"يمكنني تعليمك ولكن...هل يمكنكِ أن تزيلي شائعات كونك حبيبتي؟"
النائب الذي وافق في النهاية بفعل تهديد ريا كان يحاول التفاوض بشكل محموم ليتفادى تداعيات هذه الشائعات في المستقبل.
"لا يمكنني ذلك وإلا كيف سأفسر الأمر إذا رآني أحدهم أدخل وأخرج من غرفتك بعد منتصف الليل؟"
ريا التي لم تكن مهتمة بالتداعيات المستقبلية رفضت طلبه بلا نقاش، ثم غطت فمها لمحاولة كتم ضحِكِها، كان سلوك النائب المهذب في التعامل معها الذي يختلف تماماً عما كان عليه قبل لحظة كفيلاً بجعلها تنفجر من الضحك لكنها حاولت منع نفسها لاظهار أقل درجات الإحترام على الأقل له.
"ماذا؟هل سنقوم بذلك في غرفتي؟؟ولما بعد منتصف الليل؟!"
"حسناً كما تعلم أنا لا أريد لأحد أن يعلم بأني أتعلم المبارزة وأيضا علي الانتظار إلى أن تنام الخادمات حتى أستطيع التحرك بحرية"
"حسناً هذا منطقي ولكن...."
كان رأي ريا منطقياً لكن النائب لم يستطع أن يوافقها ببساطة لوجود الكثيير من المشكلات التي يبدو أنها تخطتها لأنها وجدت التفكير بحلٍ لها أمراً مزعجاً.
كانت هذا هو تفكير النائب ولكن ريا نظرت إليه بابتسامة خبيثة وسألت.
"ماذا هل هناك شخص لا تريده أن يسيء الفهم؟"
"بالطبع لا أنا فقط قلق على وقت نومي!!"
كان النائب سينفي ذلك فقط ويطرح المشكلات التي تخطتها ريا بالاضافة إلى كونه غير مرتاح مع ذلك، لكن فجأة تذكر شخص ما فتحول وجهه إلى اللون الأحمر وبدأ يقدم أعذار سخيفة كقلقه على وقت نومه.
"لا أظن أن هناك مشكلة بذلك، لقد سمعت أنك تنام ثلاث ساعات فقط يومياً على أي حال"
تعلم ريا أن سوء الفهم ليس ما كان النائب قلقاً بشأنه، لكن فجأة خطر على بالها الشخص الذي كان مقرباً من النائب في القصة الأصلية وأرادت أن تضايقه قليلاً بشأن ذلك.
"تباً من الذي أخبرك بهذا!؟"
"هذا غير مهم الآن....إذن أرجوك أعتني بي من الآن فصاعداً عزيزي"
"حسناً حسناً أياً يكن"
ظهر وريد على جبهة النائب وهو يفكر في الشخص الذي سرب المعلومات، لكن ريا تجاهلت ذلك فقط، لم تستطع أن تخبره أنها في الواقع لم تعلم ذلك من شخص لكنها في يوم ما سقطت على وجهها وعلمت أن عالمها كان عبارة عن قصة.
لن يصدق النائب ذلك على أي حال في الواقع ستكون مشكلة إن صدقه، لأن ذلك سيعني اما أنه مثلها أو أن لديه مشاكل في رأسه.
وبالطبع هو ليس الأخير، أعني أين في العالم يوجد نائب لجيش ملكي مع مشاكل في رأسه؟إذا كان كذلك فستقلق ريا من أن المملكة ربما تدمر قبل أن يأتي يوم موتها حتى، والذي هو ليس أمراً جيداً لأنه سيعني الموت في كِلا الحالتين، وسيكون عليها أن تبدأ بالتفكير في كيفية ايقاف دمار الإمبراطورية.
ريا التي شعرت أنها ذهبت بعيداً جداً أوقفت أفكارها وقامت من مقعدها.
"شكراً سأتأكد من رد الجميل يوماً ما!"
غادرت ريا المقهى أولاً مع ابتسامة على وجهها كانت وجهتها الحالية هي القصر الملكي.
'هكذا أستطيع أن أضمن النجاة من الإعدام!...في الغالب'
"أه!!"
توقفت ريا عن السير فجأة لأنها تذكرت شيئاً ما.
'نسيت إخباره أن علي إتقانها في شهر واحد فقط!!'
"..."
"حسناً لا يهم"
ريا التي صنفت هذا المسألة على أنها شيءٌ غير مهم تابعت طريقها إلى القصر الملكي.
***
"أين كاي؟لم أره اليوم"
سألت شابٌ بشعر أزرق عن مكان شخص يدعى كاي، والذي هو في الواقع نائب قائد الجيش الملكي
"اه هذا ذهب في مهمة طارئة طارئة سيدي"
أجاب الجندي مع محاولة عدم مقابلة الأعين قدر الإمكان.
"هاه؟مهمة طارئة؟أي نوع من المهام؟"
"لا أدري يا سيدي"
لكن بالطبع رئيسه لم يبدو مقتنعاً البتة لذا حاول الجندي التظاهر بالجهل وهو مستمر في سياسة عدم مقابلة الأعين.
"لم يكن هنالك أي شيء طارئ لانجازه مؤخراً لذا ما الذي ذهب لفعله بجدية"
"هذا..."
ضيق الشاب عينيه أثناء النظر إلى مرؤوسه، كان من الواضح أنه يخفي شيئاً ما.
"أنت تعلم شيئاً ما صحيح؟تكلم!"
