الفصل المئة والثامن والسبعون: القلوب تتبعه، شبكة علاقات نينغ تشينغ شوان المرعبة
____________________________________________
"لقد مات سيد نجم العقاب..."
"لقد كان خبيرًا في المرتبة السادسة من مراتب سيد العوالم، فكيف له أن يسقط بعد بضع عشرات من الضربات فقط، وقد اخترق منجل سيد الكهف لوه تيان عنقه؟"
"ما هذه القوة الجبارة! إن القوة القتالية لسيد الكهف لوه تيان تفوق كل تصور! أجرؤ على القول إنه حتى لو اتحد ضده عدد من خبراء المرتبة السادسة، لما كانوا له ندًا."
"أتذكر أن سيد الكهف لوه تيان هو أحد المتناسخين القدماء، أليس كذلك؟ لا بد أن هذه هي القوة التي اكتسبها في العوالم السماوية قديمًا، ولكن من أي عالمٍ أتى يا ترى؟"
بعد صمت مطبق خيّم على الفناء المركزي للحظات، انفجرت أصوات الحاضرين في ضجة عارمة وفوضى عارمة. وقف هناك أسياد النجوم من منطقة نجم غو جيا، وكبار مسؤولي الاتحاد الذين أتوا من كل حدب وصوب، وقد انعكس في أعينهم جميعًا مشهد سيد نجم العقاب معلقًا عاليًا على نصل منجل القضاء.
ارتجف كل من في المكان قشعريرة بردت أطرافهم. خفق قلب سيدة النجم تساي دي بعنف، وهمست لمن حولها في ذهول: "لقد كنتم على حق، لا بد أن نينغ تشينغ شوان هو إمبراطور شوان يوان حقًا. هذه الهيبة القاهرة التي لا تُضاهى في المرتبة السادسة، لا يملكها أحد في منطقة نجم غو جيا، ناهيك عن العوالم السماوية الأخرى!"
ارتسمت على وجه سيد نجم تشانغ جين صدمة يعجز اللسان عن وصفها. لقد كان الأمر أبعد من الخيال، فذكريات التناسخ التي استعادها نينغ تشينغ شوان هذه المرة لم تتجاوزه هو فحسب، بل كانت على الأرجح تخص تلك الشخصية الأسطورية التي ذاع صيتها في كل مكان، إمبراطور شوان يوان الذي يملك سطوة لا نظير لها في عالم شوان هوانغ الخالد.
"هل أصبح سيد الكهف لوه تيان بهذه القوة؟" تساءل أسياد الكهوف الشباب بأنفاس متقطعة. لم يظهروا أي خوف لموت سيد نجم العقاب، بل على العكس، ازدادت نظرات الإعجاب والتبجيل في أعينهم تجاه نينغ تشينغ شوان. ربما كان السبب في ذلك هو كل ما مروا به معه في نجم غو هوانغ، الأمر الذي رسّخ في قلوبهم ثقة مطلقة لا تتزعزع به.
سقط جسد سيد نجم العقاب على الأرض بضربة مدوية، وتبدد منجل القضاء في وميض من ضوء النجوم. ظل وجه نينغ تشينغ شوان باردًا كجليد الشتاء، ثم رفع عينيه إلى قمة السماء، حيث شعر بهالات قوة هائلة تنتقل عبر الفضاء قادمة إلى المكان.
دوى صوت مهيب كقصف الرعد في السماء، مثيرًا موجة جديدة من الذعر والاضطراب بين الحاضرين. توالت أضواء الانتقال في الظهور، وهبط أسياد النجوم من المرتبة الخامسة واحدًا تلو الآخر، فقد ظهرت الآن شبكة العلاقات الواسعة التي كانت تدعم سيد نجم العقاب في نجم هونغ يون الإمبراطوري.
وفي تلك اللحظة، انبعثت قوة هائلة من خبير في المرتبة السابعة من مراتب سيد العوالم، مطلقةً جوهر قوتها الأصلية لتغلف المسكن العتيق بأكمله. خرج الأكاديمي جيانغ من صدع في الفضاء، تراقص رداؤه الأبيض في الهواء، كاشفًا عن وجه عجوز متجهم كالصقيع.
توجه أحد خبراء المسكن إلى وين تشيو ليو وسألها بقلق: "يا سيدة وين، كيف سنتصرف الآن؟ يبدو أن الأمور تخرج عن السيطرة". لكنه وجدها تحدق باهتمام في نينغ تشينغ شوان، لا تحيد بنظرها عنه قيد أنملة.
"لا تفعلوا شيئًا، لا تتدخلوا في أي شيء على الإطلاق"، أجابت بهدوء. نظر خبراء المسكن إلى بعضهم البعض في حيرة، لكنهم أطاعوا أمرها ولم يقدموا على أي خطوة.
عندما رأى كل من جيانغ شو تسي والأكاديمي سي كونغ وصول الأكاديمي جيانغ ومعه هذا الحشد من أسياد النجوم، قطّبا حاجبيهما بامتعاض.
