139
” إذا تم تأكيد ذلك “.
بعد فشل خطة إسحاق الصغيرة للإستيلاء على المناطيد دون أي تكلفة على الإطلاق وعد مازيلان الغاضب بنسبة 5 ٪ من أسهم صناعة المناطيد كهدية صداقة عندها فقط إبتسم مازيلان راضياً قبل أن يفصل الخط، راقب إسحاق الشاشة السوداء بسيجارته وتمتم بمرارة.
بدا مازيلان غافلاً عن حقيقة أنه عند النظر في الإمكانات الثورية للمنطاد وافق المركز على ذلك بسرعة كبيرة – بل ربما على عجل، ربما تم إخفاء معلومات معينة عمدا عن مازيلان نظرًا لدوره كمراسل فعلي بين المركز وإسحاق، حتى لو أنكر إسحاق ذلك فإن الجشع والتعلق يزدادان بشكل طبيعي مع نمو ثروة الفرد… هل يستطيع إسحاق حقًا ألا يظهر أي تردد في أكثر اللحظات حرجًا إذا لم يكتشف المركز أولاً؟.
لم يكن إسحاق متأكدًا من حالته الذهنية الحالية عندما لم يستطع حتى إكتشاف هذه الحالة على الفور، لا يمكن أن يكون إسحاق أول من خرج من العدم في لعبة القوة المعقدة هذه بين الإمبراطورية والملكة وغير البشر وآل بندلتون الذين يحافظون على التوازن في المنتصف، كما ذكر لقبهم الغزاة ضيوف غير مدعوين لكنهم أيضًا قطع شطرنج مفيدة لذلك يلعبون هذه اللعبة بأشخاص مثل إسحاق كبيادق لهم طوال الوقت.
” أعتقد أن اللاعب وقطعة الشطرنج سيصبحان شيئًا واحدًا وهذا جزء من سحر اللعبة “.
إكتشف إسحاق أخيرًا مخططًا تقريبيًا لميدان معركة الفصائل، كانتا مديرية المراقبة والتحليل محايدتين بشروط أما الإمبراطورية والملكة فمعادين لبعضهما البعض، لم يعرف إسحاق سبب قتالهم لبعضهم البعض لكن النصر والخسارة سيتقرر من خلال الإستيلاء على قطعة الشطرنج المعروفة بإسم إسحاق أو القضاء عليها.
” إذن هل أصبحت ملكًا الآن؟ لقد تمت ترقيتي “.
ضحك إسحاق وغادر غرفة الإتصال لكنه لم يستطع إخفاء دهشته عندما أحضر له ريزلي كأسًا من نبيذ الفاكهة وأخبارا.
” لقد أعادوا الأراضي التي تم ضمها؟ “.
تحت قيادة الماركيزة ديبورا أدى تطبيقهم لتكتيكات الحرب الخاطفة إلى تحقيق إنتصار خاطف، لقد قضوا على كبار ضباط أعدائهم وأجبرواهم على رفع دعوى من أجل السلام وكسبوا كل شيء بأقل الخسائر، إذا قاموا بدمج غنائمهم الإقليمية للحرب لكانت أراضيهم كبيرة بما يكفي للتنافس على لقب الدوقية تمامًا مثلما حاول الماركيز ليشتن والكونت وولفغانغ، لكن للتفكير بأنهم سوف يقسمون أراضيهم عن طيب خاطر سواء كان ذلك من أجل المال أو الإستقرار – فهذا عمل مستحيل على النبلاء المهووسين بالألقاب والسلطة.
” أنت تعلم أنهم يقفون على جليد رقيق تقول الشائعات أنهم إختاروا ترسيخ موقفهم وإبعاد الأسباب الخطرة مثل الجشع “.
” لا تجعلني أضحك “.
إستنشق إسحاق سيجارته.
‘ يقولون إن وضعهم الحالي محفوف بالمخاطر؟ ‘.
