"لماذا علي الاعتناء بأطفال أغبياء؟أنا لست جليسة أطفال!"
قالت المرأة ذات الشعر الأسود والعيون الأرجوانية ذلك بنظرة غير راضية على وجهها أثناء النظر إلى الأطفال الستة أمامها.
رداً على ذلك فتحت الطفلة ذات الشعر العسلي فمها وقالت.
"ليس لدينا خيار أليس كذلك؟فقد قال أمي وأبي أن لديهما عملية مهمة جداً وسيعودان في وقت متأخر اليوم"
"أنتِ فلتخرسي، يا ابنة ريا"
"لدي اسم وهو نينا!"
تحدثت نينا بعبوس على وجهها كما لو أنها لم تكن راضية عن طريقة تحدث المرأة ذات الشعر الأسود معها.
لكن بالطبع لم تهتم المرأة ذات الشعر الأسود بذلك.
"يجب على الطفلة التي تبلغ من العمر ثماني سنوات فقط ألا تجادل الأشخاص الأكبر منها سناً!"
"لا تناديني بطفلة!لدي اسم وهو نينا!"
"وأيضاً لما علي الاعتناء بأبناء يوي وكايا أيضاً!هذا مزعج!لم أتزوج لأني لم أرد الاعتناء بالأطفال ولكن لما علي الإعتناء بأطفال الآخرين؟"
مجدداً كان لدى نينا نظرة غير راضية على وجهها لكن المرأة تجاهلتها فقط واستمرت بالتذمر.
رداً على تذمرها تحدث الطفل ذو الشعر البني والعيون البني المائلة بنظرة اعتذارية على وجهه.
"أنا آسف عمتي يونا يبدو أن والداي سيتأخران اليوم في المعمل لصناعة سلاح جديد لذا قالا أنهما لا يستطيعان الاعتناء بي"
"هذا ليس خطأك هيكارو، انه خطأ والديك الغبيان"
"لماذا تنادينه باسمه بينما أنا لا؟!"
"فلتخرسي يا ابنة ريا"
عند سماع المرأة ذات الشعر الأسود التي تدعى يونا تنادي الطفل ذو الشعر البني باسمه اعترضت نينا ثانية لكن يونا قامت باخبارها أن تخرس فقط.
"اسمي هي نينا أيتها العجوز الغبية!!!!"
"اذاً ماذا عن أبناء يوي؟أكبركم في الثانية عشرة من عمره صحيح؟ووالديكم ليس لديهم شيء لفعله حقاً لذا لم علي الاعتناء بكم أيضاً!؟"
تجاهلت يونا نينا وتحدثت إلى الأشخاص الثلاثة أمامها والذين كانوا أبناء يوي وآرثر.
كان أكبرهم هم التوأم ميل وميلا ذوا الشعر الأسود الداكن والعيون الخضراء الفاقعة.
بينما الأصغر هو طفل ذو شعر أسود بأطراف بيضاء وعينان ذات لون مختلف حيث كانت احداهما سوداء والأخرى خضراء يدعى نوي.
"ليس لدينا خيار أليس كذلك؟"
"فاليوم هو ذكرى زواجها"
"لذا عندما سمعوا أن الخالة ريا وكايا طلبتا منكِ الاعتناء بأطفالهم"
"قرروا إرسالنا بعيداً أيضاً!"
تحدث التوأمان ميل وميلا على التوالي أثناء اكمال جمل بعضهم البعض بينما جلس نوي فقط دون قول أي كلمة.
"لا أصدق أنهم يرسلون أطفالهم للآخرين للاعتناء بهم فقط لأجل الاحتفال بذكرى زواجهم انهم أسوء من ريا وكايا حتى"
هزت يونا رأسها أثناء وضع يدها على وجهها والتنهد بما يكفي لإسقاط السماء.
"على أي حال أنت لستم أطفالاً لذا تستطيعون الاعتناء بأنفسكم أما أنا فسأذهب في طريقي"
"انتظري أيتها العجوز!"
"من التي تنادينها بالعجوز أيتها الطفلة اللعينة!!"
"أختي لا يمكنكِ اهانة الأشخاص الأكبر سناً منكِ"
"روي لا تتدخل!"
حاول روي تهدئة أخته التي كانت تحدث يونا بعدم احترام لكن نينا طلبت منه عدم التدخل فقط.
"لدي سؤال لك!"
"سؤال؟"
"أجل!"
