الفصل 208- كيف تعيشين كدوقة فيسكونتي
..
"لا ينبغي أن يكون هناك اي شيء مفقود في خدمة السيدة الجديدة."
"علم يا كبير الخدم."
كان خدم عائلة فيسكونتي الذين يعيشون في الجنوب يقومون بتنظيف القلعة وكنسها بعناية للترحيب بالمضيفة الجديدة القادمة إلى القصر.
كانت إيماءاتهم متوترة. لأن الدوقة كانت شخصًا عظيمًا. إنها القديسة التي هزمت الشيطان العظيم وابنة عائلة سيمور الشهيرة التي ترمز إلى السحر!
ولم يقتصر الأمر على ذلك، بل اكتسبت أيضًا سمعة كونها ثلاثية هزت العالم الاجتماعي بأزيائها المبهرة والمكثفة.
كان الخدم، الذين لم تسنح لهم الفرصة قط لزيارة العاصمة ولم يسمعوا سوى من شائعات، يتجاذبون أطراف الحديث في كل فرصة مع القليل من المخاوف والتوقعات.
"نظرًا لأنه من أصحاب الاتجاهات السائدة، فلا بد أنها تتمتع بقدرة تمييز عالية جدًا، أليس كذلك؟"
إن اختيارها لدوق فيسكونتي في حد ذاته يثبت نظرته الثاقبة.
"كيف هي شخصيتها؟...."
عندما بدأ الحديث عن الشخصية، ساد الصمت بين الجميع لفترة وجيزة.
كانت ديبورا سيمور، أو ديبورا فيسكونتي الآن، شخصًا خالف الحكمة التقليدية السائدة حول "القديسة المليئة بالكرم والتسامح".
يقال أنها تظاهرت ذات مرة بأنها شريرة من أجل جذب انتباه السحرة الأشرار، لكن هذا لا يعني أن الأميرة ديبورا كانت طيبة في الأصل.
في المقام الأول، كان سيمور دنيءً... لا، إنها أيضًا عائلة مشهورة بمزاجها البارد مثل الثعبان.
"تشه، حتى لو كانت تبدو جميلة، فهذا أفضل من أن يكون لديها دوافع خفية مظلمة. مثل ميا بينوش."
متأخرًا، قام شخص ما بتهدئة المزاج.
"إنها."
حتى لو تظاهرت بأنها لطيفة من الخارج، فقد كانت هناك أيضًا زوجات أرستقراطيات كن يدفعن فقط ثمن الطعام لخدمهن ليجمعن المال لأنفسهن.
وبما أنها قديسة حاربت الشيطان، فإنها ستظل على مستواها حتى لو لم تكن كريمة. والأهم من ذلك أنها شخصية عظيمة تجعلنا فخورين لمجرد أننا نخدمها كمالكة.
"على أية حال، دعونا لا نفسد الانطباع الأول للدوقة عن فيسكونتي بالخطأ."
مع كامل انضباطهم العسكري، فوجئ خدم آل فيسكونتي الذين التقوا بالدوقة والزوجين بالداخل رغم أنهم كانوا قد أعدوا عقولهم لذلك. وكان ذلك لأن أميرة سيمور بدت أكثر هدوءًا وبرودة مما نشرته به الشائعات.
ربما بسبب طول قامتها وتعبيرها المتغطرس، انكمشوا فقط من خلال النظر إليها.
في ذلك الحين.
"غرررر.."
وفجأة، اقتحم وحش ضخم ذو فراء ذهبي الحديقة واقتحمها بسرعة عالية.
"يا للهول أنه، الوحش الإلهي الأسطوري...!؟"
لقد صُدم الخادم عندما سمعوا شائعات عن وجود مخلوق روحي ذو فراء ذهبي في غابة فيسكونتي.
"يا إلهي... اعتقدت أنها مجرد شائعة."
"يبدو الأمر خطيرًا، لذلك يجب أن نمسكه."
"دوق، ماذا يجب أن نفعل؟"
اتجهت أنظار الخدم الساعين للحصول على الإذن إلى الدوق فيسكونتي. وكان ذلك لأنه لم يكن بوسعهم أن يصطادوا بتهور وحشًا ذا فراء ذهبي في حديقة فيسكونتي.
"إنها دوقية فيسكونتي الذهبية."
لقد كانت قاعدة غريبة وضعها إيسيدور.
عندما ارتبك الجميع عند رؤية الوحش المفترس الذي يسد طريق الدوقة، انقلب على ظهره فجأة أمام الدوقة. كما لو كان يستسلم أمام حيوان مفترس أقوى.
الدوقة، التي كانت تقف بلا تعبير على وجهها من دون أي انزعاج، مددت ذراعها لمداعبة بطن المخلوق الأبيض، ثم فتشت في ملابسها قبل أن ترمي شيئًا نحو الحديقة.