هناك الكثير من الأطراف على إستعداد للإستثمار فيهم حتى إسحاق نفسه كان يتطلع إلى الماركيزة ديبرون كإستثمار محتمل – إذا صعدت إلى رتبة دوقة، هذا العالم الغادر لن يتذكر إلا أولئك الذين في البداية فقد عرف الناس مدى صعوبة الأمر ولهذا السبب تذكروهم، من أجل ترقية عائلة وولفغانغ إلى رتبة دوق كان على ليلى أولاً أن تبقى على قيد الحياة حتى إحتفالها ببلوغ سن الرشد، على أكتاف ليلى أن تصمد أمام المخططات والخيانة التي تتطلع إلى الإستيلاء على ثروتها ولكن ماذا لو حصلت عائلة أخرى على لقب الدوق قبلها؟.
أن تكون الأول أمر صعب لكن الثاني والثالث كانا أسهل بكثير هذا هو السبب في أن إسحاق تمنى بصمت أن تطلب عائلة دوبرون لقب الدوق، إن الماركيزة دوبرون إمرأة طموحة ولديها الموهبة التي تتناسب مع طموحها، على الرغم من أنها أكثر من مؤهلة للمطالبة باللقب فقد تخلت عن طيب خاطر عن هذا الإحتمال.
” لن يعجبني إن كان هذا من فعلهم لوضع الأساس ضدي… “.
تركت عائلة دوبرون بصمتها في التاريخ بالتخلي عن اللقب وبالتأكيد وولفغانغ على قيد الحياة لأن إسحاق على قيد الحياة وبصحة جيدة ولكن ماذا لو ذهب إسحاق؟… لن يكون ليلى رأي فيما إذا إستخدمت الإمبراطورية عائلة دوبرون كذريعة لتقسيم إقليم وولفغانغ ومنح ليلى لقب ماركيزة فمن الناحية الفنية لا يزال ترقية.
” هل يجب أن أجعل الأمر أكثر يقينًا… “.
” عفوا؟ جعله أكثر تأكيدا؟ “.
” إنه مشروعي الشخصي… كيف حال الشقية هذه الأيام على أي حال؟ “.
تنهد ريزلي بعمق في وجه إسحاق ونظر إليه على مضض.
” يتم رميها في الأرجاء لدرجة يصعب مشاهدتها “.
لا تزال مجرد طفلة لم يكن من السهل عليها مواجهة الكبار الذين تصلبهم الجشع، كانوا يتقدمون إليها من جميع الجهات وينتظرون كلمة خاطئة منها وسوف يعضون على الفرصة، سيجرون المفاوضات نحو شروط أكثر ملاءمة لهم وستتعرض للخداع بينما كلتا عينينها مفتوحتين.
” ماذا تفعل المتحاذقة؟ “.
” من الصعب عليها حتى أن تظهر وجهها بسبب إرتباط إسمها بيندلتون، حتى أن هؤلاء البلهاء يستخدمون هذه الحقيقة لإجبار السيدة ريفيليا على الإبتعاد عندما تكون حاضرة “.
” الضغط على المتحاذقة؟ أعتقد أن هناك العديد من الطرق الإبداعية للإنتحار… ماذا عن زيرومان؟ “.
” يبدو أنه يحاول ولكن هناك حدًا لما يمكن أن يفعله رجل واحد “.
رأى إسحاق تلميحات من خيبة الأمل والعداء في عيون ريزلي لذا أخرج سيجارة وسأل.
” هل أصبحت معجبا بها حقًا أم أنك تقوم بفعل ما؟ “.
إبتسم ريزلي بخجل.
” النصف “.
” ألا يعلم هؤلاء الحمقى أنني سأقلب المفاوضات إذا لم تعجبني؟ “.
” أعتقد أنه بسبب الإشتباك مع الماركيز ليشتن “.
” حسنًا؟ ما علاقة ليشتن؟ “.
” يمكنك أن تتخيل أن مدينة بورت تعتقد أنك ترغب في إنهاء المفاوضات قبل إندلاع الحرب معهم “.
ظهرت إبتسامة متكلفة على وجه إسحاق.
