11 - لم يكن الأمر كذلك في القصة الأصلية!(٣)

قصة :《وهم السعادة》

هي قصة حبٍ قصيرةٍ بين أمير مملكةٍ وفتاة جميلة مجهولة الهوية.

كان ذلك في يوم ثلجي عاصف عندما علقت العربة التي يركبها الأمير في عاصفة ثلجية.

استمر هذا الوضع لأيام، كان بوسع المتواجدين الشعور بأطراف أصابعهم تتجمد وبنهايتهم تقترب، غارقين في يأس لا مفر منه، فاقدين الأمل بالنجاة.

لكن وسط العاصفة ظهرت فتاة جميلة كالألماس بشعر أشقر وعينين ذهبيتين، بالنسبة لجميع المتواجدين بدت هذه الفتاة كشمس ربيعية تذيب الثلوج لتعلن بداية فصل جديد.

لقد شعر جميعهم بالدفىء بالقرب من تلك الشمس، وفي وسط انغماسهم بذلك، غطوا في نوم عميق.

عندما استيقظوا كانوا بالفعل داخل القصر، ودون معرفتهم لهوية الشمس التي أنقذتهم، كانت قد اختفت بلا أثر.

أمر الأمير جنوده بالبحث في المملكة بأكملها إلى أن يعثروا عليها، لكن بلا فائدة!، فمهما بحثوا لم يستطيعوا العثور عليها، مرت أيام ثم أسابيع وشهور وحتى سنين، لكن بلا جدوى، لقد فقد الجميع الأمل في العثور عليها وخلَّدوها كوهم في ذاكرتهم.

ثم في يوم ربيعي دافىء وسط حقل من الزهور، التقى الأمير بالفتاة ووقع في حبها، وبلا تردد طلب الزواج منها.

وافقت الفتاة على عرض الأمير ثم بدأت بالعيش في القصر الملكي لكي يتم تجهيزها لتصبح ملكة مناسبة لحكم شعبها.

لكن كان هناك شخص لم يفرح بسماع هذا الخبر، كان هذا الشخص هو عمة الأميرة، فالنسبة لها هي التي كانت تخطط لتزويج ابنتها للأمير طمعاً في العرش، كان هذا الخبر بمثابة تدميرٍ لمخططاتها.

لم تستطع المرأة الجلوس بهدوء ورؤية مخططاتها تدمر أمام عينيها لذا، قامت بارسال شخص ليقوم بالتخلص من الفتاة.

ثم في منتصف الليل اقتحم القاتل غرفة الأميرة واندفع نحوها محاولاً قتلها، حمت الخادمة الأميرة بجسدها ولكن، تم طعنها أثناء ذلك وأغمي عليها، فاتجه القاتل نحو الأميرة وطعنها في معدتها.

لكن، قبل أن يتمكن من الهروب ظهر قائد الجيش الملكي، الشخص الذي عُرِف بكونه أمهر سياف في المملكة واقتلع رأسه.

وبعدها تم نقل المصابين إلى المشفى لتلقي العلاج، وعندما استعادوا وعيهم كانوا-

أمام المقصلة.

لقد تم إعدامهم بتهمة عدم حماية الأميرة، عندما علمت الأميرة بالأمر لم تستطع تحمل هول الصدمة وهربت.

عندما وصل الأمير خبر هروبها أمر جنوده بالبحث عنها، وبعد عشرة أيام من البحث المتواصل عثر القائد عليها، لكنها أبت العودة!، لذا اضْطُر إلى إجبارها على العودة رغم مقاومتها وحبسها في غرفتها.

رفضت الأميرة كل الطعام الذي قُدِّم لها، ولم تضع حتى لقمة واحدة في فمها، كان الأمير يأتي لزيارتها يومياً ويعتذر لها لكنها أبت مسامحته.

ويوماً بعد يوم كانت حالة الفتاة تزداد سوءاً، ولم تعد تقوى على الحراك، وفي أثناء ذلك كانت عمة الأمير تحيك مكيدة أخرى للتخلص منها.

وفي منتصف الليل اقتحم عدة أشخاص غرفة الأميرة محاولين قتلها، لكن لحسن الحظ كان القائد موجوداً وقام بحمايتها وفي خضم ذلك تسلل أحد الأشخاص من الخلف وقام بحمل الأميرة والهرب.

حاول القائد ايقافه لكنه لم يستطع بسبب انشغاله بمحاربة الاشخاص الموجودين أمامه.

عندما انتهى منهم، قام على الفور باللحاق بالشخص الذي أخذ الأميرة، وقبل أن يستطيع الامساك به!-

رمى ذلك الشخص الأميرة من الجرف.

عندما رأى القائد ذلك، قفز خلفها بسرعة وعانقها ليحميها من ضرر السقوط.

عندما عادت الفتاة لوعيها، كان القائد يستلقي بجانبها يلفظ أنفاسه الأخيرة، عندما رأت الفتاة حالته أجهشت بالبكاء.