"ولكن يا سيدي...."
"سأخصم راتبك"
"لقد ذهب في موعد مع حبيبته سيدي!"
بصق الجندي الكلمات دون لحظة من التردد، صحيح أنه وعد النائب كاي ألا يخبر الرئيس عن هذا ولكن هذا وذاك أمران مختلفان، أعني كيف يمكنه أن يضحي براتبه؟كان هذا شيئاً غير قابل للنقاش.
'صحيح أنا متأكد من أن النائب سيتفهم ذلك'
"بجدية؟؟؟"
"أجل سيدي!"
"هممم"
'ذلك الفتى لم يبدو مهتماً بالنساء ولكن اتضح أن ذلك كان بسبب أن لديه حبيبة هييه'
"ليس سيئاً يا كاي!"
'أذني تحكني نوعاً ما..'
كاي الذي كان بطريق عودته إلى قصر بعد أن أنهى محادثته مع ريا شعر بحكة في أذنه فجأة.
***
في هذا الوقت كانت ريا قد عادت إلى القصر واستأنفت عملها، تم إيكال مهمة التكنيس لها اليوم لذا كانت تكنِس بكل شغفٍ أثناء التفكير.
'مصير النائب هو أن يعدم حرقاً لذا إذا أنقذت نفسي وأنقذته ألن يكون في ذلك منفعة لكلينا؟'
'لكن علي أولا أن أتعلم الم-'
قبل أن تنهي ريا فكرتها تعثرت فجأة واصطدمت بالخادمة التي كانت توصل الشاي للأميرة.
لم تستطع الخادمة الحفاظ على توازنها فسقطت وطارت صينية الشاي من يدها واستقرت في حِجْر الأميرة.
كان فستان الأميرة الآن ملطخاً بالشاي الساخن.
"أ.أنا آسفة سيدتي!!"
ريا التي أدركت خطأها متأخراً وضعت رأسها على الأرض وطلبت المغفرة.
لم يكن خطؤها هذه المرة صغيراً بأي شكل من الأشكال لذا لن يكون غريباً إذا تم الأمر بإعدامها حالاً.
ريا التي لم تتلقى جواباً رفعت رأسها بحذر لتختلس نظرة على سيدتها.
'هاه؟'
لكنها لم تستطع إلا أن تجفل مما رأته.
"لا لا بأس أنا بخير!المهم هو هل أنتِ بخير؟"
"ايه؟اه! أجل! أنا بخير سيدتي!"
أعطتها الأميرة نظرة قلقة فأجابتها ريا بارتباك لأنها لم تستطع محو ما رأته منذ لحظة من عقلها.
"ما الذي تفعلينه!؟جهزي ملابس جديدة للأميرة بسرعة!"
"ح.حاضرة"
صرخت سوزان في وجه ريا بغضب وأعطتها الأوامر، ريا التي لم تستعد عقلها الصحيح بعد قامت من مكانها بسرعة واندفعت خارج القاعة لتنفذ الأمر.
'هل هي للتو فقط نظرت إلي بنظرة مجردة من الإنسانية..؟'
فكرت ريا بوجه الأميرة الذي رأته منذ قليل، وكيف أنه لم يبدو كوجه شخص ينظر إلى إنسان.
'لا لا هذا مستحيل!لابد من أنها مخيلتي!'
قررت ريا أن ذلك كان خيالها وتوقفت عن التفكير فيه.
'الأهم من ذلك...!
المجهول x أيها الوغد هل تريد التسبب في قتلي؟؟'
لم تستطع ريا إلا التفكير في شخص واحد قد يكون مسؤول عن هذا الحادث الخارج عن النص.
'بالتأكييد لم يكن ما حصل طبيعياً لقد شعرت للتو وكأن شخصاً قد دفعني من ظهري!'
إذا كان هناك شخص يستطيع القيام بذلك دون أن يلحظه أحد فبالتأكييد سيكون المجهول x الذي جعلها تسقط في المرة الأولى أيضاً وتدرك حقيقة هذا العالم.
'كما توقعت هذا المجهول x هو شخص شرير يريد التسبب بقتلي!
بعد كل الجهد الذي بذلته في إقناع نائب القائد لتدريسي فسيكون من المضحك إن مت بسبب سكب الشاي على ثوب الأميرة!'
ريا التي كانت مشغولة بلعن المجهول x في عقلها لم تلحظ الكيان الذي كان يراقبها من خارج النافذة.
***
خارج النافذة كان هنالك كيان مجهول يرتدي رداءً يغطي معظم جسده بما في ذلك وجهه.
كان الكيان شبه شفاف لذا حتى لو سألت عشرة أشخاص عمٍَ يكون هذا الشيء فسيجيب العشرة بالتأكييد بأنه ليس بشرياً.
اذا كان علينا تشبيهه فسنقول أنه أشبه بشبح، والذي كان من الطبيعي التفكير فيه نظراً لشفافيته.
كان الكيان مستمر في التحديق بريا لكنه تنهد في النهاية عندما تركت ريا القاعة لتحضر ملابس للأميرة.
'أعتقد أن هذا لم ينجح أيضاً كاه..'
"ماذا علي أن أفعل.؟"
"..."
'حسناً سأستمر بالمراقبة فقط في الوقت الحالي'
فكر الكيان لفترة لكنه قرر في النهاية أن يستمر في المراقبة ويعتمد على الوقت الذي سيكشف كل شيء.
وبمثل هذا الفكر إختفى الكيان من موقعه وكأنه لم يوجد به قَط.