"هاه؟ما الذي تعنينه؟"
"أنا أقصد ما قلته حرفياً"
برؤية الطفلة ذات الشعر العسلي التي كانت تنظر لها بعينيها مفتوحة على مصراعيها ابتسمت المرأة ذات الشعر الأشقر وأجابت على سؤالها.
لكن الطفلة التي يبدو أنها مازالت لم تقتنع أمالت رأسها كما لو أنها لا تستطيع أن تفهم ما تعنيه.
"مازلت لا أفهم..هل تقصدين أنكِ وأبي دخلتم قصة عندما كنتم صغاراً؟"
"أجل!"
"لكن هذا مستحيل!"
"من قال ذلك؟"
"حسناً هذا..."
تجنبت الفتاة الصغيرة النظر في عيون والدتها لأنها لم تستطع الاجابة.
لم يكن هناك دليل عل أنه كان من غير الممكن الدخول إلى قصة ولكن لم يكن هناك دليل على أنه لم يكن كذلك أيضاً لذا كان من الطبيعي أنها لم تستطع الإجابة.
"إذا كان هذا صحيحاً فمن هو الشخص الذي يدعى جيم الذي أدخلكم القصة!؟"
سألت الطفلة بابتسامة منتصرة كما لو كانت واثقة من أن والدتها لن تستطيع الإجابة على سؤالها لكن المرأة ذات الشعر الأشقر هزت كتفيها فقط وأجابت.
"انه ذلك الجد من مقهى السعادة الحقيقة"
"ماذا!!!هذا مستحيل!!!!"
فتحت الفتاة الصغيرة عينيها على مصراعيها كما لو كانت لا تستطيع التصديق.
والذي كان طبيعياً.
حيث رأت جيم عدة مرات منذ ولادتها وكان انطباعها عنه هو أنه شخص لطيف جداً لذا كان من الطبيعي أنها لم تستطع تصديق كونه شخص سيفعل أشياء كهذه.
"يمكنكِ سؤاله بنفسكِ ان أردتي"
"مس..ت..حيل...."
"مهلاً رين فلتقل شيئاً أيضاً!"
"ما الذي يمكنني قوله؟"
سأل الرجل ذو الشعر الأسود أثناء الاقتراب من المرأة ثم جلس على الأريكة بجانبها وقال.
"إذا لم يصدقوكِ أنتِ فهل سيصدقونني أنا؟"
"بابا هل هذا صحيح حقاً!؟"
هذه المرة كان الطفل ذو الشعر الأسود والعيون الزرقاء الشاحبة هو من سأل بتعبير متحمس على وجهه.
رداً على سؤاله ابتسم رين ثم قال أثناء التربيت على رأسه.
"هذا صحيح!"
"حقاً!؟؟؟ماما وبابا رائعين!!"
"مهلاً روي لا تنخدع!!"
برؤية شقيقها الأصغر الذي سقط تماماً فيما قالوه كان لدى الفتاة ذات الشعر العسلي نظرة غير راضية على وجهه أثناء التحدث مع شقيقها الذي يدعى روي.
"أختي...لكن..اذا قال بابا وماما ذلك فهو صحيح بالتأكيد!!"
"من قال ذلك!!!هذا مجرد كذ..آسفة!!!!"
كانت الفتاة على وشك قول أن كلام والديها هو كذب لولا التعبير المرعب التي كانت والدتها تحدق بها به والذي جعلها تعتذر بتعبير مرعوب دون أن تدرك ذلك.
"هل تجرؤين على قول أننا نكذب..؟"
"ل..لا..!!!"
"اسمعي نينا!!الوالدان لا يكذبان أبداً!!!حتى وان فعلا فيجب على الأطفال التظاهر بأنهم لا يعلمون ذلك هل فهمتي!؟؟!!!!"
"نعم!!!!!!"
أجابت نينا على سؤال والدتها ذات الوجه المرعب بابتسامة متكلفة بالدموع في عينيها.
حتى روي الذي لم يكن لديه علاقة بالأمر كان يرتجف في زاوية الغرفة.
"ريا"
برؤية ذلك وضع رين يده على كتف المرأة ذات الشعر الأشقر وتحدث إليها.
"اهدئي"
"اه..فهمت"
أجابت ريا أثناء ازالة التعبير المرعب من على وجهها ما جعل التعبير المرعوب على وجه الأطفال يخف قليلاً.
"على أي حال!!!لقد تأخر الوقت لذا فلتذهبا إلى النوم حالاً!"
"حاضررر!!!!"
بمجرد سماع ذلك ركض شخصان إلى غرفتهما بأقصى سرعتهما كما لو كانا ينتظران ذلك.
في النهاية..