حاول القائد تهدئتها بقول أشياء مثل'لا بأس لا تبكي هذا ليس خطأكي لقد أديت واجبي فحسب' لكن هذه الكلمات لم تهدِّئ الفتاة بل زادت حدة بكائها فحسب وبدأت بالصراخ، وعندها خرج شعاع شديد السطوع منها ثم-

أغمي عليها.

عندما استيقظت الفتاة كانت مستلقية على سرير المشفى، وكان الأمير نائم على كرسي بجانبها.

عندما فتح الأمير عينيه ووجدها مستيقظة عانقها بشدة قائلاً :

"أخيراً فتحتي عينيك، شكراً لبقائك على قيد الحياة"

علمت الفتاة لاحقاً أن الأمير كان بجانبها طوال فترة فقدانها الوعي التي استمرت شهراً كاملاً وظل يعتني بها ويدعو لاستيقاظها.

اعتذر الأمير من الفتاة ثانية ووعدها بأنه لن يفعل شيئاً كهذا ثانيةً، سامحت الفتاة الأمير، فرح الأمير بذلك وعانقها وطلب منها الزواج به ثانية، ومن دون تردد وافقت الفتاة على ذلك.

كان القائد يستمع لحديثهم بصمت مع نظرة ذنب على وجهه، حيث أدرك في تلك اللحظة-

أنه واقع في حبها.

ثم وقبل أيام قليلة من مراسم الزفاف استدعى الأمير القائد إلى مكتبه.

"أنت مطرود"

"عفواً؟"

نظر القائد إلى الأمير كما لو أنه لا يفهم ما الذي كان يتحدث عنه لذا قام الأمير بتجعيد حاجبيه وأعاد ما قاله مع تغيير طفيف في الصيغة.

"سيتم تنحيتك عن منصبك، وسيتم تخفيض رتبتك إلى مجرد جندي في الجيش"

"هل لي أن أعرف السبب؟"

سأل القائد بشيء من الغضب أثناء محاولته الحفاظ على هدوئه، مهما كانت رتبة الأمير لم يكن يستطيع فقط تنحيته عن منصبه إذا أراد ذلك وخاصة عندما كان يؤدي جميع واجباته بلا تقصير.

"هل اعتقدت أني لن ألحظ؟

نوع المشاعر الذي تكنها ليوي؟"

فتح القائد عينيه على مصراعيها لأنه لم يتوقع أن يتم اكتشافه، فمنذ ذلك اليوم حاول بكل جهده اخفاء مشاعره لذا لم يتوقع أن يتم اكتشافه بواسطة آخر شخص أراد منه اكتشاف ذلك.

بالطبع لم يكن ذلك سبب منطقياً ليتم تنحيته عن منصبه لكنه لم يستطع قول شيءٍ بسبب شعوره بالذنب لذا قام بخفض رأسه فقط بصمت، واستمر الأمير في تأنيبه.

"بصدق لم أتوقع شيئاً كهذا منك!

كيف أمكنك أن تخون ثقتي بهذه البساطة!"

لم يحاول القائد أن يخون الأمير، يقع الناس بالحب طوال الوقت ومع آخر الأشخاص الذين يتوقعونهم، لذا لم يكن شيئاً يمكن التحكم به.

في النهاية حتى الأمير الآن كان يبصق جميع أنواع الكلام غير المنطقي بسبب حبه للأميرة، لذا بغض النظر عن طريقة نظرك للأمر فقد كان من الغباء أن يقوم بلوم القائد على ذلك.

لكن ماذا يمكن للقائد أن يفعل؟حتى الكلام الخاطئ يصبح صحيحاً إذا قاله شخص بمرتبة الأمير لذا أغلق القائد فمه واستمع أثناء عض شفتيه.

"اخرج من هنا ولا تريني وجهك ثانية!"

"حاضر"

خرج القائد من مكتب الأمير بتعبير مرير على وجهه.

ومن هذا القبيل جاء يوم الزفاف وتزوج الأمير بالأميرة وعاشوا في سعادة إلى الأبد.

لقد كانت بالتأكيد رواية رومانسية نموذجية من النوع الذي لن تفكر ريا بقراءته لذا تساءلت لأول مرة ما الذي دفعها لقراءة قصة غبية كهذه ولكن لم يكن الآن هو الوقت المناسب للتساءل بشأن هذا النوع من الأشياء فقد كان لديها مشكلة أكبر بين يديها حالياً.

'بحق الجحيم من هذا الشخص؟؟؟

حسب هذا القصة الطويلة عديمة الفائدة فقد كان من المفترض أن تكون الأميرة شخصية طيبة بغباء تبتسم لكل من تقابله حتى لو كان عدوها وقد تسامح حتى من حاول قتلها!

لذا هي بالتأكيد لا يفترض أن تكون شخصاً مع هالة سوداء كهذه!'

استمرت لحظة الصمت بين ريا والأميرة لبعض الوقت حيث كانت الأميرة تحدق بريا كما لو كانت ستقتلها إذا قامت بأي حركة بينما كانت ريا تحدق بالأميرة كما لو أنها لا تفهم ما يجري برمته.

وفي النهاية كانت ريا من كسر الصمت وفتح فمه أولاً.

2022/05/05 · 148 مشاهدة · 1053 كلمة
Shizuka
نادي الروايات - 2025