24 - جن جنون الأميرة!(٢)

"إذا أنتي تقولين أنه بدلاً من الموت بمفردها فهي تنوي أخذنا جميعاً معها..؟"

ريا التي سمعت القصة من يوي لم تستطع سوى أن تتمتم بعبثية من سخافة الموقف.

"اللعنة انها مجنونةٌ تماماً

للوقت الحالي سأذهب لمقابلة كايا لشرح الوضع لها"

-حسناً وأنا سأحاول امتصاص أكبر قدرٍ ممكن من الطاقة السحرية التي تحاول اطلاقها

قررت يوي امتصاص الطاقة السحرية التي تطلقها الأميرة، كما كان واضحاً من الاسم فقد كان حرفياً'امتصاص'حيث ستقوم بنقل الطاقة السحرية التي تطلقها الأميرة إلى داخل جسدها.

وبالطبع لم يكن ذلك بالشيء السهل.

فكل شخص لديه حد للطاقة السحرية التي يستطيع استيعابها، لذا ما الذي سيحصل ان امتص أكثر مما يستطيع تحمله؟

من الواضع ما الذي سيحصل.

كان أشبه بنفخ بالون والذي بطبيعة الحال سينفجر ان وضعت أكثر من مقدار الغاز الذي يستطيع تحمله بداخله.

صحيح أن يوي حالياً كانت أشبه بشبح ولكن هذا لم يعني أن الأمر سيكون مختلفاً بالنسبة لها.

ان امتصت الكثيير فستنفجر مثل البالون.

لذا هذا كان السبب في أن هذا الاجراء كان مؤقت.

كان عليها فقط كسب الوقت حتى وصول ريا والآخرين إلى القصر.

"أعتمد عليك"

ريا التي فهمت ذلك أدارت جسدها وبدأت بالتحرك.

لم يكن لديها وقتٌ لتضيِّعه.

ولكن، وعندما كانت على وشك التوجه إلى حيث كانت كايا، تحدث معها شخصٌ ما فجأة.

"مهلاً آنسة ريا، ما الذي كنتِ تتحدثين عنه منذ فترة؟"

كان رين.

تحدث رين بتعبيرٍ غريب أثناء النظر إلى ريا.

وكان ذلك طبيعياً، حيث بالنسبة له، هو الذي لم يستطع سماع صوت يوي، بدا وكأن ريا تتحدث مع نفسها.

"اه القائد.."

خدشت ريا رأسها بتعبير محرج لأنها نسيت أمره، لكن وبطبيعة الحال لم يكن لديها الوقت للشرح لذا تحدثت بسرعة ثم بدأت بالركض.

"من فضلك قم باخلاء المواطنين"

"ها؟"

"سأرسل هارو ليساعدك"

"لا لماذا عليَّ اخلاء المواطنين فجأة؟"

"لا وقت لدي للشرح!

أعتمد عليك"

ان بدأت ريا بالشرح الآن فسيستغرق الأمر وقتاً طويلاً حيث ربما كان عليها البدأ من الوقت الذي أدركت فيه أنها داخل قصة، والذي لم يكن من المناسب شرحه الآن عندما كانت كل دقيقة مهمة، لذا..

تخطت الشرح تاركةً وراءها رين الذي حدق بعثيةٍ لفترة في مشهد ظهرها المختفي.

***

"..."

"..."

مرت فترة من الصمت حيث لم يستطع أي منهما قول كلمة.

استمرت كايا بمسح دموعها بينما حدق هاروكي بها بتعبير مضطرب، كما لو كان لا يعلم ما الذي عليه فعله في هذه الحالة.

والذي كان طبيعياً.

ليس وكأن السؤال الذي سألته كايا كان شيئاً لم يفكر به ولكن هذا لم يعني أنه يستطيع الإجابة عليه.

ألم يستمر بالتفكير بإجابة لهذا السؤال طوال الأسبوع الماضي ولم يتوصل إلى نتيجة؟

لذا كان من المستحيل الإجابة على سؤال كايا ولم يكن لديه خيارٌ سوى التحديق بصمت.

كايا التي لم تستلم جواباً استمرت بالبكاء بتعبيرٍ مرير.

تمنت لو أنها سمعت اجابة هاروكي.

لو أنه أخبرها فقط أنه سيقوم بالإعتذار من كاي وطَلَبِ مغفرته، عندها ربما ستستطيع مسامحته.

لكن الطرف المقابل لم يكن لديه الجرأة لاتخاذ الخطوة الأولى حتى.

كايا لن تسامح هاروكي ما لم يعتذر لها لكن هاروكي الذي ليس لديه الشجاعة لطلب المغفرة لن يعتذر لذا بطبيعة الحال لن تستطيع كايا مسامحته.

لذا وحتى ان كانت رغبتها هي مسامحته فقد كان موقفهم الحالي يوصلها إلى طريقٍ مسدود.

