بيضاء جلب لها الالفة لكنه لم يكن شعورا رائعا بالنسبة لها. نظرت الى الفتى الآخر الذي يحاول ابعاد أخاه عنها لتقول.
"فلتبقيا هادئين ، ربما تموتان أن فعلتما خطأ واحدا ، لا تريدان الموت أليس كذلك؟"
هز الطفلان رأسيهما رافضين الفكرة فابتسمت سيرا نحوهما وقالت ، " عليكما تنفيذ أوامري ان لم تريدا حصول ذلك."
***
بوم!.
"..."
"اهجموا عليه!!"
"اوخ!"
"اخخ!"
'اليس مشهدا مألوفا؟'
ابتسمت سيرا وهي تنظر الى الرجل الذي يقطّع ويدمر المكان بسحر الماء ، عيون زرقاء وشعر أشقر..
نظر اليها قائلا.
"لما قد تبتسمين وانتِ في هذه الموقف؟"
"حسنا ، لن يتغير امر ما ان غضبت أليس كذلك؟"
"يا لك من امرأة غريبة."
"إن أردت النجاة فعليك الهروب قبل ان اقتلك."
"كنت سأذهب حتى ان لم تخبريني."
"هذا مثير."
بقيت سيرا جالسة وهي تنظر الى الرجل يبتعد حينها قالت لنفسها. ' أليس من المثير ان العب معك.'
نظرت سيرا الى الفتى الذي اقترب منها ، عيون زرقاء حادة و شعر بني قصير ، فقال الفتى لها.
"هل انت بخير؟"
"اجل ، اتمنى منك إحضار معلومات عن ذلك الرجل ايان."
"حسنا."
***
في الحاضر..
"يا له من ذكريات .. اشعر بالحنين قليلا."
'سيرينا..لما خنتي العهد الذي بيننا'
'الم تقولي انك لن تتركيني وحدي؟'
جلست سيرا أمام منضدة صغيرة تحتسي الشاي ويد أحدهم يمسك بكتفيها ويهمس لها..
.
.
.
شكرا على القراءة~♡
____________________
اليوم بنزل فصل ثاني باذن الله لذا ترقبوا👽✨️