الفصل السابع والستون: ملك الأشباح من جبل لاو شان: هناك خطبٌ ما في هذا الرجل!
____________________________________________
تطلّع نينغ تشينغ شوان فرأى أن الواقفة أمامه لم تكن سوى تشين يو نينغ، تلك التي رافقت شين تشي يو إلى بوابة طائفة البعث. بادرت بالقول بصوت خافت: "اسمي تشين يو نينغ، لا بد أن الأخت تشي يو قد ذكرتني لك من قبل، أليس كذلك؟". كانت متوترة بعض الشيء، ولكن الدهشة غمرتها في الوقت ذاته.
فبفضل نينغ تشينغ شوان، وبتوصية من المارشال جينغ تشو، أصبحت الآن موظفة في القصر الأصفر. على الرغم من أنها لا تحمل علامة النهاية، إلا أنها فرصة لا يمكن تفويتها. فهنا، يمكنها نسج شبكة علاقات واسعة ومعقدة تشمل نظام تسانغ لان بأسره.
لم تتوقع قط أن تلتقي هنا بمؤسس الدرب الشيطاني، خالق القوانين وناشر الدعوة. ففي النهاية، لم يكن اسم نينغ تشينغ شوان مدرجًا في قائمة ساحة المعركة اللامتناهية.
"أجل." أومأ نينغ تشينغ شوان برأسه.
تنهدت تشين يو نينغ الصعداء على الفور وابتسمت مجددًا، قائلة: "أنا الآن موظفة في القصر الأصفر. سيدي نينغ، يمكنك اللجوء إليّ إن واجهتك أي مشكلة." ثم أضافت: "هل تتكرم بإظهار هويتك حتى أتمكن من تسجيلها؟"
مدّ نينغ تشينغ شوان راحة يده اليمنى، فاستخدمت تشين يو نينغ الأداة لختمها، وسرعان ما ارتسمت على وجهها علامات الحيرة وهي تتمتم: "لمَ هي مجرد مكانة اسمية...".
رفع نينغ تشينغ شوان حاجبيه متسائلاً: "وما الفرق؟"
بدا القلق على تشين يو نينغ وهي تجيب: "هناك حدود زمنية للإدراج، فإذا فشلت في تحقيق درجة تؤهلك للبقاء في برج النهاية، سيتم سحب عضويتك تلقائيًا بعد ثلاثة أشهر." لقد بحثت في المعلومات مسبقًا وتكونت لديها معرفة كاملة بطبيعة عملها، وفي حالة خاصة مثل حالة نينغ تشينغ شوان، لا بد أن شخصية عظيمة تقف خلف الكواليس قد استخدمت جدارة قتالية فيدرالية من المستوى الأول مقابل الحصول على هذه المكانة.
توقف نينغ تشينغ شوان للحظة، ثم سأل مرة أخرى: "ما الشروط التي يجب استيفاؤها قبل أن أتمكن من الانتقال رسميًا إلى برج النهاية؟"
'لقد مُنحت هذه المكانة الاسمية من قبل سيد نجم تشانغ جين كما توقعت.' فكّر في نفسه، ومع أن الجدارة القتالية من المستوى الأول لا تعدو كونها قطرة في بحر بالنسبة لشخصية عظيمة كهذه، إلا أنه سيظل يشعر بالأسف إذا انسحب تلقائيًا من برج النهاية بعد ثلاثة أشهر، ففي النهاية، سيكون ذلك هدرًا للفرصة.
أجابت تشين يو نينغ بجدية: "عليك المشاركة في تناسخ سيد البرج. فبعد كل جولة من جولات ساحة المعركة اللامتناهية، يلتقط سيد البرج نقطة ارتكاز لعالم تناسخ من العوالم السماوية." وأضافت: "وبناءً على تقييم قاعة السامسارا، سيُعاد ترتيب علامات الهوية. طالما تمكنت يا سيدي نينغ من الحصول على تقييم ممتاز، يمكنك أن تترقى إلى موظف دائم."
بعد أن أنهت كلامها، نظرت إلى برج النهاية الشاهق المهيب بأكمله، وتوقفت ببصرها للحظات عند الطابق الثالث والثلاثين على وجه الخصوص. ثم استطردت قائلة: "هذه المرة، سيبدأ تناسخ سيد البرج في غضون عشرة أيام، ويمكن لجميع الوافدين الجدد اختيار المشاركة."
"لكنني أتوقع أنها ستكون المنافسة الأشد ضراوة في التاريخ، فالنجم الحارس الجديد على وشك الظهور، وسيد الكهف الجديد سيولد من رحم برج النهاية. سيتم تحديد الفائزين بناءً على مجموع النقاط عبر السنين، لذا سيشارك محاربون قدامى أشداء في محاولة أخيرة منهم لنيل هذا الشرف."
استمع نينغ تشينغ شوان وكأنه يفكر في شيء ما، ونظر هو الآخر إلى الطابق الثالث والثلاثين من برج النهاية. 'البرج شاهق جدًا، تمامًا مثل السماوات الثلاث والثلاثين في الأساطير. كل درجة من درجاته ترمز إلى مكانة عليا، وأولئك الذين يصعدون إلى القمة سينالون فرصة التنافس على المكسب العظيم المتمثل في حراسة نجم الإمبراطور.' فلا عجب أن إلهة الحكمة أخبرته من قبل أن برج النهاية هو مكان مقدس يتوق إليه عدد لا يحصى من المتناسخين في نظام تسانغ لان بأكمله.
"كم شخصًا في الطابق الثالث والثلاثين الآن؟" سأل نينغ تشينغ شوان.
