لقد قضيت حياتي بحثًا عن الحب ، ولم ادركه.
واعدتُ هذة وتلك ، ولطالما تسائلت ، هل هذا هو الحب ؟
لكن لم احصل ابدا علي اجابه.
حتي سمعت احدهم يقول :
"انت لن تجد الحب ابدا في الاماكن البارزة ، ولن تجده إطلاقًا ، حتي ولو بحثت بأكثر دقة ممكنه ، لن تجد الحب ، الحب هو من سيجدُك ، سيجدُك اينما كنت ويصفعُك صفعة مدوية ، ولكن ليست مؤلمه ، بل صفعة ادراك ، بعدها ستقول 'اه ، اذا هذا هو الحب. ' وتبتسم مثل الابله. "
ومن حينها توقفت عن البحث.
حتي وجدتني الحب فعلًا.
عندما رأيتها تقف هناك تحت المطر ، تبكي بألم ، شعرت بألم لا يطاق في قلبي ، شعرت اني اتمزق.
هرعت اليها بلا وعي ، احتضنتها بلا وعي ، ثم وعيت.
ثم جائتني لحظة ادراك ، انني احب كارما.
وشعرت بالحقيقة كصفعة غير مؤلمه.
ووجدتني ابتسم مثل الابله واقول في داخلي 'اه ، اذا هذا هو الحب. '
هذا يفسر الكثير ، الشعور بالحماس الذي يراودني عند سماع اسمها ؛ رغبة في سماع اخبار عنها ، والاحباط الذي يراودني عندما اكتشف انه مجرد تشابه اسماء.
نبض قلبي المتسارع عندما اراها ، الدغدغة فى معدتين وانا اشاهدها تضحك .
القلق المستمر علي الاشئ ،الحزن عندما تنتهي الجلسه ورغبتي الجامحه في احتضانها.
ان شعور الحب الطف مما كنت اعتقد.
"منزلك لطيف ، لقد احببته. "
قالت بينما تقرأ عناوين الكتب علي الرفوف.
"ولديك الكثير من الكتب ايضا ، كتب في كل مكان. "
"انا احب الكتب ، مازال هناك غرفة كامله كمكتبة في الداخل بالمناسبه. "
"بالتفكير في الامر ، لم احاول ان اقرأ من قبل. "
"اذا ما رأيكِ في ذلك ، سأعطيكِ كتاب لتقرأيه ، اختاري كتاب. "
"لا اعلم حقًا ، اعطني كتابُك المفضل. "
كتابي المفضل ؟ فكرت ، هذا سيكون مثالي لها.
مددت يدي الي رف عالي واخرجت كتاب ازرق جميل ، واعطيته لها.
"فتاة النجوم ؟ عن ماذا يتحدث ؟"
"عن فتاة يراها الجميع غريبة اطوار لأنها تتصرف علي طبيعتها ، تفعل ما تريد ، تتحدث عن تلك الفتاة في مدرستها الجديدة. "
" هل هو كتابك المفضل حقا، ام لأن غدا هو يومي الاول في المدرسه ؟"
" كلا انه كتابي المفضل حقا. "
" حسنا ، سوف اقرأه…"
لم تكمل جملتها ، وجدتها فجأة تنتفض من مكانها واقتربت لتتمسك بي في حاله من الفزع، وشعرت بالفزع معها.
"شئ ما لمس قدمي !"
صرخت في فزع ، نظرت مكانها ، لأضحك بقوه.
"انها لولا. "
نظرْت حيث كانت تقف ببطء ، حالما رأتها حتي ابتعدت عني.
"قطه ؟ لديك قطه ايضا ؟"
" اجل ، ما رأيكِ ، اليست جميله؟"
اشرت الي لولا لتأتي بين ذراعي.
" انها جميله ، واسمها لطيف. "
سكتت قليلا ، ثم نظرت الي وضيقت عينيها.
"لا تخبرني انك تبنيتها لأنها قطه سوداء ولم يكن احد ليرغب بتبنيها بسبب المعتقدات المتعلقه بالحظ السئ. "
في الواقع ……كان تخمينها صحيحا.