"هنالك."
"غررر..."
المخلوق الأسطوري، الذي غرغر بحنجرته كما لو كان يستجيب، اختفى بهدوء نحو الأدغال.
"لقد قامت بإخضاع هذا الوحش بنظرة واحدة، أليس كذلك؟"
"لقد أعطت أمرًا لهذا الوحش الضخم!"
"هذا رائع. إنه قديسة حقًا!"
لم يتمكن الخدم من إبقاء أفواههم مغلقة أمام هذا المنظر المذهل.
"يبدو أن كوكى كان متحمسًا جدًا لدرجة أنه نسي التحول." (ملاحظة للتذكير كوكي بس يطلع من مقر بلاناشيا بتحول لقطة. بس بسبب حماسه نسي)
وفي هذه الأثناء، همس إيسيدور إلى ديبورا بوجه مضطرب.
كان كوكى يتحول أحيانًا إلى وحش كبير ويظهر قوته في صيد الطيور في الغابة، ولكن لم يكن هناك طريقة ليعرف الخدم أن القط الصغير الذي كان يعتز به دوق فيسكونتي هو الوحش.
"هل من الممكن أن المخلوق الروحي الذهبي ظهر للترحيب بالمالكة؟"
"لا بد أن يكون هذا فألًا طيبًا. سوف ينعم فيسكونتي بمجد ذهبي في المستقبل!"
بدأ شخص ما بتفسير هذا الوضع بشكل إيجابي، ووافق جميع الموظفين بسرعة.
لقد كان الأمر رائعًا بالتأكيد. لقد تركت قوة الدوقة وجرأتها، التي لم ترمش بعينها حتى مع وجود وحش أمامها، انطباعًا قويًا على الخدم.
والانطباع الأول الأصلي هو القانون الأطول والأكثر ديمومة. فبفضل تدخل كوكيز، أصبحت ديبوراه مضيفة جذابة تسيطر حتى على الوحوش البرية.
في ذلك المساء.
"لا أستطيع التوصل إلى استنتاجات متسرعة بناءً على ما رأيته، ولكن موظفي فيسكونتي أكثر أدبًا وكرامة من سيمور".
عند تعليق ديبورا الموجز، هز إيسيدور كتفيه.
"أممم أنهم أكثر نشاطا من المعتاد."
"حسنًا، إنه اليوم الأول...."
"بالمناسبة، ما هي تلك الحقيبة البيضاء التي رميتها في وقت سابق؟"
بسبب كوكي، الذي حاول بشراسة الدفاع وحماية الحقيبة التي ألقتها ديبوراه، ظهرت علامات مخالب على ظهر يد إيسيدور. في النهاية، لم يتمكن حتى من التحقق من محتويات الكيس.
"إذا أردت أن تعرف، 99 ذهبة."
مدت يدها مازحة، وتنهد إيسيدور.
"أنت تحاولين أستغلالي بفمك العاري. هل من المقبول أن تكون يديك جميلتين؟"
"إن المساومة على السعر لا تختلف عن إعادة الأموال التي أخرجتها من جيبك الأيمن إلى جيبك الأيسر. ألا تعلم أن الزوج والزوجة قلب واحد؟"
ابتسم إيسيدور بهدوء واستمر.
"بما أننا جسد واحد الآن، فكل ما أملكه أصبح ملكًا لك منذ الآن فصاعدًا."
"......"
"ألقِ نظرة وأخبرني إذا لم يكن ذلك كافيًا. سوف أكسب المزيد."
كانت عيناه كعيني رفيق مخلص. كانت عيناه الصارمتان اللتان تمنحانها الثقة تترددان في زاوية من صدرها.
"بطريقة ما، أشعر وكأنني أصبحت أكثر جدارة بالثقة بعد الزواج."
لإخفاء شعور الدغدغة، تظاهرت ديبورا بصفعة ظهر يده دون سبب وعالجت الجزء الخلفي المخدوش من يده.
"نعم لقد خسرت. إنها عشبة النعناع البري."
"النعناع البري؟"
"تلك التي في الجيب التي ألقيتها إلى كوكيز. لا تستطيع القطط والحيوانات الحفاظ على عقلها عندما ترى العشبة وتسمى عشبة النعناع البري. ليست مشكة كبيرة، أليس كذلك ؟"
"إنها ليست مشكلة كبيرة، لذا أستخدمتيها بشكل صحيح."
"هاها."
"أنا من النوع الذي لا يتحمل الأسئلة. هل هذا هو السبب في أنني لا أتحمل كل مرة أرى وجهك؟"
"لحظة واحدة... لماذا تبدوا الأجواء وكانها تذهب لإتجاه غريب ؟"
أمسك إيسيدور بها ودفعها ببطء إلى أسفل بينما كانت جالسة على الأريكة.