كانت والدتهم هي الكائن الأكثر رعباً بالنسبة لهم.
***
"مهلاً أختي..أعتقد أنه من الأفضل ألا نفعل ذلك"
"اسمع روي!..في هذا العالم هناك أشياء عليك فعلها حتى لو كلفك ذلك حياتك!"
"لكن أنا متأكد أن مواجهة غضب ماما هو أسوء من فقدان حياتك..!"
"هذا صحيح ولكن..على أي حال علينا أن نفعل هذا!!!"
كان روي ونينا هما اللذان كانا الآن في طريقها للمقهى الذي يديره جيم بدلاً من توجه إلى المنزل بعد انتهاء المدرسة.
وبالطبع كان السبب خلف ذلك هو أن نينا أرادت التأكد مما إذا كانت القصة التي أخبرتهم بها والدتهم البارحة صحيحة.
أما روي الذي كان يعود للمنزل رفقة نينا فقد اضطر إلى مرافقتها بما أنه لا يملك خياراً آخر أثناء محاولة اقناعها بالعدول عن رأيها والرجوع إلى المنزل.
"لكن أختي....أنتِ تعلمين أن مقهى جدي بعيد جداً عن منزلنا...ماذا لو حصل شيء ما!"
"لا تقلق لا تقلق لن يحصل أي ش-"
"أخ..تي..؟"
في اللحظة التي قالت فيها نينا ذلك سقطت على الأرض بلا سابق انذار.
روي الذي لم يستطع أن يفهم ما حصل اقترب منها وهزها لفترة لكن بلا فائدة.
"ما الذي حصل..؟"
في اللحظة التي تساءل فيها روي عن ذلك فقد وعيه مع الشعور بشيء قطني يلامس أنفه.
كانت رائحة ذلك الشيء هي التي جعلته يفقد الوعي.
***
رينغ
سُمع صوت رنين هاتف في مكان ما.
بمجرد سماعه اقتربت صاحبة المنزل من الهاتف السلكي ورفعت السماعة ووضعتها على أذنها ثم تحدثت.
[مرحباً..]
[~~~~~~؟]
[أجل]
[~~~~~~~!]
[همممممم]
[~~~~~~~~!]
[أنا أرى..]
[~~~~~~~~~~~!!!]
[فهمت...إذاً أراكم لاحقاً..]
[~~~~~!!!]
[نعم وداعاً..]
بمجرد أن قالت المرأة ذات الشعر الأشقر ذلك أغلقت السماعة ثم تنهدت بما يكفي لإسقاط السماء.
"من المتصل؟"
سأل الرجل ذو الشعر الأسود الذي كان يجلس على أريكة قريبة أثناء الامساك بهاتفه المرأة ذات الشعر الأشقر عن هوية المتصل.
"لقد تم اختطاف الأطفال"
"مجدداً؟"
قال الرجل ذو الشعر الأسود ذلك بتعبير فارغ على وجهه.
رداً على سؤاله تنهدت المرأة ذات الشعر الأشقر ثانية وقالت.
"بجدية!هذه المرة الرابعة بالفعل!!لماذا يتم اختكاف هؤلاء الأطفال كثيراً؟!!!!"
"ربما لأنهم جميلون كوالدتهم؟"
"هل تغازل حقاً في وقت كهذا؟"
"أنا آسف..إذاً ما الذي طلبوه؟"
بسماع سؤال الرجل اقتربت المرأة منه ثم جلست على الأريكة بجانبه بقدميها متقاطعتين وقالت.
"المال"
"أتساءل إن كان لدى أولئك الأطفال رائحة للمال ملتصقة عليهم ليكون الهدف هو المال في ثلاث مرات من أصل أربعة"
"ربما..أتساءل من أين التقطوها..."
"إذاً ما الذي سنفعله؟هل نتصل بالشرطة؟"
هزت المرأة رأسها على سؤال الرجل بجانبها ثم قالت.
"أنت تعلم أنه لا يمكننا فعل ذلك وأيضاً الشرطة عديمة الفائدة"
في النهاية كانت وظيفتهما الحقيقة هي مغتالان لذا كان من الطبيعي أن الشرطة كانت أسوء عدو لهما.
"إذاً؟من سيذهب منا هذه المرة؟"
"سأذهب أنا..وسأترك تنظيف المكان لك"
"تتركين العمل الشاق لي دائماً...على أي حال لقد فهمت، كوني حذرة، ريا"
قال الرجل ذلك أثناء النظر إلى المرأة التي كانت كانت تتجه نحو باب المنزل مع مطرقة في يدها.
كان للمرأة التي تمسك بالمطرقة ابتسامة مرعبة على وجهها أثناء ضرب المطرقة التي تمسكها بيدها اليمنى على يدها اليسرى.
