140
” فقط كيف خلقتم كل هذه الفوضى في الأيام الثلاثة لغياب ريزلي؟ “.
إنفجرت ريفيليا التي جاءت إلى السطح بحثًا عن إسحاق من الغضب بسبب الفوضى، جُرف جبل من الخزف المحطم في إحدى الزوايا بينما الجزء الآخر مغطى بالسخام من الواضح أنهم أحرقوا شيئًا ما، تناثر الفتات حول سرير إسحاق ملتصقا ببعضه البعض بالعسل المسكوب ونامت ريشة وكونيت بهدوء وسط العديد من الزجاجات الفارغة التي لا حصر لها، كانت جوليا نائمة داخل كرة هوائية بينما جلس إسحاق على أريكته بدلاً من سريره، لم تستطع ريفيليا حتى السيطرة على سيلها من التوبيخ.
” تخلصوا من كل هذه الفوضى وإبدئوا التنظيف! الآن! “.
مثل عشيقة المسكن الصارمة أجبرت ريفيليا ريشة التي تترنح من أثار الشرب على الوقوف ثم أيقظت على الفور كونيت وجوليا اللتين إحتجتا لأجل النوم أكثر وأجبرتهما على تنظيف السقف.
قعقعة!
” كونيت! ماذا تفعلين بإلقاء كل ذلك على الأرض! توقفي ريشة! “.
كونيت المنزعجة جدًا من السير على الدرج بكل تلك القمامة قامت برميهم من الشرفة، حاولت ريشة السير على خطاها والبدء في رمي الزجاجات فقط ليتم إيقافها في الوقت المناسب من قبل ريفيليا، إستيقظ إسحاق بهدوء من كل الضوضاء وشاهد المشهد في ذهول ثم أشعل سيجارة، فقط ليتم القبض عليه من قبل وهج ريفيليا الغاضب وسط توبيخها لريشة لذا أغمض عينيه على الفور وتصرف كما لو أنه نائم.
” هل تمزح معي؟ “.
كل مقطع لفظي من صوت ريفيليا له صدى عميق من الغليان، مدد إسحاق جسده كما لو أنه إستيقظ للتو وجلس.
” كان ذلك نوما جيدا… إذا متى وصلت إلى هنا؟ “.
” سأحضر لك كوبًا من الشاي بمجرد أن ننتهي من تنظيف هذا المكان في هذه الأثناء ما رأيك في أن تغسل نفسك؟ “.
بدت ريفيليا وكأنها على وشك أن توبخ إسحاق بسبب وقاحته لكنها نفضت ذلك بحسرة وأعادت إنتباهها إلى كونيت وريشة
” مدهش! كم أنت فظة جدا! لماذا لا تقولين شيئًا لإسحاق! “.
” إسحاق يجب أن ينظف أيضًا! “.
إشتكت كونيت وريشة بمناشدات عاطفية للعدالة والإنصاف – والتي سرعان ما تم القضاء عليها بتحديق ريفيليا المميت.
” ماذا لو تصبحان رئيستي قبل أن تشتكيا؟ “.
“…”.
أخمدت ريفيليا إحتجاجات كونيت وريشة في لحظة ثم أمرتهما بتنظيف السقف أثناء غسل جوليا.
” لماذا أنتِ هنا؟ “.
سأل إسحاق، حدقت ريفيليا في وجهه بينما تغسل وجه جوليا.
” لقد إستسلمت عائلة ليشتن “.
” حقا؟ إستغرق ذلك بعض الوقت “.
أجاب إسحاق بلا مبالاة مما شحذ نظرة ريفيليا، يمكن أن يشعر إسحاق بنظرتها وهي تحفره بالثقوب لذا تنهد ونظر إليها منزعجًا.
” ماذا تريدين أن تقولي هذه المرة؟ “.
قامت ريفيليا بمسح وجه جوليا بمنشفة وأبعدتها برفق إتجاه كونيت وريشة المشغولتين في التظاهر وكأنهما ينظفان ثم سألت إسحاق.
