داخل كهف حجري مضلم. حام قط اسود كبير قرب جثة شبه ميتة، كان القط اشبه بالفهد من كونه قطا، نكز الجثة للتأكد من كونها ميتة، لم تكن تنبعث منها اي طاقة او بالاحرى كانت طاقة حياتها خافتة للغاية لدرجة ان القط حسبها جثة هامدة.

استيقض كريتوس (جد سليم) وحاول النهوض، شعر بالم صاعق منعه من الحركة و اجبره على الاستلقاء في مكانه مجددا.

كانت جروحه تتعافى لكن بوتيرة بطيئة جدا.

بعدما استيقض كريتوس، قفز القط للوراء واندمج مع الضلام داخل الكهف، لولا قدرات الشياطين المحسنة على للرؤية في الضلام لما تمكن كريتوس من ملاحظته.

هس القط في كريتوس، لقد تطفل على مكانه لذلك ظن انه عدو.

ارتعب كريتوس من القط، اراد الهرب، لم يكن يعلم مقدار قوته كما انه مصاب بشدة لذلك لم يرد ان يخاطر بحياته. لكن اتضح ان القط مرتعب اكثر منه لقد كان يحاول حماية شيء ما.

ضل القط يعطي ضهره للحائط ورائه وضل يموء في تحذير لكريتوس بالا يقترب منه.

تحرك كريتوس رغم الالم وتفتحت جروحه التي كانت شبه ملتئنة، لكن حركته تلك قد ضغطت على الزناد وجعلت القط يقرر ان يدافع عن نفسه وهجم على كريتوس.

حمى كريتوس وجهه بيده وتلقى الضربة لكنه تفاجئ من كون عضة القط عديمة التأثير كما لو كان قطا منزليا، كان قطا كبير الحجم فقط، لم تستطع انيابة ان تخترق دراع كريتوس ولم يسبب له اي ضرر.

حاول القط خدشه لكن كريتوس وضع بعض القوة في يده ومنع حركة القط، بعدما توقفت القط عن الحركة تحت اخضاع كريتوس استطاع هذا الاخير اخيرا ان يرى ما كان يحرس هذا القط.

لقد كانت مجموعة من الجراء حديثة الولادة.

"اذن انت قطة" ترك كريتوس القطة وجلس مجددا في الم، حرك يده تجاهها محاولا اخافتها :اذهبي يا قطة فانا لن أأديك.

ابقت القطة على حذرها، تحركت في دوائر قرب سليم لكن بعدما استشعرت حسن نيته عادت قرب جرائها. لفتهم بجسدها وابقت عينا على كريتوس.

تنهد كريتوس واحس بكامل جسده يؤلمه، لحسن الحض كان جسده الشياطني لديه قدرة شفاء عالية، كيف علم ذلك ستتسائل، عندما فقد الوعي وجد نفسه في غرفة مضلمة لكنه لم يكن وحيدا كان معه في الغرفة شخص مألوف، لقد كان لوسيفر.

تفاجئ كريتوس من ذلك لكنه لم يملك وقتا للتفاجؤ ففورما حط في تلك الغرفة تقدم الملك لوسيفر نحوه كما لو يكن هنا الكثير من الوقت.

ارتعب كريتوس واراد الهرب لكن لايهم كم حاول فالمسافة بينه وبين لوسيفر لم تتغير.

-لقد وصلت هنا اخيرا. تحدث الملك.

-انت! انا اعرفك، انت ملك الشياطين، اين انا وماذا فعلت بي.

-اسمع لا وقت لذلك اعلم ان هذا امر غريب عليك يا بشري لكن عليك ان تستمع فلا اعلم الى متى ستستطيع روحي البقاء في جسدك.

-انا لا اهتم، اتعلم مقدار الالم الذي مررت به بسببك، كيف استطيع العودة لعائلتي اخبرني كيف؟

-اترى... هذه هي المشكلة، اخشى انك لن تستطيع، حتى لو استطعت فتحت بوابة من هذا للعالم للارض اخشى ان الملوك سيتتبعونك وسيقضون عليك وعلى عائلتك.

-ماهذا الهراء! عماذا تتحدث الست انت ملك الشياطين، افعل شيء.

-اانت غبي ام تتصنع الغباء، ااغه البشر. اسمع انا مت ولم اعد ملك الشياطين هذا اللقب اصبح ملكك.

-ماذا!!

