"إذاً أنت تريد التقدم إلى كايا؟"
"أجل"
"لذا فقد أتيت لتطلب مني النصيحة حول كيفية فعل ذلك؟"
"أجل..."
تحدثت ريا إلى هاروكي الجالس على الأرض أمامها.
كان ذلك قبل نصف ساعة فقط عندما طرق هاروكي باب منزلها بشكل مفاجئ وأخبرها برغبته في الزواج من كايا وطلب منها النصيحة حول كيفية فعل ذلك.
لكن ريا التي لم تفهم حقاً ما الذي هو متردد بشأنه حدقت به بتعبير محير أثناء امالة رأسها.
"لا أظن أنها سترفض ان عرضت عليها ذلك لذا لست أفهم حقاً ما نوع النصيحة التي تريدها مني"
"لكن ماذا لو رفضت..؟"
"كما أخبرتك من المستحيل أن تفعل ذلك"
"كيف يمكنكِ أن تكوني متأكدة..؟"
"حسناً هذا..."
'لأنها تحبك أيها الأبله!'
أرادت ريا قول ذلك لكن من الجيد أنها أبقته في رأسها.
في النهاية لم يكن شقيقها هو الأفضل عندما يتعلق الأمر بقراءة مشاعر الآخرين لذا فهو في الغالب لم يلاحظ مشاعر كايا تجاهه وظن أن مشاعره كانت من طرف واحد فقط.
على أي حال كان الآن يريد طريقة مضمونة لا تعطي كايا أي فرصة لرفضه.
كانت الطريقة الأسهل هي التقدم بشكل مباشر بما أن كايا تحبه على أي حال لكن وبما أنها لا تستطيع اخباره بمشاعر كايا تجاهه فستبدو هذه الطريقة غير مضمونة بالنسبة له لذا كان عليها التفكير في طريقة أخرى.
وهكذا وبعد التفكير لفترة خطرت على بالها فكرة ما جعلتها تبتسم ابتسامة شريرة دون أن تدرك ذلك.
قربت ريا فمها من أذن هاروكي وهمست له بفكرتها التي بالتأكيد ستجعل كايا توافق على الزواج منه بنسبة ١٠٠%.
وحتى مغادرة هاروكي منزلها لتفيذ الفكرة.
لم تستطع ريا التوقف عن الابتسام.
***
[مرحباً كايا]
[أهلاً ريا]
[هل أنتِ مشغولة الآن؟]
[ليس حقاً..]
سألت ريا التي كانت تتحدث بالهاتف مع كايا اذا ما كانت كايا مشغولة وأجابت كايا بأنها ليست كذلك.
[إذاً..]
تحدثت ريا ثم ابتسمت ابتسامة كبيرة وقالت.
[هل يمكنكِ القدوم إلى متجر الحلوى المعتاد الآن؟]
[أستطيع ذلك ولكن...لماذا؟]
تحدثت كايا بنبرة شك كما لو أن ريا كانت مريبة.
وكان ذلك طبيعياً عندما كان الأمر يتعلق بريا.
هل كانت مرة أو مرتين عندما خدعتها ريا ووضعتها في مواقف أرادت شق الأرض ودفن نفسها فيها بسببها؟
لذا كان من الطبيعي أن ثقتها بريا كانت أقل بكثير من المعدل الطبيعي.
لكن ريا التي لم تهتم بمشاعرها تابعت التحدث كما لو لم يكن بالأمر الجلل.
[أريد إخباركِ بشيء ما..]
[...]
شعرت كايا بالتفاجئ من النبرة الجادة لريا لدرجة أنها صمتت دون أن تدرك ذلك.
لكن ريا التي لم تفهم سبب صمتها سألتها بنبرة محيرة.
[إجابتك؟]
[فهمت..فهمت]
في النهاية لم يكن أمام كايا خيار سوى الموافقة أثناء التنهد بما يكفي لإسقاط السماء.
بسماع إجابتها كان لدى ريا ابتسامة كبيرة على وجهها ثم همت بإقفال الاتصال لولا أن كايا تحدثت فجأة بنرة غريبة.
[بالمناسبة..ريا..]
[همم؟]
[بخصوص هاروكي...]
[أجل؟]
[أنا أفكر...بالاعتراف]
[...؟!!!]