"هل تعلم أنني أستطيع قتلك دون أن أتحمل ثمنًا باهظًا؟" قال الأكاديمي جيانغ وعيناه القاتمتان مثبتتان على نينغ تشينغ شوان، بينما أطلق العنان لقوته التي بلغت المرتبة السابعة. اجتاحت المكان هيبة قاهرة، كشفت عن القوة الهائلة التي يمتلكها بصفته أحد الأكاديميين العظام العتيقين.
"ما دمت تقول ذلك، فلا حاجة إذًا لمزيد من الكلام"، أجابه نينغ تشينغ شوان مكتوف اليدين، وقد انتفض رداؤه بعنف مع هبوب الريح، ولم تظهر عليه أي علامة من علامات الخوف. لقد تجلت في تلك اللحظة هيئة إمبراطور شوان يوان المهيبة بكل جبروتها.
وماذا إن كان في المرتبة السابعة؟ فهو لم يكن يخشى خوض معركة ضده! لقد تعرضت زوجته لظلم واضطهاد لم يكن له مبرر، وبصفته سيد كهف يحمي نجمًا إمبراطوريًا، لم يكن قادرًا حتى على التفوه بكلمة أمام تلك الشخصيات العظيمة.
أي إذلال هذا؟ وأي جدوى من الكلام بعد الآن؟ لم يكن أمامه سوى خيار واحد، أن يرفع سيفه ويذبح سيد نجم العقاب، ليزيل الظلم الذي أثقل قلبه.
"حسنًا، يا لك من شجاع! دعني أرَ كيف ستصمد قوتك هذه التي في المرتبة السادسة أمام ضرباتي". زمجر الأكاديمي جيانغ ببرود. بالطبع، لم يكن لينوي حقًا قتل نينغ تشينغ شوان.
أولاً، لأن نينغ تشينغ شوان استخدم منجل القضاء، وهو أداة من صنع الاتحاد في مراحله الأولى، ويمثل ثغرة في القوانين نفسها. لقد ابتكره رئيس راحل للاتحاد، بهدف منح المواطنين أو المتناسخين وسيلة للمقاومة عند تعرضهم لظلم لا يمكن دفعه، وأمام هذا السلاح تتساوى جميع الكائنات. ورغم اختفاء المنجل الآن، فإن فاعليته لا تزال قائمة.
ثانيًا، لو كان نينغ تشينغ شوان مجرد صاحب تسلسل عادي، لكان بإمكانه، بصفته أكاديميًا عظيمًا، أن يقتله على مرأى ومسمع من الجميع، وإن كان سيدفع ثمنًا لذلك. لكن نينغ تشينغ شوان الآن هو صاحب التسلسل صفر، وقد بات على صلة مباشرة بالمقر الرئيسي لقصر التناسخ، وقتله سيكلفه ثمنًا لا يمكنه تحمله.
لكن الجميع في الاتحاد يعلم أن سيد نجم العقاب كان أحد رجاله الذين رعاهم بنفسه، وإن وقف مكتوف الأيدي، فإن ذلك سيؤثر على مكانته تأثيرًا بالغًا. إذا لم يكن قادرًا على أخذ حياة نينغ تشينغ شوان بأكملها، أفلا يستطيع أن يأخذ نصفها على الأقل؟
تقدم أسياد النجوم التسعة الذين كانوا خلفه، وأطلقوا جميعًا العنان لقواهم التي بلغت المرتبة الخامسة، واستدعوا عددًا كبيرًا من كنوز الاتحاد المقدسة، استعدادًا لقمع نينغ تشينغ شوان الذي كان في المرتبة السادسة.
عندما وقع هذا المشهد في عيني نينغ تساي وي، تملكها ذعر شديد. لم تكن تعلم لماذا قتل والدها سيد نجم العقاب، لكن الموقف الحالي قد وضع والدها في خطر مميت. 'ماذا أفعل؟ هل يجب أن أخبر جدتي...؟' فكرت نينغ تساي وي في لان رو شي من عالم يوان يانغ. لقد مرت ست سنوات دون أي اتصال، ومع اختلاف تدفق الزمن، لا بد أن سنوات طويلة قد انقضت هناك، وربما تكون لان رو شي قد بلغت عوالم أسمى.
وبينما كانت هذه الأفكار تجول في خاطرها، ظهرت فجأة عدة شخصيات في الطابق العلوي من أحد الأجنحة. قال سيد نجم تشانغ جين بوجه بارد: "إذا أراد الأكاديمي جيانغ أن يمس سيد الكهف لوه تيان من نظام تسانغ لان، فعليه أن يسألني أولاً إن كنت أوافق".
لوح سيد نجم تسي وي بكمه، وأطلق قوته القتالية من المرتبة الخامسة، وقال: "من يجرؤ اليوم على إيذاء شعرة واحدة من سيد الكهف لوه تيان، فسيكون عدوي اللدود ما حييت".