-الان اسمعني، لقد شهدت التمرد، عندما كنت ملك الشياطين كنت اسعى لجعل الامور متوازنة، لم اتدخل في شؤونكم ايها البشر وعملت على حمايتكم. لكن راس الثعبان الذي خانني لن يحافض على الامور كما كانت. اشك انهم سيبدؤون حربا ضد الملوك. الملوك هم ما تسمونهم انت ايها البشر بالالهة والشخص الذي قاتله قبل قليل كان منهم. ثق بي انهم ليسو بتلك القوة و لا الروعة التي تتصورها لكنهم خطيرين وعكس ما تضنون ايها البشر اهدافهم ليست نبيلة ولا يهتمون لامركم بتاتا. ستعم الحرب قريبا و ستكون حلبة المعكرة هي الارض.

عم السكون في تلك الغرفة السوداء.

-انت تملك الان قواي بدونها انفيرنو واتباعه لن يملكو فرصة ضد الملوك لكنهم لا يهتمون كون ملك الموت مختوم فهم لن يموتو لذلك ستستمر المجازر و الحروب وسيموت جرائها كل البشر. والاسوء من ذلك تصادم قواتهم سيتسبب في دمار الكون.

سقط كريتوس على ضهره وبدأ بالنواح : ما الذي وضعت نفسي فيه، لا اصدق كل هذا هل انا احلم، اطفالي، عائلتي هل هذا هو مصيرنا.

-توقف، انت الان ملك الشياطين انت تملك قوتي عليك ان تعمل على استخراجها، كونك بشري فلن تستطيع استعمالها كلها منذ البداية. لذلك واجهت وقتا صعبا ضد ذلك الملك. يمكنك ان تمنع الحرب من الاندلاع لكن يجب عليك ان تجد من يمدك يد العون فستصبح عدوا للشياطين و الملوك معا.

تقبل كريتوس الوضع باسف، لم يكن منزعجا من لوسيفر بعدما اصبح ملك الشياطين احس بوجوب احترام الملك السابق، مشاعره البشرية لم تكن قوية كفاية للوقف ضد الطاقة الوجودية الازلية.

جلس كريتوس امام لوسيفر وبدا يستمع لشرح لوسيفر لاصل الحروب وكيف تنتهي عادة، اعطاه عدة نصائح حول ما يجب عليه فعله ومن يجب عليه ان يلجئ للمساعدة رغم كونه ملك الشياطين الا انه هناك مخلوقات اقوى من الملوك و الشياطين في هذا الكون.

-احترس في طريق عودتك، فالمكان مملوئ بالوحوش القوية اخشى ان تجرح روحك، انا من حجزها هنا لست انت رغم كونك تملك صلاحياتي الا انها تخدمني انا فقط.

-عماذا تتحدث؟!

-ستعلم بعدما تخرج من هذا الباب. ضهر باب من فراغ في وسط تلك الغرفة وقرب كريتوس بالضبط. هدأت اعصاب كريتوس فتح الباب ثم خرج بعدما لمح لوسيفر بنظرات اخيرة.

-حظا موفقا فمصير العالم يعتمد عليك.

بعدما خرج كريتوس من ذلك الباب. وجد سلما دائريا يتصاعد لمكان لا يمكن رؤيته. على جانب السلم وجدت عدة زنازن ذات قضبان حديدية. كل زنزانة تكبح وحشا هائلا مرعبا. خرجت من الزنازن مخالب ومجسات. عم الصراخ في المكان. مر كريتوس بنفس ما مر به سليم عندما نزل لهذا المكان اول مرة احس كما لو ان روحه تتمزق، لكنه استطاع عبور السلالم بامان وخرج من التارتاروس.

بعدما استعاد كريتوس وعيه شعر بالم فضيع في راسه، كونه امضا وقتا مع روح لوسيفر سارع جسده في استيعاب ذكريات لوسيفر وتفعلت مهارات وتقنيات لوسيفر وتشربها جسده كما انه علم اين يوجد وما الخطر الذي يحيط به.

رمق القط بنظرات حزينة، تذكر زوجته واطفاله واحفاده، قرر التقدم ومشاهدة الجراء عن قرب لكن القطة للام حاولت منعه هست في وجهه وحاولت خدشه لكنها لم تفلح.

عندما كانت تتراجع لاحظ كريتوس انها تعرج وسرعان ما رئى جرحا عميقا في فخدها الايمن.

