بلع
سُمِع صوت ابتلاع شخصٍ للعابه في مكانٍ ما.
وبالطبع كان هذا الشخص هو ريا.
ابتلعت ريا لعابها أثناء وضع يدها على صدرها لمحاولة تخفيف الألم الذي شعرت به.
بدا أن الطاقة السحرية كان تضغط على صدرها لذا زفرت عدة مرات لتهدأة نفسها، ثم أخيراً وبعد بضع لحظات، فتحت فمها.
"آنسة x هل تسمعينني؟
إذا كنتِ تسمعينني فأجيبي في الحال!"
"آنسة ريا؟"
تحدث رين بقلقٍ إلى ريا التي بدأت بالحديث مع نفسها فجأة، لكن وكما لو أن ذلك كان آخر ما يهمها، فقد تجاهلته ريا واستمرت في نداء يوي.
-أنا أسمعك!
وأخيراً سُمِع الجواب.
"ما الذي يحصل بحق الجحيم؟!!!
من المجنون الذي يحاول تفجيرنا جميعاً؟؟؟!!"
-إنها الأميرة!
"الأميرة..؟
هل فقدت عقلها أخيراً؟؟؟!!"
تحدثت ريا بسخافةٍ كما لو كانت لا تستطيع التصديق.
كانت تعلم أن الأميرة تخطط لشيء ما ولكنها لم تتوقع أبداً أن تحاول تفجيرهم بلا سابق إنذار.
لقد ظنت أنها على الأقل مازالت تمتلك عقلاً حتى لو كانت شريرة ولكن يبدو أنها كانت مخطئة حيث أكد ما كانت تحاول فعله الآن أنها بالتأكيد قد فقدت عقلها.
"ألا تعلم أن كمية السحر التي تحاول اطلاقها كفيلةٌ بتفجير المدينة بأكملها؟!!؟؟
وأيضاً حتى هي لن تسلم من الإنفجار..!!"
-حسناً في الواقع..
-لقد حصل هذا قبل نصف الساعة..
بدأت يوي بالشرح لريا.
كيف انتهى الأمر بالأميرة تحاول تفجير المدينة.
***
'ما الذي علي فعله؟
تلك الفتاة تستمر بتدمير خططي!'
فكرت الأميرة بريا التي استمرت بتدمير خططها أثناء عضِّ أظافرها.
في الواقع كانت هي التي حرضت على البحث عن الساحرة مبكراً لأنها أرادت التخلص من كاي في أسرع وقتٍ ممكن حيث سمعت بأن ريا كانت تقابله كثيراً لذا علمت أنه كان الشخص الذي استخدمته ريا لتدمير خططتها.
لقد شعرت أنه كان غريباً لخادمةٍ لم تكن حتى أحد الشخصيات الثانوية أن تستطيع محاربة القاتل ولكن إذا كان كاي هو من ساعدها فقد كان ذلك ممكناً.
'ربما طلبت منه تعليمها كيفية استخدام السكين'
لذا وللتخلص منه قبل أن تُدَمَرَ خططها أكثر قامت بتحريض الأمير للبحث عن الساحرة وانتهى الأمر كما أرادت وتم حرق كاي، لكنها سرعان ما علمت أن كاي في الواقع مازال على قيد الحياة بالرغم من أنها لم تعلم موقعه الحالي.
لذا فجميع خططها التي خرجت عن النص من أجل تنفيذها قد فشلت لذا لم يكن لديها خيارٌ سوى الشعور بالغضب.
"كل ذلك بسبب تلك الخادمة والفتاة الشبيهة بالشبح!!"
صرخت الأميرة بغضبٍ أثناء رمي المزهرية الموجودة على الطاولة وتدمير كل ما تقع يديها عليه.
"هل علي قتلهم؟"
توقفت للحظة ثم فكرت بجديةٍ في التخلص منهما لكنها سرعان ما هزت رأسها.
"لا أستطيع التحرك بحريةٍ في القصة
وأيضاً لم يبقَ لدي سوى فرصةٌ واحدة لذا عليَّ استعمالها بحذر
من الأفضل أنا أكتفي بالمراقبة حالياً"
ولكن وأثناء تفكيرها بذلك، سُمِع صوت تحطيم زجاج، وعلى وجه الخصوص زجاج النافذة فجأة.
"ه.هذا..!"
تراجعت الأميرة للوراء حيث دخل ما يقارب خمسة أشخاصٍ من النافذة فجأة.
"ما الذي يحصل؟؟
ليس من المفترض أن تبدأ عملية الاغتيال الثانية الآن!!
هذا مبكرٌ جداً!!"
كان من المفترض أن تبدأ عملية الاغتيال الثانية بعد شهرٍ تقريباً لذا بالتأكيد لم يكن لديها خيارٌ سوى أن تكون متفاجئة.
'يمكنني قتلهم بالسحر ولكن..
سيكون هذا خروجاً عن النص وسأضيع فرصتي الأخيرة!!'
"ماذا عليَّ أن أفعل؟؟؟!!"
صرخت الأميرة أثناء وضع يدها على رأسها حيث شعرت أنها وصلت لطريقٍ مسدود ولم تعلم ماذا تفعل.
في هذه الأثناء اندفع أحد المقتحمين نحوها بالسيف في يده وحاول قتلها.