” موت المرتزقة… هل طلبت ذلك أيها المدير؟ “.
أومأ إسحاق برأسه على السؤال دون ذرة من التردد.
” لم أخبرهم بالضبط أن يموتوا لكني أعتقد أنني طلبت ذلك، في النهاية أخبرت قائد المرتزقة أن يحلها بنفسه “.
” أنا مندهشة أكثر من أن المرتزقة إتبعوا هذا الأمر بالفعل “.
” حسنًا؟ الآن هذا غير متوقع ألا يفترض بك أن تقولي شيئًا مثل (كيف يمكنك فعل هذا؟) أو (هذا يتعارض مع الأخلاق) أو شيئًا من هذا القبيل؟ “.
صدم إسحاق من رد الفعل غير المتوقع لكن ريفيليا نظرت إليه فقط ما جعله مرتبكا أكثر.
” إن الإمساك بالسيف في يده يعني أن المرء مصمم على الوقوف بجانب الموت، بحكم كونهم كذلك إختار المرتزقة المال على الكبرياء والشرف – ولهذا السبب أنا مندهشة من إختيارهم للموت على هذا النحو “.
” حقا؟ حسنًا أعتقد أنه يمكنك تسميتهم بالمرتزقة الحقيقيين لأنهم ماتوا من أجل المال “.
” بسبب المال؟ “.
” إنهم سكان مدينتي بعد كل شيء سأعتني بأسرهم كأعمدة لبارونية روندارت وسيتم منحهم 1000 جيجا كتعويض مع تعليم مجاني ورسوم طبية لثلاثة أجيال، يجب أن يكون ذلك كافيا أليس كذلك؟ بالإضافة إلى ذلك سأحرص على التخلص من أي علقات جشعة تخرج لأطفالهم وسأمنحهم أيضًا القليل من التساهل إذا إرتكبوا أي جرائم “.
“…”.
على الرغم من أن مدينة نيو بورت أصبحت مكانًا أفضل مؤخرًا إلا أن عدد السكان الذين يعيشون في الأحياء الفقيرة كثير، ولكن ماذا لو تم القضاء على المشاكل الإقتصادية لأسرهم فجأة حتى على حساب حياتهم؟ بالإضافة إلى ذلك ستحمي المدينة عائلاتهم من أي متآمرين وتعاملهم مثل عائلة نبيلة مما يجبر أي رجل سيئ المزاج على التفكير مرتين قبل طلب القتال لا عجب أن العديد من المرتزقة تطوعوا للموت.
” فقط للتأكيد لم أخبرهم أن يموتوا… ماذا كان إسم القائد مرة أخرى؟ لا أستطيع حتى أن أتذكره، على أي حال تباهى بوجود حل بسيط للغاية لذلك تركت العمل له وقد نجح كما وعد “.
تنهدت ريفيليا بينما بذل إسحاق قصارى جهده لغسل يديه من الحادث.
” أعتقد أنه ليس من شأني لكن قبل ذلك تلقيت أخبارًا تفيد بأن منطادك الشخصي قد إكتمل “.
” بسرعة؟ مرة أخرى قيل لي أنه بالفعل على وشك الإكتمال، توقيت لطيف سنكشف عن المنطاد في عيد رأس السنة الجديدة “.
” لكن متى طلبت منطادًا شخصيًا؟ “.
” لقد قررت للتو شراء منطاد الإمبراطور – الذي تم تأجيل صنعه “.
” هل تقصد المنطاد الذي وضعه إمبراطورنا السابق تحت الإنتاج؟ “.
” حسنًا؟ أنت تعرفينه؟ “.
“…”.
بالطبع تعرف إنه أسطورة حضرية سمع عنها كل عميل من عملاء المركز مرة واحدة على الأقل، عندما إشتد الصراع بين مديرية الإستراتيجية والمراقبة إمتد القتال إلى العلاقات بين الإمبراطور وغير البشر في المجلس الأكبر، بعد القشة التي قصمت ظهر البعير أعلن الإمبراطور عن جنوحه السياسي من المجلس الأكبر وقرر أن يلعب دور الطاغية – والمنطاد هو واحد من العديد من السفن التي تم إنتاجها نتيجة لذلك.
