"أختي"
اقترب صبي صغير ذو شعر بني وعيون بنية مائلة من ريا والشاب اللذان كانا يتشاجران.
"اوه هارو ما الأمر؟"
بمجرد رؤيته خفَّت تعابير ريا وخفضت نفسها قليلاً لتناسب طوله وسألته بلطف.
"أختي أنا جائع
وكايا أيضاً جائعة"
قال الصبي الصغير الذي يدعى هارو أثناء ادارة رأسه للنظر إلى الفتاة الصغيرة ذات الشعر الأسود التي كان يمسك يدها.
"هل هذا صحيح؟
سأذهب لاعداد الغداء حالاً"
عند رؤية ذلك ابتسمت ريا بلطف وربتت على رأسه.
كان من المدهش كم كان موقفها مختلفاً تماماً عما كان عليه عند التعامل مع الشاب ذو الشعر الأسود ولكن لم يُشِر أحدٌ إلى ذلك.
سواء كان ذلك بسبب الخوف أو بسبب أن مشهد كان لطيفاً فلم يكن ذلك معلوماً.
بعد التربيت على رأس الصبي الصغير لفترة رفعت ريا جسدها ثم نظرت إلى الشاب وتحدثت.
"رين فلتتولى أمر السكان الجدد"
"لا تأمريني"
قال الشاب رين ذلك لكن ريا كانت قد تحركت بالفعل دون سماع اجابته.
عند رؤية ذلك خدش رين رأسه بتعبيرٍ منزعج لكنه قام بتنفيذ ما طلبته منه على أي حال.
"تباً هي دائماً تترك كل العمل علي..
حسناً أنتما الاثنان اتبعاني"
"حاضر"
"حسناً"
أجاب كل من يوي وآرثر ثم تبعا رين.
وهكذا، قام رين بأخذهم في جولة بالأرجاء للتعرف على البيئة الجديدة، كما قام بتعريفهم على سكان المنزل وطبيعة العمل.
"بالاضافة إليكما هناك خمسة أشخاص يعيشون في هذا المنزل
أنا وريا التي قابلتموها قبل قليل وهذه كايا أختي الصغرى أما ذاك الشخص فهو هاروكي، الأخ الأصغر لريا"
قال رين ذلك أثناء الاشارة إلى هاروكي وكايا اللذان كانا يتجولان في الأرجاء ممسكين بأيدي بعضهما البعض.
عند رؤية ذلك، اقترب هاروكي وكايا من رين ورحبوا بالضيوف الجدد.
"مرحباً أنا هاروكي
هل ستعيشون معنا من الآن فصاعداً؟"
"اه أجل"
سأل هاروكي وأجابت يوي على سؤاله.
عند سماع ذلك ابتسم هاروكي.
"أنا أرى سنكون في رعايتكم"
"هاه؟أه!أجل أجل بالتأكيد ونحن أيضاً!!"
'ما هذا يا الهي انه لطيفٌ جداً!!!'
فكرت يوي التي شعرت بأنها ستصاب بنزيف في الأنف بذلك لكنها لم تقله بصوت عال.
بعد ان انتهى هاروكي من تقديم تحيته، أخرجت كايا التي كانت مختبئة خلفه أثناء الامساك بيده رأسها قليلاً وتحدث بتعبيرٍ متحمس.
"هل سيصبح لدى كايا أخ وأخت جديدان!؟"
"أجل يمكنكِ قول ذلك"
أجاب رين على سؤال أخته الصغرى أثناء هز كتفيه.
عند سماع ذلك أفلتت كايا يد هاروكي وتقدمت إلى الأمام ثم رفعت رأسها وتحدثت أثناء النظر إلى آرثر ويوي.
"أرجوكم اعتنوا بكايا من الآن فصاعداً!"
"أجل"
كانت يوي هي التي أجابت بنبرة هادئة بالرغم من أن عقلها كان في حالة من الفوضى.
'اااااااااااااااااه!!لطيييييييييييييفة!!!!كيف يمكن لهؤلاء الأطفال أن يكونوا بهذه اللطااااااافة؟؟!!!!هل سأصبح الأخت الكبرى لهذه الكائنات اللطيفة؟؟؟؟!!!!حقاً؟؟؟حقاً؟؟حقاً؟؟إذا كان الأمر كذلك فالهروب من المنزل كان يستحق العناء!!!ااااه كيف يمكنني الحصول على مثل هذه المكافئة الرائعة؟؟؟هل أستحق ذلك؟؟!!لا لا بأس يمكنني أن أستحق ذلك من الآن فصاعداً!!لا تقلقوا يا أطفال!!أعدكم بأني سأكون أختاً جيدة لكم!!!!'
بالتأكيد.
لقد فقدت عقلها.
"يوي"
"..."
"يوي"
"هاه؟اه؟اممم؟ماذا؟؟اه أجل؟"
"هل أنتِ بخير؟"
"لا!..اه أعني أجل!أنا بخير تماماً"
"..."
'لا يبدو الأمر كذلك بالرغم من ذلك..'
كان آرثر هو الذي لم يسعه سوى أن يهز رأسه على تصرفات ابنة عمه التي يبدو وكأنها قد فقدت عقلها بعد رؤية الأطفال.
بعد القاء التحية، أمسك هاروكي وكايا أيدي بعضهمت ثانية وغادروا.
عندما لم يعد بالامكان رؤيتهم، تحدث رين إلى آرثر ويوي.
"بالنسبة للعمل..
فالفتيات يعملن في المنزل ويقومون بالأعمال المنزلية كالطبخ والتنظيف بالاضافة الى بعض الصناعات اليدوية التي يمكن بيعها
اما الفتيان فيعملون في الحقل، انه ليس حقلاً كبيراً لكننا نستطيع جني بعض المال منه
هذا كل شيء، هل هناك أي أسئلة؟"
"أجل...."
