1 - عليَّ تعلم المبارزة!

بعد ان انتهت ريا من عملها استلقت على سريرها وهي مازالت تفكر بما عليها فعله، بالرغم من أنها فكرت بالامر كثييراً في الأيام القليلة الماضية كان لا يزال لديها الكثير من القضايا التي تحتاج إل حل وعلى رأسهم موتها بعد شهر.

'ما الذي علي فعله؟

هل علي تعلم المبارزة؟

ولكن ليس وكأنني سأتقنها في غضون شهر واحد فقط وأيضا ليس وكأن هنالك شخص سيتطوع لتعليمي'

اذا تجولت ريا في الارجاء وهي تطلب أن يتم تعليمها المبارزة فسيتم زجها في السجن بدلاً من ذلك، أعني في أي مكان في العالم ستطلب خادمة الأميرة فجأة أن تتعلم المبارزة؟سيظنون بتأكييد أنها تخطط لاغتيال شخصٍ ما.

'هااااه لماذا هذا صعب جداً'

كانت ريا تفكر فيما اذا كان عليها أن تستسلم فقط وتتبع التيار لكنها فجأة قطعت أفكارها.

"أه!!هنالك شخص سيوافق على تعليمي!!!"

"كيف لم أفكر به منذ بداية"

ريا التي كانت تفكر قبل لحظة فقط بالاستسلام أصبحت متحمسة الآن لأنها عثرت على لمحة أمل صغيرة في طريقها المسدود لدرجة أنها صرخت بصوت عالٍ دون وعي.

"لماذا تصرخين هكذا في منتصف الليل!"

"آ.آسفة سأنام حالاً"

أوقفت أفكارها حالاً بعدما حصلت على توبيخٍ من سوزان لصراخها.

'لقد تحمست كثيراً

ولكن مع هذا الشخص أستطيع أن أضمن مستقبلي!'

في تلك الليلة نامت ريا بارتياحٍ لأول مرة منذ فترة.

***

"هاه؟لا أستطيع رؤيته؟"

"بالطبع لا هل لديك موعد مسبق؟"

"حسناً لا ولكن..."

"ليس لديم موعد وتتجرئين على طلب رؤيته بكل بساطة؟؟من تظنين نفسك؟!"

"هذا...."

بمحرد أن حصلت ريا على استراحة ذهبت لمقابلة الشخص الذي فكرت فيه بالأمس ولكن بشكل غير متوقع تم ايقافها عند المدخل.

'تباً!

إنه نائب قائد الجيس الملكي!!!

لم ظننت أن شخصاً مثلي سيستطيع مقابلته بكل بساطة؟؟'

لقد انغمرت بحماسها لدرجة انها نسيت أن هذا الشخص كان ذو مكانة عالية وانها كانت مجرد خادمة.

بدلاً من غير متوقع فقد كان طبيعيَّاً أن يتم ايقافها ولكن لم يكن لديها وقت لتفكير بما إذا كان موقفها منطقي ام لا كان عليها التفكير بسرعة بعذر كي تستطيع مقابلته وإلا ستتحطم ذرة الأمل التي عثرت عليها بشق الأنفس.

أثناء انغماسها بتفكيرها كان هناك بالفعل المزيد من الجنود الذين تجمعوا لمعرفة ما يحصل.

عندما لاحظت تصاعد الموقف قررت ريا المراهنة على سلاحها الأخير!.

كانت تريد تجنب استخدامه ولكن ماذا يمكنها أن تفعل عندما أصبح الموقف مثل هذا؟، وبمعرفة أن النائب لديه سمع قوي-

"نحن نتواعد لذا ما المشكلة إذا أتيت لرؤيته؟"

هي رمت القنبلة!.

"أنتما تتواعدان؟؟؟؟"

"مستحيل مع ذاك النائب؟؟؟؟"

"هذت صحيح حتى أننا بالفعل قد-"

"توقفيييييييييي!"

وقبل أن تنهي جملتها كان ذلك الشخص قد ابتلع الطعم بالفعل.

"اوه عزيزي هل أتيت لرؤيتي؟"

"لا ما الذي تقو-"

"آسفون سيدي لم نعلم أنها حبيبتك!"

كان نائب القائد يحاول ان يقول'لا ما الذي تقولينه'لكن تم قطع جملته باعتذار.

"لا انتظروا لحظة هذه ليست حبيبتي!"

"أتقول هذا بعد كل ما فعلناه؟؟يالك من قاسي!"

بصقت ريا الكلمات أثناء تشكل الدموع حول عينيها.

"هاه ما-؟هذه هي المرة الأولى التي أراكي فيها!"

"بالرغم من أنك وعدتني بالزواج بالأمس فقط!هل كنت تعبث معي؟؟!!"

في هذا المرحلة كانت ريا بالفعل تجلس على الأرض وهي تدفن وجهها بيديها.

"'ما الذ-"

"هذا ليس جيداً يا سيدي!"

"أن تعبث بمشاعر فتاة لم أتوقع هذا منك!"

تم قطع جملة النائب مجدداً بواسطة أتباعه الذين أصبحوا بالفعل دمية بيد ريا التي كانت تحاول منع نفسها من الضحك.

