"أنتي حقاً تتعلمين بسرعة، لم يمر سوى أسبوع مذ بدأنا التدريب لكنكِ أتقنتي الأساسيات تماماً"
تحدث الفتى ذو الشعر الأبيض ببعض المفاجئة، حتى هو لم يتوقع أن تصل إلى هذا المستوى بهذه السرعة، وفكر في أنه ربما عثر على جوهرة مخفية.
"حقاً؟؟ربما يعود ذلك إلى أنني كنت أتدرب بسرية لواحدي!"
أجابت الفتاة الشقراء ببعض الحماسة كما لو كانت راضية عن إنجازها، لم تكن تعرف الكثيير عن المبارزة ولكنها فكرت في أنه إذا قال هذا الشخص ذلك فلا بد أنه صحيح لذا كانت فخورة بنفسها.
"هل كنتِ تتدربين لوحدك؟أنا متفاجئ من أن لا أحد قد اكتشفك"
"لن يفكر أحد بأن هنالك شيء مريب إذا كنت أمسك سكين في المطبخ"
"لذا فقد كنت تتقاعسين في عملك لتتدربي"
أصاب الفتى ذو الشعر الأبيض والذي هو كاي صلب الأمر لذا لم يسع الفتاة الشقراء والتي تكون ريا إلا أن تتفاجئ.
"هل عليك قولها بهذه الطريقة..؟ولكن أنت محق..لقد تم توبيخي عدة مرات لاستغراقي وقت طويلاً في المطبخ.."
"عليكِ أن تركزي على عملك!
أنا لا أفهم حقاً سبب اصرارك على تعلم القتال بالسكين لهذه الدرجة!وخلال شهر واحد أيضاً!"
لم يستطع كاي أن يفهم لما أرادت ريا تعلم المبارزة بشكل يائس، لقد رأى بنفسه أن ريا كانت تعلم بجد خلال الأسبوع الماضي كما لو كانت حياتها على المحك.
كان هنالك أوقات أغمي عليها فيها بسبب أنها أجهدت نفسها في العمل والتدريب واضطر كاي إلى حملها وإعادتها إلى غرفتها بنفسه وقد كان عليه أن يمر بالكثيير من المتاعب بسبب ذلك.
"لقد أخبرتك من القبل أنها مسألة حياة أو موت"
"وما الذي قد يؤدي إلى موتك خلال شهر!؟"
"المسؤولية"
"هاه؟"
أعطت ريا ابتسامة مريرة وتفاجئ كاي لأنها كانت المرة الأولى التي تجيب على السؤال حيث كانت تغير الموضوع في كل مرة يسأل فيها عن ذلك.
"سأتحمل مسؤولية تأذي شخص ما وأموت، لذا إذا كنت أملك القدرة على حمايته ألا يعني هذا أنه يمكنني العيش؟"
ستعدم ريا بعد شهر، ذلك كان سبب موتها وبالطبع سيكون ظلماً بسبب مشاعر الأمير غير المستقرة من تأذي خطيبته ألا وهي الأميرة حيث سيطعنها القاتل الذي سيتسلل إلى القصر بعد شهر.
وبالرغم من إن القائد قتله في النهاية إلا أن جميع الخدم سيحكم عليهم بالإعدام لعدم قدرتهم على حماية الأميرة، والذي لم يكن مسؤوليتهم.
لذا قررت ريا أن تتعلم المبارزة لتستطيع حماية الأميرة وتتجنب بالإعدام.
"أنا لا أفهم حقاً ما تقولينه ولكني أشعر أنك تدخلين نفسكِ في أمورٍ خطيرة"
"هاها كيف يمكن ذلك؟لنكمل التدريب ليس لدينا وقت"
ضحكت ريا بتكلف ثم بدأت تلوح بالسكين من جديد أثناء التفكير.
'انه محق، انها حقاً مسألة خطيرة..
ففكرة تغيير أحداث مقدر حدوثها بالتأكييد ليست بالأمر الهين بالرغم من أني لازلت لا أعلم الآثار الجانبية لذلك
فمن يعلم ربما ينتهي بي الأمر في عرين الثعلب أثناء محاولتي الهروب من أنياب الثعبان'
فكرت ريا وازدادت النظرة غلى وجهها قتامة.
***
"تباً لما علي الذهاب للتسوق في يوم عطلتي!؟"
بصقت ريا الشتائم وهي تفكر بما حصل قبل قليل.
'ريا اذهبي إلى السوق واجلبي هذه الحاجيات'
جاءت سوزان إلى غرفتها في الصباح وأعطتها ورقة مع أمر.