وأثناء تفكيرها بذلك تجمدت كايا التي كانت تبكي فجأة ثم بدأت بالنظر حولها.

كان ذلك بسبب كمية الطاقة السحرية التي شعرت بها.

وقبل أن تستطيع فتح فمها لتسأل عما يحصل، سمعت صوت شخص ما.

"كايا!"

كان صوت ريا.

تحدثت ريا التي وصلت للتو إلى المقهى الذي كانت كايا متواجدة به إليها أثناء التقاط أنفاسها.

"كايا الوضع خطير جداً!!

علينا التوجه إلى القصر حالاً!!"

"ريا؟ما الذي يحصل؟

لقد شعرت للتو ب-"

"سأشرح في الطريق!"

حاولت كايا الإستفسار لكن ريا قاطعتها، لم يكن لديهم الوقت للوقوف والتحدث بأريحية لذا أمسكت يد كايا وهمت بالخروج من المقهى.

وقبل أن تخرج أدرات رأسها فجأة وتحدثت إلى هاروكي.

"هارو من فضلك اذهب وساعد القائد على الإخلاء المواطنين!

انه موجودٌ في xxx حالياً!!"

"انت-"

تركت ريا هذا الكلمات ثم خرجت من المقهى بسرعة رفقة كايا دون سماع اجابة هاروكي حتى.

"...ظرِ"

'لقد ذهبت..'

"ما كل هذا فجأة؟"

استمر هاروكي بالتحديق لفترة في باب المقهى كما لو أنه لا يفهم شيئاً مما يجري لكنه في النهاية بدأ التحرك متوجهاً إلى الموقع الذي أخبرته ريا عنه.

***

"ها؟الأميرة تحاول تفجير المدينة بأكملها؟؟!!!

هل جن جنونها؟؟!!"

كايا التي سمعت عن الوضع في الطريق إلى القصر لم يسعها سوى الصراخ بعبثية.

"هذا ما يبدو عليه الأمر.."

أومأت ريا برأسها كما لو كانت تفهم مشاعرها، لقد كان لديها نفس رد الفعل عندما سمعت عن الأمر من يوي.

لا، أي أحد سيسمع عن ذلك سيكون لديه نفس رد الفعل ونفس الأفكار عن كون الأميرة فقدت عقلها.

لكن الآن لم يكن الوقت المناسب للتفكير بذلك لذا هزت ريا رأسها وتابعت الحديث.

"علينا الإسرااع!!

فالآنسة x تحول ايقافها بمفردها"

"حسناً"

رداً على ذلك زادت الاثنتان من سرعتهم.

في الواقع كانت كايا هي الوحيدة التي زادت من سرعتها حيث كانت في السابق تطابق سرعة ريا لسماع ملخص الوضع والآن بعد انتهى ذلك لم يكن لديها سبب للاستمرار بفعل ذلك لذا انطلقت بكل سرعتها.

"مهلاً هذا ليس عدلاً انتظريني!!"

"أنتِ بطيئة جداً"

اشتكت ريا ولكن كايا تجاهلتها كما لو لم يكن بالشيء المهم.

ومن هذا القبيل، توجهت الاثنتان إلى القصر الملكي.

***

"..."

"..."

"مدهش..

هذا أسوء مما تخيلت"

لم يستطع أي من الشخصين اللذان وصلا إلى القصر فتح فمه وحدقوا بتعبير فارغ في المشهد الذي أمامهم لفترة.

ولكن كالعادة ريا التي لم تستطع تحمل الصمت فتحت فمها وتحدثت بتعبيرٍ فارغ على وجهها.

"ألم يكن من المفترض أن يكون هناك خمسةٌ فقط؟

من أين أتى كل هؤلاء!!!"

صرخت ريا في المشهد الذي أمامها.

كانت الساحة الأمامية للقصر تعج بالدمى البشرية لذا لم يكن لديها خيار سوى التحديق بسخافة أثناء التفكير بيوي التي قالت أن هناك خمسةً فقط.

عند التفكير بذلك ثانيةً شتمت ريا يوي في رأسها ثم تابعت التحدث أثناء وضع يدها على رأسها لمحاولة تخفيف الصداع الذي شعرت به.

"هذا سيء..!

لا، انه الأسوء!!

كيف سنتعامل مع كل هؤلاء؟؟؟؟!!!"

"علينا التخلص منهم..!

صحيح أن عددنا قليلٌ بالمقارنة بهم ولكني متأكدة أننا نستطيع فعلها بطريقةٍ ما إذا تعاونا!"

"ما الذي تقولينه..؟"

تحدثت كايا التي استعادت رباطة جأشها بما يليق بنائب الجيش الملكي عن كونهم مازال بإمكانهم التعامل مع الوضع لكن ريا نظرت إليها كما لو كانت تقول أسخف شيء في العالم ثم بدأت بالصراخ.

