5 - سأبقى على قيد الحياة بأي طريقة!

"هذه هي المستندات التي طلبتها سيدي"

"ضعها هنا"

"حاضر"

استقبل الصبي ذو الشعر الأبيض الشاب ذو الشعر الأزرق الجالس أمامه وسلمه المستندات.

كان الصبي على وشك أن ينحني ويغادر ولكن أوقفه سؤال غير متوقع.

"بالمناسبة سمعت أنك حصلت على حبيبة"

"هاه؟ماذا من أين سمعت بذلك!؟"

كان الصبي هو كاي نائب قائد الجيش الملكي الذي يجري الآن محادثة غير متوقعة مع رئيسه في العمل.

"ليو أخبرني بأنك تركت العمل البارحة لتذهب معها"

'ذلك الوغد، لقد قال لي أنه سيخبره بأني ذهبت في مهمة الطارئة!'

تذكرت كاي الجندي الذي دفعه إلى بوابة القلعة ووعده بألا يخبر القائد بأنه ترك العمل بسبب ريا وشتم في عقله.

"أنا لست أخبرك هذا لكي ألومك بالعكس أنا سعيد من أجلك!

أحسنت صنعاً!"

"هذا لا يسعدني البتة"

"هل قلت شيء؟"

"لا لا شيء سيدي، سأستأذنك الآن للقيام بعملي!"

"حسناً"

غمغم كاي بشكل غير مفهوم ثم إستأذن للمغادرة.

"حظاً موفقاً مع حبيبتك!"

'تباً!!!'

لعن كاي بداخله ثم استمر في طريقه وهو يفكر في كم كان غبياً عندما اعتقد أن هذا الوضع سيكون أفضل من أن يتم كشف سره.

***

"هااا؟سأرافق السيدة اليوم؟؟؟؟"

"أجل"

بالعودة إلى قصر الأميرة فتحت الفتاة الشقراء عينيها على مصراعيها من الطلب غير المتوقع.

"لماذا؟؟أنا مازلت خادمة جديدة!، لست متأكدة من قدرتي على التصرف بشكل جيد أمام الأمير!!، ماذا لو سببت الإحراج للأميرة!؟"

أخبرت سوزان ريا بشكل مفاجىء إنها سترافق الأميرة اليوم بزيارتها للأمير والذي هو خطيبها وبطل هذا القصة لذا لم تستطع ريا إلا أن تحدق بغباء كما لو أنها لا تفهم الموقف الحالي.

أعني في أي مكان في العالم سترافق الخادمة التي لم يمضي أسبوع على توظيفها الأميرة بدلاً من خادمتها الشخصية لمقابلة أمير هذه المملكة؟

إذا حصل ذلك فسيعني هذا إما أن الخادمة المُوْكِلة للمهمة قد فقدت عقلها أو أن الخادمة الموكَلة قد أظهرت مهارات غير متوقعة وهو بالتأكييد ليس الأخير، ولا يبدو أنه الأول كذلكحيث بدت الخادمة الواقفة أمامها في كامل قواها العقلية.

'لذا إذا لم يكن أي من هذين الإحتمالين ف....'

مجدداً زادت شكوك ريا في أن هذه المملكة ستدمر مبكراً.

"أنا أعترض على ذلك أيضا لكن الأميرة أصرت على أن تكوني الشخص الذي يرافقها!"

"هاه الأميرة طلبتني شخصياً؟؟"

'هل هذا يعني أن الأميرة هي الشخص الذي فقد عقله؟سيكون هذا أفضل من دمار المملكة لكنه ما يزال سيئاً'

الأمير ليس بالشخص الذي سيتخلى عن الأميرة فقط لأنها أصبحت مختلة عقلياً لذا سيستغل الأشخاص الآخرين مثل عمة الأمير والنبلاء المعارضين له هذا لإسقاطه والذي ربما سيؤدي إلى تدمير المملكة على المدى البعيد.

والذي لم يكن جيداً لأن ريا لم تكن تريد البدأ بالقلق على المملكة فوق قلقها على حياتها.

'على أي حال هل القصة تتغير؟وإذا كان الأمر كذلك فمَ السبب؟هل هو تغير تصرفاتي..؟أو.....'

"-يا"

"..."

"ريا"

"..."

"ريا هل تستمعين؟!"

"اه؟ أ.أجل ماذا أنا أستمع..!!!"

يبدو أن ريا كانت منغمسة بأفكارها لدرجة عدم سماعها لسوزان وهي تحدثها لذا أجابت بشكل محموم كما لو أنها كانت تستمع حتى لا تتعرض للتوبيخ منها.

"حسناً إذا تأكدي من أن تكوني جاهزة"

حاضر!!"

أخبرت سوزان ريا كل القواعد التي عليها اتباعها عند مقابلة الأمير والأمور التي يجب عليها أن تحذر من فعلها ونصائح متنوعة ثم غادرت، ريا التي تُرِكت وحدها في الخلف كان من الممكن رؤية وميض أحمر ينبثق من عينيها.