تم إنشاء هذه العناصر لغرض وحيد هو إظهار الفخامة المطلقة من أعلى مستوى، لا يمكن السماح لأي شخص برؤيته لأنه سري للغاية ومع ذلك قام الإمبراطور بصب كل إيرادات الإمبراطورية وأموال مديرية الإستراتيجية لغرض جلالته، صرخ المجلس الكبير في البداية معتقدًا أن هذا الفعل لن يستمر طويلاً وفي ذروته دفع موقف الإمبراطور الجامح الإمبراطورية إلى حافة الإفلاس، إسترضى المجلس الكبير الإمبراطور في حالة من الذعر اليائس بإعطائه بعض الحقوق والسماح بكشف تقنيات معينة.
وقع الإمبراطور عقدًا يتعهد فيه بعدم القيام بشيء كهذا مرة أخرى وتم إعادة توجيه بقية العناصر قيد الإنتاج، كان المنطاد هو الشيء الوحيد الذي لا يمكن إعادة إستخدامه لذلك تقول الأسطورة أن السفينة تقع في زاوية منشأة تخزين في مكان ما، وقد هبط هذا المنطاد في يد إسحاق والسفينة التي صنعها أعظم حرفيي الإمبراطورية هي التي أفسدت الإمبراطورية، غالبًا ما يُشار إلى المنطاد على سبيل المزاح على أنه صندوق الطوارئ للإمبراطورية لأنه حتى جزء صغير من السفينة سيكون كافياً لتمويل مديرية الإستراتيجية لمدة عام، للإعتقاد بأن مثل هذا الشيء الثمين تم بيعه لإسحاق كان على ريفيليا أن تقول شيئًا.
” سيبكي السيد كوردنيل عندما يسمع عن ذلك “.
” لا تقلقي إشتريته على أقساط “.
علق إسحاق بلا مبالاة ولم يسع ريفيليا إلا أن تتمتم أن الأمر ليس هو المشكلة إلا أن ظهر كالدن بسرعة.
” أنت هنا “.
” ماذا؟ “.
” لقد عدت للتو بعد التحدث مع صديق لي يعمل في إدارة العاصمة ولكن يبدو أن هناك شائعة غريبة تنتشر هناك “.
” شائعة غريبة؟ “.
” نعم شائعة بأنك اللورد إسحاق تهدف للحصول على لقب دوق بإستخدام إسم وولفغانغ “.
” ما هذا الهراء؟ “.
رد إسحاق بسخرية وحتى ريفيليا إبتسمت لكن كالدن ظل جادا.
” لا أعتقد أنه يمكنك الضحك على هذه القضية فقد كان رد فعلي بنفس الطريقة في البداية ولكن كلما فكرت في الأمر بدا أكثر منطقية “.
” قل لي التفاصيل “.
” ليس هناك الكثير كل ما في الأمر أن اللورد إسحاق يتظاهر فقط بمساعدة عائلة وولفغانغ ويستخدمهم بالفعل بهدف حقيقي وهو الصعود ليصبح دوقًا بنفسه “.
” لماذا أريد أن أصبح دوقًا عندما لا تكون الرتبة أعلى من مدير؟ “.
” الناس لا يعرفون ذلك وكيفية تناسب هذه القطعة في اللغز هو عمل فني “.
إسحاق الذي لم يكن لديه سبب للإنضمام عرض دعمه في الحرب لكل من وولفغانغ وليشتن على الجبهة، لكن في الحقيقة إستولى ببطء على حقوق كلتا العائلتين مع تضخيم الأضرار لكلا الطرفين، ولكن عندما إنتهت الحرب في أسوأ سيناريو – تدمير كلتا العائلتين – قام إسحاق على الفور بتأمين الخلفاء الوحيدين لوولفغانغ مع ترك خليفة ليشتن بدين فلكي من المستحيل سداده.
