"لذا...

أنت تقولين أنكِ الروح الأصلية لجسد الأميرة..؟"

"أجل"

تحدثت ريا أثناء تضييق عينيها كما لو أنها شعرت بالصداع، وعند اجابة الفتاة الهادئة أغلقت عينيها ثم وضعت يدها على وجهها وتنهدت بما يكفي لإسقاط السماء.

"هذا نوعاً ما لا يصدق

أشعر بأني أتلقى الكثير من الصدمات اليوم"

تحدثت ريا بصوتٍ متعبٍ إلى حدٍ ما وأومأت الفتاة برأسها كما لو أنها فمهت ما شعرت ريا به قبل أن تكمل حديثها.

"عندما خرجت روحي من جسد الأميرة

شعرت كما لو أنني استيقظت من حلم طويل

كان يبدو وكأنني كنت أحلم بالحلم ذاته مراراً وتكراراً لفترةٍ طويلة

أعتقد أن الحلم كان عبارةً عن هذه القصة

لذا في الغالب هذا ليست المرة الأولى التي نمر بها بهذه القصة

بل كنا فيها لوقتٍ طويلٍ جداً

نعيد تمثيلها مراراً وتكراراً في كل مرةٍ تنتهي بها

أنه يبدو كما لو كان يتم استخدام أرواحنا كوقودٍ لجعل الشخصيات تتحرك"

تحدثت الفتاة بتعبيرٍ مليء بالعواطف، وقد كان ذلك طبيعياً، فكيف سيكون شعورك عندما تعلم انك كان يتم استخدامك لفترةٍ طويلة كوقود لأجل شخصيات قصة؟

لقد بدا وكأن حياتهم كانت فقط بهذه القيمة.

ريا التي يبدو أنها كانت توافق الفتاة الرأي أومأت برأسها ثم تحدثت.

"هكذا إذا..

لقد كنا ندور في نفس الحلقة مراراً وتكراراً دون أن نعلم أو ندرك حتى ما نفعله

كما لو كان يتم تحريكنا مثل الدمى!!!"

حاولت ريا تهدأت غضبها المتصاعد بعض شفتها إلى الدرجة التي قد تخرج منها الدماء، فلم يكن الآن الوقت المناسب للغضب، حيث كان عليها الاستماع بحرصٍ إلى كل ما سيقوله المجهول x أو الفتاة الموجودة أمامها.

"أتعلمين، بالإضافة إلى ذلك هناك شيءٌ آخر أتذكره

انها ذكرى حصلت قبل أن أصبح شخصيةً في هذه القصة

في هذه الذكرة كان هناك رجل

لا أذكر شكله أو حتى صوته ولكن أذكر أنه تحدث إلي بابتسامة على شفتيه قائلاً :

《هل تريدين أن تصبحي شخصيةً في قصة؟》"

"...!

إذاً أنتِ تقصدين...!!"

لم تستطع ريا سوى أن تُصْدم في هذه اللحظة، لأن ما قالته الفتاة الآن كان يعني-

"أجل في الغالب

أنا، أنتي، السيد رين، السيد كاي، السيد هاروكي، الأمير وأخيراً الشخص الذي اقتحم جسدي

جميعنا قابلنا ذلك الرجل الذي كان السبب في دخولنا لهذه القصة"

أنهم جميعاً دخلوا بارادتهم لهذه القصة.

"...

هل كان جميعنا أغبياء بما يكفي للموافقة؟"

تحدثت ريا بصوتٍ مرهق كما لو أنها لم تعد تفهم ما يحصل لكن الفتاة نظرت إليها بابتسامة مريرة وتابعت.

"بدلاً من أغبياء، أعتقد أننا كنا صغاراً بما يمفي لعدم ادراكنا لخطورة ما وافقنا عليه

في ذاكرتي كان عمري ١٦ عاماً عندما حصل ذلك

وأعتقد أنك أنتِ أيضاً كنتِ في عمرٍ قريبٍ من ذلك"

"ربما"

"..."

"..."

مرت لحظةٌ من الصمت لفترة، حيث لم تتحدث الفتاة بأي كلمة كما لو أنها كانت تحاول إعطاء ريا بعض الوقت لتنظيم أفكارها عندما لاحظت بشرتها الشاحبة.