'هاه النجاة تصبح أصعب فأصعب!، لا لا تستسلمي يا أنا!سأبقى على قيد الحياة حتى لو كان عليَّ محاربة العالم أجمع!!!'

"انها تشتعل"

"أجل إنها كذلك"

الخادمتان اللتان كانتا تقفان بالقرب من ريا كان بإمكانهما بوضوح رؤية النيران تتصاعد منها.

***

"تفضلوا بالدخول"

إستقبل الحارس ريا والأميرة وحثهما على الدخول.

"شكراً لك"

شكرت الأميرة الحارس ومضت قدماً عبر الباب المفتوح، هناك كان يجلس شاب بشعر أحمر كاللهب وعينين حمراوتين تماماً كشعره.

بمجرد أن رأى الشاب الفتاة قام من قعده واستقبلها.

"يوي لقد أتيتي"

"أجل"

انحنت الأميرة ذات الشعر البرتقالي والتى تدعى يوي قليلاً وحيَّت الأميرة بابتسامة كبيرة.

"يوي تحيي ولي عهد المملكة"

"أخبرتك أن تسقطي هذه الشكليات"

"كيف يمكنني ذلك عندما أكون بحضرة ولي العهد؟"

"أنتي خطيبتي الآن لذا فمكانتك ليست بهذا الاختلاف عن مكانتي"

"مازلت من خلفية متواضعة بالرغم من ذلك"

"أخبرتك أن ذلك ليس بهذه الأهمية!، تفضلي بالجلوس الآن لم أطلب مقابلتك لمناقشة مثل هذه الأمور"

"حاضر"

تبادل الأمير والأميرة محادثة قصيرة أثناء الوقوف قبل أن يطلب الأمير منها الجلوس.

اتبعت الأميرة أمر الأمير وجلست في مقعد مقابل لمقعده.

"إذن لماذا طلبت مقابلتي؟"

"تتحدثين كما لو أنكِ لا تعرفين السبب..

من الواضح أني فعلت ذلك لأني إشتقت لكي!"

قال الأمير هذا باحمرار طفيف على وجهه، يبدو الأمر كما لو كانت عدوة لأن وجه الأميرة تحول إلى اللون الأحمر أيضاً.

"الأمير...بالتأكييد كان الأمر نفسه بالنسبة لي!لقد اشتقت للأمير أيضاً.....لقد تساءلت أن كنت نسيتني مذ أنك لم ترسل طلباً لمقابلتي منذ يومين"

لعبت الأميرة بأصابعها بوجه أحمر، بدا الأمر كما لو كانت ستنفجر في أي لحظة حيث أمكن رؤية البخار يتصاعد من رأسها.

"بالتأكييد هذا غير صحيح لقد كنتِ في بالي طوال الوقت!كيف يمكنني أن أنساك!؟أنا آسف لأني لم أحدثك فقد كنت مشغول بدرس الخلافة مع والدي وإلا لما كنت لأترك جمال مثلك ينتظر!"

"آرثر!"

"يوي!"

الآن كان من الممكن رؤية قلوب تطفو في الهواء، حدقت ريا في المشهد أمامها بتعبير فارغ.

'تباً أشعر أني العجلة الثالثة هنا'

شعرت ريا أنها فهمت الآن لماذا كانت هذه قصة رومانسية، لقد حصلت الكثيير من الأشياء لدرجة أنها نسيت التصنيف الرئيسي للقصة.

فكرت ريا وهي تحرك عينيها بعشوائية في الغرفة، التقت عيناها بعينين أخرتين لشخص لم تلحظ وجوده في السابق.

عندما قابلتها العينان ابتسم صاحبهما ذو الشعر الأزرق لها بشكل مشرق.

لقد كان قائد الجيش الملكي الذي قابلته ريا سابقاً بالقرب من مكب النفايات.

'اه القائد هنا أيضاً، بالتفكير بالأمر فهو الحارس الشخصي للأمير'

بالطبع لم يكن بجانب الأمير طوال الوقت حيث كان لديه الكثيير من الالتزامات الأخرى كقائدٍ للجيش الملكي لكنه كان على الأقل يرافقه خارج القلعة أو عند الاجتماع مع شخص مهم.

وفي هذه الغرفة التي اجتمع فيها شخصين من أهم الأشخاص في المملكة لم تكن هناك طريقة لألا يكون موجوداً.

"ريا يمكنكي الانتظار في الخارج"

يبدو أن الأميرة لم تنسى أن هنالك أشخاصاً غيرها والأمير في الغرفة حيث تحدثت مع ريا وطلبت منها الانتظار في الخارج.

يبدو أنها بدأت تشعر بالحرج من حقيقة وجود أشخاص آخرين في الغرفة في وقت متأخر.

"حاضر سيدتي سأفعل"

انحنت ريا ثم خرجت من الغرفة وانتظرت أمام الباب.

"هذا صعب.."