"ابتعد عنييي!!!"
أطلقت الأميرة السحر عليه لذا ارتد المقتحم إلى نهاية الغرفة من قوة الضربة.
"يا الهي الآن لقد فعلتها!
تباً لكم أيها الأغبياء!!
بسببكم أضعت فرصتي الأخيرة!!!!"
استمرت الأميرة بإلقاء الموجات السحرية على المقتحمين أثناء الصراخ بغضب، كل من لامسه سحرها انفجر بلا مقاومة، ولم يمضِ وقتٌ طويلٌ حتى اختفوا جميعاً كما لو لم يكن هناك أحدٌ في المقام الأول.
"هل انتهوا بهذه السرعة؟"
شعرت الأميرة بخيبة الأمل لأنها أضاعت فرصتها الأخيرة بسببهم.
الآن ستكون صفقتها مع ذلك الشخص قد انتهت وستضطر إلى العودة وهي حتى لم تحقق أياً من أهداف دخولها لهذه القصة لذا كان من الطبيعي أنها شعرت بخيبة الأمل.
ولكن سرعان ما مسحت أفكارها وعادت لوضعية الدفاع.
كان ذلك بسبب-
"لقد عادوا إلى الحياة من جديد!!"
أن خصومها الذين تم تفجيرهم، تجددوا وعادوا إلى شكلهم كما لو أنهم لم يتعرضوا لأي أذى.
"تباً هل هم دمًى بشرية؟!!"
استمرت الأميرة باطلاق السحر على المخلوقات التي أمامها أثناء التفكير بما كانوا عليه.
كل شخص لديه نواة في جسده.
ان تم تدمير هذه النواة فسيموت الشخص مباشرةً.
بالطبع سيموت أيضاً إن تلقى اصاباتاً قاتلةً في أماكن أخرى ولكن الإصابة في النواة كان الأسوء.
فالإصابات في أجزاء الجسم الأخرى من الممكن علاجها بالسحر لكن الاصابة في النواة كانت تعني الموت.
وهكذا.
خلقت الساحرات دمًى بشرية.
من خلال الحصول على نواة سليمةٍ لشخصٍ ما ثم تشكيلها بما يشبه الجسد البشري.
انهم يبدون تماماً كالبشر ولكن هناك شيءٌ واحدٌ مختلف.
وهو أنهم..
لا يموتون!.
'تباً!
مهما قمت بتفجيرهم وقتلهم فإنهم يعودون للحياة بكل سهولة!
الطريقة الوحيدة لقتلهم هي تدمير نواتهم تماماً ولكن..
هذا لن يكون سهلاً!!
فهم ليسوا أغبياء ليدعونني أصيبها!'
شكلت الأميرة سكاكين في الهواء وملأتهم بالطاقة السحرية ثم أطلقتهم باتجاه الدمى البشرية، على أمل أن يصيب أي منهم نواتهم.
ولكن استطاعت الدمى البشرية تجنب اصابة السكاكين لنواتهم.
لذا كل ما تم اصابته كان أيديهم أو أرجلهم.
كل أجزاء التي أصابتها الساكين قد انفجرت ولكن وكما لو أن ذلك لم يُؤثِر أبداً عليهم فقد استمروا بالتجدد والاندفاع مجدداً نحو الأميرة.
"تباً يا لكم من مزعجين!
ألا يمكنكم الموت بهدوءٍ من أجلي؟؟
ها..
أفترض أنكم لن تفعلوا"
استمرت الأميرة بتكرار نفس الدورة لفترة وبعد مرور نصف ساعةٍ تقريباً.
بدا أنها لن تستطيع الصمود أكثر.
'طاقتي لن تصمد لوقتٍ طويل..
ليس لدي فرصةٌ للفوز'
مسحت الأميرة العرق الذي يتصبب من جبهتها أثناء التنفس بصعوبة.
والذي كان طبيعياً بعد القتال بشكلٍ متواصلٍ لنصف ساعة.
"يبدو أنك جادٌ بقتلي أيها العجوز اللعين!"
رفعت الأميرة رأسها لأعلى وتحدثت بالجنون في عينيها.
"ماذا؟هل وجودي لم يعد ذا فائدةٍ لك بعد الآن؟؟!!!
تستخدمني ثم تتخلص مني بكل بساطةٍ عندما لا تعود بحاجتي؟!!!
لا تعبث معي!!
هل ظننت أني سأموت بلا مقاومةٍ فقط لأنك تريد ذلك؟؟؟!!
هذا في أحلامك!!!"
رفعت الأميرة يدها لأعلى وبدأت بتجميع الطاقة فيها ثم فتحت فمها بابتسامةٍ شيطانية.
"إذا كنت سأموت.."
جمعت الأميرة المزيد والمزيد من الطاقة في يدها كما لو كانت تستنفذ آخر ما بحوزتها، شهقت وزفرت عدة مرات لكنها لم تغير تعبيرها، ما زالت الابتسامة شيطانية لم تفارق وجهها وتابعت الحديث أثناء النظر إلى سقف الغرفة.
"فسآخذ الجميع معي!!"
قررت الأميرة أن تفجر أكبر قدرٍ تستطيعه من الأشخاص بدلاً من الموت بمفردها.