4 - أصبح سوء الفهم أسوء!

تسلل

في أحد أرجاء القصر الملكي كان يمكن رؤية ظل لشخص يتسلل.

اخترق الظل الفرسان دون أن يلحظوه ودخل مبنًى معين، كان هذا المبنى هو مسكن الفرسان الملكيين، تجاوز الظل الطابق الأول وصعد إلى الطابق الثاني، ثم تجاوز باب الغرفة الأولى والثانية حتى وصل إلى باب الغرفة الثالثة ثم-

طرق طرق

طرق الظل الباب، ولم يمضي وقت طويل حتى سُمِع الجواب.

"أدخل"

فتح الظل الباب ودخل بحذر، استقبله شاب بشعر أبيض جالس على السرير.

"إذن فقد أتيتي في النهاية"

"بالطبع فأنا جادة بشأن هذا، أعني انها مسألة حياة أو موت"

كان الظل هو ريا التي تسللت إلى غرفة كاي لتحصل على أول جلسة تدريبية لها.

"ماذا؟"

يبدو أن كاي قد تفاجىء من ذكر ريا لكونها مسألة حياة أو موت حيث صرحت في السابق انها فقط للدفاع عن النفس لذا أعطى علامة استفهام، لكن ريا تجاهلته فقط واستمرت في حديثها.

"لكن قبل ذلك.....

أنا آسفة جداً لتهديدك"

"هاه؟ماذا؟ما الأمر فجأة؟"

انحنت ريا بزواية تسعين درجة واعتذرت من كاي، لكن كاي فتح عينيه على مصراعيها كما لو أنه لا يفهم سبب فعل ريا لهذا.

"في الواقع كان ضميري يؤنبني طوال الوقت منذ أن هددتك!، لذا قررت الإعتذر!"

"ايه حسناً لا بأس ليس وكأن تدريبك ل٣ أو ٥ ساعات يومياً سيؤثر علي كثييرا، في الواقع أنا ممتن نوعاً ما لأنكِ لم تطلبي مني أن أصبح كلبك أو ما شابه.."

"اوه!كان هذا خياراً متاحاً أيضاً"

كان كاي مرتبكاً إلى حد ما من اعتذار ريا المفاجىء لذا أعطى رداً محرجاً ولكن ريا نظرت إليه بعينيها مفتوحة على مصراعيها كما لو أنها لم تفكر في ذلك.

"أنتي!@#$"

"أنا أمزح لم أكن لأطلب منك ذلك أبداً!، أنا لست بهذه الحقارة!"

ظهر وريد على جبين كاي لكن ريا هزت يدها فقط وقالت أنها كانت تمزح.

"اووه حقاً؟شكراً لكي على ذلك"

قال كاي بسخرية أثناء التحديق في ريا يبدو أنه مازال غاضب من مزحتها السابقة.

"إذا هل تسامحني؟"

"أجل أسامحك"

"حسناً بما أن هذه المسألة قد حلت لنبدأ التدريب بسرعة"

"أنتي@$#!"

تخطت ريا الموضوع بسرعة كما لو أن إعتذارها السابق كان كذبة، كاي الذي كان قد خفف تعبيره قليلاً عاد للغضب مع وريدين على جبينه.

"فلتحاولي أن تكوني جادة!، أنت لا تبدين نادمة على الأطلاق!"

"اييه ما الذي تقوله أنا جادة تماماً!، لكن كما تعلم وقتنا محدود، أعني علي إتقانها خلال شهر واحد فقط"

"عفواً...؟"

أجابت ريا بتعبير لعوب كما لو أنها تحب تعبير كاي المتضايق لكنها غيرت الجو بلا قصد بالقنبلة الأخيرة التي ألقتها.

"كما قلت..،عليَّ اتقانها خلا شهر واحد فقط!"

"هاااااااااه؟؟؟؟؟؟هل تمزحيييين؟؟؟؟؟"

كان كاي يحاول الحفاظ على أعصابه منذ البداية لكنه صرخ الآن بما يكفي لتفجير المكان.

