25 - جن جنون الأميرة!(٣)

"اه سيد رين ها أنت ذا!"

"اوه؟هاروكي؟هل أرسلتك الآنسة ريا..؟"

تحدث هاروكي الذي وصل أخيراً إلى حيث كان رين إليه، ورداً على ذلك أجاب رين بمفاجأة طفيفة.

صحيح أن ريا أخبرته بأنها ستقوم بإرسال هاروكي لمساعدته لكنه لم يتوقع انه سيأتي حقاً لذا لم يسعه إلا أن يتفاجئ.

"أجل لقد أخبرتني أن أساعدك في إخلاء المواطنين"

"فهمت"

"..."

"..."

"لذا لما نقوم بإخلاء المواطنين فجأة؟"

"اه هذا؟

لا أعلم!"

سأل هاروكي الذي بدا أنه لم يستطع منع نفسه أكثر من السؤال عن سبب قيامهم بإخلاء المواطنين.

ولكن، وعلى عكس توقعاته فقد أجاب رين بأنه لا يعلم لذا لم يسعه إلا أن ينظر بسخافةٍ إلى الموقف.

"عفواً؟"

"لقد قالت الآنسة ريا فجأة أنه عليَّ إخلاء المواطنين"

"وأنت استمعت لها دون معرفة السبب..؟"

"لم يكن بيدي حيل-"

"سيدي!"

نظر هاروكي بتعبيرٍ عبثيٍ إلى رين الذي نفذ ما قالته له ريا دون معرفة السبب.

وحاول رين الدفاع عن نفسه كما لو كان مظلوماً لكن صوت شخص ما قاطعه.

"وأخيراً وجدناك!"

"ما الذي يحصل؟"

كان صوت مرؤوسيه.

سأل رين بتعبيرٍ محير عن سبب بحثهم عنه، وعندها أجاب الجنود كما لو كانوا ينتظرون السؤال.

"القصر!"

"القصر يتعرض للهجوم من دمًى بشرية!!"

"ماذا قلت؟؟!!!!"

فتح رين عينيه على مصراعيها لأنه لم يتوقع ذلك أبداً.

هل ستستطيع توقع أن دمًى بشرية ستهاجم القصر في الوقت الذي ذهبت فيه في نزهة؟

من المستحيل توقع ذلك، وكان الأمر نفسه بالنسبة إلى رين لذا لم يسعه إلا أن يتفاجئ ولكن وكما لو أن لديهم المزيد لقوله، فقد تابع الجنود حديثهم.

"بالإضافة لذلك هناك شخص يحاول اطلاق كميةٍ هائلة من الطاقة السحرية!"

"في الغالب هذا الشخص هو الأميرة!"

"ماذا؟؟!!"

عند هذه المرحلة كان رين على وشك الخروج من عقله.

هل تهاجم دمًى بشرية القصر وتحاول الأميرة تفجير المدينة في اليوم الذي يخرج فيه من القصر؟

لماذا يحصل كل هذا فجأة؟

ليس وكأنه يخرج كل يوم!!

مستحيل هل هو مخطط متعمد؟

لكن لم يعلم عن خروجه اليوم سوى أشخاص قلائل!

إذا فكرنا بأكثر الأشخاص اشتباهاً فسيكونون ريا وصديقتها حيث كانت ريا هي من دعته وصديقتها كانت قد علمت عن ذلك منذ البداية لذا أمكنها استغلال ذلك لصالحها.

فكر رين في ذلك لكنه سرعان ما هزَّ رأسه.

لم يكن التفكير العشوائي في ذلك سيوصله لحل، لذا قرر التركيز على الموقف الحالي.

"اوه هل أنت تقوم بإخلاء المواطنين؟

لقد أتينا لاعلامك بأن الأمير أمر بذلك لكنك تقوم به بالفعل"

"كما هو متوقع من القائد"

مدح الجنود رين بأعينٍ فخورة وبدا أن احترامهم له زاد بطريقةٍ ما.

لذا لم يستطع رين إخبارهم أن ريا في الواقع هي من أخبرته بفعل ذلك.

"لو لم أكن أستطيع فعل شيءٍ كهذا على الأقل فلن أستحق منصب القائد"

"رائع!!"

"كما هو متوقع من القائد!"

"بالطبع القائد هو الأفضل!"

أومأ رين برأسه بلا خجل وبدأ الجنود بمدحه أكثر بعيونٍ متحمسة.

"بالرغم من أن ريا هي التي أخبرتك أن تفعل ذلك"

هاروكي الذي رأى ذلك تمتم بتعبيرٍ فارغٍ على وجهه.

لكن وكما لو كان لتغيير الموضوع فقد تحدث رين للجنود بتعبيرٍ جاد.

"على أي حال بما أنكم هنا فلتكملوا هذا المهمة عنا!

أنا وهاروكي بحاجةٍ للذهاب إلى القصر بسرعة!"

"حاضر سيدي!!"

"لنذهب هاروكي"

"حسناً!"

أومأ الجنود برأسهم رداً على رين.

