150
” إذن هناك خائن لكنك لا تعرف من هو؟ “.
نظر العملاء إلى بعضهم البعض بقلق عندما إجتاحتهم نظرة إسحاق.
” لهذا السبب سنستجوبهم “.
” مع قدراتك كجان؟ “.
” نعم سنكون قادرين على إلتقاط أكاذيبهم بينما نقوم بإستجوابهم واحدا تلو الآخر “.
أجاب لانبورتون بثقة لكن إسحاق أظهر إبتسامة عريضة على الفكرة.
” وكم سيستغرق ذلك؟ أنا متأكد من أنه سيكون لديهم متسع من الوقت للهروب “.
” ولكن هذه هي طريقتنا الوحيدة “.
” العثور على الخائن سهل بما فيه الكفاية “.
” ماذا؟ هل لديك طريقة للعثور عليه؟ “.
صرخ لانبورتون متفاجئًا بينما إرتجفت ريفيليا وعملاء الأمن من الغموض الذي يلوح في الأفق.
” سيتم إستبعاد كل من كان في مدينة بورت اليوم “.
هرع معظم العملاء للخروج من الفجوة حيث إنفصل تطويق الدببة الشمالية عنهم مرتاحين، بمجرد خروج المجموعة لم يتبق سوى 6 عملاء نظروا جميعًا بقلق إلى إسحاق وقد أحاط بهم غير البشر مكونين حلقات من حولهم.
” هل هم المشتبه بهم؟ “.
” مشتبه؟ “.
صرخ أحد العملاء الذي ترك في الخلف بشدة.
” هذا غير منطقي! لا يمكنك معاملتنا مثل الخونة فقط لأننا لم نكن في مدينة بورت! “.
” إذا إسمح لي أن أسأل لماذا لم تكن هناك؟ “.
” ماذا؟ ذلك بسبب… “.
العميل الذي حاول الرد إستاء من الإحباط.
لماذا ذهب العملاء إلى مدينة بورت؟ لأنهم أرادوا الإنضمام إلى جانب ليلى، معظم عملاء الأمن من المحاربين القدامى الذين خدموا المركز لأكثر من 10 سنوات بإستثناء عدد قليل من الأفراد المختارين، هذا هو سبب إستعدادهم لترك مديرية الأمن إذا قامت ليلى بتوظيفهم كمسؤولين في إدارتها الشاغرة، حتى العملاء القلائل الذين ليس لديهم عقد من الخدمة يمكنهم ركوب الموجة من خلال عمليات النقل الموضعية، هذا هو السبب في أنهم إجتمعوا أيضًا في مدينة بورت لإظهار دعمهم لذا فإن البقاء في مدينة نيو بورت أمر مريب بطبيعته.
تقدم عملاء الأمن في البداية للحصول على مكافآت سخية في المستقبل ولكن فجأة ظهر طريق بديل لمكافأة أكثر وفرة – وفي وقت أقرب أيضًا بغض النظر عن العذر ظهرت التناقضات في اليسار واليمين والوسط، بسبب مهمتهم كعملاء مزدوجين؟ لأنهم مرضى؟ لأنهم يريدون الراحة؟ هذه الأعذار لا تعني شيئًا عندما نجوا خلال التدريب فالبحث عن فرصة للهروب لم يكن له أي معنى على الإطلاق.
” لا شيء ليقال؟ إقمعهم “.
تم إخضاعهم من قبل الدببة الشمالية وقبل أن يتمكن العملاء من الرد ركعوا وأرسلوا نظرات صامتة يطلبون المساعدة من زملائهم لكن الجميع قرر تجاهلهم.
” هناك عملاء للمراقبة والتحليل بينهم أيضًا “.
علقت ريفيليا مقتنعة أنه من بين جميع المديريات ستكون التحليل هي آخر من يخونهم.
أومأ إليها إسحاق.
” إسمحوا لي أن أعتذر مقدما “.
أشار إسحاق إلى أحد العملاء القريبين ليحضر له كرسيًا، عندما تساءل الجميع عن سبب إعتذار إسحاق جلس على الكرسي وعقد ساقيه.
” هناك إحتمال أن يكون أحدكم بريئًا حقًا “.
” هذا صحيح! أنا بريء! “.
” لكن كما تعلم ليس لدينا وقت هناك الكثير من الأشياء يجب القيام به إذا كنت بريئًا ولا تعرف شيئًا فإستمر في قول ذلك مهما يكن سأقتلكم جميعا “.
“…”.
ساد صمت تقشعر لها الأبدان من حولهم بعد إعلان أن موت الأبرياء هو مجرد أمر مؤسف ليس أكثر.
” أجل أقتلنا لكنك لن تحصل على أي معلومات منا “.