"هل اصبحت شفافا لكِ بهذه السرعه ؟"
"انا ذكيه فحسب. "
قالت بفخر ، ثم تابعت بفضول :
"هل لديك اي حيوانات اخري ، اخبرني قبل ان اصاب بالفزع مره اخري. "
"لدي اربع سلاحف. "
"رائع انا تحب السلاحف للغايه. "
قالت بحماس.
" بالمناسبه ، ايها الطبيب ، قلت ان بأمكانك ان تصبح صديقي ، وبما اننا خارج العياده، هل يمكنني دعوتك باسمك ؟"
قالت بحذر ، ودق قلبي بشده لهذه الفكرة.
"بالطبع. "
"حسنا اذا ، فِن. "
قالتها بصوت رنان.
لقد سمعت اسمي ينادي لمرات لا تحصي، لكنها المره الاولي التي ادرك فيها كم ان اسمي له وقع خلاب.
احمر وجهى بشده، لذا ادرت وجهي للجهه الاخرى ، وقلت:
"الان ، هل ستبدأين بقراءه الكتاب ؟"
" اجل. "
عندما التفت كانت محمره الوجه هي الاخري.
جلست تقرأ بهدوء علي الاريكه، ولم استطع رفع عيني عنها.
النطر اليها يجعلني اشعر اني اطفو علي السحاب.
بدت لطيفه وهي تحاول التركيز.
رفعت نظرها الي ، تلاقت نظراتنا ، جعدت حاجبيها وقالت :
"بالمناسبه ، ماذا كنت تفعل بالخارج؟"
"كنت اشتري مثلجات. "
" في منتصف الشتاء؟"
"اجل ، الا يمكنني ؟"
ضحكت وقالت :
"بالطبع يمكنك. "
" لكن ، اين هي؟"
" لقد اوقعتها. "
"اه ، حسنا. "
نظرتُ الي ساعه الحائط ، لقد تأخر الوقت.
"عليكِ الذهاب للنوم. "
رفعت نظرها عن الكتاب مجددا وقالت بتذمر طفولي:
"لا اريد. "
"لديكِ مدرسة غدا ، هيا. "
قلت وانا اجلس امامها علي الاريكه ، تابعتُ :
"ان لم تنهضي سأحملكِ. "
قلت ولم اكن اخطط لفعلها بأي شكل.
سمعتها تتمتم بشئ لم اسمعه ونهضت بنفسها.
وضعت الكتاب علي الطاوله ثم قالت:
" الان ، اين سأنام. "
"هناك العديد من الغرف التي لا استعملها هنا. "
قلت وانا اقودها الي غرفه للضيوف.
"الم ينم اي احد في هذه الغرفه من قبل ؟ انها نظيفه للغايه. "
"في الواقع ، انتِ اول شخص ينام في هذا المنزل غيري ، وفي الواقع ايضا ، انتِ اول شخص يدخل منزلي ، ليس هذا فقط ، بل اي من منازلي. "
"لماذا ؟"
"لأن المنزل بالنسبه لي هو المساحه الخاصه التي لا يسمح لأحد بدخولها. "
لمعت عينيها بنظره حزينه وقالت :
" اذا ، هل انت تكره وجودي هنا ؟ "
"انا لا افعل شئ لا اريده ، ان لم اكن اريدكِ هنا لم اكن لأحضركِ. "
"هل انت متأكد اني لا ازعجك؟ "
النظره في عينيها آلمتني ، يمكن ان انزعج من اي شخص ، لكن ليس انتِ.
لم استطع ان اقول ذلك علي اي حال.
"كلا ، انتِ لا تزعجيني ، حقا. "
قلت بإبتسامه مطمئنه ، وابتسمت هي ايضا في المقابل.
"بالمناسبه ، متي يجب ان اوقظكِ. "
"السادسه من فضلك ، سيجب علي الذهاب الي منزلي اولا. "
"حسنا. "
ذهب كلانا للنوم ، لكن لم استطع النوم اطلاقا،اراهن انها لم تنم هي الاخري.
وحل الصباح في غمضة عين.
اعددت الفطور ثم ذهبت لايقاظها.
ما ان طرقت الباب حتي خرجت سريعا ، بدت مستعده تماما وشعرها مصفف جيدا.
"رائع ، انت دقيق للغايه ، انها السادسه تماما. "
ضحكت وتوجهت الي المطبخ.