” بالطبع هم يفكرون هكذا أرى أنهم ما زالوا يعيشون في مجد أيامهم الخوالي… كيف هي أحوال ليشتن؟ “.
” آه! لقد تلقينا بلاغًا عاجلاً ليس من ساينت بل من مديرية المراقبة لكن التقرير مشكوك فيه حقًا في أحسن الأحوال… “.
” ما هو؟ “.
” يذكر أن المبعوثين الذين زاروا الفيكونت روزينبرغ للمفاوضات تعرضوا للهجوم “.
” مهاجمة المبعوثين؟ ألا يتعارض ذلك مع قوانين الحرب الإقليمية؟ “.
” إنها جريمة خطيرة لن تمر دون عقاب ولهذا طلبنا المزيد من المعلومات… يقولون إن بعض مرافقي المبعوثين بدأوا في مهاجمة الآخرين “.
“…”.
واصل ريزلي على عجل الشرح أمام تعبير إسحاق المذهول.
” يشير المشهد إلى أن المبعوثين كانوا يدافعون ضد هجوم شرس من الأمام وبدون أي دليل آخر فإن القانون بالتأكيد سيجعل رأس الفيكونت روزينبرغ يتدحرج “.
” يا رجل لقد فكرت في هذه الطريقة لكنني إستسلمت لأنه لم يكن لدي أي شخص يأمر بالموت لم أكن أعتقد أنهم سيكونون قادرين على فعل ذلك “.
تمتم إسحاق وصرخ ريزلي كما لو كان يعرف طوال الوقت.
” كنت أعرف! كانت تلك أوامرك! “.
” مهلا! لا تقدم مثل هذه الإدعاءات المحفوفة بالمخاطر هل سبق لك أن رأيتني أخبرهم أن يموتوا؟ كنت هناك معي “.
” هذا صحيح ولكن… “.
” لكن هل أنت متأكد من أنه يمكننا حقًا الإستفادة من هذا؟ ستكون مشكلة إذا ماتوا بدون سبب “.
” ما الذي تعتقد أنه يبدو أكثر ترجيحًا حقيقة أن المرافقين أصيبوا بالجنون وقتلوا بعضهم البعض أو الكذبة القائلة بأن الفيكونت المتطرف الذي يطالب بالحرب لم يتمكن من كبح جماح غضبه وهاجم؟ “.
” بالتأكيد الأخيرة لكن يجب أن يكون هناك دليل على وجود قتال بين الجانبين، يجب أن يكون فرسان الفيكونت نظيفين بدون أي جروح أليس كذلك؟ “.
” من يستطيع أن يقوم بالهجوم على حزب المبعوث؟ بالإضافة إلى ذلك إنها معركة بين فرسان قتال متمرسين ضد مرتزقة حديثي التخرج عندما تعتبره كمينًا فحتى التحقيق يعتبر مجرد تلفيق “.
” معك حق… إذا هل إنتهت عائلة ليشتن؟ “.
” نعم يجب أن يدرك من هم على دراية بما حدث بالفعل لكنهم سيستسلمون لأنه أمر مخيف أكثر “.
” من الجيد أن هذا إنتهى في غضون عام الآن نحتاج فقط إلى إنهاء الأمر مع مدينة بورت قبل الكشف عن المنطاد “.
” سينتهي الأمر مع عائلة ليشتن دون عوائق ولكن ماذا ستفعل بشأن مدينة بورت؟ “.
” أنا متأكد من أن الشقية سوف تعمل بشكل جيد “.
” أنا أقول هذا لأنه لن يحدث “.
تذمر ريزلي بينما نفخ إسحاق دخانه وتكلم.
” إذن إذهب وساعدها “.
أشرق وجه ريزلي للحظة ثم نظر إلى الأسفل بخيبة أمل مرة أخرى.
” من سيهتم بك إذا لم أكن هنا؟ “.
” سأعيش بشكل جيد بدونك “.
” أنا متأكد من أنك ستكون على قيد الحياة السؤال هو كيف؟ “.