"انها دمًى بشرية!!

هل تعلمين ما يعنيه هذا؟؟!

انها ليست شيئاً يمكننا التخلص منه!!!"

"يمكننا قتلها بتدمير النواة صحيح؟

صحيح انه ليس شيئاً يمكن لمبتدئة مثلك التعامل معه، لكن أنا على الأقل أستطيع ذلك!"

"..."

أوضحت كايا وجهة نظرها ثم صمتت ريا لفترة كما لو كانت تحاول استيعاب ما قالته ثم صرخت بصوتٍ عالٍ بتعبيرٍ متفاجئ.

"أنتي تستطعين ذلك؟؟!!!!"

"بالطبع، لم أكن لأكون نائب قائد الجيش الملكي لو لم أستطع فعل ذلك على الأقل"

بدا أن ريا التي نست لفترة تذكرت أن كايا كانت نائبة الجيش الملكي.

ربما لأن الانطباع مختلفٌ إلى حدٍ ما فقد بدأت تنسى ذلك مؤخراً.

"هذا مدهش نوعاً ما.."

"أعلم أعلم"

تحدثت ريا بإعجابٍ كما لو كانت تعتقد ذلك بصدق وأومأت كايا برأسها أثناء رفع زوايا فمها بتعبيرٍ فخور.

"أيضاً،

هناك شيء اخترعته يمكنه تدمير النواة عن بعد

أعتقد انه حتى مبتدئة مثلك يمكنها استعماله"

"حقاً؟؟"

"أجل"

سألت ريا كايا بتعبيرٍ متحمس لأن ذلك كان يعني انها تستطيع المساهمة في اصلاح الوضع وأومأت كايا برأسها رداً على ذلك.

ولكن كما لو أنها لم تنتهي فقد تابعت التحدث بتعبيرٍ جاد.

"لكن هناك مشكلة"

"ما هي..؟"

شعرت ريا بالقلق من تغير موقف كايا لذا سألت بحذر ورداً على ذلك أجابت كايا أثناء تجعيد حاجبيها.

"سيكون من الصعب احضاره بوجود كل هؤلاء"

"اوه.."

أومأت ريا برأسها كما لو أنها فهمت، اذا كان شيئاً صنعته كايا فسيكون بطبيعة الحال في غرفة نائب القائد أو مكتبه.

لكن المشكلة أنه كان من المستحيل الوصول إلى هناك عندما كانت كل هذه الدمى تغطي الساحة الأمامية للقصر.

باختصار، كان من المستحيل دخول القصر.

حاولت ريا التفكير بطريقة للمرور دون الاضطرار لمواجهة كل هذه الدمى لكنها لم تستطع التوصل إلى نتيجة.

"ما رأيك بهذا.."

في هذه الأثناء كايا التي بدا أنها توصلت إلى حل، فتحت فمها.

"سألعب دور الطعم لجذبهم وأنتِ عليك الذهاب بسرعةٍ لإحضار الأداة"

"اييه؟ولكن هذا يعني.."

"لا تقلقي سأكون بخير!

فأنا قويةٌ كما تعلمين!"

حاولت ريا المجادلة لكن كايا قاطعتها، أرادت ريا القول أن كون كايا قوية وكونها تستطيع التغلب على فرق العدد كان مختلفاً تماماً لكنها أغلقت فمها في النهاية.

كان ذلك بسبب النظرة في عيني كايا التي بدا أنها لن تتزحزح مهما قالت وأيضاً لأنه حتى هي اعتقدت انه الحل الأفضل عند التفكير بالمنطق دون ادخال المشاعر.

لذا في النهاية استسلمت ريا وتنهدت بما يكفي لإسقاط السماء ثم نظرت إلى كايا وتحدثت.

"فهمت سأذهب لإحضاره"

"أعتمد عليك"

قالت ريا تلك الكلمات ثم ذهبت.

كايا التي تُرِكت في الخلف لم يمضِ وقتٌ طويلٌ حتى اندفعت أيضاً حيث كان عليها حماية طريق ريا.

"يبدو أن لدي الكثيير من العمل للقيام به"

تحدثت كايا بتعبيرٍ مرير.

في أوقاتٍ كهذه تمنت لو كان رين وهاروكي هنا.

صحيح أنها كانت نادراً ما تذهب في مهام برفقتهم لكن لم يكن من الممكن انكار أن وجودهم بالجوار كان مطمئناً لها.

كانوا الوجود الذي تستطيع أن تعهد بظهرها إليهم.

تساءلت كايا إذا ما كانوا سيستطيعون القتال معاً بذلك الشكل ثانيةً.

كانت فكرةً عابرةً راودتها أثناء اندفاع العشرات من الدمى البشرية تجاهها.

2022/06/01 · 147 مشاهدة · 1471 كلمة
Shizuka
نادي الروايات - 2025