225 - نينغ تشينغ شوان يشكل ألوهية الين واليانغ

الفصل المئتان والخامس والعشرون: نينغ تشينغ شوان يشكل ألوهية الين واليانغ

____________________________________________

كان نينغ تشينغ شوان مغمض العينين في مملكة هونغ مينغ السرية، بينما كانت الرسائل تتوارد إلى بحر وعيه من سيد نجم تيان نان، وسيد نجم شيان هي، والقائد الأعلى للجيوش، وغيرهم من القادة. فقد اندلعت حربٌ هائلة في مجموعة شين لينغ المجرية الفائقة، حيث أثار مجلس الشفق تمردًا في إحدى المناطق المحرمة، وظهرت شخصية من مرتبة قادة المجلس.

لم يتعجل نينغ تشينغ شوان، بل استعد للدخول في المرحلة الأخيرة من تدريبه. كان هذا المكان، الذي يُدعى مملكة هونغ مينغ السرية، عالمًا افتراضيًا يختلف فيه تدفق الزمن عن العالم الخارجي. لقد أمضى هنا عقودًا من الزمان في التدريب، بينما لم يمضِ في الخارج سوى بضعة عشر يومًا.

وبنظرةٍ إلى داخله، وجد أن قوة روحه البدائية، التي اكتسبها بصفته سيد الدواوين الستة، قد استعادت ذروتها بالكامل. وها هي القوانين الأصلية التي صاغها يومًا، ونار ممات الدواوين الستة، والبرج الأسود ذو الطبقات التسع، وحتى بوابات الظلمات الست، قد تجسدت من جديد أمامه. ومن خلال تلك البوابات، استشعر حال عالم الموتى، فلم تكتفِ دواوين الظلمات الستة بإنجاب أباطرة عظام فحسب، بل إن العوالم السبعة قد تضاعفت لتصبح أربعة عشر عالمًا.

"حان الوقت الآن". نظر نينغ تشينغ شوان إلى الدوامة التي تتراقص خيوطها السوداء والبيضاء أمام روحه البدائية. كان ذلك هو جوهر القوة الإلهية، نقيًا تمامًا، لا تشوبه أي شائبة من هالة آلهة الشر. لقد أمضى عشرين عامًا كاملة وهو يسعى جاهدًا لصياغته في هيئة ألوهية، ولم يختلف أسلوب التدريب هذا كثيرًا عن أيامه في عالم شوان هوانغ الخالد، حين كان يبني أساسه الروحاني ويصقل نواته الروحية.

فكان على المرء أن يشق طريقه نحو تكوين ألوهيته الخاصة، ليخزن فيها القوة الإلهية. وعندما يحين وقت إلقاء التعاويذ الإلهية، فإن نجاحها وقوتها يعتمدان كليًا على مقدار القوة المخزنة. وبالطبع، فبمجرد أن تتشكل تلك الألوهية، حتى وإن احتوت على ذرة من القوة، فإن المكاسب التي تمنحها لصاحبها تفوق كل تصور.

كان المتناسخون الذين وفدوا إلى مملكة هونغ مينغ السرية هذه المرة قوى عظمى، جاءوا من مختلف المناطق النجمية، بما في ذلك المقر الرئيسي نفسه. لقد كان تجمعًا للنخبة بحق، يضم أقوى الأقوياء وألمع العباقرة.

وفجأة، اخترق صوتٌ سماويٌ مهيبٌ سكون المكان، ولامس مسامعه قائلًا: "أيها السادة، توقفوا لحظة من فضلكم". فتح نينغ تشينغ شوان عينيه ببطء، ليجد أن مملكة هونغ مينغ السرية لم تكن سوى فضاء شاسع لا حدود له. تداخلت ألوان لا حصر لها في هذا الفضاء، يمثل كل لون منها نوعًا مختلفًا من الألوهية يمكن تشكيلها، وتحمل في طياتها تعاويذ بدائية غامضة تتطلب استنارة ذاتية لفهمها.