حاول النائب أن ينفي مجدداً لكنه لاحظ أن المحيط لم يكن في جانبه حيث كان يمكن سماع الهمسات في كل مكان.

"ليس من الجيد أن تترك فتاة تبكي"

"خذها إلى مكان هادىء وهدأها"

"لا تقلق سنخبر القائد أن ظرف طارىء قد حصل لذا إضطررت إلى المغادرة مبكراً"

في هذه الأثناء كان الجنديَّان اللذان أوقفا ريا في البداية قد دفعوا النائب إلى بوابة القلعة ثم لوحوا وتمنوا له رحلة هائنة قبل أن يغادروا.

"'تباً!!

كيف يمكنهم أن يصدقوا ذلك بهذه السهولة!؟

"أجيبي الآن وحالاً ما الذي تريدينه؟؟"

نظر النائب إلى ريا كما لو أنه يخبرها بأنه سيقطع رأسها إذا لم يحصل على إجابة مرضية.

نظرت إليه ريا وابتسمت بشكلٍ مشرق، كانت الدموع التي ذرفتها منذ لحظة فقط قد جفت بالفعل ولكن لتتأكد من أنه لم يبقى لها أي أثر مسحت عينيها بيدها ثم تكلمت.

"هل أنت متأكد من أنك تريد مني الحديث عن هذا هنا؟"

"..."

لقد ابتعدوا عن المكان الذي كانوا فيه ولكن ما يزال هنالك الكثيير من الجنود الذين تبعوهم أثناء الهمس لأنهم كانوا فضوليين حول ما سيحصل.

"أعرف مقهى جيد ما رأيك بأن نذهب إليه؟"

بالرغم من أنها سألته عن رأيه إلا أنها بدأت بالتحرك دون سماع اجابته، ولم يكن للنائب خيار سوى أن يتَّبعها بصمت.

***

"تريدين أن أعلمك المبارزة!؟؟"

"هذا صحيح"

جلس النائب وريا بشكل متقابل وتبادلا الكلمات، نظر النائب إليها بالكفر بعد أن سمع طلبها وظن أنها تمزح ولكن لم يكن هنالك أي أثر للمزاح في تعبيرها.

"لماذا علي أن أفعل ذلك؟"

"اييه ألن تفعل ذلك من أجلي؟"عادت ريا لتعبيرها اللعوب وتكلمت.

"هذا في أحلامك! في الأساس لم قد تريد فتاة مثلك تعلم المبارزة؟"

"حسناً...هذا...للدفاعٌ عن النفس..؟"تكلمت ريا بتوتر.

ليس وكأنها لم تتوقع منه أن يسأل هذا السؤال ولكنها لم تستطع تجهيز عذر جيد، ولم تكن تظن أن النائب سيصدق هذا العذر السخيف بأي شكلٍ من الأشكال.

"هذا غباء!دفاع عن النفس تقولين!؟في اللحظة التي تمسكين بها بسلاحٍ يجب أن تكوني على استعدادٍ لقتل شخصٍ ما!"

"إذا كان هذا كل ما أردتي قوله فأنا ذاهب"

تكلم النائب أثناء القيام من مقعده.

عرفت ريا أنه يقول هذا الكلام من أجل مصلحتها وليس فقط لأنه لا يريد تعليمها فحمل السلاح لم يكن شيئاً يمكن لأي شخصٍ القيام به.

إذا كنت تريد حمل السلاح فعليك أن تستعد للسير بطريقٍ مليىء بالدم والجثث، حتى الجنود المتمرسون كان يعانون من هول ساحة المعركة على المدى البعيد وكان من الشائع أن يؤدي بهم ذلك إلى الانتحار في كثيرٍ من الأحيان.

ولكن لم تكن ريا على استعداد للتفكير بلطف النائب الذي يتحدث لمصلحتها وكانت تفكر إذا ما كان عليها استعمال سلاحها السري الثاني في اقناعه.

"لم أرد اللجوء إلى هذه الطريقة ولكن...إذا كنت ستستمر بهذا السلوك فلم يعد لدي خيار"

تكلمت ريا بصوت منخفض ولكن لم يكن هنالك احتمال أن النائب الذي كان جندي مخضرم لم يستطع سماع كلماتها.

"ما الذي تتحدثين عنه؟"

اقتربت ريا منه ثم قرَّبت فمها من أذنه وهمست بخبث.

"...!"

النائب الذي كان يحافظ على هدوئه حتى هذه اللحظة كان لديه كل أنواع التعابير على وجهه وحاول التحدث، فتح فمه وأغلقه عدة مرات لكي يُخْرِجَ صوته بالشكل الصحيح ولكن كل ما خرج في النهاية كان صوته المرتجف.

"أ.أنت.تي....ك.كي.ف...ع.علم.متِ...به.هذا...؟"

"والآن هل لديك رغبة في تعليمي؟"

لم تستطع ريا منع ابتسامتها الخبيثة التي كانت تهدد بالظهور عندما رأت تعبيره، وانتهى بها الأمر بالضحك إلى أن جفَّ حلقها.

2022/04/23 · 275 مشاهدة · 1040 كلمة
Shizuka
نادي الروايات - 2025