فكرت ريا في أنها ربما تضطر إلى مرافقة الأميرة في المرة القادمة أيضاً وابتلعت لعابها، مجرد التفكير بالأمر كان كافياً لارسال القشعريرة إلى أسفل عمودها الفقري.

لكنها لم تستطع الاستمرار بأفكارها حيث قطعهم صوت لشخص ما.

"ماهو؟"

"ما الذي تفعله هنا؟"

"أنا هو الحارس الشخصي للأمير لذا أليس من الطبيعي أن أكون هنا؟"

لقد كان القائد.

"هذا ليس ما قصدته، كنت أسأل إذا ما كان من الجيد ترك الأمير بمفرده عندما تكون حارسه الشخصي؟"

إذا حصلت عملية إغتيال الآن فسيكون من الصعب الرد في الوقت المناسب، وفي أسوء الحالات قد يموت الأمير والأميرة والذي سيكون سيئاً جداً مذ أنهم الرؤوس التالية للمملكة.

"أنتي لستِ متفاجئة..."

لكن يبدو أن القائد لم يسمع سؤالها حيث طرح جملة لا علاقة لها بالموقف.

"عفواً؟"

"توقعت أن تتفاجئي عندما تكتشفين هويتي لكن لا رد فعل كاه.."

يبدو أن القائد قد كان متحمساً لمعرفة رد فعلها حيث بدا محبطاً جداً الآن.

"هل عليَّ أن أتفاجئ؟فهمت سأبذل جهدي من أجل ذلك في المرة القادمة"

يبدو أن ريا كانت تفكر بجدية في أن الشخص الذي اكتشف أن هوية الشخص الذي قابله في مكب النفايات هي الحارس الشخصي للأمير كان يجب أن يتفاجئ لذا أومأت برأسها كما لو أنها تلقت درساً.

حيث كانت تحتاج أن تبتعد عن الشكوك قدر الإمكان حتى لا تحصل على شيء اضافي لحله، فقد كان عصر دماغها كل يوم لمحاولة تفادي موتها القادم متعِباً بما فيه الكفاية.

القائد الذي لم يعرف أفكارها ضحك فقط وأخبرها بأنها غريبة.

"هاها أنتي حقاً غريبة"

"..."

يبدو أنه لم يتعلم من درسه السابق حيث كانن ريا على وشك أن تشتمه في ذلك الوقت لنعته لها بالغريبة.

"أنا آسفة حقاً ولكن لا يبدو أن عقلي الصغير يستطيع أن يفسر سبب نعتك لي بالغريبة الآن"

كان من الممكن رؤية وريد على جبين ريا وهي تمنع نفسها من الشتم.

"أه أنا أعتذر هذا لأنها المرة الأولى التي أقابل فيها شخص مثلكِ لذا لا يسعني سوى الشعور بهذه الطريقة، بالرغم من أن هذا يبدو مألوفاً بطريقة ما..."

"هكذا إذا؟أنا آسفة لكوني غريبة، لذا هل يمكنك الإجابة على سؤالي السابق؟، لم تركت الأمير بمفرده وجئت إلى هنا؟"

"حسناً كما تعلمين..،أشعر وكأني العجلة الثالثة.."

"أفهم شعورك"

أومأت ريا برأسها كما لو أنها فهمت، وابتسم القائد كما لو أنه شعر بالمواساة من كونه لم يكن الوحيد الذي شعر بهذه الطريقة.

"على أي حال أردت سؤالك عن هذا في المرة السابقة ولكني نسيت..!، ما هو اسم الآنسة؟"

"اسمي..؟لماذا علي إخبارك؟"

ردت ريا ببعض التفاجئ لأنها لم تتوقع أن يسأل عن اسمها فجأة.

"هيا الآن لا تكوني هكذا!نحن أصدقاء صحيح؟لذا أليس من الطبيعي أن نعرف أسماء بعضنا على الأقل؟"

"منذ متى ونحن أصدقاء؟"

بدأ القائد فجأة ببصق الهراء عن كونه وريا أصدقاء لذا لم تستطع ريا سوى التحديق به بعدم تصديق.

"حسناً نحن لسنا غرباء صحيح؟لذا ألا يعني ذلك أننا أصدقاء؟"

"أعتقد أن تعريفك لمفهوم الصداقة خاطئ نوعاً ما.."

أعتقدت ريا ذلك بصدق وشعرت بالأسف تجاهه الذي يبدو بأنه لم يحصل على أصدقاء طوال حياته.

'علي أي حال أعتقد أنه لا ضير بمصادقته، فربما سأستفيد من ذلك في المستقبل'

"اسمي ريا تشرفت بمعرفتك"

"وأنا رين تشرفت بمعرفتك أيضاً"

'لكي أبقى على قيد الحياة سأستفيد من كل ما يمكنني الإستفادة منه، حتى لو عنى ذلك إستغلالك'

ومن هذا القبيل بدأت الصداقة الأولى من نوعها في التاريخ بين قائد الجيش الملكي وخادمة مبتدئة.

2022/04/27 · 200 مشاهدة · 1513 كلمة
Shizuka
نادي الروايات - 2025