26 - جن جنون الأميرة!(٤)

"أيتها اللعينة فلتتوقفي عن امتصاص طاقتي السحرية!"

اطلاق

"في أحلامك!"

اطلاق

صرخت الأميرة في يوي التي استمرت في امتصاص طاقتها السحرية أثناء اطلاق مجموعة من السكاكين على الدمى التي كانت تندفع نحوها.

مدت يوي لسانها كما لو لم تكن مهتمة، ثم قامت بدورها باطلاق هجمات سحريةٍ على الدمى أثناء امتصاص طاقة الأميرة.

"أنا لا أفهم ما الذي ستستفيدينه بفعلك هذا!؟

ان استمررت على هذه الحال أنتِ فقط ستختفين"

اطلاق

تحدثت الأميرة بتعبيرٍ منزعج أثناء اطلاق المزيد من السكاكين باتجاه الدمى التي استمرت بالتجدد بشكلٍ مزعج.

"لا أهتم!"

اطلاق

"هل أنتِ غبية؟

تستمرين في محاولة لعب دور البطلة!"

اطلاق

"ههه هل أبدو كذلك؟

ماذا عنك؟

هل تحاولين لعب دور شريرة القصة؟"

اطلاق

سألت يوي بجدية لأنها كانت فضولية بصدق حول هدف الأميرة الذي يجعلها تصل إلى هذا الحد.

عند سماع سؤالها أمالت الأميرة رأسها وتحدثت بابتسامةٍ غريبة، كان من الممكن رؤية الجنون ينبعث من عينيها التي تحولت إلى اللون الذهبي.

"أنا؟

أنا فقط..

أحاول تدمير كل شيء!!

أعني انه ليس عدلاً صحيح؟

أن تعيش الأميرة بسعادةٍ مع الأمير في النهاية بينما هناك أشخاص يعانون كل يوم متمنين أنه كان آخر يوم لهم.

لذا عندما أنظر إلى هذه الأميرة السعيدة..

أنا حقاً أرغب ب...

تحطيم سعادتها بيدي"

"..."

رفعت الأمير زوايا فمها بتعبير مجنون أثناء قبض يدها، بدا تعبيراً يليق بشريرة القصة تماماً.

لكن يوي التي سمعت ذلك لم تفكر في تعبيرها حيث كان هناك شيء آخر أرادت السؤال عنه أكثر.

"لذا بعدها قام ذلك الرجل بإدخالك إلى هذه القصة وجعلكِ تحلين مكاني؟"

"صحيح"

سألت يوي مع عدم توقع الاجابة ولكن وعلى عكس توقعاتها فقد أجابت الأميرة أثناء الإيماء برأسها.

كان تعبيرها قد عاد بالفعل إلى ما كان عليه في البداية ولم يكن هناك أثرٌ للتعبير المجنون الذي أمكن رؤيته منذ لحظة فقط.

عند رؤية ذلك، قررت يوي محاولة الحفر أكثر على أمل أن تستطيع الحصول على معلوماتٍ عن وضعهم الحالي.

"انه رجل غريب ألا تظنين ذلك؟

إذا كان يريد تدمير القصة التي أنشأها فلم أدخلنا إليها منذ البداية؟"

"أنا لا أعلم"

كانت يوي تحاول معرفة هدف الرجل الذي قام بإدخالهم إلى هذه القصة ولكن الأميرة هزت رأسها فقط وقالت أنها لا تعلم.

كان هناك احتمال بأنها تكذب ولكن لم يبدو الأمر كذلك عند النظر إلى تعبيرها.

ولكن وكما لو كان لديها المزيد لقوله، فقد تابعت الأميرة التحدث.

"فالنسبة لي طالما أحقق هدفي فكل ذلك لا يهم"

"أنت مجنونة"

هزت يوي رأسها كما لو كانت قد استسلمت عن محاولة فهم شخصية الأميرة.