"ما هو؟"
رفعت يونا حاجبها كما لو كانت فضولية حول ما ستسأله نينا لكن نينا التي لم تلاحظ ذلك سألت بتعبير جاد على وجهها.
"هل صحيح أنكم دخلتم قصة عندما كنتم صغاراً!؟"
"...!"
فتحت يونا عينيها على مصراعيها كما لو أنها لم تتوقع السؤال.
الأطفال الذي سمعوا سؤالها كان لديهم نظرة متفاجئة على وجوههم لكنهم سرعان ما اقتربوا من نينا وسألوا.
"هل أخبركِ والداكِ بتلك القصة أيضاً!؟"
"أنتم أيضاً..؟!"
"أجل..."
"نحن أيضاً..."
"أخبرنا والدانا...."
"تلك القصة!"
سألت ميلا نينا عما اذا كان والدها قد أخبارها بتلك القصة لذا استنتجت نينا أن والدا ميلا قد أخبراهما بشأن تلك القصة أيضاً وسألت لتتأكد فقط فأجاب ميل وميلا على سؤالها أثناء اكمال جمل بعضهما البعض كما العادة.
"أنا أيضاً..."
هيكارو الذي سمع ذلك اقترب منهم أيضاً وتحدث.
"أخبرني والداي بتلك القصة"
"هيكارو أيضاً؟!"
برؤية أن الجميع كانوا يعلمون بشأن تلك القصة كان لدى نينا نظرة متفاحئة على وجهها لأنه سيكون من الصعب التفكير في أن آباءهم اتفقوا جميعاً على اخبارهم هذه القصة لخداعهم فقط.
ما عنى أن القصة التي أخبرتها بها والدتها ربما تكون حقيقة.
نينا التي لم ترد تصديق ذلك نظرت إلى يونا بعيون تطلب الحقيقة.
ولم تكن نينا فقط.
نظر جميع الأطفال إلى يونا بنظرة فضولية على وجوههم.
برؤية نظراتهم تنهدت يونا بما يكفي لإسقاك السماء ثم فتحت فمها وقالت.
"انه كذلك"
"هاه؟"
"هذه القصة عن دخولنا إلى قصة عندما كنا صغاراً...انها حقيقية"
"..."
"..."
"..."
"..."
"..."
"..."
لم يقل أي شخص شيء لفترة.
لأن كلمات يونا كانت في الغالب حقيقية.
ربما يكذب عليهم أباؤهم ليجعلوا أنفسهم يظهرون بمظهر رائع لكن يونا لم يكن لديها سبب لفعل ذلك.
كما أنها لم تكن من النوع الذي سيكذب فقط لأن أحد والديهم أخبرها بفعل ذلك لذا وبلا شك..
كانت كلماتها حقيقية.
"أنت تمزحين..."
قالت نينا ذلك أثناء دفن وجهها في الأرض كما لو كانت محبطة.
كانت متأكدة أن والدتها كانت تكذب بشأن ذلك لكن الآن أدركت أنها كانت مخطئة لذا كان من الطبيعي أنها تصرفت بهذا الشكل.
على الصعيد الآخر كان لدى روي نظرة متحمسة على وجهه وقال بابتسامة سعيدة.
"كما هو متوقع ماما وبابا لن يكذبوا علينا!"
"أجل..!"
أومأ هيكارو برأسه على كلام روي بابتسامة كما لو كان يوافقه الرأي.
"ماذا تظن؟"
"إنها حقيقة على الأغلب"
"أجل...."
تحدث التوأمان إلى بعضهما البعض حيث سألت ميلا ميل عن رأيه ثم أومأت برأسها كما لو كان لديها الرأي نفسه.
بينما ربت نوي على ظهر نينا التي كانت تدفن وجهها في الأرض.
"لا أريد المواساة من طفل أصغر مني"
"أنتِ أكبر مني بسنة فقط"
"..."
كانت حقيقة أنها كانت أكبر منه بسنة واحدة فقط لذا لم تستطع قول شيء واستمرت بدفن رأسها في الأرض.
"إذاً أيتها العمة يونا"
"ماذا؟"
"هل صحيح أنكِ حاولتي تفجير مدينة كاملة فقط لأن دمى بشرية هاجمتكِ؟"
"..."
سأل ميل وميلا يونا على التوالي لكن يونا التي سمعت سؤالهم لم تستطع الاجابة لفترة لكنها تنهدت في النهاية وقالت.