لم تستطع ريا سوى الشعور بالصدمة من الاعلان المفاجئ لكايا الذي جاء بلا سابق انذار لدرجة أنها لم تستطع قول شيء لفترة.
لكن كايا التي كانت تتحدث بنبرة محرجة نادت اسمها بنبرة محيرة كما لو أنها تريد الحصول على اجابة.
[ريا..؟]
[اه!أجل أنا أستمع!]
[إذاً ما رأيك؟]
[امم..حسناً ألن يكون ذلك جيداً؟]
[هل تظنين ذلك؟]
[أجل!]
لم تستطع ريا اخبارها أنها في الغالب لن تستطيع الاعتراف بسبب ما أخبرت هاروكي بفعله لذا تحدثت بابتسامة متكلفة لأنها كانت تشعر بالذنب إلى حد ما.
[حسناً إذاً سأحاول فعل ذلك اليوم!]
[أجل..حظاً موفقاً..]
بسماع نبرة كايا المتحمسة لم تستطع ريا منع شعورها بالذنب من الوصول إلى حده الأقصى لدرجة أنها تحدثت بلا روح إلى كايا ثم ودعتها وأقفلت الخط.
"أنا أفعل هذا من أجلها لذا هذا ليس خطأي..أجل هذا ليس خطأي بالتأكيد!"
كانت ريا هي التي كانت تحاول منع شعورها بالذنب من الارتفاع أكثر قبل الخروج من منزلها مع فتاة صغيرة ذات شعر عسلي في يدها.
***
"أتساءل أين هي ريا؟"
نظرت كايا في أرجاء المتجر لكن لم يكن هناك أي أثر لريا التي كان من المفترض أن تلتقي بها هنا.
'ربما لم تصل بعد؟'
فكرت كايا بذلك أثناء استمرارها بالنظر في أرجاء المتجر حيث لفت إنتباهها شيء ما جعل عقلها يتوقف مؤقتاً.
هناك، في أحد أرجاء المتجر كان هناك طاولة مليئة بكعك العنب لدرجة أنها لم تستطع رؤية الشخص الذي يجلس خلف الطاولة.
كانت كايا هي الشخص الذي يعشق العنب وعلى وجه الخصوص كعك العنب لدرجة أنها اقتربت من الطاولة بلاعبها يسيل دون أن تدرك ذلك.
وبمجرد اقترابها سمعت صوت شخص ما.
"ها؟كايا؟ما الذي تفعلينه هنا؟"
"هارو...كي..؟"
كان صوت هاروكي.
فتحت كايا عينيها على مصراعيها لأنها لم تتوقع أبداً مقابلة هاروكي هنا لذا أجابت بشكل أخرق إلى حد ما على سؤاله.
"لقد طلبت مني ريا...القدوم لأنها أرادت اخباري..بشيء ما...."
قالت كايا ذلك دون ازالة عينيها عن جبل كعك العنب الموجود أمامها.
"ماذا عنك؟..ماذا تفعل هنا؟ولماذا لديك كل هذا الكعك..؟"
سألت كايا عن ذلك فجأة بنبرة محيرة.
على حد علمها لم يكن هاروكي حقاً يحب العنب لدرجة شراءه لهذه الكمية منه لذا تساءلت بجدية عن سبب وجود هذه الكومة هنا.
"فقط..أردت فعل ذلك..بلا سبب"
لكن هاروكي الذي استقبل سؤالها أجاب بنبرة مريبة أثناء محاولة عدم مقابلة الأعين قدر الإمكان.
كان من الواضح بشدة أنه كلن يكذب لكن كايا التي لم تكن في كامل قواها العقلية حالياً بسبب كعك العنب أمامها لم تستطع ملاحظة ذلك.
"هل تريدين البعض؟"
"هل يمكنني!!!!!!!!!!؟؟؟؟؟؟"
بمجرد سمع ما قاله هاروكي ضربت كايا يديها على الطاولة وتحدثت بصوت عال مع لعابها يسيل كما لو أنها لا تستطيع التحمل أكثر.
أومأ هاروكي برأسه ما جعل كايا تجلس على عجل على المقعد المقابل له وتبدأ بالأكل بنهمٍ دون الاهتمام بمحيطها.
نعم بالتأكيد.
لقد فقدت عقلها.