قالت فجأه :
"فِن ، لا اريد الذهاب الي المدرسه. "
"اعلم ، لكن يجب ان تذهبي. "
"لا يوجد مفر ؟"
"لا يوجد مفر. "
استسلمت وتناولت فطورها بهدوء.
"ما رأيكِ ان اوصلكِ للمدرسه اليوم. "
نظرت الي بأعين لامعه وابتسمت باتساع وقالت :
"حسنا. "
لا اعلم من كان اكثر سعاده ، انا ام هي.
اشارت للوحه كبيره علي الحائط لفتي يطوف بين الغيوم ، وقالت :
"هذا غلاف لأغنية، صحيح ؟ هل تحب ذلك المغني ؟"
"اجل احب جميع اغانيه. "
"هذه المره الاولي التي اجد شخصا يحبه علي ارض الواقع مثلي ، انه المغني المفضل لدي. "
"اجل ، انه المغني المفضل لدي ايضا. "
واخذت تتمتم بكلمات الاغنيه علي اللوحه.
انهارليست جيده في الغناء.
بعد ذلك ، جعلتني انتظر اسفل منزلها لمده طويله حقا.
لكن لا امانع ذلك علي الاطلاق.
بعد ان نزلت تسائلت ، كيف يمكنها ان تكون بهذا الجمال حتي في ملابس المدرسه.
بقت متوتره طوال الطريق ، واخبرتها بعده نصائح ، ان تبتسم ولا تظهر توترها ، ان تتصرف بلطف وان لا تسأل كثيراوعجز تخوض في الاحاديث الشخصيه.
اوصلتها وبقيت طوال اليوم قلقا ، هل احبت المكان ، هل احبها زملائها ، هل كان المعلمون لطفاء ، آمل انها لم تضع في الردهات.
بقيت قلقا وكان عزائي الوحيد ان لديها جلسه اخري اليوم.
عندما خرجت من احدي الجلسات لأستريح ، رأيتها ، تجلس في قاعه الانتظار وتلعب بهاتفها.
وقفت امامها وابتسمت ، رفعت نظرها الي.
"كيف كان يومكِ ؟"
"ليس بذلك السوء. "
سعلتُ فجأه ، ضحكت واخرجت شيئا من حقيبتها.
زجاجه حافظه الحراره ، هزتها وقالت :
"كنت اخطط لإعطائك هذا ، لكن للأسف يبدو انك اصبت بالبرد. "
"ما هو هذا؟"
قلت بفضول ، مدت الزجاجه الي ، فتحتها ، عندما رأيت ما بداخلها لم استطع منع ابتسامتي من الاتساع، كان بداخلها مثلجات.
اخذتها وقلت:
"لا بأس ، سأكلها بعد ان اخذ الدواء. "
وذهبت.
بعد ان دخلت حجرتي مجددا تذكرت الكتاب الذي كانت تقرأه فى الامس ، تذكرت انها لم تكمله ، كان لدي نسخه منه في المكتب ، لذا طلبت من آرثر ان يعطيه لها بالخارج.
عندما حان موعد جلستها ، لم اخذ استراحه قبلها.
رأيتها فقط بددت طاقتي السلبيه.
كما ان جلست حتي بدأت في الكلام.
"اذا ، ايها الطبيب ، لقد عملت بنصائحك وكان الامر جيدا ، المدرسه ليست سيئه ، لكني اشتاق الي مدرستي واصدقائي. "
"لا بأس ، مازال بإمكانكِ رؤيتهم ، والان دعينا ننتقل الي الامر الكثر اهميه ، كارما ، بجديه ، عليكِ التحدث مع والديكِ ،اخبريهم بما يزعجكِ. "
"هل تعتقد انهم سيستمعون ؟"
"اجل ، سوف يفعلون ، سيهتمون ، فقط حاولي. "
تحدثنا قليلا عما يزعجها ، عما يؤلمها ، عن ذكرياتها وعن مخاوفها.
واعتقد اني لم اعش يوما لطيفا كهذا منذ فتره.
يوم جعلني ادرك كم كنت وحيدا عند عودتي الي المنزل، كم انني لا افعل شئ سوى العمل والعمل والعمل.
تمنيت لو انها تعيش معي.