-اذن انت ايظا مصابة، يبدو اننا نتشابه في كثير من الاشياء يا قطة.

ترك كريتوس القطة في حالها ثم زحف خارجا من الكهف اراد البحث عن طعام قريب، فتناول طعام مملوء بطاقة الحياة سيساعده على التعافي بسرعة.

رغم كونه مصابا وفي هذا الامر مخاطرة كبيرة الا انه الان يجيد اخفاء نفسه بطاقته، فمع مرور الوقت يتعود على شعور تواجد الطاقة الشياطانية في داخل عروقه.

اخفى كريتوس نفسه جيدا و بقي يترقب فريسته حتى تأتي قربه لم يرد ان يتحرك كثيرا والا فتحت جروحه التي بالكاد ما التئمت من جديد.

اختبئ كريتوس في كومة حشائش قرب بركة مائية، عرف انه اذا كان هناك ماء هناك حياة، انتظر وانتظر مرت ساعة ساعاتان تلات ساعات لكن لم يأتي اي حيوان قربه. اقتربت الشمس ان تغرب كان كريتوس في امس الحاجة للطعام لدرجة انه لم يستطع الحركة استنفذت كل طاقته في عملية الشفاء. اراد النهوض والبحث عن مصدر اخر للغذاء لكنه سمع صوتا.

كان غزالا ذو قرون ربيعية، نمت قرونه كفروع شجرة فوق راسه ونمت عليها اوراق اشجار.

علم كريتوس ان تلك هي فرصته. عزم امره، عزز طبقة الطاقة حوله ثم اقترب من الغزال الذي يشرب زحفا.

رفع الغزال راسه كما لو استشعر شيئا. خاف كريتوس من احتمالية هرب للغزال، خاطر بكل شيء قفز من بعيد محاولا امساك الغزال، فتحت جروحه مجددا وعانا من الم حارق. لكنه استطاع امساك ذيل الغزال.

ارتسمت ابتسامة على وجه كريتوس لكنها مسحت بسرعة. كونه ضعيف حاليا استطاع الغزال ركله على وجهه والإفلات بجلده لكن كريتوس لم ينتظر وارسل ناحية الغزال عدة طلقات من ما تبقى له من بئر طاقته الجاف. وطعن الغزال حتى الموت.

ركض كريتوس نحو الغزال وانقض عليه بوجهه اولا، بدأ يتناوله نيئا ولم يمانع الامر او يتقزز منه، جزء من بشريته السابقة انزعج لكن الوضعية التي هو فيها تغلبت على ذلك الشعور.

انتهى سليم من تناول عشائه، واتبعها رشفة كبيرة من المياه وحمام في تلك البركة.

تناول كريتوس القلب و الكبد و المخ اولا كونهم ارطب الاجزاء واغناها بالطاقة وترك الباقي حتى يتعافى اكثر ويصبح جهازه الهضمي قادرا على معالجة الطعام مجددا.

حل الضلام واراد كريتوس مكانا للنوم، وما افضل مكان للنوم غير الكهف الذي كان فيه. حمل جثة الغزال فوق ضهره ورجعه للكهف.

دخل كريتوس الكهف وقال: لقد احضرت العشاء

لكنه وجد القطط ترضع الحليب من صدر امهم. تقدم بهدوء قرب القطة الام ووضع جسد الغزال قربها ثم قال : هذا لك، انت تحتاجين الطعام ايظا لكي تستطيعي اطعام الصغار.

لم تمانعه القطة هذه المرة لقد تعودت بالفعل على هالته للهادئة والغير العدوانية. رمقته بنظرات لطيفة رمشت نحوه ببطئ كعلامة على الشكر ثم عادت لتراقب اطفالها.

اسند كريتوس جسده على نهاية الكهف، وراقب القطط الصغار تتغدى على حليب امهم، ذكره ذلك بعائلته على الارض، اراد حمايتهم باي ثمن ولكي يفعل ذلك عليه منع الحرب. فكر كثيرا في كيف يمكنه فعل ذلك و الخيار الامثل كان الذي اخبره به لوسيفر هو قتل احدى الطرفين.

عزم كريتوس الامر وقرر البدأ بخطته والاول على الائحة كان السكير ملك النبيذ و النشوة.

2023/01/05 · 107 مشاهدة · 1454 كلمة
LANDO
نادي الروايات - 2025