"لم يكون الأمر "فجأة". بل إنني أبحث دائمًا عن الفرص للوصول إلى هنا، لذا ألا يجب أن تكوني يقظة."
ابتسم إيسيدور بوجه وقح إلى حد ما. ومع ذلك، كانت تلك الابتسامة بمثابة فخ للفت انتباهها.
أخيرًا مدت ديبورا يدها ومسكت ذقنه الحاد. ثم أغمض عينيه عند هذه اللمسة الناعمة.
***
"ممم. أينما ذهبت، أشعر بالصعوبة."
خدشت ذقني من الخجل. إنه أفضل مائة مرة لكن لما يصبح أسهلا و أسهل.
"الشاي جاهز، فاليجلس الجميع."
عند كلامي، قفزوا مثل الأرانب.
"حسنا!"
"لقد أعجبني أنك قمت بإعداد مثل هذا الشاي الجيد."
"طعمه جيد؟."
حسنًا، أليست هذا قواعد التعامل الاساسية؟
حتى لو اتبعت الأساسيات، يبدو أن اخبار الفتاة الشريرة قد فعلت اثراً دائمًا أكثر من الأساسيات.
ورغم أنهم جلسوا، إلا أن ظهورهم كانت متيبسة كما لو أنهم سيتعرضون للعقاب، وكانوا ينظرون إلي بعيون متوترة بينما كنت أتفحص الدفتر السميك.
للتوضيح، فإن الدفتر الذي أطلع عليه الآن كان دفترًا يلخص ميزانية قلعة فيسكونتي ونفقاتها لهذا العام.
باعتباري من عائلة فيسكونتي، فقد أصبح من الطبيعي أن أشارك في وضع الميزانية كعضو في العائلة.
وكان من واجب الزوجة الأرستقراطية أيضًا إدارة القلعة والقصر وفقًا للميزانية التي حددتها الأسرة، وتوسيع منصبها من خلال الأنشطة الخارجية، والإشراف على الخدم. وبطبيعة الحال، فإن مشكلة استخدام الميزانية هي أيضًا السبب الأكبر للشجارات الزوجية.
كان هناك أرستقراطيون لا يثقون بزوجاتهم ويضعون الميزانية المتاحة منخفضة، وكانت هناك أيضًا زوجات تعرضن للخداع من قبل الباعة المحتالين وتخلين عن عائلاتهن.
"ولكن هل هذا صحيح؟"
لم يكن أمامي خيار سوى أن أكون جدية بشأن الميزانية المرتفعة بشكل سخيف.
لا أستطيع أن أصدق أنني سأضطر إلى إنفاق كل هذه الأموال في عام واحد...؟
في هذه المرحلة، لم يعد كسب المال عملاً، بل أصبح إنفاقه عملاً. ومع عقليتي البرجوازية الصغيرة التي لا يمكن إصلاحها أبدًا حتى لو متُّ وعدت إلى الحياة، مهما حاولت جاهدة، فلن أتمكن حتى من استخدام نصف الميزانية.
"بالمناسبة...."
بعد أن نظرف عبر دفتر الحسابات بوجه متيبس، ارتجف بؤبؤ المحاسب من القلق عندها تخلى فجأة عن الأمل.
"نعم!"
لماذا أنفقت الكثير من المال على هذا؟
سألت وأنا أشير إلى الدفتر.
"أوه، هذا... المال المستخدم لبناء الفيلا."
"هل هي فيلا مبنية من الذهب الخالص؟ لماذا كل هذا الثمن الباهظ؟"
أثار فضولي أن ألقي نظرة فاحصة على نفقاتي وملخص أعمالي.
وشعرت بشعور غريب أثناء مسح خريطة منطقة التطوير المرفقة أدناه، وذلك لأني وجدت اسمًا مألوفًا على الخريطة.
"أليست هذه المنطقة منطقة بركانية؟"
"نعم! تم اكتشاف نبع كبريت كبير بالقرب من هناك. تم الانتهاء من تطوير المنطقة تقريبًا."
قال المحاسب بعيون مندهشة.
بالتأكيد، التضاريس مناسبة للينابيع الساخنة.
وكانت الينابيع الساخنة هي الأماكن المفضلة لدى الأرستقراطيين.
بعد بناء فيلا في مكان ذو أطلالة جبلية جيدة وماء جيدة، فإن النبلاء هم من سيقضون العطلات الترفيهية فيها.
واحدة من الرفاهيات المفضلة لدي هي شراء المجوهرات.
'على اي حال... يبدو أن إيسيدور لديه خطط أخرى .'
....