"هذا صعب"
"ما هو؟"
"وما شأنك أ-"
صدمة!
'هذا الشخص...
قائد الجيش الملكي!'
كانت ريا تقوم باخراج النفايات أثناء التنهد من جميع الأحداث السيئة التي حصلت لها مؤخراً لكن فجأة حدثها شخص ما.
أرادت ريا أن تقول لهذا الشخص ألا يحشر أنفه في شؤون الآخرين لأنها لم تكن في مزاج جيد للتعامل معه لكنها صدمت عندما رأت وجهه.
كان هذا الشخص هو قائد الجيش الملكي الذي قيل أنه أمهر سياف في المملكة، لم تستطع ريا إلا أن تحدق به بذهولٍ لأنها لم تتوقع رؤيته هنا.
أعني في أي مكانٍ في العالم يتجول قائد الجيش الملكي بالقرب من مكب النفايات؟، كان هذا مستحيل ما لم تشرق الشمس من المغرب، وهكذا زادت شكوك ريا في أن هذه المملكة ربما تدمر مبكراً قبل أن تموت حتى.
"هل هناك شيء على وجهي؟"
القائد الذي يبدو أنه لم يفهم المغزى وراء تحديق ريا به بهذا الشكل لم يستطع حمل نفسه على عدم السؤال.
'إهدئي يا أنا!ليس من المفترض لخادمة بسيطة مثلي أن تعرف شكل قائد الفرسان الذي لم تره في حياتها!
إن علم أني أعلم بهويته فسيكون ذلك مريباً وربما يتم زجي بالسجن والتحقق من خلفيتي!
لذا في الوقت الحالي علي أن أهدأ وأتصرف بطبيعية قدر الإمكان!'
كان هذا ممكن لخادمة رفيعة المستوى ولكن من المستحيل لخادمة لم يمر أسبوع حتى على دخولها للقصر الملكي أن تعرف شكل قائد الجيش لذا قررت ريا التظاهر بعدم معرفته لتفادي الظهور بشكل مريب.
"عفواً من أنت؟"
"هل نسيتني بهذه السرعة؟"
"ايه هل تقابلنا من قبل؟"
"أجل منذ وقت ليس ببعيد"
كانت ريا مصدومة الآن أكثر من الوقت الذي عرفت فيه عن هويته، بحثت بسرعة في ذكرياتها لكن لم تستطع العثور على أيِّ ذكرى تقابله فيها.
'هل قابلته قبل المجيء إلى القصر الملكي؟'
إذا كان الأمر كذلك فسيكون من المنطقي لها عدم تذكره بسبب أن ذكرياتها من تلك الفترة كانت مشوشة إلى حد ما.
ربما بسبب الذكريات الجديدة التي حصلت عليها أو بسبب تدخل من المجهول x.
ولكن سرعان ما أثبتت الجملة التالية للقائد كم كانت أفكارها خاطئة تماماً.
"كنتِ تبدين منهارة فسألتك إن كنتِ بخير"
"اه!!"
"ذلك الشخص كان أنت!؟؟"
كان ذلك قبل يومين عندما جلست ريا في منتصف الطريق وهي تفكر في كيفية تجنب موتها وسألها رجل ما عمَّ إذا كانت بخير.
'أتخبرني بأن ذلك الشخص كان قائد الجيش الملكي!؟'
لم تصدق ريا أن الشخص الذي لم تنظر إلى وجهه حتى في ذلك الوقت كان شخص ذو مكانة عالية مثله.
ابتلعت ريا ندمها عندما تذكرت كيف أنها لم تحييه بشكل صحيح وبدأت بالقلق من أن هذا سيؤدي إلى الكثيير من التداعييات المستقبلية.
"آسفة لأني لم أتعرف عليك فقد كنت في عجلة من أمري ولم أنظر إلى وجهك، شكراً على مساعدتك في ذلك الوقت"
كانت كلمات ريا تعني أنها لم تستقبله بشكل صحيح بسبب أنها لم تتعرف عليه وليس بسبب أنها تحاول اهانته، لكن القائد ابتسم فقط وقال أنه لم يفعل شيء لمساعدتها.
"أنتي تستمرين بشكري على مساعدتك بالرغم من أني لم أفعل شيئاً حقاً في ذلك الوقت، أعني أنا حتى لم أساعدك على الوقوف"
"أوه، أنت على حق، حسناً هذا لا يهم على أي حال"
عندما فكرت ريا بالأمر وجدت أنه حقاً لم يساعدها بشيء خلاف سؤالها عن حالها لكنها كانت ممتنة من اخباره لها عن سوزان التي بدت وكأنها على وشك قتلها إذا لم تتابع طريقها في تلك اللحظة.