التغيير المفاجئ في العميل الذي يتوسل للبراءة جعل الجميع يديرون رؤوسهم بينما يشاهدونه.
” روبرت هل خنتنا حقًا! “.
أحد العملاء خارج المحيط – على ما يبدو أحد أصدقائه المقربين – صرخ غير مصدق فقط ليرد روبرت.
” من تعتقد أن تنادي بالخائن! نحن وسام الإمبراطورية أقسمنا أن نكرس حياتنا للإمبراطور والإمبراطورية! “.
” من هم هؤلاء المتخلفين من وسام الإمبراطورية الغبية؟ “.
سألها إسحاق فتلعثمت ريفيليا وهي تجيب بينما شحب وجهها من الصدمة.
” وسام الإمبراطورية هي منظمة من عملاء المركز الذين أقسموا على الولاء للإمبراطور والإمبراطورية لكن سيد جاكسون كنت تابعًا لعائلة بندلتون كيف أمكنك؟! “.
” آل بندلتون هم التهديد الذي يقسم الإمبراطورية إلى قسمين ألا ترين مقدار المعاناة التي لحقت بنا نحن البشر لأن آل بندلتون يمنعوننا من أن نتحد كواحد؟ أقسمت بالولاء لمستقبل البشرية منذ زمن بعيد “.
تراجعت ريفيليا وهي ترتجف.
” أنظر إلى أي مدى يكون الأمر مناسبًا عندما تكشف عن هويتك؟ دعنا فقط نجعل الأمور سهلة لكلينا من قتل كالدن؟ “.
نظر روبرت إلى إسحاق على مضض وتحدث.
” ليس لدي ما أقوله لك ربما تكون قد نجوت بفضل الحظ هذه المرة لكنك أنت والعاهرة التي تتبعها ستقابلان زوالكما على يد وسام الإمبراطورية! “.
” سيكون موتك نظيفًا إذا تعاونت “.
تجاهل روبرت عرض إسحاق وصرخ.
” إيماننا صعب مثل الصلب وولائنا للإمبراطورية لا يموت لن نخضع أبدًا لأي قدر من الألم والمعاناة! “.
” نحن وسام الإمبراطورية! نحن النصل الخفي الذي يحمي الإمبراطور وإمبراطوريته! “.
هتف روبرت بصوت عالٍ وكرر العملاء الآخرون بعده في إنسجام تام بينما شاهد إسحاق المشهد يتكشف للحظة وتنهد.
نهض وجرّ كرسيه خلفه بينما يقترب من أحد العملاء حيث تردد صدى صوت سحب الكرسي في الساحة الصامتة.
عندما إقترب إسحاق من روبرت غير إتجاه الكرسي ووضع ذراعيه وذقنه فوق مسند الظهر.
” هناك كاتب أحببته شخصيًا في العالم السابق لا أعرف ما إذا كان هذا المؤلف قد علق بنفسه أو سرقها لكنه ترك هذه العبارة (يبدأ الإنسان الحروب عندما يكون هناك شيء أغلى من الحياة وينهيها عندما لا يكون هناك شيء أغلى من الحياة) الآن دعني أسألك مرة أخيرة هل قناعتك أهم من حياتك؟ “.
” بالطبع! “.
رد روبرت على الفور دون أن يمنح نفسه ثانية للتفكير بخلاف ذلك.
أومأ إسحاق وتمتم .
” فهمت “.
حدّق إسحاق في وجه روبرت.
” هل هي كبيرة؟ إفتح فمه لأجلي “.
قام إسحاق بقياس حجم القنبلة بينما يتحدث.
أمسك الدب الشمالي فك روبرت المقيد فاتحا إياه ومع صوت ” كسر” تقشعر له الأبدان فتحه.
” لا يمكنني إبقاء القنبلة مستقرة الآن إذهب وإبحث عن شيء لتثبيتها “.
تحدث إسحاق بعبوس.
سرعان ما قام أحد الجان بتزويد الدب الشمالي بحبل.
أخرج إسحاق القنبلة من جيبه.
تلوى روبرت من ألم فكه المكسور وإنتفخت عيناه عند رؤية إسحاق وهو يخرج القنبلة، قام إسحاق بلف قنبلة البيض ودفعها على الفور في فم روبرت.
” إربطها بشكل جيد حتى لا تسقط “.
تحدث إسحاق بلا مبالاة بينما كافح روبرت ضد قيوده دون جدوى.
جر إسحاق كرسيه إلى عضو الوسام بجانب روبرت.
” أحترم مبادئ الرجل لذا أستخدام بلورة مانا كاملة لقتله إنه موت كبير يتوافق مع قناعته ألا تعتقد ذلك أيضًا؟ “.
على الفور إنفجر رأس روبرت المتقلّب.
إستحم إسحاق والعملاء المحيطون به بالدم.