برؤية ذلك، دعا رين هاروكي للذهاب، وبهذه الطريقة ترك الاثنان موقعهم وتوجهوا إلى القصر الملكي.

"في أوقاتٍ كهذه أتمنى لو كان كاي موجوداً"

تمتم رين الذي كان يركض إلى القصر بأقصى سرعته بتعبيرٍ مرير.

كان سيكون مرتاحاً لو كان كاي موجوداً في القصر ولكن للأسف لم يكن كذلك.

تساءل رين عما إذا كانت هذه الحوادث التي تحدث بشكلٍ متتالٍ مخططة.

'أولاً اغتيال الأميرة ثم موت كاي والآن هذا'

وكل ذلك حصل في أقل من نصف شهر لذا حتى لو أراد عدم التفكير بذلك فلم يسعه سوى التساؤل عما إذا كانت هناك مؤامرةٌ وراء تلك الحوادث.

لكن هاروكي الذي سمع كلماته كان لديه شيء مختلفٌ للتفكير فيه.

لم يسعه سوى أن يتذكر مشهد كايا التي بدأت بالبكاء فجأة أثناء سؤاله عما سيفعله لو كانت أفكاره صحيحة.

لسبب ما شعر بأنه رأى مظهرها ذاك من قبل ولكن لم يستطع تذكر أين ومتى حصل ذلك.

كان من الغريب أن يشعر بأن مظهرها الذي يبكي مألوف عندما كان يراه للمرة الأولى.

في تلك اللحظة الذي فكر بها في ذلك خطرت في باله صورةٌ ما فجأة.

كانت صورةً لوجه فتاةٍ ضبابيٍ يبكي.

'شكراً جزيلاً لك لمساعدتي'

شكرته الفتاة بابتسامةٍ بالرغم من انها كانت ما تزال تبكي.

'سأتأكد من ردِّ الجميل يوماً ما!'

ووعدته برد جميله.

'سيدي أنت تعمل في الجيش صحيح؟

سأحاول الانضمام للجيش أيضاً!!'

قالت الفتاة ذلك فجأةً بتعبيرٍ جاد.

'عندها...إذا كان السيد في مشكلة'

رفعت الفتاة رأسها وتحدثت بأكثر تعبيرٍ مشرقٍ في الوجود.

'سأساعده كما ساعدني!'

هاه؟

متى حصل هذا ثانيةً؟

شعر هاروكي بالحيرة من المشهد الذي تذكره فجأة.

والذي لم يملك ذكريات عنه حتى هذا اللحظة.

حاول هاروكي بيأسٍ تذكر متى حصل شيء كهذا ولكن صوت رين الذي كان يناديه أخرجه من أفكاره.

"هاروكي؟هاروكي؟"

"ما...ما الأمر..؟"

"اه لقد كنت أحاول اخبارك أن تستعد فنحن نقترب من القصر"

حث رين هاروكي على الاستعداد عندما لاحظ أنه كان شارد الذهن.

إذا كان الشخص شارد الذهن في ساحة المعركة فسيوقعه ذلك في الكثيير من المتاعب.

ومن المستحيل أن هاروكي لا يعلم ذلك لذا تساءل رين عمَّ جعله ينغمس في التفكير لهذه الدرجة.

لكنه لم يسأل.

ربما لأنه شعر بأنه لن يتلقى اجابةً على أي حال لذا قرر التركيز على القصر الذي بدأ يظهر في نطاق رؤيته.

"حسناً"

هاروكي الذي حثه رين أجاب بصوتٍ منخفض كما لو كان قلقاً بشأن شيءٍ ما.

'في الوقت الحالي سأحاول عدم تشتيت نفسي بذلك!'

فكر هاروكي في نفسه كما لو كان اتخذ قراراً.

ففي الوقت الحالي كان هناك شيءٌ أهم للتفكير فيه.

وهو بالتأكيد كيفية حماية القصر الذي كان يتعرض للهجوم في هذه اللحظة.

***

"هنا..

سأفتحه"

في هذه الأثناء وصلت ريا إلى غرفة 'كاي' وفتحت الخزانة.

بداخل الخزانة كان هناك درج من المفترض أن الأداة التي اخترعتها كايا موجودة بداخله.

لذا قامت ريا بفتحه للحصول عليها.

لا..

حاولت فتحه.

لكنها تفاجئت بأن الدرج رفض التحرك.

"تباً إنه مغلق!!

ان كانت قد أقفلته فكان عليها أن تخبرني بمكان المفتاح على الأقل!!"

صرخت ريا بغضب، لم تصدق أنها لن تستطيع الحصول على الأداة عندما وصلت إلى هذا الحد لذا قررت البحث عن المفتاح في أرجاء الغرفة..

"أين يمكن أن يكون؟"

"ليس هنا"

ولا هنا"

"ولا هنا أيضاً"

"ربما هنا؟"

جلست ريا على ركبتيها ثم نظرت أسفل السرير.

لكنها سرعان ما وقفت ولفت جسدها.