ضحك سيد نجم بي دو بصوت عالٍ وقال: "لقد استحق سيد نجم العقاب الموت، وأنتم لستم أفضل منه حالاً!".
ألقت سيدة النجم تساي دي نظرة باردة وقالت: "معذرة أيها السادة، هذه المرة أقف في صف سيد الكهف لوه تيان". وقف خلفهم كل من تشين شاو باي، وشياو يو رو، وجي يي دي، وعيونهم تفيض بالإصرار والثبات.
لم يتفاجأ الأكاديمي جيانغ بذلك، بل ازدادت ابتسامة السخرية على شفتيه اتساعًا. فالجميع في الاتحاد يعلمون بعلاقة ثلاثي تسانغ لان الوطيدة، وأن المساس بأحدهم يعني المساس بهم جميعًا. لكن كيف لأربعة من أسياد النجوم أن يوقفوه؟
"سيد الكهف لوه تيان في محنة، ولن نقف مكتوفي الأيدي أبدًا. إذا كنت مصرًا على قتله أيها الأكاديمي جيانغ، فاقتلنا معه جميعًا!" دوى صوت قوي في الفناء المركزي، حيث انبعثت موجات من القوة من أسياد الكهوف الجدد حماة النجوم الإمبراطورية، وتقدموا جميعًا بخطى ثابتة. كان عددهم كبيرًا، يربو على الثلاثين، ومن بينهم برز سيد الكهف تشاي شينغ صاحب التسلسل السابع، وسيد الكهف ياو ري، وعلى وجوههم جميعًا نظرة من يتحدى الموت.
في تلك اللحظة، استل صاحب التسلسل الأول سيفه الطويل من فضاء السامسارا.
"لا يمكن أن يموت نينغ تشينغ شوان، كيف له أن يموت؟ ما زلت أنتظر أن يعترف لي بنفسه بأنه إمبراطور شوان يوان". همس صاحب التسلسل الأول لنفسه، ثم قفز من الجناح شاهرًا سيفه، تحت نظرات الأكاديمي سي كونغ المذهولة.
"أنتم؟" تغيرت ملامح وجه الأكاديمي جيانغ. كان وقوف سيد نجم تشانغ جين أمرًا متوقعًا، لكن لماذا يبدي أسياد الكهوف الشباب أصحاب التسلسل كل هذا الولاء لن ينغ تشينغ شوان؟
"إذا كنت مصرًا على فعل ذلك أيها الأكاديمي جيانغ، فلن نسمح لك بذلك". تقدم أسياد النجوم الذين يدعمون أسياد الكهوف هؤلاء، ورغم أن معظمهم لم يكن يتجاوز المرتبة الثالثة، إلا أنهم أطلقوا العنان لقواهم ووقفوا متحدين.
صمت الأكاديمي جيانغ للحظات، فكيف يجرؤ على قتل كل أسياد الكهوف هؤلاء؟ إن فعل ذلك كان بمثابة إعلان خيانته للاتحاد.
"لا شأن لكم بهذا الأمر، تراجعوا!" صرخ بصوت عالٍ، وارتج الكون بقوة المرتبة السابعة، مما أحدث إعصارًا هائجًا تسبب في تموج الفضاء، وأجبر العديد من أسياد الكهوف على التراجع خطوات إلى الوراء.
لكن قوة أخرى من المرتبة السابعة انطلقت من أحد الأجنحة. رفع الجميع أبصارهم في رهبة، ليروا جيانغ شو تسي يتقدم مكتوف اليدين.
"يا جيانغ، هل تعلم أن سيد نجم العقاب كان يتواطأ مع تحالف الأجناس الفضائية؟ لن أناقش هذا الأمر اليوم، ولكن ما دمت هنا، فلن أسمح لك بمساس سيد الكهف لوه تيان".
"كلمة واحدة، إن أردت القتال، فأنا مستعد لمواجهتك حتى النهاية". انتشرت هيبة جيانغ شو تسي في الأجواء، فضغطت على مجال الأكاديمي جيانغ حتى بدأ يرتجف.
تغير وجه الأكاديمي جيانغ مرارًا وتكرارًا. ما الذي يحدث؟ لماذا يقف جيانغ شو تسي إلى جانبه أيضًا؟ هذا السيد لوه تيان لم يستخدم أيًا من سلطاته، لكن كيف يمتلك شبكة علاقات مرعبة إلى هذا الحد؟
في تلك اللحظة، استدار نينغ تشينغ شوان ونظر خلفه. رأى سيد نجم تشانغ جين، ورأى تشين شاو باي والعديد من أصحاب التسلسل، وأسياد الكهوف حماة النجوم الإمبراطورية، بالإضافة إلى الأكاديمي العظيم جيانغ شو تسي. سرى في قلبه دفءٌ لم يعهده، وتسلل إلى أعماقه شعور بالذهول.
لم يدرك قط، أنه أصبح لديه كل هؤلاء الأصدقاء الأوفياء الذين يشاركونه السراء والضراء في منطقة نجم غو جيا.