إن الإستيلاء على عائلة الماركيز بأكملها عن طريق الديون غير مسبوق، توقع إسحاق مقاومة جماعية إذا ضغط إلى الأمام لذلك هدف بدلاً من ذلك إلى الأطفال الصغار لوولفغانغ لكن تدخل ريفيليا بندلتون ختم مؤامرة إسحاق وكشف عن الأعمال الداخلية لخطته، لم يكن أمام إسحاق أي خيار سوى التراجع بسبب الغضب المتزايد للشعب لذا فكر وإنتظر فرصة، حصل إسحاق على لقب نبيل كما هو متوقع وإستخدم الحادث الذي تسبب فيه خليفة ليشتن كسبب لإعلان الحرب، لم يكن أمام ليشتن وأتباعهم الذين نفد وقودهم لحرب أخرى من خيار سوى قبول عرض إسحاق بالهجرة إلى مكان آخر.
” تمهل “.
مع وجود أراضي ليشتن في يده وولفغانغ هو كل ما تبقى، عندما وصل تفسير كالدن إلى هذا الإستنتاج رفع إسحاق يده لإيقاف كالدن وأخرج سيجارة غير قادر على إخفاء حيرته.
” ماذا تقصد بهذا يبدو معقولاً؟ أنني توليت أمر ليشتن لهذا السبب؟ حسنًا هذا صحيح لكنني لا أفعل ذلك لأحصل عليها لنفسي “.
” لهذا السبب لا أحد يصدقك من المجنون الذي سيقوم بمساعدة شخص لا يتشارك معه في قطرة دم؟ “.
” أنا هذا المجنون “.
” وأنا أقول لك بإستمرار أن الناس لا يعرفون ذلك “.
تذمر إسحاق من دحض كالدن وعض على سيجارته، راقب كالدن الحالة المزاجية لإسحاق بعناية بحثًا عما إذا كان عليه الإستمرار ثم قرر أن يخبره أكثر.
” في الحقيقة هذه نظرية مؤامرة لم يقلها سوى عدد قليل لكنها تكتسب شعبية مؤخرًا “.
” لماذا؟ هل تلعب إدارة الإستراتيجية معي مرة أخرى؟ “.
” لا أعرف شيئًا عن ذلك ولكن حسب الأقوال هذا بسببك يا لورد إسحاق “.
” أنا؟ “.
” نعم لقد خسر ليشتن حرب المقاطعات “.
” كيف يكون ذلك مشكلة؟ “.
عبس إسحاق غير قادر على فهم المنطق، كل من ريفيليا وكونيت وريشة قاموا أيضًا بتحريك رؤوسهم.
” لأنهم لم يستسلموا لوولفغانغ بل لك أيها اللورد إسحاق “.
” هل هذا مهم؟ سأعطيها لوولفغانغ على أي حال “.
” لا أعتقد أن هذا سيكون ممكنًا “.
” لماذا؟ “.
أجاب على إسحاق بعبوس عظيم.
” هذا لأن ليشتن إستسلموا لك فقط لا تزال عائلة وولفغانغ وليشتن في حالة حرب مع بعضهما البعض “.
” في حرب؟ ما هذا الهراء الذي تتحدث عنه؟ “.
” وفقًا لقوانين الحرب الإقليمية لا يُسمح لإقليم خاض حربًا بالقتال في حرب أخرى للعام المقبل هذا لمنع المقاطعات الأخرى من الهجوم بسبب أنها ضعفت من الحرب السابقة، لذا حاول قسم الإدارة رفض طلبك لحرب المقاطعات أيها اللورد إسحاق لكن كما إتضح لا يمكنهم رفضه “.
” لماذا؟ “.
” إفترض الجميع أن الحرب قد إنتهت مع المعركة الأخيرة في قلعة الكونت ولكن الحقيقة هي أنه لم تكن هناك مفاوضات واحدة لوقف إطلاق النار أو السلام لذلك على الورق لا يزالون في حالة حرب مع بعضهم البعض “.