151
” اللعنة! كيف وصلت إلى هذا؟ “.
ظل ديلكرو يسير في الغرفة بقلق بينما يعض على إبهامه والدم يقطر من اللحم المفتوح.
عندما إلتحق بالكلية أصبح شغوفًا بختم بصماته على التاريخ بإنجازاته للإمبراطورية وعندما تلقى دعوة من المركز إرتفع فخره بفكرة أن العالم قد إعترف أخيرًا بمواهبه، ولكن عندما علم الحقيقة وراء هذا العالم تحطم حلمه في خدمة الإمبراطور والإمبراطورية كمستشار محترم ودفعه اليأس التالي إلى إكتئاب متصاعد حتى أنه سعى للحصول على العلاج.
لكن عندما تمت دعوته من قبل وسام الإمبراطورية لتحرير الإمبراطورية من القيود التي وضعها غير البشر وإرساء التفوق البشري في العالم إشتعل قلبه بالعاطفة مرة أخرى، تمسك بإخلاصه للإمبراطورية وتحمل تدريب وجنون إسحاق منتظرًا بصبر اليوم الذي يطيح به ويكشف أنه عضو في الوسام طوال الوقت.
كما تمنى ديلكرو قررت منظمة وسام الإمبراطورية الظهور لأول مرة على جثة إسحاق وبصفته رئيسًا للأعضاء الذين تسللوا إلى مديرية الأمن والعضو الوحيد الذي ظل على إتصال بالمقر شعر ديلكرو بخيبة أمل لأنه لم يتمكن من المشاركة في إغتيال إسحاق، لكنه أدرك أن مخططهم قد إنحرف عندما ظهر إسحاق في مدينة بورت بدلاً من ليلى لذا حاول إيقاف العملية لكن يبدو أن الأداة السحرية قد تعطلت مما منعه من تنشيط إشارة الطوارئ.
” أرى أن حتى عملاء المركز منقطع النظير لا يستحقون الكثير عندما يشعرون بالفزع “.
” إخرس أيها المرتد القذر! “.
إنتقد ديلكرو أنطون الذي شرب زجاجة كاملة من الكحول بإبتسامة ساخرة على وجهه.
ظل ديلكرو غير مرتاح منذ البداية لحقيقة أن عليهم إستخدام هذا المرتد المثير للإشمئزاز الذي تعاقد مع شيطان والأكثر من ذلك لقد إرتكب خطأ فادحًا.
وصل ديلكرو إلى موقع الإلتقاء الأول للإستخراج – بغض النظر عن نجاح الخطة أو فشلها – فقط لرؤية ليلى وريزلي يدخلان الغرفة وهما فاقدان للوعي، كانوا يحاولون حقًا إختباره من الصعب للغاية الهروب من مطاردة غير البشر بعد مهاجمة إسحاق فقط ناهيك عن خطف دب شمالي.
في مثل هذا الوضع لن تدخر مديرية المراقبة أي موارد في سعيها ومما زاد الطين بلة قطع الإتصال بالمقر، لم يكن ديلكرو متأكدًا مما إذا قطع الإتصال بعد إعلان أن المهمة فاشلة أو ما إذا تم تدميره فمن الناحية التكتيكية ظل أعمى تمامًا لأنه لم يتم إستيعاب أي من الخيارات لسيناريو خطف لريزلي.
” من الذي تدعوه بالمرتد الآن؟ “.
سخر ريزلي الذي لا يزال مقيدًا في شكل دب عملاق وقد إحتضن ليلى بحذر.
أظلمت نظرة أنطون وألقى بزجاجة الكحول الفارغة عليه.
بدون أونصة من القوة لم يستطع ريزلي أن ينحني إلا عندما تحطمت الزجاجة إلى قطع أثناء ملامستها لرأسه.
مشى أنطون إلى ريزلي وأمسك برأسه وهو يهدر.
” فمك لا يزال لديه القليل من الحياة الآن أليس كذلك؟ هل أغلقه من أجلك؟ “.
نظر أنطون إلى ريزلي بعينيه المغمورتين.
واجهه ريزلي ببساطة وبلا تردد.
” إفعل فستموت نادمًا على إيقاظ الوحش بغض النظر “.
” الوحش؟ تعاقدت مع شيطان لأنتقم من إسحاق أنا الوحش! “.
أومضت عينا أنطون في جنون عند تحذير ريزلي.
سحب أنطون سيفه وقطع ذراع ريزلي اليسرى.
” أغهه! “.
صرَّ ريزلي على أسنانه وحاول كبح صرخة الألم بينما لا يزال ممسكًا بليلى في ذراعه اليمنى.
” توقف أيها الأحمق الغبي! هل فقدت عقلك وأنت في حالة سكر من تلك القوة الشيطانية؟! “.
عندما تدخل ديلكرو بينهما بدا أن أنطون يفقد الإهتمام.
قام أنطون بالشخير والنظر لريزلي للحظة قبل أن يشرب زجاجة أخرى من الكحول.