مسحت ريا العرق من جبهتها وقامت بالشهيق والزفير عدة مرات لمحاولة تهدأت نفسها، ثم عندما بدا أن ريا أصبحت في حالة تستطيع فيها الاستماع، تكلمت الفتاة.

"بالنسبة لسؤالك الأخير

ما الذي يحصل عندما تغيرين أحداث القصة"

بالطبع لم يكن هذا هو سؤال ريا الأخير حيث كان سؤالها الأخير هو عن هوية الفتاة أو المجهول x لكن بما أن الفتاة قد أجابته برفقة السؤال الثالث فلم يكن هناك داعٍ لإعادة الإجابة.

"للأسف أنا لا أعلم

لم يسبق أن انحرف أيٌ من الشخصيات عن نصه لذا ليس هنالك تجربةٌ مماثلة

هذه هي المرة الأولى التي يحصل فيها شيء كهذا"

"فهمت"

أومأت ريا برأسها كما لو أنها فهمت ثم نظرت إلى الفتاة كما لو كان لديها شيء لقوله وفتحت فمها لمواصلة الحديث.

"لدي سؤال أخير"

"تفضلي"

"هل تعلمين ما هو هدف الأميرة؟"

"لا أعلم"

سألت ريا وأجابت الفتاة بأنها لا تعلم أثناء هز رأسها بتعبير مؤسف ثم توقفت كما لو كان لديها المزيد لقوله.

"لكنه بالتأكيد ليس شيئاً جيداً

على أي حال بالحكم على تصرفاتها يبدو أنه ليس لديها الكثير من الصلاحيات داخل القصة"

"هذا يعني..!"

ومضت عينا ريا وتحدثت الفتاة بتعبيرٍ جدي أثناء النظر إليها.

"أجل هي لا تستطيع التحرك بحرية!

يبد أنها ملزمة على اتباع النص وتملك فرصاً محدودةً لتغييره

وإلا لكانت قد قامت بقتلك منذ البداية"

"هذا منطقي"

اعتقدت ريا أن ذلك منطقي عندما فكرت بتصرفات الأميرة حتى الآن وكيف بدا أنها كانت تحاول كبح غضبها في كثيرٍ من الأحيان.

"هذا يعني أن الأفضلية لنا

أنتِ التي تستطيعين تغيير الأحداث من الداخل بحرية

وأنا التي تدعمكِ من الخارج بالقوى السحرية

ألا يجعلنا هذا الثنائي الأقوى؟!"

"أنتي محقة!"

تحدث الفتاة بابتسامةٍ أثناء النظر إلى ريا فبادلتها ريا الابتسامة وأجابتها بحماس كما لو كانت قد رأت بصيصاً من الأمل.

"سأتأكد من اخبارك إذا تذكرت أي شيءٍ جديد

فعلى ما يبدو ذكريات حياتي السابقة تعود تدريجياً"

"حسناً!"

"اه

بدأت طاقتي السحرية تنفذ

ليس لدي طاقة سحرية كافية للمحافظة على هذا المكان لأكثر من يومان ونصف"

"هاه؟هل مر يومان ونصف؟أنا متأكدة أنه لم تمر ٣ ساعاتٍ حتى؟"

تحدثت ريا بمفاجئة ربما نسيت الوقت في كثيرٍ من الأحيان بسبب الصدمة ولكنها كانت متأكدةً على الأقل من عدم مرور ثلاثة أيام.

مهما نسي الانسان الوقت فهل كان من الممكن ألا يشعر بمرور ثلاثة أيامٍ كاملة؟

كان هذا مستحيلاً.

وكما لو أنها فهمت سبب تفاجئ ريا بدأت الفتاة بالشرح.

"حسناً الوقت هنا يمر أسرع من العالم الحقيقي لذا..."

"ولما لم تخبريني بهذا منذ البداية!؟"

"حسناً هذا ليس مهماً الآن!!

توقفي عن تضييع الوقت!!!"

صرخت ريا بغضبٍ وردت الفتاة بوريد على جبينها أثناء الصراخ كما لو أنها لم تعد تستطيع تحمل نوبات ريا.

"لا أريد سماع ذلك منكِ!"