"ما الأمر؟"
سأل رين آرثر الذي بدا أن لديه ما يستفسر عنه.
"لفد قلت أن هناك خمسة أشخاص يعيشون في هذا المنزل ولكننا لم نرى سوى أربعة
من هو الشخص الخامس؟"
"اه..الشخص الخامس هو رجل كبير بالسن
انه يعتني بنا وهو بمثابة الجد للجميع"
أجاب رين بابتسامة أثناء التحدث عن الرجل الذي يعتبرونه بمثابة جدهم.
اوضحت ابتسامته كم كانوا مقربين من هذا الشخص.
لكن وكما لو كان لديه المزيد لقوله فقد فتح آرثر فمه.
"وأين هو..؟"
"هو يخرج صباحاً دوماً ويعود في موعد العشاء، لا تقلق بشأنه"
"حسناً"
بعد اخبارهم بذلك استأنف رين جولته حول المنزل ووضح الأشياء التي يحتاجون لمعرفتها.
ومنذ ذلك الوقت أصبح آرثر ويوي سكاناً رسميين في ذلك المنزل.
وأصبحوا جزءاً من العائلة الصغيرة المكونة من سبعة أفراد.
مرت أيامنا بسلام.
إلى أن..
انتشر وباء في الأحياء الفقيرة.
يوجد في الدولة الواحدة العديد من الأحياء الفقيرة.
وفي كل حي يوجد عدد من المنازل يعيش فيها عدد معين من السكان كعائلة.
سواء كانوا مرتبطين بالدم أم لا.
في الحي الذي عشنا فيه كان هناك ما يقارب عشرة منازلٍ عاش في كل منها حوالي ستة أشخاص ماتوا الواحد تلو الآخر بمجرد انتشار الوباء.
مُنِع الفقراء من الخروج من الحي خوفاً من انتقال الوباء إلى الخارج.
ولم يحصلوا على العلاج الصحيح لأنهم لا يملكون المال الكافي لتحمل تكاليفه.
لذا وبعد أقل من شهر.
لم يبقى من المنازل العشر سوى منزل واحد مازال سكانه على قيد الحياة.
كان منزلنا.
السبب؟
كان ذلك بفضل الدواء الذي وفرته ريا لنا.
بالرغم من أننا لا نعلم كيف حصلت عليه.
ولكن بالطبع لم يفعل الدواء شيئاً سوى تمديد فترة حياتنا.
فجميعنا أصبنا بالوباء في النهاية.
من كايا إلى آرثر.
على التوالي.
"أختي..أنا أتالم..أختي هذا مؤلم كايا لا تريد أن تتألم!!!..أخي أرجوك افعل شيئاً هل تسمعني؟أخي رين؟لما لا تجيب على كايا!!"
"كايا اهدئي أنا أسمعك"
"كايا توقفي عن البكاء ستشفين قريباً..ان استمريت في أخذ الدوا-"
"أختي ريا كانت تقول نفس الكلام منذ أسبوعين لكن كايا مازالت تتألم!!!!..أختي ريا مجرد كاذبة!!!...كاذبة..وااااه"
"كايا...آنا آسفة..أختك لا تعلم ماذا تفعل..أنا..آسفة"
"هل ستبدأين بالبكاء أنتي أيضاً...ألا يمكنك التصرف وفقاً لعمرك؟!"
"اخرس..رين الغبي!!"
"ها؟!!"
"وااااااه"
"ليس أنت أيضاً..لماذا تبكي أنت أيضاً الآن هارو"
"أختي...ريا لا تبكي...واااه"
"لا انه أنت من يبكي"
"رين فقط اخرس"
"مهلاً أيها الأوغاد"
"نعم رين عليك أن تخرس فقط"
"هل تقفين في صفها الآن يوي..مهلاً لم تبكين أيضاً..بجدية ما خطب هذا الجو..هل نحن في جنازة؟"
"همم؟رين هل صوتك يرتجف"
"انها مخيلتك"
"أجل أجل..بالتأكييد"
"وااااااااه"
"كايا توقفي عن البكاء...جميعاً توقفوا عن البكاء...هذا مزعج"
"اخرس..أخي الغبي!!"
"انظري الآن ريا بسببك تعلمت كايا مثل هذا الكلام!!"
"أتقول أن هذا خطأي...هكذا أنت..دائماً...واااه"
"لا بجدية توقفي عن البكاء!!!أنت تجعلين الأطفال يبكون"
"اخرس غبي غبي غبي"
"أجل..فلتخرس يا شقيق كايا الغبي!!"
"أخي رين...غبي"
"نعم رين أنت مجرد غبي"
"أنا آسفٌ رين لكني أتفق معهم"
"حتى أنت آرثر لما تتدخل!! اذا لم يكن لديك شيءٌ جيد لقوله فمن الأفضل أن تبقى صامتاً!!تباً لكم جمعيكم مجرد مجانين...هفف"
تقطير
في ذلك يوم ولفترة من الوقت لم يُسمع سوى صوت البكاء خارجاً من ذاك المنزل.
في تلك الفترة كانت حياتنا جحيماً وكافحنا بشدةٍ من أجل العيش محاولين نسيان الألم الذي شعرنا به.
لم يكن هناك أمل..
فقد جميعنا الأمل في العيش.
كان جميعنا يعلم بأننا سنلاقي نهايتنا قريباً لكن لم يقل أحد منا شيء عن ذلك.
لم يكن لدينا الطاقة لفعل ذلك.
إلى أن...
"هل تريدون أن تصبحوا شخصية في قصة؟"
تحدث ذلك الرجل إلينا.