ألقى أنطون بنفسه على الأريكة في الجانب الآخر من الغرفة وأخذ يشرب مرة أخرى.
نظر ديلكرو إلى أنطون منزعجًا قبل أن يتنهد ويبدأ في شفاء ريزلي.
” من الأفضل أن تبقى في وضعك إذا كنت تريد حماية ليلى وإلا ستموت مثل الأحمق إذا قمت بإستفزازه “.
” لماذا خنت المركز؟ “.
” لم أخن المركز “.
” الولاء للإمبراطورية وفقط الإمبراطورية؟ كم هذا مضحك “.
بدا أن سخرية ريزلي قد أزعجت ديلكرو الذي شد الضمادة حول كتف ريزلي بقسوة وتأوه الأخير من الألم.
أجاب ديلكرو وهو يربط الضمادة السائبة في عقدة.
” لقد أجريت الإسعافات الأولية لذلك كل ما تحتاجه الآن هو إعادة وصل هذه الذراع لاحقًا “.
” هذا إذا نجوت… “.
بذل ديلكرو قصارى جهده لتجاهل تعليق ريزلي وإستمر في تفسيره.
” قد لا ترغب في سماع هذا لكن الوضع الحالي يضع البشر في وضع ضار إلى حد ما نحن وسام الإمبراطورية ببساطة… “.
” أحمق “.
” ماذا؟ “.
” لا يهم عذرك ما كان يجب أن توقظ الوحش “.
” هل تتحدث عن إسحاق؟ أنا من لا أستطيع أن أفهمكم يا رفاق لماذا تسمون إسحاق المجنون الذي لا يضع أي إعتبار لحياته وحشًا؟ لماذا تنتبهون لكل تحركاته؟ “.
” هذا هو الفرق بيننا وبين البشر “.
شاهد ديلكرو بحزن ضحك ريزلي قبل أن يفتح باب الغرفة فجأة.
دخل رودني ونيسك الغرفة وأمسكوا ديلكرو على الفور.
” ماذا حدث؟! ليس هذا ما وعدت به! “.
” لقد فشلت في قتل إسحاق وحتى إختطفت أحد الدببة الشمالية! اللعنة! أنت قطعت ذراعه! “.
غضب ديلكرو من رودني ونيسكي وتجاهلهم ثم تحدث إلى أنطون بدلاً من ذلك.
” لماذا هم هنا؟ “.
” ماذا علي أن أفعل عندما يأتون إلى هنا بمحض إرادتهم؟ هذا منزلهم بعد كل شيء “.
أدرك رودني ونيسكي بسرعة أن شيئًا ما خطأ في محادثتهما وظلوا يتجادلون غير راغبين في إجراء إتصال بالعين مع أي شخص.
” ربما تم إتباعهم “.
” لا يمكننا فعل الكثير حيال ذلك ونحن لن نتحرك الآن على أي حال “.
” سنبقى حتى الوقت المحدد مسبقًا “.
” بالنظر إلى أنهم لم يأتوا الآن أود أن أقول إنه قد تم العثور عليهم بالفعل وأسرهم “.
” مستحيل أنا متأكد من أنهم لم يجدوا فرصة للهروب حتى الآن “.
” هل هذا تفكير أمني أسمعه؟ “.
” لا تنظروا بإستخفاف إلى رفاقي حتى لو تم الكشف عن هوياتهم فلن يعترفوا بهذه السهولة من خلال التعذيب “.
” تبدو واثقا لكن هل ما زلت تعتقد أنه نفس الشيء مع العلم أن خصمهم هو إسحاق؟ “.
هل يمكنهم فعلاً الصمود إذا كان إسحاق من يستجوبهم؟ حتى ديلكرو لم يكن واثقًا فكيف يمكن أن يكون رفاقه مختلفين؟ بدأ القلق يحفزه مع الخوف من وصول إسحاق في أي لحظة ولكن مع وجود مديرية المراقبة لم يكن هناك مكان في هذا العالم يهربون إليه إنهم أمله الوحيد الآن.
” إذن علينا أن نتحرك على الفور! “.
” ستأتي الدببة الشمالية والجان إلى هنا لإمساكنا! لماذا خطفتم ذلك الرجل في المقام الأول؟! “.
إنزعج رودني ونيسكي عندما كانا يضايقان ديلكرو وأنطون للتصرف لكن المتلقين بدلاً من ذلك نظروا إلى بعضهم البعض فقط وتجاهلا بإزدراء متبادل هاتين الحقيبتين.
رد رودني ونيسكي على الفور.
” سيدي أنطون لا تنس أننا أنقذناك! “.
” لقد خاطرنا بالكثير لإنقاذ حياتك! “.
” أنا ممتن جدا لذلك فبفضلكم لدي الآن فرصة للإنتقام لذا أغربا عن وجهي قبل أن أقتلكما وربما تكونان قادرين على الهروب إذا كان الحظ بجانبكما “.