'هاه؟ولكن اليوم يوم عطلتي!'
'ليس لدينا أيدي فارغة، أنتي الوحيدة التي أستطيع طلب هذا منها'
'اييييييييه'
وهكذا انتهى بها الأمر بالخروح والعمل في يوم عطلتها.
"لماذا أشعر أنه يتم إيكال الكثير من المهام إلي مؤخراً؟يا لها من مضيعة ليوم العطلة، فقد كانت فرصة ذهبية لي لأتدرب"
"تباً لم تستمر القصة بالإنحراف عن مسارها الأصلي؟في القصة الأصلية لم يكن من المفترض أن أقوم بكل هذه المهام!"
'هل هذا من صنع المجهول x؟!عندما ألتقيه سأتأكد من ركله في مؤخرته لجعلي أعاني من كل هذه المصاعب'
ريا التي لم تفكر في أنه ربما لم يتم الإشارة إلى هذه المهام وليس أنها لم تكن موجودة استمرت بإلقاء اللوم على المجهول x.
إذا سمع المجهول x ذلك فإنه سيشتكي ويقول أنه اتهم ظلماً ولكن ريا ليست الشخص الذي يهتم بذلك لذا استمرت بالشتم إلى أن فكرت في شيء ما.
'حسناً هذا ليس مهم الآن، فعلي الإنتهاء من شراء هذه الحاجيات بسرعة ليتسنى لي بعض الوقت لزيارة متجر الحلوى'
"من أجل الحلوى!!"
ريا الذي يبدو أنها إتخذت شعاراً جديداً صرخت بصوت عال ثم بدأت بالركض، لكنها توقف فجأة.
"مهلاً، أليس علي توفير بعض المال في حال اضطررت للهروب من القصر إذا صدر قرار إعدامي؟"
فكرت ريا ثم استمرت بالركض.
***
"وأخيراً انتهيت!!"
صرخت ريا بصوت عال كما لو أنها تخرج كل ما بداخلها.
"بجدية أن يرسلوا فتاة واحدة لشراء كل هذه الأغراض...
هل ظنوا أن لدي عضلات سرية مخبئة في مكان ما؟"
كانت ريا الآن تحمل ما يقارب ستة أكياس، لم يكفي ذلك بل أيضاً كان كل كيس بثقلٍ تحتاج خادمتين إلى التعاون معاً لحمله ولكنهم يجعلون ريا تحمل ستة مثله لوحدها.
كان من الجلي الآن معرفة أنهم كانوا يكرهونها، ربما بسبب أنها رافقت الأميرة بالرغم من كونها خادمة شديدة ما أشعل نار الغيرة داخلهم.
لذا ربما كان السبب في أن ريا تخرج في يوم عطلتها مثل هذا ليس بسبب قلة الأيدي العاملة ولكن لأنهم يحاولون التنمر عليها.
في هذا الوقت كانت ريا بالفعل قد دخلت المتجر وأعطت طلبها.
"واحدة من هذا النوع رجاءً"
"حالاً"
أجابها صاحب المتحر ثم بدأ في إخراج قطعة الكعك وتغليفها.
'تباً هذا ثقيل جداً'
لم تستطع ريا أن تركز في محيطها حالياً بسبب الألم في ذراعيها لذا لاحظت متأخراً الشاب ذو الشعر البني والعيون المائلة والذي بدا أنه كان يقف في نفس المكان منذ فترة يحدق في الكعك المعروض، ربما كان يواجه صعوبة في الإختيار.
'هذا الشخص...
قائد الفصيلة الأولى في الجيش!
وأيضاً الشخص الذي...'
ارتفعت زوايا فم ريا ثم اقتربت من الشاب بابتسامة خبيثة وحدثته.
"مرحباً هل يمكنني مساعدتك؟"
"..."
لم يأتي الرد، ولكن ليس وكأن ريا ستتوقف بسبب هذا فقط لذا استمرت في التحدث.
"هل تبحث عن نوع معين؟"
"أبحث عن شي لذيذ.."
جاء الرد بالرغم من غرابته.
"اوه هل هذا صحيح.."
ابتسمت ريا بتكلف واستمرت كما لو أنها لا تنوي الإستسلام.
"هل هي لك؟"
"لا انها لشخص آخر.."
"فتى أم فتاة؟"
"فتى..."
'كما توقعت إنه يحضرها لذلك الشخص'
الآن عادت زوايا فم ريا لالإرتفاع عند تفكيرها في رد فعل هذا الشخص عندما يعلم عن هذا، لكنها طمست ابتسامتها واستمرت.