"أجل"
"إذا هل صحيح أنكِ إقتحمتي جسد والدتنا في منتصف القصة؟"
"أجل..."
"وعن كونكِ طلبتي تحالف معهم بعد فترة قصيرة من محاولتكِ قتلهم؟"
"أ..جل"
"إذاً ماذا عن-"
"هذا يكفي!!!"
لم تستطع يونا التحمل في النهاية وصرخت في وجه ميل وميلا اللذان كانا يستجوبانها لأنها لم ترد تذكر تاريخها الأسود أكثر من ذلك.
"واو أيتها العجوزة لقد كنتِ حقاً مجنونة..اذا كان كل ذلك صحيحاً فهذا يعني أن محاولتكِ قتل والدتي في القصة صحيح أيضاً"
"..."
لم تستطع يونا قول شيء لنينا التي كانت تشتمها لأن ما قالته كان صحيحاً إلى حد ما.
لكن هذا لم يعني أنها ستصمت فقط.
"برأيي والدتكِ أكثر جنوناً مني"
"هاه؟"
"هددت النائب بكشف سره لو لم يعلمها المبارزة وأجبرته على لعب دور حبيبها"
"..."
"أخبرت كايا التي ظن الجميع أنها ماتت أن تعود للقصر بهوية خادمة"
"..."
"وأجبرتها على الخروج مع الاثنين اللذان لديهما أكبر فرصة لكشف هويتها"
"..."
"وفي النهاية قبلت عرضي عندما طلبت تعاونها"
"..."
"لذا بالتأكيد هي مجنونة أكثر مني!"
"..."
لم تستطع نينا قول أي شيء لأن كل ما قالته يونا كان صحيحاً لذا انتهى بها الأمر بالتحديق في يونا بنظرة فارغة على وجهها.
"هل صحيح أن الجد من مقهى السعادة الحقيقة هو من أدخلكم إلى القصة؟"
"أجل"
"هممم...لا أصدق أنكم تركتموه على قيد الحياة بعد كل ما فعله"
"وأنا لا أصدق أن هذه الكلمات تخرج من فم ابن يوي وآرثر"
لم تكن لتتفاجئ لو كانت نينا أو روي اللذان كانا أبناء ريا التي كانت بالتأكيد شخص غير طبيعي يقولان هذه الكلمات لكنها كانت صدمة أن الشخص الذي يقول ذلك هو ابن يوي وآرثر اللذان يعتبران الأكثر طبيعية بينهم.
أكثر حتى من كايا وهاروكي.
"عندما يمر الانسان بالكثير في حياته فإنه يصبح لديه ارتباط أقل بحياة الآخرين"
"ما الذي يقوله الطفل الذي يبلغ من عمر سبع سنوات؟"
ليس وكأن والداه كانا يعملان كمغتالان مثل والدا نينا وروي أو كتجار أسلحة يصنعون الأسلحة ويبيعونها كوالدا هيكارو لذا لم تستطع أن تفهم من أين جاء تعبير المرور بالكثير في الحياة بالضبط.
لكن سرعان ما جاء الجواب من التوأم بجانبها.
"إنه يقضي الكثير من الوقت على الهاتف يشاهد الأفلام لذا...."
"انتهى به الأمر بأن يصبح من هذا القبيل..."
"اوه..."
كانت يونا هي التي فهمت تماماً ما الذي كان يعنيه التوأمان بكلامهما لذا هزت رأسها في النهاية كما لو أنها لا تريد التفكير بذلك بعد الآن.
"والدانا مذهلان أليس كذلك! هيكارو!؟"
"أجل إنهما كذلك!"
كان روي وهيكارو هما اللذان كانا يمدحان والديهما بتعبير سعيد على وجهيهما دون الاهتمام بمحيطهما.
في النهاية كانا شخصين بنفس الطول الموجي.
وهكذا وبعد مرور عدة ساعات من الصداع والازعاج.
انتهى عمل يونا في مجالسة الأطفال أخيراً.
كان اليوم هو بالتأكيد من أكثر الأيام سوءاً بالنسبة لها.
في ذلك اليوم...
وعدت يونا بنفسها بأنها بالتأكيد لن تقبل طلب ريا أو كايا أو حتى يوي بمجالسة أطفالهم مجدداً.
لكن كان من غير المعلوم كيف انتهى بها الأمر بخرق وعدها لنفسها ومجالستهم ثانية عدة مرات كل سنة.
في النهاية..
ربما لم تكن عزيمتها كافية للتغلب عليهم.