مسح إسحاق الجسد الذي يقطر من الحاجز وإبتسم.
” إذن ما هو الأهم حياتك أم قناعتك؟ “.
إرتجف العميل للحظة ثم صرخ وعيناه مغمضتان.
” أقتلني! لقد أقسمت بحياتي لأجل الإمبراطورية… “.
” ممتاز “.
كسر!.
أشار إسحاق إلى الدب الشمالي الذي كسر فك العميل على الفور.
دفع إسحاق قنبلة البيض في فمه وإنتقل إلى العميل التالي.
إنفجار!.
بدا أن فترة التوقف قبل التفجير أقصر هذه المرة حيث إنفجر وجه العميل قبل أن يتمكن إسحاق من تكرار السؤال لكن هذه المرة قام أحد الجان بحماية إسحاق من وابل الدم واللحم.
” توقف! السيد جاكسون جزء من آل بندلتون أترك عقوبته لي! “.
سرعان ما تقدمت ريفيليا إلى الأمام عندما تحول غضب إسحاق نحو جاكسون لكن لانبورتون منع طريقها.
” نحن نرفض تدخل آل بندلتون “.
“…”.
تراجعت ريفيليا بشكل ضعيف في مواجهة نظرة لانبورتون الخالية من المشاعر فقد تضمنت هذه الحادثة إختطاف ريزلي بعد كل شيء، حتى آل بندلتون لم يستطيعوا الوقوف في طريق غير البشر الذين كانوا أكثر حساسية للأضرار التي تصيب زملائهم من غير البشر.
أشار إسحاق إلى مكان الحادث للحظة قبل أن يطرح السؤال بإبتسامة لا تزال موجودة.
” يا للهول؟ يبدو أنه حتى آل بندلتون لا يستطيعون إنقاذك؟ “.
” خسرت حياتي لحظة فشل خطتنا لذا تدقيق المركز أمر لا مفر منه “.
” الآن ألا يبدو الأمر وكأن لديك طريقة للنجاة إذا نجحت في قتلي؟ “.
“…”.
سأل إسحاق لكن جاكسون أغلق عينيه وكأنه لا يملك شيئا ليقوله وفتح فمه إستعدادا لموته.
” حسنا! أنا معجب بك لذا سأدعك تعيش وليس أنت فقط بل أنتم أيضًا “.
إنفتحت عينا جاكسون بينما نظر غير البشر بإستياء شديد غير قادرين على تمييز المنطق.
” لا يمكنك فعل ذلك يجب أن يدفعوا الثمن بحياتهم! “.
رد أحد الدببة الشمالية بغضب لكن إسحاق إبتسم وأجاب.
” لكنني لا أريد ذلك؟ لماذا أقتل هاته الأرواح الشجاعة التي ستخسر حياتها من أجل قناعتها؟ سوف أترأسهم شخصيًا من الآن فصاعدًا أي شخص يجرؤ على إيذائهم من أجل الإنتقام سيتم إعتبارها جريمة ضدي سواء من المركز أو غير البشر “.
” ما الذي تخطط للقيام به معهم؟ “.
سأل لانبورتون فهو يعلم أن للدببة الشمالية فتيل قصير لكنه عرف أيضا أن إسحاق لم يتصرف بلطف.
أجاب إسحق وسيجارة في فمه.
” إذهب وإبحث عن أسرهم وأقاربهم وأصدقائهم وشركائهم وغير ذلك… “.
إتسعت عيون جاكسون.
” عائلتي لا علاقة لها بهذا! “.
” إذا قمت بزيارة المتحاذق فسترى ما حدث للأغبياء الذين هاجموا المدينة لذا إذهب وإفعل نفس الشيء معهم!، وتأكد من نقل هذه الرسالة إليهم: لقد فعلنا هذا لأنهم أرواح شجاعة تقدر قناعتهم على حياتهم “.
” أنت شيطان! فقط أقتلني بدلا من ذلك! أقتلني! “.
جدد جاكسون والأعضاء الآخرون نضالهم بشكل أكثر شراسة من ذي قبل.
” حسنًا؟ لكن من الذي سيهتم بأسركم بعد ذلك؟ ألا تشعرون بالفضول لمعرفة ما إذا كنتم ستتمكنون من التمسك بقناعتكم حتى النهاية أو ستندمون على ذلك بعد الإستماع إلى عويل أصدقائكم وعائلاتكم؟ “.
ضحك إسحاق وإرتجف الخونة.
جلس إسحاق على الكرسي مرة أخرى وإستقرت ذراعيه وذقنه على مسند ظهر الكرسي متحدثا.
” الآن أيتها الأرواح الشجاعة التي ستضحي بكل سرور من أجل قناعتها دعوني أسألكم ما هو الأهم: قناعتكم أم عائلاتكم؟ “.
(نهاية المجلد 8)