"هل تعرف نكهته المفضلة؟"
"لا.."
"حسناً إذا..أنا أنصحك بكعكة العنب تلك، أنا متأكدة من أنه سيحبها!"
"حقاً؟!.."
كان من الممكن رؤية بعض الحماس على وجه الشاب الذي بدا كما لو كان نعساناً بسبب عيونه المائلة.
"أجل أنا أضمن لك ذلك!"
"حسناً سأثق بك!..
"اثنان من تلك رجاءً!.."
طلب الشاب من صاحب المتجر وبدا كطفل صغير متحمس، فكرت ريا في كم كان لطيفاً وقررت التقدم خطوة.
"بالمناسبة إسمي ريا ماذا عنك؟"
"أنا هاروكي.."
"آنستي لقد جهز طلبك"
قبل أن تسمح لها الفرصة للحديث أكثر مع هاروكي أخبرها البائع أن طلبها قد جهز لذا اضطرت إلى وقف المحادثة عند هذا الحد.
"شكراً لك"
شكرت ريا البائع وأخذت الطلب ثم ودعت هاروكي.
"حسناً إذاً علي الذهاب وداعاً"
"حسناً.."
خرجت ريا من المتجر لكن-
"بالمناسبة.."
سرعان ماعادت.
"إذا لم تكن مشغولاً هل يمكنك مساعدتي في حمل هذا؟"
كان من الوقح أن تطلب ذلك من شخص تقابله للمرة الأولى لكن الألم في ذراعيها أنساها أخلاقها.
***
"أنا آسفة لإجبارك على مساعدتي"
"لا بأس ريا ساعدتني أيضاً.."
حمل هاروكي أربع أكياس بينما حملت ريا إثنين، في البداية أصر هاروكي على حملهم جميعاً لكن ريا رفضت وطلبت أن تحمل إثنين على الأقل وهكذا إنتهى بهم الحال إلى هذا الوضع.
"أين يقع منزلك؟.."
"أه انا أعمل في القصر"
سأل الصبي ذو العيون الناعسة وأجابت ريا بصراحة.
"يا لها من صدفة أنا أعمل في القصر أيضاً.."
"هاها حقاً يا لها من صدفة"
أجابت ريا مع ابتسامة متكلفة ولكنها فكرت بداخلها ب'هذه ليس صدفة!' ثم استمرت بالسير مع هاروكي حتى وصلوا إلى مدخل القصر الملكي.
***
"اه يمكنني الاستمرار وحدي من هنا"
"هل ستكونين بخير؟.."
سأل الشاب بعيني جرو قلق وأجابت ريا وهي تحاول إخفاء ابتسامتها بأنها ستكون بخير.
لم تستطع أن تجعله يرافقها حتى قصر الأميرة حيث كان مسكن الفرسان في الاتحاه المعاكس، يبدو أنها تذكرت أخلاقها بعد أن خفت آلام يديها قليلاً.
"إذا شكراً على مساعدتك"
"اعتني بنفسك.."
قالت هذا أثناء السير وأخبرها هاروكي أن تعتني بنفسها ثم سار في طريقه.
***
"ثقيل"
وضعت ريا الأكياس على الطاولة ثم نفضت يديها كما لو أنها لا تستطيع تحمل الألم.
'أنا محظوظة لأني التقيت شخص لطيف مثله وإلا لاضطررت إلى حمل هذه الأغراض طوال الطريق بمفردي'
"أيها السيد أعدك بأني سأرد لطفك هذا يوم ما!"
صحيح أن ريا ساعدته في اختيار الكعك لكنها لم تستطع أن تقارن بين هذا وذاك حيث لم يكن ما قدمته له شيئاً بالمقارنة مع ما قدمه لها.
لذا أومأت كما لو أنها اتخذت قراراً ثم تذكرت شيئاً ما.
"ربما علي دعوته للذهاب معي إلى المهرجان الذي سيقام بعد ٥ أيام؟"
'لكن ان فعلت هذا ألن يغضب ذلك الشخص مني؟وأيضاً ألن أبدو بمظهر الفتاة التي تعبث مع رجلين؟'
"هممممممم.."
'ربما عليَّ دعوة كلاهما'
"أجل سأفعل ذلك!!"
اتخذت ريا قرارها ثم عادت إلى غرفتها ونامت أثناء التفكير في كم سيكون المهرجان ممتع بوجود هذين الشخصين معها حيث ستستطيع مضايقة كاي طوال الوقت.
ومن هذا القبيل جاء يوم المهرجان الذي يسبق الحدث الكارثي.