سرعان ما أبدت تشين يو نينغ إعجابها واحترامها قائلة: "لا يوجد سوى أربعة أشخاص في الوقت الحالي، ولي تشينغ تسانغ هو صاحب أعلى نقاط. ففي تناسخاته الثلاثين مع سيد البرج، حصل على ستة تقييمات لا تشوبها شائبة، وسبعة وأربعين تقييمًا مثاليًا، ومئة وثمانية وتسعين تقييمًا ممتازًا."
"عالم تناسخ سيد البرج شديد الخطورة، ومع ذلك لم يحصل قط على تقييم متوسط، بل إنه ينجو سالمًا في كل مرة. إنه بلا شك الشخص الأول في برج النهاية."
بعد سماع ذلك، شعر نينغ تشينغ شوان بعمق الأمر. كان هناك عدد لا يحصى من المتناسخين في الاتحاد، وكان نظام تسانغ لان يضاهيهم شهرة وبراعة. فكل من استطاع الصعود إلى الطابق الثالث والثلاثين من برج النهاية كان بلا شك شخصًا ذا قوة هائلة، وبغض النظر عن مدى روعة القصص التي تُروى عنهم، فإنها جميعًا تبدو منطقية.
"أختي يو نينغ!" في هذه اللحظة تمامًا، دوى نداء واضح. استدارت تشين يو نينغ لترى فتاة ترتدي تنورة قصيرة تلوح لها عند مدخل القصر الأصفر.
"سيدي نينغ، عليّ أن أذهب الآن. إذا كان لديك أي أسئلة أخرى، يمكنك أن تأتي إليّ مجددًا." وبعد تسجيل ختم هويته، أسرعت تشين يو نينغ نحو الفتاة ذات التنورة القصيرة.
"هل كنتِ تعرفين ذلك الرجل من قبل؟" سألت الفتاة وهي تختلس النظر إلى نينغ تشينغ شوان بفضول.
أومأت تشين يو نينغ برأسها: "تربطني به صلة عميقة."
عند رؤية ذلك، سحبتها الفتاة جانبًا وهمست: "يبدو أن هذا الشخص قد دخل عبر الباب الخلفي، فهو لم يشارك حتى في ساحة المعركة اللامتناهية." كانت هي العضوة الجديدة في هذه الدورة، وعلى الرغم من أنها كانت في المرتبة الأخيرة وتحمل هوية النهاية الصفراء أيضًا، إلا أنها كانت شخصية حقيقية شقت طريقها بجهدها في ساحة المعركة، لذا شعرت ببعض القلق لوجود مكان إضافي لم يتنافس عليه أحد.
ردت تشين يو نينغ بصرامة: "لا تقولي ذلك. لقد تمكنت من الحصول على وظيفتي هذه بفضله. علاوة على ذلك، فإن الجدارة القتالية من المستوى الأول معترف بها بشكل كبير داخل الاتحاد، ومبادلتها بمنصب اسمي يتوافق مع جميع اللوائح."
ثم نظرت إليها بتعبير غريب وأضافت: "إلى جانب ذلك... مسار التدريب الكامل كملك للقتال الذي اشتريته للتو، والذي كلف مبلغًا ضخمًا قدره ثلاثمئة ألف نقطة، هو من ابتكره."
عندما قالت ذلك، تجمدت عينا الفتاة ذات التنورة القصيرة ونظرت إلى نينغ تشينغ شوان مرة أخرى: "إذًا هو ذلك المتناسخ الذي تتردد الشائعات عنه في الخارج؟"
خارج برج النهاية، توقف نينغ تشينغ شوان لوقت طويل قبل أن يخطو أخيرًا إلى الداخل. كان الطابق الأول يشكل فضاء تناسخ خاصًا به، مع درج أبيض ناصع يقود مباشرة نحو السماء والكون، وكان ذلك هو الاتجاه المؤدي إلى الطابق الثاني من برج النهاية.
كان هناك العشرات يتدربون هنا، ولم يكن أحد يلتفت إليه، لكن عيون الجميع كانت تختلس النظر بين الحين والآخر نحو تشو يو تانغ بخوف ورهبة شديدين. وبجانبه تمامًا، ظهر شخص طويل القامة يغطيه سواد حالك، وكانت هالة شبحية قوية تحوم حول جسده، باعثةً تموجات غريبة وقديمة عمرها ألف عام.
خيّم صمت مطبق على فضاء التناسخ في الطابق الأول بأكمله. وبسبب قوته، بدا الفضاء وكأن اضطرابًا في القوى الكونية قد أصابه، وكان الجو كئيبًا وقاتمًا للغاية. تحت ضغط هذه الهالة الشبحية المرعبة، بدأ تنفس العشرات من أعضاء النهاية ذوي الرتبة الصفراء يضطرب، حتى إن بعضهم بدا شاحب الوجه.
مع وصول نينغ تشينغ شوان، شعر ملك الأشباح من جبل لاو شان بانزعاج غريب لا يمكن تفسيره. قطّب حاجبيه، والتفت بؤبؤا عينيه الغريبان على الفور لينظرا إليه.
بدا نينغ تشينغ شوان هادئًا وغير مبالٍ. في تلك اللحظة، شعر ملك الأشباح وكأنه قد واجه عدوه الطبيعي، فاقشعر بدنه ووقف شعر رأسه غريزيًا.
"ما خطب هذا الرجل؟" تراجع خطوة إلى الوراء، وتقلص بؤبؤا عينيه الغريبان بعنف. لقد منحه نينغ تشينغ شوان الذي في مرمى بصره شعورًا تقشعر له الأبدان، لكنه لم يعرف مصدر هذا الشعور.
'تلك النظرة... ينظر إليّ وكأنه ينظر إلى... طعام؟'