بالطبع لم تكن سوزان لتقتلها حقاً ولكن كان من الممكن أن تطردها، وإذا تم طرد ريا فستعيش بلا مأوى وهي تحاول العثور على طعام لأكله والذي سيؤدي بطبيعة الحال إلى موتها، لذا كان تعتبر القائد منقذ حياتها!.
القائد الذي لم يعرف أفكارها ضحك فقط وأخبرها بأنها غريبة.
"هاهاها أنتي غريبة"
قد يفهم شكرها له دون سبب إذا كانت تعرف هويته لكن ريا كان من المفترض أنها تجهل من هو لذا لم يستطع أن يفكر بالسبب الذي يدفعها لمجاملته، لذا استنتج أن ذلك كان نابعاً من شخصيتها، والذي سيعني بطبيعة الحال أن تتمتع بشخصية غريبة.
أعني في أي مكان في عالم سيبدأ شخص ما بمجاملة آخر يتمتع بنفس مكانته بلا سبب؟وخصوصاً في اللقاء الثاني.
سيعني ذلك اما أن هذا الشخص يحتاج خدمة من الآخر او انه يتمتع بشخصية غريبة، ويبدو أن ريا كانت الأخير.
على الأقل بالنسبة له.
"أن تأتي من العدم وتخبر الناس بأنهم غريبون....حقاً ليس لدي تعليق على ذلك.."
كانت ريا تحاول التصرف باحترام لكنها شعرت بالإهانة من نعتها بالغريبة بلا سبب لذا ردت بسخرية بلا قصد.
"آسف آسف"
أعتذر القائد مع ابتسامة تحاول منع نفسها من الضحك وهو ينظر إلى تعبير ريا، لأنه مهما كان السبب لم يكن يحق له أن ينعت ريا بالغريبة حتى ولو لم يقصد الإهانة.
استنتجت ريا أن القائد كان يسخر منها الآن بسبب تعبيره فارتفع غضبها إلى أقصى حد، لذا استأذنت لنفسها بالمغادرة قبل أن تقوم بشتمه بلا قصد.
"أنا مشغولة جداً لذا اعذرني"
"ايه اه حسناً"
غادرت ريا أثناء سماع رده كما لو أنها كانت تنوي المغادرة مهما كانت إجابته.
القائد الذي كان يراقب ظهرها وهو يبتعد فكر.
'نسيت أن أسألها عن أسمها'
"حسناً سأفعل ذلك في المرة قادمة"
قال هذا كما لو أنه اتخذ قراراً.
ومن هذا القبيل انتهى اللقاء الكارثي في مكب النفايات.
***
عادت ريا إلى غرفتها بسرعة كما لو أنها كانت خائفة من أن يلحقها القائد.
كانت قلقة منه أنه سيعاقبها على وقاحتها، صحيح أنه كان من أغضبها ولكنه كان ما يزال قائد الجيش الملكي الذي يملك مكانة لا يمكن مقارنتها بمجرد خادمة مثلها لذا كان يستطيع معاقبتها إذا رغب في ذلك، لكن لحسن الحظ يبدو أنه لم يلحق بها.
'كان هذا مخيف!لساني كاد أن يَزِلَّ لو لم أغادر في تلك اللحظة!'
"آآآه ما خطب هذه الأيام بحق الجحيم؟أولاً حادثة الشاي والآن هذا!"
'هل الإله يعاقبني لأني هددت النائب؟'
"أعني أنا أعرف أن ذلك كان حقيراً ولكن أنا كنت مضطرة لذلك صحيح؟أيضاً هذا أفضل لكلينا لن أكون المستفيدة الوحيدة!"
"..."
"صحيح...؟"
"..."
ريا التي كانت تحاول منع شعورها بالذنب من التسلل إلى الخارج استسلمت في النهاية واستلقت على سريرها.
"امممم"
'تباً أشعر بتأنيب الضمير'
"حسناً فهمت سأعتذر إليه اليوم عندما ألتقيه!!"
صرخت ريا بصوت عالٍ للتعبير عن عزمها لكن-
"ريا توقفي عن الصراخ!"
تم استقبال عزيمتها بالتوبيخ.
مهما كان سببها فقد كانت تصرخ بشكل مزعج للآخرين والذي كان شيئاً سيئاً مهما كان عذرها لذا-
"ح.حاضر!"
أجابت بشكل إعتذاريٍ ثم أغلقت عينيها للحصول على قيلولة صغيرة.
لانه بعد منتصف الليل ستكون أول جلسة تدريبية لها مع كاي.