رد ريزلي ونظر إلى إسحاق كأب قلق يترك طفله بالقرب من بركة عميقة.
” إذا إذهب وأنهي الأمر بسرعة من الواضح أننا سننتهي من إعادة التفاوض بهذا المعدل، أفضل قضاء بضعة أيامي بمفردي وإنهاء الأمر بدلاً من سماعك تتذمر طوال الوقت “.
” لكن… “.
عرف إسحاق سبب تردد ريزلي فأظهر إبتسامة.
” سأترك رسالة لكونيت “.
” حقا؟ شكرا لك “.
—
بعد أن ذهب ريزلي للمساعدة قاتلت جوليا وكونيت وريشة لملء دور المساعدين لإسحاق.
” أنا مساعدة إسحاق! “.
” إذا إذهبي وإصنعي لي الشاي “.
أُجبر إسحاق على إصدار الأوامر عندما نظرت إليه كونيت بحماس شديد، ذهبت كونيت إلى المطبخ مع جوليا حيث بدأت في تنظيم المهمة، مجرد تسخين الماء وتحضير الصحن كان بالفعل مشاجرة ولكن بعد ذلك ظهرت الأكواب في الخزائن، حاولت كونيت وجوليا القفز للوصول إلى الأكواب التي من الواضح أنها بعيدة المنال، يمكن للجميع تخمين ما سيحدث بعد ذلك لقد أسقطوا الأكواب على الأرض، تحطم جبل من الخزف على الأرض، نظرت كونيت وجوليا إلى إسحاق خائفتين من التوبيخ لكنه نظر إليهما بلا مبالاة وصرح.
” ريزلي سيبكي عندما يكتشف “.
” سوف أنظف… “.
قامت كونيت وجوليا بتنظيف الأكواب في محاولة لإخفاء جريمتهما، يبدو أنهم نسوا أن هدفهم الأصلي هو صنع الشاي لإسحاق لذلك أمر ريشة بدلاً منهما.
” ريشة هل يمكنك إحضار بعض نبيذ الفاكهة… “.
” أوه! هذا طعمه لطيف! “.
” أنا متأكد من أن نبيذ الفاكهة لم يكن مخصصًا لك… “.
تمكنت ريشة من العثور على نبيذ الفاكهة دون علم إسحاق، أصبح وجهها أحمر ساطع وهي تشرب الزجاجة بإبتسامة، نظر إليها إسحاق بحزن ثم تنهد قبل أن يمسك سيجارته.
” أشم رائحة شيء يحترق! آه! حريق! حريق! “.
أوقفت جوليا تنظيفها الدؤوب وإستنشقت الهواء لتجد مصدر الرائحة، أدركت أن مفرش المائدة قد تُرك بجانب النار التي تم إشعالها لتسخين المياه – وقد إشتعلت فيه النيران الآن، صرخت جوليا وإنضمت إليها كونيت في الجري المحموم في دوائر.
” لماذا لا تخمدان النار أولاً؟ “.
لم يرد إسحاق الوقوف بينما يراقب كونيت وجوليا يصرخان ببساطة دون التفكير في إخمادها، بحث عن ريشة للقيام بذلك بدلاً منه فقط ليجدها تغفو بزجاجة الكحول بين ذراعيها، بدون خيار نهض إسحاق وأطفأ النار ثم دفع الشظايا المكسورة من الكؤوس إلى زاوية الغرفة بقدمه، أخرج إسحاق كوبًا نجا بطريقة ما من السقوط وسخن بعض الماء وأخيرًا أعطى بعض الوجبات الخفيفة والعسل لجوليا وكونيت.
” فقط تناولوا هذا “.
كانت كونيت وجوليا مدركتين تمامًا لأخطائهم لذا أظهرتا عيون جرو حتى ألقى إسحاق الوجبات الخفيفة عليهم، طغت على وجوههم نظرة البهجة وهم يلتهمون الحلويات والعسل بينما يراقب إسحاق الإثنتين بلا مبالاة وهو يرتشف الشاي.