ثم غطى فمه بسرعة عندما تذكر المكان والوقت الحالي، أعني لقد كان بعد منتصف الليل في مسكن الفرسان لن يكون من مصلحته أبداً الصراخ بهذا الشكل حالياً.

"سيدي هل أنت بخير؟؟"

وسرعان ما تم اثبات صحة مخاوفه، حيث وصل جندي إلى باب غرفته وسأل عن حاله بقلق.

'تباً'

غطى كاي وجهه بيده كما لو أنه يندم على فقدانه لأعصابه قبل أن يقوم من سريره ويخرج من الغرفة.

"آه آسف هل أيقظتك؟"

"لا بأس سيدي لم أكن نائماً على أي حال!، لذا إذا كنت تعاني من مشكلة يرجى إخباري سأحاول مساعدتك بقدر استطاعتي!"

"لا هذا...."

"ماذا؟؟هل السيد يعاني من مشكلة؟؟؟"

قبل أن ينهي كاي جملته ظهر جندي آخر وبدأ بالاستفسار.

"يبدو ذلك"

"لا كما كنت أقول..."

"ماذا حصل!؟؟"

أجابه الأول، حاول كاي تصحيح سوء الفهم بسرعة لكن جندي ثالث ظهر في اللحظة التالية.

"السيد يعاني من مشكلة!"

"ماذا؟؟!!!"

'تباً بدأ الجنود يتجمعون'

وهكذا تجمع عدد أكبر من الجنود حتى وصل العدد إلى أكثر من ثلاثين واستمر بالإزدياد، والذي لم يكن غريباً!، فالشخص الذي صرخ للتو لم يكن سوى نائب القائد الذي لديه مهارات تفوقهم جميعاً.

لذا إذا صرخ شخص مثله بهذا الشكل فلا يمكن إلا أن يعني هذا أنه كان في مواجهة كيان يفوقه مهارة، والذي كان خطيراً جداً.

أعني كم عدد الأشخاص في العالم الذي يفوقون النائب في المهارات؟إن كان هنالك شخص كهذا في القصر الملكي حالياً فسيشكل ذلك خطراً على القصر بأكمله بما في ذلك حياة الملك والأمير لذا تحركوا إلى مصدر الصوت بسرعة بمجرد سماعه.

'تباً انهم يهدرون وقت تدريبي'

نظرت ريا إلى كاي الذي لم يبدو وكأنه يعرف كيفية حل المشكلة لذا قررت الخروج وحلها بنفسها.

"آسفون لإزعاجكم ولكننا الآن نناقش مسألة مهمة لذا سنقدر لو تفهمتم ذلك و...."

"الآنسة حبيبة!!!"

ابتسمت ريا بشكل مشرق أثناء التحدث إليهم وطمست نهاية جملتها كما لو أنها تخبرهم أن يراعوا الآداب ويرحلوا.

"آه! آسفون على إزعاجكم!!!"

"لم نكن نعلم أن الآنسة حبيبة كانت هنا!"

"آسفون على الإزعاج!"

انحنى الجنود بزاوية تسعين درجة بوجه أحمر ثم إستأذنوا للإنصراف.

"أرجوكم تصرفوا على راحتكم"

"سنذهب الآن"

"آسفون ثانية على الإزعاج"

أصبح الممر الذي كان ممتلىء للتو فارغاً تماما كالنظرة على وجه كاي.

حدق كاي بفراغ في الممر دون أن ينطق بأي كلمة، كان تعبيره يبدو كما لو أنه فقد شيئاً مهماً للتو.

"والأن أخيراً نستطيع أن نكمل حديثنا"

"أنتي$!@#$!"

ثم كما لو أن صوت ريا أعاده للواقع صرخ بوجه مليئ بالأوردة.

"هلَّ توقفتي عن جعل الشائعات أكثر سوءاً!؟؟"

"لماذا؟ألم تقل أنه ليس لديك شخص يهمك إذا أساء الفهم؟، إذاً لماذا أنت منزعج هكذا؟"

"هذا...ه.هذا ليس ببيت القصيد!!"

"إذن ما المشكلة؟"

"المشكلة هي...أعني....اه أجل العلاقات ممنوعة في الجيش!!!"