"إذاً أيها الأوغاد..آمل أنكم مستعدون لتحمل عواقب أفعالكم!"
بسماع نبرتها المرعبة كان الرجل ذو الشعر الأسود متأكداً من أن المختطفين لن يرقدوا بسلام.
***
"مهلاً أيها العجوز"
"أنا لست عجوزاً!مازلت في الأربيعينيات من عمري!"
"ألا يعني ذلك أنك عجوز؟على أي حال ما رأيك بتحريرنا بالفعل؟أنا أقول هذا من أجلك"
تحدثت الفتاة ذات الشعر العسلي إلى الرجل الذي يرتدي قناع على وجهه أمامها بتعبير لامبالي ما جعل الرجل يتحدث مع وريد على جبينه بنبرة غاضبة.
"أيتها الطفلة هل تدركين الموقف الذي أنتِ فيه؟"
"لا تناديني بالطفلة أيها العجوز اللعين!لدي اسم وهو نينا!"
"من يهتم باسمكِ أيتها الطفلة اللعينة!!وأخبرتكِ أني لست عجوزاً!"
"أختي...لا يجدر بكِ استفزاز الآخرين بتذكيرهم بالأشياء التي يريدون الهروب منها..."
قال الطفل ذو الشعر الأسود ذلك بنظرة قلقة على وجهه كما لو كان يقصد ذلك حقاً لكن بالنسبة للرجل الذي سمع ذلك فقد بدت بالتأكيد كإهانة.
"أيها الطفلان الشقيان!!!"
رفع الرجل العصا في يده وهمَّ بضرب الأطفال.
كان في تلك اللحظة.
طرق...طرق
سمع صوت طرق في مكان.
"م..من..؟!!!!"
بالرغم من سؤال الرجل فلم يكن هناك جواب.
"مهلاً أنت..فلتذهب وتتحقق مما يجري"
قال الرجل ذو القناع ذلك لأحد الرجلين اللذان كانا معه.
لذا وبناء على أوامره ذهب أحدهما للتحقق لكن وحتى بعد مرور فترة من الوقت لم يعد.
لذا ذهب الآخر للبحث عنه لكن حتى هو لم يرجع، ما جعل الرجل ذو القناع يشعر بشعور مشؤوم في صدره.
'ما الذي يحصل يا ترى'
وفجأة،
سُمع صوت خطوات شخص ما تقترب.
مع ظل شخص بدا وكأنه امرأة.
"م..من أنتِ؟!!!"
"أنا آسفة..كان علي الاعتناء ببعض الحشرات لذا تأخرت عن موعدنا"
"..."
"هل أنت هو الشخص الذي دعاني؟"
أخيراً أمكن رؤية وجه المرأة التي كانت تختبأ في الظل.
كانت امرأة ذات شعر أشقر مغطاة بالدماء في عدة أماكن مع ابتسامة مرعبة على وجهها جعلت الرجل ذو القناع يتراجع إلى الخلف دون أن يدرك ذلك.
"يا أطفال"
"نعم..أمي"
"أغمضوا أعينكم ثم ضعوا أيديكم على آذانكم"
نفذ الأطفال ما طلبته منهم المرأة دون اعتراض.
برؤية ذلك قالت المرأة أثناء النظر إليهم بابتسامة.
"أحسنتم..والآن..هل يمكننا البدأ بما علينا فعله؟"
"لا..لا تقتربي!!"
اقتربت المرأة من الرجل دون الاهتمام بما قاله.
الرجل الذي رآها تقترب ركض نحو الأطفال لمحاولة استخدامهم كرهينة لكن محاولته فشلت وبشدة بسبب الشعور الثقيل الذي ضرب ظهره.
"يقولون أنه يجب عليك ألا تتخلى عن سلاحك أبداً ولكن أعتقد أنه لا بأس بفعل ذلك في هذه الحالة"
حاول الرجل الوقوف والهروب لكن الألم في ظهره منعه من ذلك.
في هذه الأثناء وصلت المرأة إلى حيث كان واستعادت المطرقة التي رمتها عليه في وقت سابق ثم...
"كان عليك ألا تلمس أطفالي يا قطعة القمامة!"
فقد الرجل وعيه مع الشعور بالمطرقة التي تضرب رأسه.
ثم عاد الأطفال مع المرأة إلى المنزل.
واهتم رين بتنظيف المكان خلف ريا.
أما الأطفال...
فقد تعرضوا للحظات أكثر رعباً من اختطافهم من قبل ريا.
ما جعلهم في المستقبل يعيدون التفكير عشرات المرات قبل التفكير في معصيتها.
في النهاية..
كانت والدتهم هي الكائن الأكثر رعباً بالنسبة لهم.