"ريا إذهبي للمطبخ وأعدي الشاي للأميرة"
"حسناً"
تسير فتاة ذات شعر أشقر بزي خادمة تدعى ريا باتجاه المطبخ لتنفيذ الأمر.
"كم هذا مزعج"
تمتمت ريا أثناء قيامها بإعداد الشاي، عبرت كلماتها بشكلٍ واضح عن مدى انزعاجها، وبالتأكييد لم يأتي كلامها من فراغ، كان رأسها على وشك الانفجار من كثرة التفكيير في الآونة الأخيرة.
بعد أن انتهت ريا من اعداد الشاي عادت إلى حيث كانت ووضعت الشاي برفق على الطاولة امام الفتاة ذات الشعر البرتقالي الجالسة أمامها.
لم تستطع السماح بحدوث بأي خطأٍ أمام هذا الشخص لذا حاولت أن لا تصدر أي صوت أثناء وضعها للشاي على الطاولة، ثم قامت بتقويم ظهرها بسرعة وانحنت قليلاً لابداء احترامها.
"شكراً ريا"
"لا تشكريني سيدتي هذا عملي"
تحدثت الفتاة ذا الشعر البرتقالي لريا بابتسامة لطيفة، كانت الفتاة الجميلة هي السيدة التي تخدمها ريا وأميرة هذه المملكة.
إذا رأى شخص ذلك لكان بتأكيد سيتحدث عن كم هو غير مناسب أن تقوم أميرة بشكر خادمة ولكن لم يعترض أحد من الموجدين على ذلك، لأنهم علموا أنه كان من المستحيل إقناع الأميرة.
لم يحدث هذا مرة أو مرتين عندما حاولوا تصحيح سلوكها، كان عدد المرات التي حاولوا اقناعها فيها تتجاوز بالفعل الثلاث أرقام لذا كانوا قد استسلموا بحلول الآن.
ارتشفت الأميرة من كأس الشاي ثم أومات برسها بنظرة راضية.
"كما هو متوقع من ريا لا يوجد أفضل من الشاي الذي تعدينه"
"هاها سيدتي أنتي تجاميلينني"
"بالتأكيد لا أن جادة تماما!لم أذق أبداً شاياً لذيذاً مثل الذي تعده ريا"
"إذا كان هذا رأيكي فشكراً"
"ريا اطلبي من السائق تجهيز العربة لأجل الأميرة"
كانت المحادثة ستستمر ولكن قاطعتها الخادمة التي طلبت من ريا إعداد الشاي في السابق مع نظرة غير راضية على وجهها.
يبدو أنها لم تكن راضية عن سلوك الأميرة تجاه ريا لذا حاولت أن تُعْلِم ريا بنظراتها أن تلتزم حدودها حتى لو كانت الأميرة تتصرف بهذا الشكل.
انحنت ريا قليلاً ثم لفت جسدها لتخرج من الغرفة، بغض النظر عن الموقف كان عليها تنفيذ الأوامر لذا تحركت دون شكوى.
أثناء السير كانت ريا تفكر بالأحداث التي حصلت قبل يومين والتي هي بالأساس سبب صداعها الحالي.
"ريا أحضري الفطور للأميرة"
كان كما العادة عندما استقبلت ريا طلباً من الخادمة نفسها والتي تدعى سوزان.
"ح.حاضرة"
ريا كانت ما تزال جديدة في العمل لذا كان متوترة جداً وخرقاء إلى حدٍ ما ولكن مازالت تنفذ الأمر وتركض مسرعة إلى المطبخ.
وسرعان ما عادت وبيدها صينية تحتوي على فطور الأميرة ووضعتها بتوتر على الطاولة
لا بل حاولت وضعها ولكن-
سقوط!
قبل أن تدرك ذلك كانت الأرض تقترب من وجهها ثم ضرب رأسها الأرض وأغمي عليها.
'في تلك اللحظة ضربت الحقيقة رأسي كالصاعقة، حياتي وعالمي وكل شيء كان عبارة عن قصة، الماضي الحاضر وأيضاً المستقبل كل ذلك حُفِرَ في عقلي في لحظة، وعلمت أنني مجرد شخصية ثانوية في قصة بطلين قُدِرَ لهما العيش بسعادة في النهاية'
بالرغم من ادراكها لحقيقة كانت كافية لاخراج الكثيرين من عقولهم لم يكن هناك أثر للتفاجىء على وجهها، شعرت ريا في مكان ما من عقلها بأنها كانت تدرك تلك الحقيقة دوماً.
'ربما لم يرد الشخص الذي جعلني أعلم هذه الحقيقة أن أفقد عقلي من هول الصدمة لذا جعل الأمر يبدو كما لو أنني كنت أعلم ذلك دائماً'
كان من الأمور التي اكتشفتها ريا هو أن علمها بالحقيقة لم يكن من قبيل الصدفة، بل كان حادثاً مدبراً حيث لم يكن هناك مشهد تسقط فيه في القصة الأصلية هذا يعني أن شخصاً ما كان يتدخل في الحبكة.
'لا أعلم من هذا الشخص وما هو هدفه ولكن هناك شيءٌ مؤكد!، وهو أن هذا الشخص سيستفيد شيئاً من جعلي أعلم بالحقيقة!'
'لكن طالما أنا لا أعلم هدفه فليس لدي أي فكرة عن الخطوة التي علي اتخاذها'
'آآآه التفكير بكل هذه هو أمر مرهق'
تنهدت ريا كما لو أنها لا تعلم ماذا عليها أن تفعل لكنها توقفت عندما تذكرت أن هنالك شيئا أهم للتفكير فيه.
'صحيح هناك شيء أهم علي التفكير فيه'
كيف...
كيف سأتجنب الموت؟؟؟؟؟!!
آآآه اللعنة سأموت في غضون شهرٍ ماذا علي أن أفعل؟؟؟
"عفواً هل أنتي بخير؟"
"..."
"يا آنسة"
"..."
"يا آنسة؟"
في انغماسها بأفكارها لم تستطع ريا سماع الصوت الذي يستدعيها ولكنها استفاقت عندما كرر هذا الصوت نفسه عدة مرات.
لاحظت ريا أنها كانت تجلس في منتصف الطريق وقامت وهي توجه نظرها للأسفل بسبب الحرج.
'يبدو أنني انغمست جداً بأفكاري'
"أجل أنا بخير أرجوك لا تهتم بي"
"اذا كنتي تريدين ذلك فحسناً ولكن تلك الخادمة تبدو غاضبة جداً منكِ"
التفتت ريا إلى الخلف ووجدت أن سوزان كانت تحدق بها مع نية قتل في عينيها وتذكرت أنها نسيت مهمتها.
'تباً لقد نسيت الذهاب لسائق العربة!!'
انطلقت ريا بسرعةٍ من مكانها وبدأت في الركض
"أنا ذاهبة الآن شكراً لمساعدتك"
شكرت الرجل أثناء الركض دون الالتفات إليه
"هاه؟حسناً بالرغم من أني لم أفعل شيء"
أجاب الرجل بالرغم من أن ريا التي كانت قد اختفت بالفعل لم يكن لديها أي طريقة لسماعه.
حدق الرجل ذو الشعر الأزرق في مشهد الفتاة المختفية وفكر في نفسه.
'يالها من شخص غريب'
ريا التي لم تنظر حتى إلى وجه الرجل لم تكن تعلم أنها قابلت شخصاً لن تستطيع خادمة مقابلته حتى في أحلامها.