ثم، وكما لو أنها تذكرت شيئاً ما فقد رفعت رأسها فجأة وتحدثت بعينيها مفتوحةً على مصراعيها.

"مهلاً كم من الطاقة السحرية تملكين؟!!

من المفترض أن تكون قد نفذت منذ وقت طويل!"

في المقام الأول ألم تبدأ محاولة تفجير كل شيء لأن طاقتها السحرية كانت على وشك النفاذ لذا وكي لا تموت لوحدها على يد الدمى البشرية بعد نفاذها، قررت تفجير المدينة بما تبقى منها؟

ولكن الآن هذه الطاقة السحرية والذي كان من المفترض أن تنفذ منذ زمن كانت مستمرةً بالتدفق.

ليس هذا وحسب بل أيضاً يبدو أنها أصبحت أكثر حيث لم يكن الشيء الوحيد الذي تفعله الأميرة هو اطلاق طاقتها السحرية فقط بل كانت تقوم أيضاً باطلاق السكاكين على الدمى البشرية.

والذي كان يستهلك الكثير من الطاقة السحرية حيث احتاجت لتشكيل السكاكين ثم تعبئتها ببعض طاقتها ثم اطلاقها.

لكن أنت تقول أنها كانت تقوم بكل ذلك ومازالت طاقتها تتدفق كما لو كانت لا تنوي الانتهاء؟

كان من الطبيعي أن يوي لم تستطع سوى النظر بسخافة إلى الموقف.

عند رؤية ذلك ضحكت الأميرة قليلاً ثم تحدثت كما لو كانت تعلم السبب.

"معك حق

ربما ذلك العجوز أعجبه هذا المشهد لذا أعطاني المزيد من الطاقة السحرية حتى يستمر لوقتٍ أطول"

"هل هو مجنون؟"

ضغطت يوي على رأسها لمحاولة تخفيف الصداع الذي شعرت به.

كان من الممكن ملاحظة مدى ارهاقها عند رؤية انها لم تعلق على كلمة 'العجوز' التي استمرت الأميرة بتكرارها.

حيث كانت تلميحاً لهوية الشخص الذي أدخلهم إلى هذه القصة.

لذا ان كانت بكامل صحتها العقلية فستلاحظ أن هوية الشخص الذي تذكرت جنسه مؤخراً فقط كان رجلاً عجوزاً.

لكن للأسف لم تكن كذلك.

"تباً كل فردٍ منكم هو مجرد مجنون!"

صرخت يوي بما يكفي لتمزيق أحبالها الصوتية أثناء استمرارها بامتصاص طاقة الأميرة واطلاق الهجمات على الدمى.

بدا أنها ستصل إلى حدها قريباً.

حيث على عكس الأميرة التي امتلكت طاقةً لا نهائية فلم يحصل أي تغيير على طاقتها.

باختصار كانت محدودة.

لذا لم تستطع أن تعلم إلى متى ستستطيع الصمود.

حولت يوي نظرها إلى النافذة ثم تمنت بيأسٍ أن يصل شخص ما لمساعدتها قريباً.

***

'ماذا عليَّ أن أفعل..

ماذا عليَّ أن أفعل!!'

حركت ريا رأسها يميناً ويساراً لكنها لم تستطع أن تجد مخرج، حيث كانت محاصرةً بين ثلاث جدران وزومبي.

وفجأة خطرت في رأسها فكرةٌ ما.

'اه! ذلك سيفي بالغرض!!

ولكن..

هل يمكنني حقاً فعل ذلك؟'

تساءلت ريا عمَّ اذا كانت تستطيع تنفيذ فكرتها التي بدت صعبة التنفيذ حتى بالنسبة لها هي التي فكرت بها.

ثم نظرت إلى الوراء ووجدت أن الزومبي الثلاث كان يقتربون منها أكثر وأكثر.

'ليس لدي خيارٌ آخر'

حولت ريا رأسها للأمام ونظرت إلى الجدار بتعبيرٍ يبدو وكأنه اتخذ قراراً.