وفي الأفق البعيد، وقف جبلٌ شاهقٌ لا تُرى له قمة، راسخًا في أعماق ذلك العالم، ومن قمته انبعث الصوت السماوي المهيب. جلس حوله عدد كبير من المتناسخين متربعين، تفوح من كل واحد منهم هالة قوة جبارة، فلم يكن بينهم من هو أدنى من المرتبة التاسعة. وعند سماع الصوت، فتح الكثير منهم أعينهم.

"تَمُرُّ مجموعة شين لينغ المجرية الفائقة باضطراباتٍ عنيفة، وحياة مليارات المواطنين في خطرٍ مُحدق. فهل من متطوعٍ يذهب لإخماد هذا التمرد؟" تردد صدى الصوت المهيب مرة أخرى في أرجاء المكان، لكن لم يُجب أيٌّ من أصحاب القوى العظمى من المرتبة التاسعة في المملكة.

كان الكثير منهم قد سمعوا عن مجموعة شين لينغ المجرية الفائقة، فعبسوا على الفور. بدا جليًا أنهم على دراية تامة بالمشاكل الشائكة في ذلك الإقليم، وبسمعة مجلس الشفق السيئة التي طبقت الآفاق.

وحين لم يجد مجيبًا، توجهت الإرادة المنبعثة من قمة الجبل بنظرها إلى الرجل الجالس بجوار نينغ تشينغ شوان، وهو نفسه الذي رافقه إلى هنا، وسألته: "يا سيد إقليم دي لينغ، هل لديك الرغبة في الذهاب؟"

أجاب سيد إقليم دي لينغ بهدوء ورفض قاطع: "ردًا على سيد هونغ مينغ، إنني في مرحلة حرجة من تشكيل ألوهيتي، وأخشى أنني لا أملك ترف تشتيت انتباهي". وألقى نظرة خاطفة على نينغ تشينغ شوان وهو يتحدث.

ثم توجه سيد هونغ مينغ بسؤاله إلى المرأة التي رافقت نينغ تشينغ شوان قائلًا: "وماذا عنكِ يا سيدة إقليم جينغ لينغ؟". فرفضت هي الأخرى بلباقة، وأجابت قائلة: "عذرًا، فقوتي وحدي لا تكفي لإخماد الاضطرابات في مجموعة شين لينغ المجرية الفائقة، أرجو من سيد هونغ مينغ أن يبحث عن شخص آخر".

وبعد كلماتها تلك، خيم الصمت على الإرادة المنبعثة من قمة الجبل. لم يسأل عن رأي نينغ تشينغ شوان، وكأنه يدرك تمامًا أن الكارثة التي اندلعت في مجموعة شين لينغ المجرية الفائقة أكبر من أن يتمكن نينغ تشينغ شوان من حلها بمفرده.

ولكن صوتًا آخر كسر الصمت، قادمًا من سيد إقليم مجهول كانت عيناه مثبتتين على نينغ تشينغ شوان، وقال: "أليس سيد إقليم شين لينغ هنا بيننا؟ بما أنها مجموعته المجرية، فمن المنطقي أن يذهب بنفسه لقمع التمرد". ورغم أن نينغ تشينغ شوان لم يكن يعرفه، إلا أنه بدا وكأنه قد سمع عن شهرته، بل ولاحظه منذ أن وطأت قدماه مملكة هونغ مينغ السرية.

أيده آخر قائلًا: "نعم، لا يقلق سيد إقليم شين لينغ بشأن عمره المتبقي، ويمكنه الانتظار مئة عام أخرى لتشكيل ألوهيته في المرة القادمة، فالوقت في صالحه". وعلى الفور، وجه العديد من سادة الأقاليم أنظارهم نحوه.

كانت عملية تشكيل الألوهية شاقةً للغاية، ولا تحتمل أي تهاون، بل كانت تستغرق ثلاث مئة عام على أقل تقدير. لم يكن أحدٌ منهم على استعدادٍ للتضحية بفرصته من أجل إنقاذ مليارات المواطنين، أو حتى لكسب ود نينغ تشينغ شوان، والذهاب لمعالجة تلك المشكلة الشائكة.