"كايا"
"أجل"
بسماع اسمها أجابت كايا دون النظر إلى هاروكي حتى أثناء الاستمرار بتناول كعك العنب.
"هلَّ...تزوجتني..؟"
"أجل بالتأكيد!"
كايا التي في الغالب لم تسمع سؤال هاروكي بسبب انغماسها بشدة بتناول الكعك أمامها أجابت بالموافقة ما جعل هاروكي يبتسم على نطاق واسع كما لو كان سعيداً.
"شكراً لك...في الواقع لقد اشتريت هذا الكعك لكِ لذا يمكنكِ تناوله كله"
"أجل بالتأكيد!"
مجدداً كايا في الغالب لم تسمع ما قاله هاروكي لكنها أجابت بالموافقة على أي حال.
لفترة...استمر هاروكي بمشاهدة كايا التي تأكل كعك العنب بسعادة بابتسامة سعيدة على وجهه.
"هي بالتأكيد ستدفن نفسها في الأرض عندما تعلم ما وافقت عليه دون أن تدرك ذلك"
"أجل..بالتأكيد"
في خارج المتجر كانت هناك ريا التي كانت تشاهد كل ما حصل منذ البداية من خلال نافذة المتجر.
وبحانبها كان هناك رين الذي رآها عندما خرجت من المنزل وقام باللحاق بها.
بالاضافة إلى الطفلة ذات الشعر العسلي التي كانت تشاهد أيضاً بين ذراعي ريا.
"هل كانت هناك حاجة لكل هذا؟..أعتقد أن كايا كانت ستوافق على أي حال حتى لو سأل بالطريقة الطبيعية"
"أظن ذلك أيضاً ولكن يبدو أن هارو لم يكن مقتنعاً لذا أعطيته هذه الطريقة"
"ذلك الفتى ليس لديه كثير من الثقة بنفسه على عكس شقيقته التي وصلت إلى مرحلة الغرو- اوتش!"
رين الذي كان يهين ريا حصل كما هو متوقع على ضربة على رأسه من ريا التي كانت تحدق به بابتسامة مرعبة على وجهها.
كان وجهها مرعباً لدرجة أنه ابتلع لعابه بصمت لكن الفتاة الصغيرة التي لم تفهم الجو تحدثت بين ذراعي ريا أثناء إمالة رأسها.
"ماما"
"نعم؟"
"هل سيتزوج خالي وعمتي؟"
"أجل"
الطفلة التي سمعت الجواب كان لديها نظرة غريبة على وجهها ثم تحدثت بنبرة محيرة كما لو كان هناك شيء لا تستطيع أن تفهمه.
"إذاً الطفل الذي سينجبونه..."
"أجل؟"
"هل سأناديه بابن عمتي أم بابن خالي؟"
"..."
كان رين وريا هما اللذان لم يستطيعا إجابة السؤال حتى بعد التفكير لفترة.
بعد ذلك اليوم.
قيل أنه تم سماع صوت فتاة تصرخ بكونها تريد دفن نفسها في التراب كل ليلة.
لكن وإلى الآن لم يتم الكشف عن القصة وراء ذلك.
***
"هاه"
"لماذا تتنهدين منذ الصباح؟"
سألت ريا كايا التي جاءت لزيارتها في منزلها بلا سابق انذار عن سبب تنهدها.
لكن كايا التي سمعت سؤالها تنهدت ثانية بدلاً من الإجابة ثم تحدثت بنبرة مريرة.
"في الواقع..."
"أجل...."
وضعت كايا يديها على وجهها ثم قالت بأكثر نبرة حزينة على الاطلاق.
"أنا حامل"
"أليس هذا شيئاً جيداً؟"
"بالطبع ليس كذلك!!!!"
تساءلت ريا عن الشيء السيء فيما قالته كايا لكن كايا التي سمعت ما قالته أزالت يديها من على وجهها وصرخت في وجه ريا كما لو كان لديها رأي مختلف.
"ألا تعلمين أن الولادة هي ثاني أكثر الأشياء إيلاماً بعد الموت حرقاً!!!؟؟؟؟"
"لقد حرقتي حتى الموت من قبل لذا ألن يكون هذا شيء سهلاً بالنسبة لك؟"
"هذه هي المشكلة!!!!"
"..؟"
برؤية كايا التي كانت تصرخ بكون ما قالته ريا هو المشكلة أمالت ريا رأسها بتعبير محير كما لو كانت لا تستطيع أن تفهم ما تقصده.