'حسناً..

هذه قصة خيالية لذا كل شيءٍ ممكنٌ أليس كذلك..؟'

تراجعت ريا بضع خطواتٍ إلى الوراء ثم ركضت إلى الأمام بأقصى سرعتها وقفزت قبل أن تصصدم بالجدار.

ثبتت قدميها عليه واستخدمته لدفع جسدها إلى الوراء.

تشقلب جسدها في الهواء أثناء ارتداده إلى الخلف ثم هبط على الأرض.

لا..

في الواقع لقد هبط على رأس أحد الزومبي الذين كانوا يلاحقونها.

'ااااااه'

صرخت ريا داخلياً عند شعورها باللسع أسفل قدميها ودون اهدار الوقت.

قفزت للخلف الثانية.

هذه المرة هبطت على الأرض بمثالية.

لقد كان هبوطاً لا تشوبه شائبة لدرجة انها ارادت التصفيق لنفسها لولا أن الزومبي الذين لاحظوا ما فعلته أداروا أجسادهم وبدأوا بالاندفاع نحوها ثانيةً، عند رؤية هذا ابتسمت ريا بلطف.

من يرى ذلك سيظن أن ابتسامتها بدت بالتأكيد كابتسامة أمٍ تنظر إلى أطفالها لولا أن عيونها كانت مبللة.

مشاعرها بالتأكيد خرجت عن السيطرة.

نظرت ريا إلى الزومبي للحظة ثم فكرت.

'الآن...

لنهررررررررررررررررررب'

لم تدخر ريا لحظة اضافية وبدأت بالركض من جديد حتى وصلت إلى غرفة 'كاي'.

أخرجت السكين الموجودة في ملابسها وأدخلتها في ثقب المفتاح الخاص بالدرج وبدأت بادارتها بعشوائية.

وصل الزومبي الذين كانوا يلاحقونها أخيراً إلى الغرفة واندفعوا نحوها.

'أرجوك افتح

أرجوك افتح

أرجوك افتح'

تشك

"لقد فتح!!!!!!!!!!!"

اطلاق!

اطلاق!

اطلاق!

أخيراً فتح الدرج، قامت ريا على عجل بأخذ الأداة التي كانت موجودة داخله والتي بدت أشبه بالبندقية وأطلقت على الزومبي الذين كانوا على بعد خطوةٍ منها.

"هاااااا"

برؤية سقوط أجساد الزومبي، أطلقت ريا أخيراً أنفاسها التي كانت تحبسها.

"وااه لقد فعلتها في الوقت المناسب

لقد كان ذلك مخيفاً"

"..."

"أشعر برغبةٍ في النوم"

تمتمت ريا بصوتٍ منخفض حيث شعرت كما لو أنها فقدت طاقتها وتمنت أن تغمض عينيها وتغط في نوم عميق.

"لا!!"

لكنها سرعان ما رفعت رأسها كما لو أنها تذكرت شيئاً ما.

"ليس لدي الوقت للنوم!!

عليَّ الذهاب ومساعدة كايا!!!"

كانت كايا تنتظرها لذا، وحتى وان ارادت ذلك لم تستطع النوم.

كان عليها الذهاب الآن ومساعدتها ثم الانتقال معاً لمساعدة يوي.

ومن ثم ايجاد طريقةٍ للخروج من هذه القصة.

كان لديها بالتأكييد الكثيير من العمل لدرجة انه بعيداً عن الآن ربما لن تستطيع النوم لعدة ليالِ.

لذا لم يكن لديها خيار سوى التنهد بما يكفي لإسقاط السماء أثناء جمع القوة في ساقيها للوقوف.

"أرجو أن تكون كايا بخير"

تمنت ريا ذلك أثناء خروجها من غرفة 'كاي' متجهةً إلى حيث كانت كايا.

2022/06/03 · 149 مشاهدة · 1168 كلمة
Shizuka
نادي الروايات - 2025