مجدداً بدأ كاي بإلقاء أعذار سخيفة بوجه وردي بسبب توتره من سماع كلمتي 'شخص و سوء فهم'، ريا كما لو أنها عرفت بأن كاي سيفعل ذلك ابتسمت وأخرجت الشيء المخبئ خلف ظهرها.

"حقاً؟ليس هنالك شيء كهذا مكتوب هنا"

"لماذا لديك كتاب قوانين الجيش!!؟"

كان الشيء هو كتاب قوانين الجيش الذي أحضرته فقط في حالة حدوث شيء من هذا القبيل ويبدو أنها فعلت الشيء الصحيح بإحضاره.

"هممم فقط لسبب ما شعرت أني سأحتاجه اليوم..

إذن لم إختلقت عذر كهذا؟"

"كيه!"

عند هذه المرحلة كان وجه كاي قد تحول إل لون الأحمر حتى أسفل رقبته لذا حاول تغيير الموضوع على عجل.

"صحيح ليس لدينا وقت!لنبدأ التدريب في الحال!"

'إنه يغير الموضوع'

"حسناً"

علمت ريا أنه يحاول تغيير الموضوع لكنها قررت التوقف عن مضايقته عند هذه المرحلة.

***

"لذا لم تحتاجين لاتقانها في شهر؟"

كاي الذي شعر بالريبة من توقيت ريا الغريب سأل بنظرة شك على وجهه.

"أنا لدي أسبابي"

"هذه ليست حجة مقنعة"

"هل هذا مهم الآن؟، أنا متأكدة من أني أستطيع فعلها خلال شهر بمساعدتك"

بالطبع كان لريا سبب وسبب مقنع جداً لكنها لم تستطع أن تخبره به فقط، أعني كيف يمكنهها أن تخبره بأن هنالك قاتل سيتسلل إلى قصر الأميرة بعد شهر ويحاول قتلها لذا عليها تعلم المبارزة بما يكفي لمجابهته؟سيزيد هذا من شكوك كاي بدلاً من تخفيفها، لذا قررت إغلاق فمها بإحكام على السبب.

"حسناً ربما تكونين محقة، لكن إذا كنت تريدين إتقانها خلال شهر فمن الأفضل التدرب بالسكين بدلاً من السيف"

قرر كاي التوقف عن الحفر بما أنه وافق على ذلك بالفعل لذا لم يسأل ريا أكثر من ذلك.

"أعتقد أن هذا سيكون أفضل!

فمن الصعب تخبئة سيفٍ داخل ملابسك"

"لم ستخبئينها بملابسك!؟"

كاي الذي قرر منذ لحظة فقط التوقف عن الحفر سأل بتعبير مشكك أكثر من ذي قبل.

"ربما سيكون هذا سؤال غبي ولكن...

أنتِ لستِ تنوين إغتيال أحد أفراد العائلة المالكة صحيح...؟"

"مستحيل..!"

أجابت ريا مع محاولة عدم مقابلة الأعين قدر الإمكان، بالطبع لم يكن توقع كاي صحيحاً لكنها لم تستطع إلا أن تجفل عند سماع 'أحد أفراد العائلة المالكة' حيث كان الأمر يتعلق بالأميرة.

"لسبب ما عقلي يرفض تصديقكِ"

"هيا الآن لقد أخبرتك أنه للدفاع عن النفس!"

دافعت ريا بشكلٍ محموم عن نفسها، صحيح أنها قررت عدم الإفصاح عن سببها ولكنها لم تستطع أن تتركه يظن أنها تحاول إغتيال أحد أفراد العائلة المالكة.

"سأحاول تصديقك في الوقت الحالي، لكن إن فعلت أي شيء مريب فلن أتردد في التخلص منك"

ضيق كاي عينيه كما لو أنه يخبرها بأنه لن يتساهل معها في المرة القادمة.

"فهمت فهمت، الآن لنبداأ بالفعل!، لقد ضيعنا الكثيير من الوقت"

"حسناً"

ومن هذا القبيل انتهى النقاش الذي استمر لفترة طويلة وبدأت ريا تدريبها.

2022/04/26 · 179 مشاهدة · 1245 كلمة
Shizuka
نادي الروايات - 2025