قال سيد هونغ مينغ: "هذه المعركة تفوق قدرات سيد إقليم شين لينغ، فقد ظهر بالفعل الإله الساقط وإله التعاويذ". مرة أخرى، لم يوجه سيد هونغ مينغ سؤاله إلى نينغ تشينغ شوان، فلم يكن يرغب في إغضاب هذا النجم الصاعد الذي يوليه قصر التناسخ اهتمامًا كبيرًا. وإن لم يتقدم أحد في النهاية، فلن يكون أمامه خيار سوى إبلاغ قصر التناسخ والبحث عن خبير آخر.

تغيرت ملامح وجوه سادة الأقاليم على الفور لدى سماعهم ذلك، ورددوا في دهشة: "الإله الساقط وإله التعاويذ؟ أي مزاح هذا؟ لا يمكن لشخص واحد أن يوقف هذا، فالأمر يتطلب ما لا يقل عن خمسة خبراء من المرتبة التاسعة، وربما أكثر، لمجرد صدهم".

نهض نينغ تشينغ شوان أخيرًا، وقال بصوت هادئ: "من واجبي أن أذهب". أحدثت كلماته تموجات من الدهشة في أرجاء المملكة السرية. بدت المفاجأة على وجوه سادة الأقاليم، فقد ظنوا أنه لن يجرؤ على التقدم، وأنه سيبحث عن عذرٍ للرفض مثلهم، لكنه فاجأهم بتحمله هذه المسؤولية.

ففي النهاية، حتى لو تقاعس، ما كان قصر التناسخ ليلومه، لأن تشكيل الألوهية يحظى بأولوية قصوى، ناهيك عن أن هذه المهمة تفوق قدراته حقًا. تبادل سيد إقليم دي لينغ وسيدة إقليم جينغ لينغ نظرة صامتة، وفكرا في قرارة نفسيهما: 'ما الفرق بين هذا وبين الانتحار؟'

قال سيد هونغ مينغ بنبرة جادة: "أرى أنه يجب عليك اغتنام فرصة تشكيل ألوهيتك هذه، فذهابك إلى مجموعة شين لينغ المجرية الفائقة لن يجدي نفعًا".

هز نينغ تشينغ شوان رأسه وتقدم بخطوة واسعة، وقال: "لا بأس، فهذا واجبي". ثم أضاف: "وفضلًا عن ذلك، فقد اكتمل تشكيل ألوهيتي بالفعل". انتشر صوته في أرجاء مملكة هونغ مينغ السرية، ووصل إلى مسامع كل فردٍ فيها.

وعلى إثر كلماته، انفجر لونان، أسود وأبيض، من بين طيف الألوان اللامتناهي، وتدفقا نحوه كشلال هادر، مخترقين جسده. أثار تمازج جوهر القوة الإلهية ذاك عاصفةً هائلة. تجمد سادة الأقاليم في أماكنهم كأن صاعقة قد ضربتهم، وشهقوا في ذهول لا يصدق، فضجت المملكة السرية بالهمس والدهشة. أما سيد إقليم دي لينغ وسيدة إقليم جينغ لينغ، فقد ارتسم على وجهيهما جمودٌ تام.

تعلثم سيد هونغ مينغ قائلًا: "هذا..."، وقد بدا عليه الذهول والارتباك، وعجز عن استيعاب ما يراه. فعاصفة القوة الإلهية التي تتشكل أمام عينيه لم تكن سوى المرحلة الأخيرة من تكوين الألوهية، دلالةً على أنه قد أتقن التعاويذ البدائية تمامًا، وكان على وشك أن تتجسد ألوهية الين واليانغ. ولكن كم من الوقت مضى؟ عشرون عامًا فقط! يا للعجب

2025/10/27 · 170 مشاهدة · 1206 كلمة
ZEUS
نادي الروايات - 2025