"أنا لم أرى شيئاً

أنا بالتأكييد لم أرى شيئاً!"

وهربت.

لا حاولت الهرب.

لولا أن يد شخصٍ ما أمسكت بكاحلها.

"اااااااااااااااااااه"

أخرجت ريا السكين من ملابسها بسرعةٍ وقطعت اليد.

لكن حتى اليد المقطوعة أبت أن تتركها لذا هزت قدمها بهستيرية.

"مقرف!، مثير للإشمئزاز!!

مقرررررررررررف"

وأخيراً طارت اليد التي أمسكت كاحلها بعيداً ثم خرج صاحبها من أسفل السرير وبدأ في اللحاق بريا التي كانت تحاول الهرب.

"لا تلحقنيييييييي"

صرخت ريا بالدموع في عينيها ثم تحدثت بغضب.

"أليست الساحرة تستطيع تشكيلهم كما تشاء؟

إذا لما هذا الشخص يشبه الزومبي؟؟؟!!!!!"

لم تستطع ريا فهم الغاية من الشكل الذي بدا أسوء من الزومبي.

كانت بشرته ذات اللون أخضر مغطاة بما يشبه الحراشف وأحد مقلتيه تتدلى من محجرها، كانت أسنانه مدببة الشكل ولديه ثلاث أصابع فقط والأسوء من ذلك أن السائل الأصفر الذي يقطر من فمه أذاب الأشياء التي لمسها.

إذا كانت الساحرة تظن أن شكله يشبه البشر فقد أرادت ريا أن تخبرها بأنها قد فشلت وبشدة ولكن ولسوء الحظ لم يكن لديها الوقت لذلك عندما كان هذا المخلوق يلاحقها.

"عاااا انه مخييييييف!!

أرجوك توقف عن اللحاق بي!!"

دموع ريا التي طارت إلى الخلف أثناء ركضها لمست الكائن الشبيه بالزومبي وتبخرت.

هل هذا يعني أن أجسامهم ساخنةٌ بما يكفي لتبخير الماء؟

ربما لهذا السبب كان كاحلها الذي لمسته يد الزومبي سابقاً يحرقها.

لكن بالتأكيد لم يكن لديها الوقت للتفكير في ذلك واستمرت في الركض على طول الممر.

وقبل أن تدرك ذلك، كان هناك ثلاثة زومبي يلاحقونها بدلاً من واحد.

"كيف أصبحوا ثلاثة..؟!!"

عند النظر إلى مظاهر الزومبي الثلاثة الذي كان كل منهم أسوء من الآخر زادت ريا سرعتها لدرجة أنها كانت ستفوز في سباق الماراثون لو كان هذا العالم الحقيقي.

لكن للأسف كانت في قصة خيالية وليس في العالم الحقيقي لذا حتى سرعتها هذه لم تمنع الزومبي من الإستمرار في اللحاق بها.

'تباً...'

ريا التي كانت تركض بأقصى، لا بما يتجاوز أقصى سرعتها، توقفت فجأة.

'لقد وصلت إلى نهايةٍ مسدودة'

كان هناك حائطٌ في نهاية طريقها.

ريا التي كان هناك حائطٌ أمامها وزومبي خلفها لم تستطع سوى أن تلعن حظها في تلك اللحظة.

***

طعن

طعنت كايا نواة الدمية التي أمامها ثم أخرجت السكين وتراجعت خطوة إلى الوراء.

الدمية التي دُمِّرَت نواتها اهتزت قليلاً لكنها سرعان ما انفجرت.

ودون انتظار ذلك اندفعت كايا وهاجمت المزيد والمزيد من الدمى البشرية ودمرت أنويتهم.

تم سماع صوت ما يقارب عشر دمًى تنفحر في نفس الوقت.

"من هذه؟"

"لا أدري ولكنها رائعة!"

الجنود الذين رأوا المشهد لم يسعهم سوى التحديق بإعجاب في الشخص الذي سببه.

لكن كايا التي تلقت النظرة، تحدثت بنبرةٍ غاضبة أثناء تضييق عينيها.

"إذا كان لديكم الوقت للتحديق بي فتخلصوا من بعض هذه الدمى أيها الأغبياء!"

"حاضر سيدتي!!"

ربما بسبب عيون كايا الحادة والتي بدت مخيفة عندما حدقت بهم بغضب فلم يسع الجنود إلا أن يجيبوا بتوتر وينفذوا الأمر بلا اعتراض.

حتى لو فقدت كايا شكلها ومنصبها فمازالت تملك هالة مبارزٍ دموية، لذا كان رد فعلهم طبيعياً.

لكن كايا بالتأكيد لم يكن لديها الوقت للتفكير في رد فعلهم.

'أرجو أن تعود ريا بسرعة'

طعن

'قبل أن'

طعن

'أصل حدي على الأقل'

تمنت كايا أمنيةً يائسةً أثناء طعن المزيد والمزيد من الدمى البشرية.

2022/06/02 · 140 مشاهدة · 1507 كلمة
Shizuka
نادي الروايات - 2025