12 - لم يكن الأمر كذلك في القصة الأصلية!(٤)

"من أنت..؟"

حدقت ريا بصراحة في الفتاة الواقفة أمامها، كان لديها بعض التوتر والقلق الذي تم مزجه في تعبيرها المذهول والذي لم يكن غريباً.

فمن كانت الأميرة؟

لقد كانت الشخص الذي عُرِف بكونه أطيب شخص بالمملكة، الآن هذا الشخص كان يحدق بها مع مثل هذه النظرة على وجهه.

إذاً هل كان كل الكلام حول طيبة الأميرة مجرد شائعات؟

كان هذا مستحيلاً.

صحيح أن الشائعات في العادة تميل إلى المبالغة ولكن لم يكن هذا هو الحال بالنسبة للأميرة، فلم تكن سمعتها شيئاً حصلت عليه في ليلةٍ وضحاها.

فقد عملت بجد منذ لحظة دخولها القصر الملكي على مساعدة الفقراء والمحتاجين الذين نبذتهم المملكة.

لقد كانت تفعل ذلك كل يوم كما لو كان أمر طبيعي دون أن تطلب أجر على ذلك، لذا لم تكن هناك طريقة لتكون طيبتها مجرد شائعات.

'لكن أتقول أن تلك الأمير يمكنها صنع نظرة ازدراء واشمئزاز كهذه؟'

فكرت ريا أثناء إنتظار إجابة الأميرة على سؤالها الذي طرحته، لكن كما لو لم يكن لديها نية لإجابتها فقد ردت الأميرة على سؤال ريا بسؤال آخر.

"ألستُ الشخص الذي يفترض به أن يسأل هذا السؤال؟

من أنت؟"

"..."

لم تجب ريا، ولكن كما لو أن الأميرة توقعت ذلك لم يكن هنالك تعبير للإنزعاج على وجهها وتابعت حديثها أثناء الاقتراب من ريا.

"لقد لاحظت ذلك منذ فترة

أنتِ تستمرين بالخروج عن نصك

الشخصية الأصلية لا يفترض أن تملك القدرة على التحكم بتصرفاتها

لذا..."

ضيقت الأميرة عينيها واقتربت أكثر من ريا، كانوا الآن قريبتين بما يكفي لتتلامس أنوفهما، لكن كما لو أن الشخص المعني لم يكن منزعجاً من ذلك، حدقت الأميرة مباشرة في عيني ريا وثبتت نظرتها القاتلة عليها كما لو أنها تخبرها أنها لن تسمح بالكذب ثم فتحت فمها وسألتها.

"من الذي يتحكم بك؟

أخبريني؟"

لم تفهم ريا ما الذي كانت الأميرة تتحدث عنه منذ فترة، لكن كان من المؤكد أنها تعلم شيئاً بشأن هذه القصة وسبب وجودهم فيها.

أرادت ريا أن تسألها في الحال عن ذلك ولكنها لم تجرؤ.

كيف يمكنها ذلك عندما تحدق بها الأميرة بمثل هذه العيون؟

وأيضاً مازالت ريا لم تستوعب الوضع بالكامل، فلماذا كانت الأميرة التي يفترض بها أن تكون الشخصية الرئيسية تعلم بشأن كونها داخل قصة؟وهل كانت فقط تتظاهر بالطيبة طوال الوقت؟أم أنها ربما لم تكن الأميرة منذ البداية؟

عندما فكرت بذلك تجعد حاجباها ولم تستطع اغلاق فمها أكثر من ذلك، لذا سألت السؤال الذي كان عالقاً بحلقها أكثر من غيره.

"أنا حقاً لا أفهم ما تقصدينه

أنتِ تتحدثين عن أمور غريبة منذ فترة

بالأحرى..

من أنت؟

الأميرة التي أعرفها لا يفترض أن تكون شخصاً كهذا!

هل أنت...

لست الأميرة..؟"

"..."

حل الصمت لفترة من الوقت.

كان من كسر هذا الصمت هذا المرة هو الأميرة.

أبعدت وجهها الذي كان شبه ملتصق بوجه ريا ثم تحدثت بوجه خالٍ من المشاعر.

"كما توقعت أنت خطيرة

علي التخلص منك هنا والآن وإلا..

لا أعلم ما الذي قد تفعلينه"

"ما-؟"

وكما لو كان لاثبات كلامها بدأ شعر الأميرة البرتقالي يتحول فجأة إلى اللون الذهبي المشع.

عيونها التي لطالما تفاخرت بلونها البرتقالي الأنيق بدأت بالتحول أيضاً إلى اللون الذهبي.

"لقد تركتك على قيد الحياة فقط لأني فكرت في أنكِ ستموتين خلال محاولة اغيالي على أي حال

لذا لم يكن هنالك داعٍ للخروج عن النص لأجل قتلك

لكن على غير المتوقع انحرفت القصة عن مسارها الأصلي لسببٍ ما وبقيتي على قيد الحياة

لهذا كان علي التخلص منك بنفسي

إذا لم أتخلص منكِ الآن

فستكونين أنتِ من يتخلص مني!

لذا ليس الأمر وكأني أكرهك

أنا فقط سأضحي بكِ في سبيل نجاح خطتي!!"

إقتربت الأميرة التي كانت قد تراجعت خطوة للخلف مجدداً من ريا بالجنون في عينيها.

لفَتَ شعرها وعيناها اللذان كان قد تحولا بالفعل إلى اللون الذهبي بالتأكيد الأنظار، ولكن

إذا كان الشخص الذي ينظر إليها عاقلاً، فسيلفت انتباهه أكثر من شعرها وعينيها الشعلة الذهبية التي كانت تخرج من يدها.