تحدثت ريا بسخريةٍ، حيث شعرت بجديةٍ أنه كان من المثير للسخرية أن تسمع هذا من الشخص الذي أضاع يومان كاملان في حوارٍ لا يستغرق ٣ ساعاتٍ للتو.

'ألم تكن تستطيع فقط أن تنقلنا إلى مكان عادي؟لمَ كان يجب عليه أن يكون مكاناً يمر به الوقت بشكلٍ مخلتف!؟'

لكن الفتاة التي لم تكن مهتمةً برأي ريا واصلت التحدث أثناء إعداد نوعٍ من التعاويذ السحرية.

"حسناً وداعاً الآن و..

أعلم أن هذا عبئ ثقيل عليكِ ولكن.."

أغلقت الفتاة فمها قبل أن تتابع التحدث.

"أعتمد عليكِ في حماية المستقبل!

اه!

وعليك الذهاب حالاً لانق-"

بدا أن الفتاة كانت تحاول قول شيءٍ مهم لكن ريا التي كانت قد انتقلت إلى احدى حدائق القصر الملكي في تلك اللحظة لم تستطع سماع بقية الجملة.

"هممم..

لم أسمع آخر ما قالته..

...

حسناً لا يهم"

قامت ريا بتمديد جسدها أثناء التثاؤب ثم بدأت المشي، كانت وجهتها هي غرفتها في مسكن الخادمات.

لكن أثناء السير قابلت أحد الجنود وتحدث معها.

"أوه، الآنسة حبيبة!

هل أنتِ ذاهبة لمقابلة النائب؟"

"لا أنا ذاهبة لغرفتي"

نفت ريا بشدة، فكل ما كانت تفكر به الآن هو سريرها المريح حيث لم يعد لديها ما يكفي من الطاقة للتعامل مع أي شخص.

"حسناً حتى لو أردتِ مقابلته فلت تستطيعي ذلك فقد ذهب في مهمةٍ اليوم"

"هل هذا صحيح؟"

'لا بد أنها المهمة التي كانوا يتحدثون عنها'

تذكرت ريا الشخص الذي تحدث مع رين عن مهمة كان عليهم تأديتها بعد ثلاث أيام.

بالطبع لم يمر سوى نصف يومٍ بالنسبة لريا منذ تلك المحادثة ولكن لا بد انها كانت ثلاثة أيامٍ في هذا العالم.

لذا توقعت أن كاي قد شارك في هذه المهمة.

ودعت ريا الجندي وتوجهت إلى مسكن الخادمات وفكرت أثناء السير في الممر المؤدي إلى غرفتها.

'اه أنا متعبة من كل ما حصل اليوم أريد فقط الإستلقاء على سريري'

لقد تعاملت ريا مع الكثيير من الأمور اليوم لدرجة أنها شعرت بأنها لم تعد تستطيع التحرك، كانت تجر جسدها حرفياً للوصول إلى غرفتها.

وبالطبع لم يكن ذلك غريباً، فقد كانت على وشك الموت بسبب الأميرة ثم قابلت المجهول x وعلمت بالحقائق الصادمة لهذا العالم.

وكل هذا في يومٍ واحد، الشخص الطبيعي كان ليبدأ بالزحف بحلول الآن لذا كان من المثير للإعجاب كون ريا ما زالت تستطيع الوقوف على قدميها.

ثم وأثناء سيرها عبرت أمام نافذةٍ لذا توقفت للحظة ونظرت إلى المشهد المتكشف من خلالها، كان مشهداً لدخانٍ يتصاعد.

"دخان؟"

'هل يقومون بإشعال شيءٍ ما؟

حسناً هذا ليس من شأني علي أي حال'

أعادت ريا وجهها للأمام كما لو كانت قد فقدت الإهتمام وواصلت السير.

لكنها تجمدت في مكانها فجأة وأدرات رأسها باتجاه النافذة.

"انتظر لحظة....لا تخبرني أن هذا..."

تحدثت ريا بصوتٍ مرتجف.

"تباً لقد نسيت!!!!"

ثم بدأت الركض بأسرع ما لديها أثناء حرق آخر ذرةٍ تملكها من الطاقة.

إذا لم تصل إلى موقع الحدث بسرعة،

فربما يفوت الأوان.

2022/05/11 · 178 مشاهدة · 1299 كلمة
Shizuka
نادي الروايات - 2025