"أنتِ تعلمين أني لم يتم احراقي في آخر جولة لنا في القصة لأنكِ أنقذتني صحيح؟بخلاف الجولات السابقة التي ليس لدينا ذكريات عنها تقريباً"
"أجل..."
"لكن مؤخراً كانت تراودني أحلام عن الجولات السابقة التي تم احراقي فيه...لذا فقط للتفكير بأن ولادة هي شعور مثل ذلك يجعلني أرتعش حتى أسفل عمودي الفقري"
"هممم...."
لقد مضى حوالي اثنتا عشرة سنة منذ خروجهم من القصة لذا لم تتوقع ريا أن كايا ستبدأ بتذكر ذكريات الجولات السابقة بعد كل هذا الوقت.
"كما هو متوقع علي اجهاضه!"
"مهلاً مهلاً ألست متسرعة..؟"
"لكن..."
"لا تقلقي انه ليس مؤلماً لهذه الدرجة...في الغالب...على الأقل لن تموتي!"
"البقاء على قيد الحياة ليس المشكلة!!!!صحيح!!سأجهضه!!!"
"اهدئي كايا!!!"
أمسكت ريا على عجل بذراع كايا التي كانت على وشك الاندفاع إلى الخارج وحاولت تهدئتها.
"أنا أخبركِ انه حقاً ليس مؤلماً!بصفتي شخص جرب الأمر من قبل فأنتِ تعلمين أني لا أكذب عليكِ صحيح؟"
"حقاً..؟"
بالطبع كانت ريا الآن تكذب لكن كايا التي لم تعلم ذلك سألتها بوجه جرو عما اذا كان ذلك صحيحاً.
وبالرغم من ذلك ريا التي لم يكن لديها ضمير أومأت برأسها وأجابت بنعم.
ومن هذا القبيل...
مر ما يقارب تسعة أشهر.
***
"لااااااااااااااااااااااااااا"
"كايا عليكِ أن تهدئي!!"
"لاااااااااا لن أنجب!!أنا لن أنجب!!!"
"كايا اهدئي وادخلي!!!"
"لااااااااااااااااا"
كان رين وريا وكايا وهاروكي الآن في المشفى.
وعلى وجه الخصوص أمام غرفة الولادة في المشفى.
حيث تشبثت كايا بباب الغرفة ورفضت الدخول أثناء الصراخ.
"كايا إن لم تدخلي الآن فسيصبح الوضع سيئاً حقاً!"
"لااااااااا"
"فكري في الأمر!كيف سيكون شعور ابنك ان أخبرته أنكِ أنجبته على عتبة باب غرفة الولادة!سيبدأ بشعور بعقدة النقص صحيح!؟"
"سأجهضه!!!لن أنجب!!!!!"
"لقد فات الآوان بالفعل!!أنتِ على وشك الولادة!!!مهلاً هارو ورين ساعداني!!"
بسماع ما قالته ريا بدأ رين وهاروكي بسحب كايا التي كانت تتشبث بشدة في الباب إلى الداخل.
"لااااااااااااااااااااااااا!!!!!!لن أنجبببببببببببببببب!!!!!!!!!"
وبالرغم من صراخ كايا الذي لم يتوقف.
تم سحبها بلا رحمة من قبل هارو ورين إلى داخل غرفة الولادة وبالكاد استطاعوا الخروج بعد أن حصلوا على الكثير من العض والضربات في أجسادهم.
"واو مظهركم يبدو كمظهر الشخص الذي قاتل كلباً مسعوراً"
تحدثت ريا أثناء النظر بشفقة إلى رين وهارو الذين كان مظهرهم في حالة من الفوضى.
"ااااااااااااااااه!!!!!!لن أنجب!!!!!!!!!!"
لفترة في داخل غرفة ولادة تلك...
لم يُسمع سوى صوت فتاة تصرخ بكونها لا تريد أن تنجب.
وبالطبع..
لم يهتم أحد برأيها.
وهكذا حصل هاروكي وكايا على ابنهم الأول هيكارو.
الذي لم يحصلوا على أطفال بعده.
وبالطبع كان السبب خلف ذلك هو أن كليهما لم يرد المرور بتلك الحادثة المأساوية ثانيةً.