” أين من المفترض أن نذهب نحن الإثنين فقط؟! “.
” إذن عليكما الإنتظار “.
” ننتظر ماذا؟! “.
” الأمل الوحيد للهروب أيها الأغبياء على الرغم من أنني لست متأكدًا مما إذا كان الأمل أو اليأس ينتظر في النهاية “.
” تقصد أولئك الرجال الغرباء؟ “.
” نعم! بالطبع! هؤلاء الرجال الذين أتوا من عالم آخر! أين هم الآن؟! “.
” ألا ترى أن عميل المركز ينتظر بلا حول ولا قوة لأنه لا يعرف أيضًا؟ “.
كاد رودني ونيسكي أن يغمى عليهما من صوت سخرية أنطون وأراد الإثنان الهروب على الفور لكن إلى أين يمكن أن يذهبا بدون أنطون المصدر الوحيد للحماية الجسدية؟، بالإضافة إلى ذلك لقد تركوا كل ثرواتهم وأتباعهم وراءهم لأنهم فروا إلى هنا في عجلة من أمرهم، السبب في عدم تمكن ديلكرو من إتخاذ قرار والإنتظار مكتوف الأيدي هو عدم وجود طريقة لتجنب عيون المراقبة.
ساد صمت محرج بينما تجول رودني ونيسكي بقلق داخل الغرفة قبل النظر إلى الإثنين الآخرين والإندفاع خارج الغرفة.
نقر ديلكرو على لسانه.
” اللعنة! نواياهم واضحة مثل النهار لماذا لا تعتني بهم الآن؟ “.
من الواضح عند النظر إلى تعبيرهم أن رودني ونيسكي أرادا الركض إلى إسحاق والإستسلام مستخدمين هذا الموقع كورقة مساومة.
” فات الأوان نحن محاطون “.
” ماذا؟! “.
ركض ديلكرو بسرعة إلى النافذة ورفع الستارة قليلاً تحت ضوء القمر تحركت الظلال في الخارج.
” اللعنة! إعادة التجميع أمر مستحيل الآن! “.
” هل أنت متاكد من ذلك؟ “.
” ماذا؟ “.
” أنا أقول أنه تم إستخدمنا للتو “.
” لا تزعجني! “.
صرخ ديلكرو لكن أنطون قام ببساطة بشرب آخر الزجاجة قبل أن يتحدث.
” هناك شيء واحد نسيت أن أقوله “.
“ما هو؟ “.
” لماذا أحضرت ذلك الدب القبيح؟ لأن قوات المشاة لن تأتي إلى هنا في المقام الأول “.
إنهار وجه ديلكرو لقد أدرك الآن أنه قد تم إستخدامه كل هذا الوقت.
كانت لديه كل الفرص لمنع إغتيال إسحاق إذا علم أن قوات المشاة لن تأتي لكن بخطف ريزلي وليلى أغلق أنطون جميع طرق العمل الأخرى.
إستخدم كل من أنطون وقوات المشاة وسام الإمبراطورية لأغراضهم الخاصة.
” أنت مرتد قذر… “.
” لا تأخذ الأمر على محمل شخصي ألم تقسم أن تموت من أجل الإمبراطورية على أي حال؟ لماذا لا نخوض معركة نهائية جيدة! “.
عض ديلكرو شفته لكنه لم يستطع التصرف لم يقتصر الأمر على عدم قدرته على مواجهة أنطون ولكن الإقتتال الداخلي الآن سيفيد إسحاق فقط، كان ديلكرو بحاجة إلى البحث عن فرصة للهروب باستخدام هذا المجنون المهووس بالإنتقام.
—
” إذا وصفتم أولئك الذين يعملون مع الشياطين بأنهم (مرتدون شيطانيون) وأولئك الذين يعملون مع الملائكة (مرتدون ملائكيون)… فماذا تسمون أولئك الذين يعملون مع قوات المشاة؟ “.
” إنهم مجرد خونة “.
لخصت ريفيليا ببرود ردها لإسحاق لقد إنتهك وسام الإمبراطورية أقدس القواعد.
إمبراطورية البشر هي التي حكمت هذا العالم والبشر هم الذين ماتوا في المقدمة كلما ظهرت الشياطين والملائكة، لكن لماذا يجب أن يسيطر علينا غير البشر؟ دعونا نستعيد حريتنا ونخلق عالماً يقوده البشر تمامًا مثل عالم قوات المشاة… هذا هو هدف وسام الإمبراطورية.
بهذا المنطق أصبح البشر في جانب وغير البشر في جانب آخر لذلك يجب على البشر توحيد قواهم، بموجب هذا الفهم جلب وسام الإمبراطورية قوات المشاة ومع المؤامرة القائلة بأن الحرب نفسها هي مخطط أنشأه غير البشر الموجودين في السلطة خلصوا إلى أن التفاعل السلمي ممكن مما دفعهم إلى الإنضمام إلى الشياطين.