والتي لم تكن تبشر بخيرٍ بالتأكيد.

'تباً انها جادة في قتلي!!

ماذا عليَّ أن أفعل!؟؟

على هذا المعدل...

سأموت!!!!!'

زحفت ريا في أفكارها بشدة لمحاولة العثور على شيءٍ يخرجها من هذا الوضع لكن بلا فائدة.

كان في تلك اللحظة.

فقط في تلك اللحظة التي أغمضت بها ريا عيونها كما لو أنها استسلمت.

فتحت ريا عينيها لأنها شعرت بخطبٍ ما، وحولها كان هناك مشهدٌ لا يصدق.

الوقت...

كان قد توقف.

***

'ما الذي يحصل هنا؟'

نظرت ريا حولها وفركت عينيها، لكن مهما كان مقدار فعلها لذلك لم يتغير المشهد الذي أمامها.

عندما فتحت ريا فمها لمحاولة قول شيء ما، أغلقته فجأة.

كان ذلك لأنها لاحظت لأول مرة انها لم تكن الوحيدة التي تتحرك في هذه الغرفة، في الهواء كان من الممكن رؤية الكائن الذي من الصعب تحديد انتمائه ينظر إليها.

لم تستطع رؤية عينيه بسبب الرداء الذي يرتديه لكنها كانت متأكدة من كان أنه ينظر نحوها، ذلك المخلوق الذي كان شبه شفاف بلا أرجل كما لو كان شبح.

في هذه المرحلة كان بإمكانها إعطاء تخمينٍ حول هويته.

كان شخص لم تعرفه لكنها عرفته في نفس الوقت.

ساعدها ولكنه دمر حياتها في نفس الوقت.

احتاجها لكنه لم يطلب منها شيئاً.

راقبها لكنه لم يسمح لها بمراقبته.

أعطاها شعوراً مألوفاً وغير مؤلوفٍ في نفس الوقت

كان بالتأكيد...

المجهول x

كما لو أنها لم تستطع التحمل أكثر، فتحت ريا فمها كما لو كانت ممسوسة وتحدثت في هذا المكان حيث توقف كل شيء.

"أنت..أنت..هل من الممكن أنك..!"

لكن لم يعطها الكائن المجهول الرفاهية للتحدث وقطعها قبل أن تسأل حتى.

"دعينا نتحدث بعد أن نخرج من هنا

فقدرتي لن تستمر لوقت طويل

لذا...

فلنهرب!!!"

"مهلاً انتظر ماذا؟......ااااااااااااااااااااااااااااااه"

أرادت ريا قول شيء ما لكنها طمست كلماتها عندما حملها المجهول x على ظهره فجأة وطار بها بعيداً.

الأميرة التي تركت وحدها في الغرفة التي توقف بها الزمن، حركت إصبعها.

***

"تباً!"

أطلقت الأميرة نوبة غضبٍ ثم قامت برمي اناء الزهور الذي كان موضوعاً على المنضدة، وصرخت بصوت عالٍ كما لو أنها لم تعد تستطيع إحتواء غضبها.

"لقد أردت قتلها!

لا،كان علي ذلك!!

بعد أن خرجت عن النص لأجل ذلك!

لقد كانت فرصة ثمينة!!

تباً!!!!!"

استمرت الأميرة بتحطيم كل ما جاء في طريقها، كان من غير المفهوم لم لم يأتي أحد بعد سماع كل هذه الضجة.

ربما كانت قد استعملت سحر عازل للصوت.

الآن غرفة الأميرة التي تفتخر بكونها الأجمل في جميع أرجاء المملكة كانت أشبه بخرقةٍ بالية، حتى غرفة المتشرد كانت لتكون أفضل.

بعد انتهت من اطلاق نوبة غضبها استلقت الأميرة على السرير الذي كان من الصعب تسميته بسرير بعد الآن حيث تمزق بشدة وكسرت الكثيير من أطرافه ولكن كما لو كان هذا آخر همومها استلقت الأميرة براحة عليه ثم تنهدت بما يكفي لاسقاط السماء.

توجهت عيناها البرتقاليتان التان ظهرت عليهما بوضوح علامات التعب إلى النافذة ثم سقطت في تفكيرٍ عميق.

"هل كانت هي؟"

فكرت الأميرة بشخص الذي كان الوحيد الذي باستطاعته مساعدة ريا ثم جعدت حاجبيها وفركتهم بيدها كما لو كانت تعاني من صداع ثم تنهدت ثانيةً.

'لم أتوقع أن تتحرك بهذه الجرأة'

علمت الأميرة أن تلك فتاة كانت تراقبهم دائماً من مسافةٍ ولكن هذا كان كل شيء، لم تتوقع منها تتخذ خطوة حيث كان من الممكن أن يكشف وجودها، والذي بدا أنه لم يكن يروق لها.

"إذا هل هذا يعني أن تلك الخادمة كان يتم التحكم بها من قبلها؟"

'إذا كان الأمر كذلك فلا عجب من تصرفها بهذا الشكل

ربما قامت بالسيطرة عليها بهدف التجسس عليَّ من الداخل أيضاً'

نظرت الأميرة مرة أخرى للسماء البعيدة وفكرت في اليوم الذي دخلت فيه هذه القصة لأول مرة ثم تنهدت ثانيةً.

في هذه الأثناء ريا والمجهول x كانا يحظيان بأول لقاءٍ فعليٍ لهما.

2022/05/07 · 169 مشاهدة · 1170 كلمة
Shizuka
نادي الروايات - 2025